أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - مخططات الشرق لم تنتهى















المزيد.....

مخططات الشرق لم تنتهى


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أشك فى ان صناع القرار و المتخصصين فى الغرب على علم جيدا ، ان التطرف و التشدد و الإرهاب عبارة عن كلمات مترادفة لكلمة واحدة هى "الجهاد " فى الإسلام الذى يعتبر فى نفس الوقت شعيرة هامة عند المسلم لا تقل عن أى شعيرة أخرى كالصلاة و الصوم و الحج و بل تفوقهم جميعا فى الأولوية فى بعض الأوقات ، يتعمد الغرب عدم المصارحة بذلك إعلاميا لكى لا يتسبب فى احداث صدمة نفسية اجتماعية قد ينتج عنها صدام كبير بين الشعوب و لكى لا يُصعب الأمر عليه فى تمرير البرامج الإنمائية الثقافية من اجل إدماج الشعوب الإسلامية فى العالم الحر و المنظومة الدولية الحديثة .. انا لا أرى أى فائدة فى الحقيقة من استمرار تدفق سفراء الدعاية و التجميل من مصر و الأزهر و غيرهم إلى الدول الغربية للتعريف بالإسلام الوسطى المتسامح الجميل الغير متواجد اساسا على الأرض و لا حتى فى العقول.

ليس من قبيل الدفاع عن الغرب لكنه فى الحقيقة لا يضيره ان يعبد المسلم الله أو محمد أو الحجر الأسود أو حتى لا يعبد شيء و طالما يمارس عبادته بحريته بلا ضغوط ، كما ان الغرب لا يريد تغير عقيدة المسلم طالما انحصرت فى العبادات داخل المساجد و دور العبادة مثلما يحدث مع باقية الديانات و العقائد الأخرى و هو لا يريد استبدل الإسلام بديانة أخرى كما يدعى شيوخ الإسلام و يروجوا له فى ماكينة الإسلام الإعلامية
من السذاجة الاعتقاد بتوقف الغرب مكتوف الأيدى امام الممارسات الإرهابية الجهادية التى وصلت إلى داره و دقت على بابه ، لذا فهو طوال الوقت منشغل فى كيفية استئصال جذور الجهاد و الإرهاب من الإسلام و يعمل فى هذا الاتجاه جاهدا إلى آخر نفس حتى لو كلفه عشرات السنوات إلى أن يصل إلى هدفه
يسير التقدم التكنولوجى الأعلامى بخطوات سريعة تفوق القدرة على الملاحقه و مما يجعل العالم يعيش غزو أعلامى متنوع يأتى من كل اتجاه و يقتحم البيوت و العقول كالسيل و ارى فى الأفق طوفان كبير قادم سيقلع كل شيء يعيقه و عندئذ ستختفى الممارسات الشهيرة من من ماكينة الأعلام / الاستغباء / التجهيل / التعتيم / التدليس / الكذب / تزييف التاريخ /

نعيش منذ فترة - حرب ثقافية - و متصاعدة ، هى ليست - حرب دينية - ضد الإسلام كما يعتقد أو يريد لها البعض و يروج فى الإعلام العربى كوسيلة دفاعية سهله لهروب من وجوبيه التغير الثقافى المطلوب الذى يعز إليه الغرب من الحكومات الإسلامية .. أهداف هذه الحرب اصبحت واضحة للعيان و صريحة و تنحصر فى تغير و وقف تعليم كل ما يتعارض مع كرامه الإنسان و حقه فى الحياة و التفكير و الاعتقاد و ممارسة مع يعتقد ، كما حدث مع تجريم أعمال السبى و الرق و امتلاك و تجارة العبيد من قبل ، لذا سيتم التحريم جبرا بالنسبة لجميع الحدود فى الإسلام و سيتم تجريم التعليم و الدعاية و الدعوة للجهاد بكل أنواعه / المخفى / المستتر / المعلن / المؤجل / و انحصاره فى الجهاد الروحى للإنسان ، لذا يتعاون الغرب "تكتيكيا " فى حربه الثقافية مع جميع القوى المؤثرة فى العالم الإسلامى ليصل إلى هدفه

