موريس رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 4986 - 2015 / 11 / 15 - 20:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو قيل لي من عشرات السنين عن احتلال العرب لمصر لاعتبرت المتحدث ساذج مجنون و على الأقل مسيحي صليبي يكره الإسلام و كأي مسلم يتشكل وجدانه و أسلوب حياته و تفكيره و نظرته إلى الآخر خلال نشأته الأسرية و وسطه الاجتماعي و الدراسي و الأهم هو أعلام الدولة الموجه الذي دائما ما يتمادى في تزييف الحقائق و الأحداث التاريخية و الثوابت الجغرافية التي يتعارف عليها العالم ، إعلام لا يخجل من اختلاق الأحداث و القصص بغرض تشويه التاريخ و الجذور العرقية و الثقافات و الديانات الأخرى
بعدما تخلصت من عقيدة البدو الهمجية عقليا و وجدانيا و إنسانيا ، تكشفت أمامي حقائق كثيرة يتم إلى الآن إخفائها عمدا و من جيل لجيل عن الشعب و ساعدني على ذلك شغفي الكبير للقراءات التاريخية و الاجتماعية و لجغرافيا المكان و لثقافات المختلفة و بمرور الوقت أصبحت مقتنعا تماما إن الرد على السؤال الافتراضي سابق الذكر ، واجب على كل مصري إذا أراد يوما استرجاع وطنه من المحتل البدوي الغازي
الدولة المصرية لا يحكمها أبنائها منذ مئات السنيين و يحكمها تحديدا منذ 1952 أبناء العرب البدو المستوطنين و امتداداتهم في الدول المجاورة و السعودية و الخليج (أي الأهل و العشيرة) و يزاحمهم في الحكم بعض أبناء الأسر ذات الجذور التركية و القوقازية و عرقيات مختلفة أخرى و أحفاد المماليك و فهناك ما يقارب الـ 800 إلى 1000 أسرة تتحكم في مفاصل الدولة و يخرج منهم غالبية رجال الأعمال و الأعلام و الصحافة و بعض اللواءات المختارين و محاميي تبرير النهب و النصب و الحسبة و قضاة و مستشاري الظلم و شيوخ الأزهر و السلفيين و الجهاديين و الإخوان المسلمين بالإضافة إلى بعض اليهوذات المحسوبين على المسيحية من عامة الشعب و القساوسة و الكهنة و يسير هؤلاء جميعا في فلك الـ سعود و الأسر البدوية الخليجية
زمرة من ضباط الجيش الصغار جندهم شيوخ الإخوان و الأزهر و انقلبوا سويا على الملكية عام 1952 و ساعدهم آلـ سعود على تلك الفعلة و بعد إسقاطها (مصر) سجنوا شعبها و ضللوه ثقافيا و دينيا و سياسيا و إعلاميا و جرفوه عرقيا لصالح البدو العرب المستوطنين لظهير المحافظات الصحراوي و دمروا القوى الحية في المجتمع من علماء اجتماع و كتاب و مفكرين و مبدعين و مثقفين و طردوا و هَجروا أبناء الأقليات العرقية و الأوروبية المتمصرين اللذين كانوا بمثابة قاطرة النهضة الثقافية و الفنية و الاجتماعية في وقتها و حاصروا و سرقوا أغنياء اليهود و الأقباط
منذ ذلك الوقت (1952) تقاسم حكم مصر العسكر الممثل في ضباط الجيش و الشرطة مع الأزهر الممثل في أبنائه و شيوخه و مثلما حدث تماما في السعودية بتقاسم السلطة بين قوة السيف الممثلة في آلـ سعود بالرياض مع رجال الدين فى آلـ شيخ الوهابية (محمد عبد الوهاب) بـ نجد و منذ ذلك الوقت أصبح قطار الدولة المصرية يسير فوق قضيبي العسكر و الأزهر اللذان يتجهان نحو صحراء التيه و الرمال المتحركة
