أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!














المزيد.....

أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 12:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





حج بيت الله الحرام يشكل واحداً من أركان الدين الخمسة مطلوب من كل مسلم ومسلمة القيام به حين يكون قادراً على ذلك مالياً أو صحياً. وهذا الطقس الديني لا يمكن لأحد أن يمنعه أو يقلل من أهميته عند المؤمنين والمؤمنات بدين الإسلام. وكل عام يؤم الملايين من المسلمين والمسلمات من سائر أرجاء العالم مكة لأداء فريضة الحج. والكثير منهم يمارس العمرة حين يتسنى له ذلك. وعند عودة الحاج إلى عائلته وأحبته يُستقبل بالترحاب وتُقدم له الهدايا ويُنحر له خروفاً تيمناً بعودته حاجّاً. ويحمل الحاج معه هدايا لأهله وجيرانه وبعض الأصدقاء. ويتمنى له الناس حجَّاً مقبولاً وجهداً مشكوراً، وأن يغفر له الله ذنوبه. كان هذا حين كان بسطاء الناس يقومون بالحج وهم في الغالب الأعم لم يرتكبوا خطايا كبيرة تؤذي شعباً ووطناً.
ومنذ سقوط الدكتاتورية الغاشمة ووصول الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية إلى السلطة في غفلة من الزمن بدأ أعداد الحجاج في تزايد، وخاصة من جانب المسؤولين في الدولة العراقية حتى في أشد فترات الأزمات التي مرَّ بها الشعب، بما في ذلك سنة الاجتياح والاستباحة والقتل والاغتصاب لنساء العراق وبيعهن في سوق النخاسة والتهجير القسري والنهب والسلب والتدمير لتراث وآثار وحضارة العراق القديم والحديث من جانب قوى الإرهاب والتطرف الشريرة، عصابات داعش ومعهم جمهرة من البعثيين العسكريين الأوباش. كما إن 160 مسؤولاً أمّوا مكة هذا العام، رغم معاناة خزينة الدولة من شحة الأموال وتفاقم المصاعب في توفير السلاح للحرب الجارية، حتى راح رئيس الوزراء يرجو الشباب أن ينتجوا له أجهزة تكشف عن الأسلحة في نقاط التفتيش لأنه لا يملك مالاً لشراء الصالح منها وليس المغشوش، كما حصل في حكومة المالكي السابقة، أو التبرع لمساعدة النازحين الذين يعانون من البؤس الفعلي غير الإنساني. المواطنون والمواطنات بالعراق هم في استغراب شديد، ترتسم الحيرة على وجوههم، هم في ضنك معيشي شديد، يطرحون على هؤلاء المسؤولين الذين هم في مكة الآن للحج، وهم أعضاء في مجلس النواب أو أعضاء في حكومات سابقة أو حالية وأعضاء في أجهزة القضاء أو في مؤسسات قطاع الدولة وفي وزارة الكهرباء والمسؤولين في التجارة وعقود الأسلحة ... وفي ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد، أسئلة كثيرة منها:
هل يمكن أن يكون حج بيت الله الحرام مقبولاً من مسؤولين حين تكون خزينة الدولة مفلسة والحاجة ماسة إلى المال لخوض القتال ضد أعداء الوطن الدواعش والبعثيين المسلحين في محافظات العراق المحتلة من قبل هؤلاء الأوباش، أم الأصح والأصلح أن يتبرع المسؤولون بتكاليف الحج إلى خزينة الدولة لتستخدمها في تأمين المال الضروري للمعركة، أو التبرع بها لتوفير الخبز والتمر واللبن والحليب للعائلات النازحة؟
هل إن حج بيت الله الحرام مقبول من أفراد لم يَعلِن حتى الآن عن حجم ثرواتهم المنقولة وغير المنقولة ليبرءوا ذمتهم من التهم الموجهة لأغلب مسؤولي العراق بأنهم يلتهمون يومياً السحت الحرام، والشواهد كثيرة على ذلك؟
هل إن حج بيت الله الحرام مقبول من أشخاص لم يملكوا شروى نقير، واستطاعوا الآن شراء قصورٍ كبيرةً بملايين الجنيهات الإسترلينية في واحدة أو أكثر من عواصم العالم الغربي أو في الإمارات العربية أو حتى بالعراق؟
هل إن حج بيت الله الحرام مقبول لمسؤولين عرباً أم كُرداً أم غيرهم لم يطعموا فقيراً ولم يرحموا يتيما ولم يأووا مسكيناً مشرداً وجيوبهم وحساباتهم المصرفية مليئة بالمال، وفيه الكثير أو كله من السحت الحرام؟
هل إن حج بيت الله الحرام مقبول لمسؤولين يتآمرون على عملية الإصلاح السياسي والتغيير لصالح المواطنات والمواطنين، رغم تأييد مرجعيتهم الدينية الشيعية أو مؤسساتهم الدينية السنية لتلك الإصلاحات؟
هل يمكن أن يغفر الله ذنوب من تجاوزوا على المال العام وعلى مصالح الشعب ودعوا للفتنة بين المسلمين السنة والشيعة وضد أتباع الديانات الأخرى بمجرد قيامهم بزيارة بيت الله الحرام، أم المفروض أن يقدموا إلى المحاكمة؟ هل يمكن أن يغفر الله ذنوب المسؤولين وهم يعتبرون المال هو ربهم الأعلى الذي لا يعبدون غيره، رغم حرق جباههم التي اسودت من كثرة السخام، أو تركوا لحاهم تطول لتغطي على دناءتهم؟ لنتذكر قول الصحابي أبو ذر الغفاري: "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، ألا يخرج على الناس شاهراً سيفه". وها هي الشبيبة تتظاهر بأسلوب سلمي وديمقراطي في أنحاء العراق وتطالب بالإصلاح والتغيير الجذري قبل أن يُجبر الناس على الخروج شاهرين سلاحهم بوجه الفساد والإرهاب والمحاصصة الطائفية، إذ إنها الفساد بعينه. ولنتذكر أيضاً ما نسب إلى الإمام علي بن أبي طالب قوله: "من ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ منه الدين". فهل أنتم متعظون؟



