إسلام الإرهاب أم إرهاب الإسلام

موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 23:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

تُخلط الأوراق احيانا كثيرة و بالأخص عند التطرق إلى تعريف - الإرهاب - لكى يستمر المعنى غامض فى بطن الشاعر مطاط غير محدد و يتواجد فى منطقة رمادية خادعة كما أرادها له دعاة الإسلام و حماته من سياسيين و شيوخ الإسلام على مر العصور .. جميعهم يعلمون جيدا كون الإرهاب يعتبر "وسيلة " و ركيزة اساسية من ركائز الإسلام و ركن هام "غير معلن " من أركان الإسلام و هو الذى يرتقى فى حقيقة الأمر إلى المرتبة الثانية بعد إعلان الشهادتين مباشرة و قد مارسه غالبية الصحابة و الأتباع قبل ممارستهم لباقية الأركان الأخرى و اعتبروه حقيقة و جوهر الإسلام ذاته
يعتبر "الجهاد فى سبيل الله و رسوله " و ما يصاحبه من (غنائم و سبى لنساء و الأطفال و قتل و غزو لبلاد و الأوطان و فتحها و فرض للإسلام و لشريعته) ركن و فريضة واجبه هامه يُمارسها المسلم طواعية أو غصبا عنه و تُفرض عليه فى أحوال كثيرة عدة لكن تحت مسميات أخرى خادعة فى ظاهرها و فى جوهرها تحوى الإرهاب .. مارست جميع السلطات الإسلامية للإرهاب على مر العصور و بدرجات متفاوتة من خلال توزيع الاتهامات جزافا على العامة و على الشيوخ انفسهم بازدراء الإسلام أو احتقار الله و رسوله و اقوالهما و تأويل كلامهما ، بغرض بث الرعب فى النفوس و التخويف من التبعات اللاحقة لكى يتم فى نهاية المطاف الخضوع و الانصياع و السيطرة الكاملة على القطيع للحفاظ على استمرارية المفهوم الدينى و الثقافى البدوى القبلى "الأبوى " المتوارث و بمرور الوقت تحولت تلك الأفعال السلطوية إلى ممارسات عادية يومية يقوم بها العامة انفسهم فيما بينهم نيابة عن السلطات
يعتبر الإرهاب مكون أصيل من شخصية المسلم فهو يعيش معه و يصطحبه منذ نعومة اظافره ، فقد اكتسبه مع تنشئة "الأم " و الأسرة و المدرسة ثم يأتى تأثير الوسط المحيط .. يشب المسلم و يكبر على كونه رقيب على اخيه المسلم للحفاظ على الدين و تعاليمه و مظاهره و دفاعا عن الله و رسوله ، لذا يصير المسلم تلقائيا رقيبا يرهب و يرعب كل رقيب أخر ، فيحذره و يخيفه من تخطى الخط الأحمر المتفق عليه ضمنيا فى المجتمع ، لذا يتوقف المسلم عن تخطيه الخط تجنبا للتبعات اللاحقة من /عتاب / تأنيب /إهانة /عار /جلد /ضرب /سحل /سجن /قتل / و من هنا أصبح الإرهاب متأصل فى الضمير و فى وجدان العامة اما خوفا منه أو ممارسه له اجبارا أو طواعية طوال الوقت
أرى بمرور الوقت قد تَكون لدينا نوعين مختلفين من الإرهاب احدهما استطيع ان اطلق عليه - إسلام الإرهاب - أى التسليم بالأوامر و النواهى و التعاليم الإرهابية فى القرآن و السُنة و هو الذى يمارس من معظم المسلمين (سُنه/شيعه) فى حياتهم اليومية و هناك نوع أخر أطلق عليه - إرهاب الإسلام - و يُمارسه المسلمون فقط ضد غير المسلمين و النوعان مختلفان فى التوجه و الغاية منهما لكنهما يعبران فى نفس الوقت معا عن سر قوة الإسلام .. فلو تحرر المسلم تلو الأخر و تخلص من إسلامه الإرهابى لأختفى المسلمون من المشهد بمرور الوقت و لو تخلص الآخرون من "إرهاب الإسلام " لأختفى المسلمون من المشهد كليا .. أنها المعادلة الصفرية الواضحة للعيان التى لا يصح فيها تقريب و نتيجتها معروفة و لن تكون إلا واحد صفر لصالح أحدى الطرفين

مع الشكر و المحبة

#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات