أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الإسلام والإرهاب















المزيد.....

الإسلام والإرهاب


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 09:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يخاف المسؤولون في الدول الغربية ان تتحول مكافحة الإرهاب إلى نزاعات طائفية بين الجاليات المسلمة وغير المسلمين. وهم على حق في ذلك لسببين رئيسيين:
- المسؤولية الفردية: هناك مبدأ أساسي في القانون: كل شخص بريء حتى تثبت ادانته. ولا يحق ان تضع المسلم الإرهابي القاتل والمسلم البريء في نفس السلة ... حتى وإن كان هذا المسلم البريء اخا للإرهابي. والقرآن يعبر عن هذا المبدأ في عبارته "ولا تزر وازرة وزر اخرى"، التي تتكر في خمس آيات.
- النزاعات الطائفية تؤدي إلى نتائج عكسية وتقسم المجتمع وتزيد الطين بلة.
.
ولتوضيح الأمر، يمكننا القول بأن اصابة شخص بمرض خطير لا يمكن مواجهته بوضع جميع سكان مدينته في مستشفى. فإن مثل هذا الإجراء يعرض كل السكان إلى الإصابة بنفس المرض، نهايك عن تكاليف مثل هذه العملية.
.
هذا المنطق البسيط يجب ان يكمله منطق آخر، وهو تشخيص المرض بصورة دقيقة، حتى لا يكون هناك لا افراط ولا تفريط في العلاج. فإن انت شخصت وجع راس بأنه طاعون، سوف تلجأ إلى علاج مكلف لا حاجة له. وعلى العكس، إن انت شخصت مرض الطاعون على أنه وجع رأس عابر واعطيت المريض حبة اسبرين، فإن هذا التشخيص الخاطئ سوف يؤدي إلى موت المريض وتعرض المجتمع إلى انتشار الوباء. وتشخيص الأمراض من الأمور التي تواجه مثلا السلطات الألمانية مع افواج اللاجئين الذين يأتون مع امراض اختفت في المانيا من زمن طويل، فيصعب تشخيصها وعلاجها.
.
وإن نجح المسؤولون الغربيون نوعا ما في احترام مبدأ المسؤولية الشخصية في مجال الإرهاب، إلا انهم فشلوا في تشخيص اسباب الإرهاب. ودون تحديد هذه الأسباب لا يمكن بأي حال من الأحوال القضاء على الإرهاب.
فهم في تصريحاتهم يرددون بأن ما يحدث لا علاقة له مع الإسلام البتة. وهذه الجملة نجدها على لسان المسلمين وغير المسلمين منهم. ففي مؤتمر قمة العشرين الذي عقد في تركيا أشار أردوغان إلى أنّ "الإرهاب لا دين له ولا عرق، فالتنظيمات الإرهابية لا تمثل الإسلام، بل هي تنظيمات لا دولة لها ولا وطن تشن هجمات ضد الإنسانية جمعاء". وشدد البيان الختامي على أن "الإرهاب لا يمكن ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو أمة أو حضارة أو جماعة عرقية". وبعد هجمات باريس، اصدرت هيئات إسلامية فرنسية بأن ما حدث لا علاقة له البتة بالدين الإسلامي.
.
التعميم في كل حال هو خاطئ. إن قلت أن الإسلام هو المسؤول عن ما حدث في باريس، أو ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا ومصر وافغانستان والصومال وباكستان، فهو خطأ. وإن قلت أن الإسلام لا علاقة له البيتة بما يحدث، فهو أيضا خطأ. وما حدث في باريس يثبت ذلك بكل وضوح. فمنفذوا العمليات الإرهابية صرحوا دون مواربة بأنهم مسلمون ويتصرفون اعتمادا على مبادئ إسلامية. وجاء ذلك في بيان رسمي صادر عن داعش وقوفها وراء هذه الأحداث. وهذا نصه http://goo.gl/pFSkFb:
بيان عن غزوة باريس المباركة على فرنسا الصليبية.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: “وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار”.
في غزوة مباركة يسر الله لها أسباب التوفيق، انطلقت ثلة مؤمنة من جند الله الخلافة أعزها الله ونصرها، مستهدفين عاصمة العهر والرذيلة، وحاملة لواء الصليب في أوروبا “باريس“، فتية طلقوا الدنيا وأقدموا على عدوهم يبتغون القتل في سبيل الله نُصرة لدينه ونبيه صلى الله عليه وسلم وأوليائه، وإرغاماً لأنف أعدائه، فصدقوا الله نحسبهم كذلك، ففتح الله على أيديهم وألقى على قلوب الصليبيين الرعب بعقر دارهم.
حيث قام ثمانية اخوة ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا، منها ملعب “دي فرانس” أثناء مباراة ألمانيا وفرنسا الصليبتين حيث كان معتوه فرنسا “فرانسواه أولاند” حاضراً، ومركز “باتلكون” للمؤتمرات حيث تجمع مئات من المشركين في حفلة عهر فاجرة، وأهدافاً أخرى في المنطقة العاشرة والحادية عشر والثمانية عشر وبصورة متزامنة، فتزلزلت باريس تحت أقدامهم، وضاقت عليهم شوارعها، وكانت محصلة الهجمات مالايقل عن مائتي صليبي واصابة أكثر من ذلك، ولله الحمد والمنة والفضل.
ولقد منّ الله على اخواننا ورزقهم مايحبون ففجروا أحزمتهم في جموع الكفار بعد نفاد ذخيرتهم، نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداءويلحقنا بهم.