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل مدينة كربلاء طائفية أم أممية وحضارية؟
- صحوة الشبيبة من أوهام الهويات الفرعية القاتلة!!
- مقدمة كتاب يهود العراق والمواطنة المنتزعة
- أما لليالي الآلام والأحزان والعذابات أن تنتهي!!
- هجرة شبيبة العراق .. خسارة فادحة!
- المتظاهرون وأعداء التغيير بالعراق!
- الوجه السياسي الكالح لسفارات العراق!
- هل الساسة مصابون بدائي العظمة والنرجسية؟
- جدلية العلاقة بين طبيعة النظام السياسي وسياساته الاقتصادية و ...
- هل يريد التحالف الدولي بقيادة أمريكا إنها الحرب ضد داعش؟
- التفاؤل والتشاؤم في رؤية واقع وآفاق تطور أوضاع العراق
- مؤتمر محاربة الإرهاب يعقد بالعراق وليس برعاية قطر!!!
- ما العمل لتجنب إعلان حالة الطوارئ بالعراق!
- لنعبئ قوى الشعب لإنجاح عملية التغيير!
- الحكام الهائمون في الظلام والغائبون عن الوعي بالعراق
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العباد ...
- ما اللعبة الجديدة لمناهضي المظاهرات المطالبة بالإصلاح والتغي ...
- المغزى السياسي والاجتماعي لمشاركة الصدريين في مظاهرات الشعب
- رسائل متبادلة بين زميلين حول علوم الاتصال والإعلام والاقتصاد
- ألا يجب تغيير طاقم رجال الجمارك والأمن العاملين في مطار بغدا ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أوضاع العراق المأساوية وحج بيت الله الحرام!