الإخوان المسلمين و السلفيين و شيوخ الجهاد ، هم في حقيقة الأمر يمثلون مكونات رئيسية بالمؤسسة الأزهرية و نتاج لنفس المدرسة الدينية و التراث و المناهج التعليمية و أي صراع يطفو فوق السطح بين العسكر و الإخوان أو مع غيرهم ، فهو يعبر عن حالة صراع وقتية بين العسكر و الأزهر من أجل الغلبة و الانفراد بالسلطة ، كما أن الاثنان يستغلان السعودية و دول الخليج ماديا و يتنافسان على ذلك و في بعض الأوقات يستقويان بهم على بعضهما البعض ، فيلوح الأزهر دائما بانتمائه الأصيل للأهل و العشيرة البدوية الخليجية و يلوح العسكر بورقة الحماية التاريخية للعروش البدوية الخليجية ، لذا يتنافسان على تنفيذ الأجندة و تجميل الصورة ، لذا يصمم العسكر على الإبقاء للأحزاب السلفية (النور و غيره) كاسترضاء و مدخل لهم (الخليج) في التأثير على المصريين ثقافيا و اجتماعيا و دينيا و إعلاميا و برلمانيا
دائما ما تبوء المحاولات المحلية بالفشل و التي بغرض إبعاد الأزهر عن العسكر ، لكونهما بمثابة الروح و الجسد معا لا يستغنيان عن بعضهما ، و هما يعتبران الإخوان و السلفيين أو غيرهم مجرد أدوات في أياديهم لتمرير الأجندات السياسية و الدينية و كخط دفاع احترازي ضد بعضهما البعض
أعداء الشعب المصري ، هم أبناء الأهل و العشيرة أو قبائل و عشائر العرب البدو المنتشرين في كل الربوع أو كما يطلق عليهم الأعلام المصري تدليسا بـ. الأسر الكبرى و العائلات الكبيرة متعمدا إخفاء حقيقة أصولهم عن الشعب كأمن قومي و من هؤلاء يخرج شيوخ الجهل و الإرهاب شيوخ الأزهر و الإخوان و السلفيين و شيوخ القضاة و المستشارين و قادة الجيش و الداخلية و الأعلام و المحافظين و رؤساء المحليات و جميع الفاسدين و المرتشين ، هم يبتزون الدولة طوال الـ 60 عام الماضية و يمتلكون الآلاف الأفدنة و الأراضي الزراعة بوضع اليد و يتاجرون فيها و في كل الممنوعات و يجنون المليارات و يتحكمون في الدولة ماليا و اقتصاديا بمساعدة خليجية و نشرت لهم الدولة المعاهد و الكليات الأزهرية في أماكن تواجدهم بتمويل سعودي خليجي لتعليم أبنائهم كنظام موازي لتخريج القادة و شيوخ المستقبل و هم يعتبرون الكتلة الصلبة الحاضنة للإرهاب و للإخوان و السلفيين و الجهاديين و تنظيمات القاعدة و داعش و يريدون يوما تكوين أمارتهم الإسلامية مع الانفصال بسيناء و هكذا في مطروح و محافظات الصعيد و سيتكرر يوما نفس السيناريو الحادث مع قبائل البدو العرب المنتشرة بالأنبار و الرمادى و الفلوجة و بادية الشام في شرق و جنوب سوريا بمساعدة عربية بدوية خليجيه ضد سكان المناطق الأصليين
إمعانا في إظهار قوة السلطة و التمكن من الحكم ، استعاضت الرياسة بشعار النسر كرمز للعسكر و الدولة و معلقا في صالة الاجتماعات بدلا عن العلم و الخريطة المصرية و نفس الشيء مع رئاسة الوزراء بتعليق كلمة الله و رسوله في قاعة الاجتماعات تعبيرا عن الدين و الإسلام و الأزهر و يراد بذلك قصدا و ليس اعتباطا التلويح ظاهريا بقوة العسكر و الأزهر معا لكنى أراهما يعبران عن تهالك دولة العسكر و الأزهر
#موريس_رمسيس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