أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان















المزيد.....

لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 13:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليست روسيا افضل من الولايات المتحدة الامريكية، ولا روسيا افضل من بريطانيا او فرنسا، ولا قباحة بوتين وانتهاكات سياساته لحقوق الانسان اقل من قباحة اوباما او هولاند او كاميرون وسياساتهم. فالجميع في سلة واحدة واهدافهم تصب في توسيع نفوذهم وامتيازاتهم السياسية والاقتصادية في العالم. الا ان الفارق بين روسيا وبقية الدول الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية هو ان الاخيرة تتبجح كثيرا بأكاذيبها ونفاقها وديماغوغيتها السياسية حول اهدافها السرية واستراتيجيتها المفضوحة. فلقد دمرت العراق بذريعة امتلاك نظام صدام حسين اسلحة الدمار الشامل وبعد ذلك حولت ليبيا الى مرتع للعصابات الاسلامية المدعومة من الادمغة المتعفنة في قطر وغيرها من دول الخليج تحت عنوان حقوق الانسان، كما نقلت سورية من الحضارة الى العصور الوحشية ليهب ويدب فيها من امثال داعش وجبهة النصرة واحرار الشام وجيش الفتح تحت عنوان "الديمقراطية" وتخليص الشعب السوري من النظام الدموي.
التدخل الروسي في سورية فضح بشكل علني وخاصة للذين راهنوا على دعايات الولايات المتحدة الامريكية في "حربها على الارهاب"، ووضع حدا لكل ادعاءاتها الكاذبة وادعاءات حلفائها المذكورين: بأنها ابدا لا ترعى المنظمات الارهابية، ولم تسع بغض الطرف عن تمدد داعش واخواتها من المنظمات الاسلامية، ولم تستخدم تلك المنظمات كأدوات في تحقيق اجندتها، ولا غضت النظر عن كل جرائم الاسلام السياسي ما دام لا يهدد مصالحها..الخ.
ان اوباما وهولاند وكاميرون يتباكون بحرقة مع اردوغان وشيوخ الخليج في مجلس عزاء نصبه الروس لهم على "المعارضة المعتدلة" الموعودة في تحويل سوريا الى ليبيا جديدة في الشرق الاوسط. يالهم من اخيار ومحبين للشعب السوري! فالمعارضة المعتدلة هي نفس المعارضة العراقية التي تحكم العراق اليوم ، هي نفسها التي اكملت خراب العراق بعد حربها واحتلالها من قبل الولايات المتحدة الامريكية، انها نفس المعارضة التي تحكم بشرعية الولايات المتحدة الامريكية، وهي تسرق وتنهب وتفسد دون اي رادع الى درجة بدء الناس يترحمون على سنوات نظام صدام حسين الدموي.
ان جبهة النصرة واحرار الشام والمجاميع الارهابية الاسلامية الاخرى تعتبر "معارضة معتدلة" في نظر اولئك الافاقين. لماذا؟ لان تلك المعارضة التي اقحمت عليها اسم "الثوار" او ثوار الكونترا الجدد، تخدم سياسة الولايات المتحدة الامريكية وتعتبر احدى الاوراق الرابحة لفرض التراجع على النفوذ الايراني والروسي والصيني في المنطقة. انهم حولوا سماء سورية والعراق الى ساحة للالعاب البهلوانية بطائراتهم وظلوا يغضون الطرف عن تمدد داعش طوال اكثر من سنة، والان يملئون وسائل اعلامهم المأجورة صراخا وعويلا على قصف "المعارضة المعتدلة" من قبل روسيا. انهم يفضحون انفسهم بأنفسهم، يفضحون كذبتهم في الحرب على الارهاب، يفضحون دعاياتهم بأن بشار الاسد وحده هو سبب الارهاب، يحاولون عن طريق التهويل للتدخل الروسي بالتعتيم على جرائم التحالف الخليجي بقيادة السعودية على اليمن ضد الابرياء. اي بعبارة اخرى ان التدخل الروسي في سورية بين بأنهم حتى فاشلين في فبركة اكاذيبهم ودعاياتهم المنافقة التي طبلو لها منذ سقوط مدينة الموصل بيد الوحوش الكاسرة. ولكن حدود فضائح التحالف الستيني الذي تقودها الادارة الامريكية ضد داعش تجاوزت فضائح ويكليكس، فتكفي فتوى 55 من