ولتعلم فرنسا ومن يسير على دربها أنهم سيبقون على رأس قائمة أهداف الدولة الإسلامية، وأن رائحة الموت لن تفارق أنوفهم ماداموا قد تصدروا ركب الحملة الصليبية، وتجرأوا على سب نبينا صلى الله عليه وسلم، وتفاخروا بحرب الإسلام في فرنسا، وضرب المسلمين في أرض الخلافة بطائراتهم التي لم تغن عنهم شيئاً في شوارع باريس وأزقتها النتنة، وإن هذه الغزوة أول الغيث وإنذارا لمن أراد أن يعتبر.
والله أكبر
“ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لايعلمون”
.
من جهة اخرى تفيد الأخبار بأن الإرهابيين من اصل فرنسي وبلجيكي قد اصبحوا على ما هم عليه من خلال ترددهم على جوامع سلفية. ومن هنا، قررت السلطات الفرنسية اتخاذ اجراءات لإغلاق الجوامع السلفية. وهذه الجوامع بالتأكيد لا تعلم المسيحية ولا اليهودية ولا البوذية، بل الإسلام. وتقوم السلطات الفرنسية بطرد أئمة بسبب خطبهم التي تزرع الكراهية. وهنا ايضا هؤلاء الأئمة لا يعلمون المسيحية ولا اليهودية ولا البوذية، بل الإسلام.
.
إن كان الأمر كذلك، من الخطأ القول بأن لا علاقة للإسلام بما يحدث في سوريا والعراق وليبيا ومصر وافغانستان وباكستان وغيرها. أين اذن المشكلة؟ الإجابة بصورة واضحة على هذا السؤال هو السبيل الوحيد لإتخاذ اجراءات ناجعة ضد العنف الذي نواجهه في الدول العربية والإسلامية والغربية.
.
الخلط الحالي بين المسلمين والإسلام والإرهاب وتخبط المسؤولين في مواقفهم نابع أصلا من خربطة النص القرآني وعدم التفريق بين القرآن المكي والقرآن المدني، وعدم التفريق بين اسلام مكة واسلام المدينة. فإن قلنا:
الإسلام لا علاقة له بالإرهاب
هذه المقولة صحيحة، إذا نتكلم عن قرآن وإسلام مكة.
ولكنها خاطئة، إذا نتكلم عن قرآن وإسلام المدينة.
فنحن امام قرآنين مختلفين تماما، وبين إسلامين متناقضين.
وهذا واضح كل الوضوح من خلال سيرة النبي محمد ومن مضمون نص القرآن المكي ونص القرآن المدني.... الذي يا للأسف لم يرتب ترتيبا وفقا للتسلسل التاريخي. ولذلك ننتقل من آية مسالمة إلى آية عنبيفة، ثم من آية عنيفة إلى آية مسالمة، الخ...
.
ما العمل اذن؟
- على الدول الغربية ان تمنع دخول وتوزيع القرآن على اراضيها بالصورة الحالية التي تخلط بين القرآن المكي والقرآن المدني، إن كان ذلك في النص العربي او في الترجمات.
- عليها ان تفرض نشر القرآن بالتسلسل التاريخي في اراضيها
- وضع تنبيه على القرآن المدني بأنه مخالف لحقوق الإنسان ويحث على العنف والكراهية والتمييز بين الرجل والمرأة، وبين المسلمين وغير المسلمين وينص على عقوبات وحشية والسلب والسبي.
- تبيين التعاليم الإسلامية التي تعتبر مخالفة لحقوق الإنسان وقوانين الدول المضيفة، وتعميم ذلك على جميع المسلمين
- عدم اعطاء الإقامة أو الجنسية لكل من يرفض الإلتزام بحقوق الإنسان وقوانين الدولة.
- مصادرة كل الأشرطة والمنشورات الدينية التي تتضمن مخالفة لحقوق الإنسان وقوانين الدولة.
- اعداد أئمة في فرنسا يتلزمون بإحترام حقوق الإنسان وقوانين الدولة، ومنع دخول اي إمام يسوق لأفكار مخالفة لتلك الحقوق والقوانين، وطرد كل الأئمة الأجانب.
- اغلاق جميع الجوامع التي لا تلتزم بإحترام حقوق الإنسان وقوانين الدولة.
- فرض الخطب باللغة الفرنسية وتسجيل كل تلك الخطب واخضاعها لرقابة الدولة ومعاقبة كل من يخالف حقوق الإنسان وقوانين الدولة.
.
د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية للقرآن مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b أو ورقيا من موقع امازون http://goo.gl/dEgPU8
كتبي المجانية http://goo.gl/m0lNIK أو http://goo.gl/ZnybpS
حلقاتي في برنامج البط الأسود https://goo.gl/AZoTfn
حلقتي حول ترجمة القرآن الآليات والمشاكل https://goo.gl/2B6DvM



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجه الشبه بين محمد وهتلر
- عندما خان محمد رسالته
- اقتطاع نصف السعودية لحل مشكلة اللاجئين
- محمد ليس خاتم الأنبياء
- الكندي: نبي الرحمة؟ وماذا عن غزواته؟
- الكندي: الختان ليس فريضة في الإسلام
- الكندي: الحج عادة وثنية
- الكندي: لا اكراه في الدين - والقتل والسلب والسبي
- الكندي: تحدي القرآن يصلح للجهال
- الكندي: تأليف القرآن والتلاعب فيه
- انتقاد الإسلام: هل هناك خط أحمر؟
- فن الدعاية في خدمة المثقف
- بنوك اسلامية بنوك حرامية 2
- بنوك اسلامية بنوك حرامية
- احمد الله اني ملحد
- أبناء الزنى كيف صاروا أمراء المسلمين
- ازرع قرآنا تحصد دمارا وارهابا
- اكبر خدمة تقدمها للمسلمين التخلص من القرآن المدني
- هل ظلم محمد عائشة؟
- هل قتلت عائشة محمد؟


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الإسلام والإرهاب