هناك ثلاث قوى مؤثرة فى العالم الإسلامى لا تتخذ الشكل المؤسسى المتعارف عليه / تنظيم الإخوان العالمي بقيادة تركية (حزب العدالة) قطرية ملتحفه ماديا و فكريا بالعباءة الأزهرية و مساندة غير مباشرة من امريكيا و الغرب و الدول الخليجية و اسرائيل / الحركة السلفية الدولية بقيادة السعودية ملتحفة فكريا و ماديا بالعباءة الأزهرية مع مساندة خليجية و مصرية و باكستانية مباشرة /- الحركة الشيعية العالمية بقيادة ايرانية مع مساندة روسية مباشرة و تقارب امريكى اسرائيلى غربى فى الأفق /
خرجت مصر كدوله من معترك المنافسه بعدما فقدت تأثيرها بضعف الأزهر لديها و اخترقه رأسيا و افقيا و تَوزع ولاء علمائه و شيوخه و ابنائه إلى الإخوان و السلفيين و الدول الخليجية و غيرهم و بسبب ضخامة و أتساع حجم المؤسسة جعلها خارج سيطرة الدولة و القائمين عليها و تحولت من رصيد قومى قوى إلى عبئ قومى خطير يؤثر على كينونة الدولة و على خريطة وجودها و اصبحت المؤسسة تحوى انفاق عميقة تتشابه مع أنفاق رفح المصرية تعتبر مرتع جيد لمرور الأعداء من كل اتجاه

تصريحات السيسى الشهيرة بخصوص تغير الخطاب الدينى فى ثلاث فى مناسبات لا يعدو عن كونها مغازلة للغرب فقط لا غير و هى تصب فى كون الدولة المصرية الجديدة تعى جيدا الأحداث الدائرة حولها و تتفهم الحتمية التاريخية لتغير الثقافى الذى يطالب بيه الغرب و العالم الحر و كون مصر قادرة على عمل اختراق ثقافى محليا كبير و سيتم تعميمه ايضا على جميع دول العالم الإسلامى و بالتالى يمكن منافسة القوى الأخرى على الساحة و العودة للملعب ثانية للاعتماد عليها من قِبل الغرب
أرى انه من خلال حكم قضائى نهائى بأحقية المسلم فى تغير الديانة الى المسيحية مع التنفيذ الادارى الفعلى لأكثر من حاله ، سيخدم أى محاولة تغير مرتقبة و سيجبر علماء الأزهر على الخضوع و التعاون بجدية للوصول إلى تغير شامل حقيقى فى الخطاب الدينى و مما يضع القوى الأخرى المنافسه امام حائط سد يحرجهم كثيرا

الغرب يفضل التعاون مع تركيا و ايران عن التعاون مع مصر لتضاءل دورها كثيرا بسبب التأثير السعودي الثقافى و السياسي و الاقتصادي عليها و لأسباب طائفية داخلية لديها و هو لا يمانع فى عودة النفوذ القديم للإمبراطوريتين (الصفوية / العثمانية) تحت مسميات أخرى و اكثر حضارية و إنسانية ، كما انه لن يمانع فى تواجد خلافة شيعية فى النجف و كربلاء العراق مع خلافة سنية موازية فى الحجاز يكون لهما التأثير الفعال على التغير الثقافى المطلوب
ارى فى المشهد الصومالى من فوضى و تقليب و انهاك لسنوات عديدة سابقة ثم السماح لتركيا و قطر بالأنقاض عليها ، انه مشهد سيتكراره فى ليبيا و شمال افريقيا و على اجزاء كبيرة محددة من سوريا و العراق و اليمن و السعودية و الخليج و أرى التربص الكبير اللاحق بمصر خاصة فى مناطق سيناء و مطروح و الصعيد
ليس المهم من أنشأ و من يساند أو من يمول التنظيمات الجهادية /القاعدة / داعش / النصرة / الإخوان / جماعات السلفيين الأخرى / ، لكن المهم من يسيطر عليهم فعليا و يحاصرهم و يجبرهم على التحرك كقطع الشطرنج و كآليات على الأرض لتنفيذ اجندته و مخططه و هذا ما أراه تحضيرا لمشاهد أخرى كثيرة



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براءة
- قرآن - آب ديت
- إسلام الإرهاب أم إرهاب الإسلام
- صلاة المسلمين و جذورها المسيحية
- ازدراء اليهودية و المسيحية في القرآن
- مصادر التطرف و الإرهاب في القرآن
- شادى فى الجنة - قصة صغيرة
- حبيبة فى الجنة - قصة صغيرة
- القرآن المبسط (الطبعة الثانية)
- انا الفرعون
- الهروب إلى النار - قصة قصيرة
- الفوضى و الأضعاف و التفكيك مشروع إنسانى
- لعبة الجن و العفريت - قصة قصيرة
- مؤامرات الربيع العربى
- غزوة السجون و الأقسام
- فوضى الهوية و الحرب الأهلية
- نعتوا ناعوت
- الله أكبر الرجيم
- أنا الفاعل
- أمة


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - مخططات الشرق لم تنتهى