علماء دين في السعودية تقضي بالجهاد ضد روسيا حتى يبين وبشكل واضح ودون اية مزايدة او مناقصة على دور الحاضنة السعودية في دعم المنظمات الاسلامية الارهابية في العالم. ولكن حماقة اولئك العلماء-العملاء تكمن بأنهم لا يفرقوا الى الان بين الاتحاد السوفيتي السابق عندما اجتاحت جيوشها افغانستان، حيث اصدرت فتاوى من نفس الحمقى بالجهاد ضد الشيوعية والالحاد التي كانت تمثلها الاتحاد السوفيتي وبين روسيا اليوم التي دفعت المملكة السعودية رشاوى لها على شكل صفقات عسكرية تقدر ب 150 مليار دولار، وهو ثمن اعلان حربها على اليمن وارسال جيوشها لتقليم اضافر الحوثيين وعبد الله صالح واعادة اليمن الى الحاضنة السعودية. ان ميزة الحمقى التي يتحلى بها علماء الدين من كل شاربة هي انهم لا يقرئون التاريخ ولا يفهمون بالجغرافية السياسية ولا يقومون بتجديد معلوماتهم (UPDATE)، وهذ سر اصدار فتوى الجهاد ضد روسيا التي مازل يعتقدون انها نفس الاتحاد السوفيتي. بيد انهم تناسوا في اصدار نفس الفتوى بالجهاد ضد الولايات المتحدة الامريكية عندما اجتاحت جيوشها العراق وافغانستان وقبلهما فيتنام وكوريا، وهذا يوضح دون لبس عمق العلاقة بين راعي الارهاب الولايات المتحدة الامريكية وبين ادواتها من عملاء-علماء الدين في المملكة الارهابية السعودية.
ان الولايات المتحدة الامريكية هي من اوصلت المنطقة الى حرب طائفية واطلقت العنان لعصابات الاسلام السياسي كي تسرح وتمرح، بعد ان هزت ثورتي مصر وتونس عروش صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التنمية الامريكية، تلك المؤسسات المالية التي دعمت الاستبداد السياسي واشاعت الفقر والعوز والفاقه في المجتمعات. لقد ارادت من تلك السياسة "الحرب الطائفية واشاعت الفوضى" في وضع البشرية التي تعيش في تلك المجتمعات امام خيارين، فأما الخنوع والقبول بالعيش كعبيد، فقط يأكلون ويتنفسون، او الفوضى الامنية ومستقبل مجهول وموت محقق على يد مليشيات وعصابات الاسلام السياسي. وهذا هو سر خوفهم على جبهة النصرة واحرار الشام لانهم ما زالوا لم يخرجوا عن طوع الغرب بقيادة امريكا. فمثلما احتاجت أمريكا في وقت سابق الى الاتحاد السوفيتي كي تبرر جرائمها في دول امريكا اللاتينية واسيا وتحت عنوان محاربة الشيوعية والالحاد، فهي بأمس الحاجة اليوم الى النصرة واحرار الشام كي تضفي الشرعية على تدخلها في العراق وسورية وليبيا واليمن تحت عنوان "الحرب على الارهاب". فتخيل دون تلك المجاميع الارهابية ماذا يبقى في الجعبة الاستراتيجية للهيئة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية و فرنسا وبريطانيا.
ليس امام البشرية المتمدنة والمتحضرة من خيار الا بتوحيد صفوفها من الطبقة العاملة والقوى التحررية والوقوف بوجه الهجمة البربرية التي تقودها الاقطاب الدولية والاقليمية في اشاعة اجواء الحرب والفوضى ودعمها للمجمايع الارهابية التي حولت العالم الى جحيم لا يطاق. فأما رص الصفوف والنزول الى الشوارع في كل بلدان العالم مثلما نزلت اثناء الحرب واحتلال العراق، للتصدي الى الحرب لوقفها في الشرق الاوسط التي ستجر العالم اليها او مزيد من الدمار والخراب الذي يتسع رقعته يوما بعد يوم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهة الطائفية هي في مواجهة الاسلام السياسي
- سلطة الاسلام السياسي الشيعي والهروب الجماعي
- العلمانية بين الطبقات وتياراتها السياسية
- الاحتجاجات الى اين؟
- الاحتجاجات بين فكي قم والنجف
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير عادل - لا عزاء للافاقين: اوباما وكاميرون وهولاند واردوغان