أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - الشاعرة اليزابث. ر . كري ـ عشية الحرب















المزيد.....

الشاعرة اليزابث. ر . كري ـ عشية الحرب


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 366 - 2003 / 1 / 12 - 05:39
المحور: الادب والفن
    


 

                   خاص: الحوار المتمدن

   قال ديستوفسيكي يوما:

  * لن أحترم العالم اذا ما قتل فيه طفل واحد.

وهذه العبارة رددها كثيرون من بعد ومنهم سارتر ونزار قباني وحسين مردان ومحمد الماغوط وحتى انشتاين.  ويبدو ان صرخة المسيح  قبل ألفي سنة " لا تقتل" لامعنى لها هذه الايام، في قرن كنا نظن انه قرن تعلمت فيه البشرية الكثير وخاصة من تاريخ القتل، وكما يقول الروائي الالماني هرمان هيسه يبدو اننا لم ندخل مرحلة الانسان واننا مازلنا في طور الغوريلا.  نعم، لا تزال الغوريلا تجوب العالم على قدمين وحشيتين وهذه المرة ترتدي قناعا ملونا زاهيا اسمه تارة النظام الدولي الجديد ومرة اخرى العولمة واخرى تمدين الشعوب المتخلفة وترسيخ قيم الحرية كما يفهمها صناع الموت.الغوريلا تستحم هذه المرة بالنار في بغداد الى جانب الوحش المحلي القادم من الصحراء. وبين الوحش الرأسمالي الشبق الى كل قطرة نفط، وبين الوحش الوطني الناقعة يده بالدم، علينا ان نجهز حفلة الموت وان نتعطر امام شاشات التلفاز لكي نموت ضاحكين وفرحين امام الكاميرات.

  لماذ تعول الحرب فوق رؤوس  مكسوة بالخرق في ريح الصحراء؟تتساءل الشاعرة اليزابث كري بدهشة وهي تستحضر قيم الحضارة الامريكية التي تختلط فيها رائحة الذرة  برائحة الدم؟وحين تخاطب شعبها قائلة:

"ايا شعبي اننا في ظلام فكري"

ماذا يمكن ان نقول نحن الذين تنجر لهم هذه الايام وليمة الموت وطقوس الجنازة على مرآى من العالم، نحن الذين نهتف للحرب ونصلي للقتل الابيض الذي سوف لن يراه احد عبر الشاشة لأنه سيكون موت حشرات وجدت خطأ على هذه الارض التي تتسع لكل انواع الوحوش والضواري والقتلة؟

   وكيف سيكون الاحتفال في ليلة الذبح؟

هل سنموت بالغازات؟ بالخردل الوطني؟ بحرق محطات الوقود والنفط من اجل تكوين سحابة سوداء تجعل الطائرات المغيرة تضل طريقها وتفرغ حمولتها على مزارع الرز؟
هل سنموت بداء الجدري وتتشوه وجوهنا مرة اخرى بالداء بعد ان شوهها الارهاب والحنين والامل؟


الذين يحلمون بحرب نظيفة وسريعة وخاطفة وجراحية،سوف لن يجدوا شيئا يتكئون عليه في النهاية، لأن الحيطان نفسها ستزال مع المدن والجسور والاحلام والاوهام.

والذين يدفعون نحو الحرب اليوم، عن جهل أو حقارة، أو طمع، أو عنصرية، أو مرض، أو استغلال فرص، نبشرهم بأنهم لن يعثروا على وطن ولا سلطة ولا على كرسي يجلسون عليه لأن غوريلا بغداد ستأخذ معها كل شيء على طريقة ملوك بابل والفراعنة الى القبر بما في ذلك الخزائن والحراس والاشجار والنجوم.

لقد انحطت اللغة اليوم، لغتنا، الى أسوأ حالات الانحطاط، وصرنا نتحدث عن ثمن سقوط الفاشية بملايين الارواح كأننا نتحدث عن أحجار او رمل أو صفيح.

فريق يقول: ان موت ربع مليون هو ثمن مناسب!
فريق ثان يقول: وحتى لو قتل مليون، هذا أفضل من بقاء الدكتاتور!
وفريق ثالث يقول: ولو أزيل العراق من جذوره، ماذا نخسر اكثر من هذا؟!

اننا اذن امام مشهد سقوط أخلاقي مروع، وتدهور خطير في الروح الانسانية لا مثيل له، ولا أحد يعتقد ان العالم، كل العالم، سيحترمنا ونحن نتحدث عن وطننا بهذه اللغة الدموية التي يخجل منها وحوش ماقبل التاريخ.

تسقط حكومات في أوروبا اذا داهم البوليس  خاطف أطفال قتلوا نتيجة المداهمة.وتنهار انظمة لسقوط جسر أو انهيار عمارة أو غرق باخرة.

وتهدد ممالك لزواج مشبوه أو علاقة سرية.
ويطرد وزراء لمذبحة كلاب في مأوى.

على الذين يتحدثون عن ثمن بالملايين، عليهم أن لا يتحدثوا بهذه اللغة امام الاطفال لكي لا ننقل هذه الجريمة الى جيل آخر، جريمة الاستهانة بأرواح البشر، ولكي لا يتعلم هؤلاء هذا النوع من اللغة المشوهة التي تقطر دما وجنونا وحقارة.

  ونبشر الحالمين والواهمين بوطن جديد ما بعد الفاشية ونقول: سيحرقه ويرحل، وسوف لن تجدوا غير الجثث المتفحمة والجدران المنهارة والدخان الاسود والفئران وهي تسرح بين الانقاض.

ويوم ذاك سنطلق اسم كل واحد منكم على جثة أو مجزرة أو محرقة أو فأر.

تعلموا من اليزابث حكمة الالم وحيوية الضمير وصفاء القلب واغتسلوا بدمع ضحايا يجلسون الان في منازلهم ينتظرون الموت.


         قصيدة للشاعرة اليزابث. ر. كري Elizabeth .R. Curry

                 في عشية الحرب

       الاهداء للشاعر الاسترالي:وولتر تونيتو


     الحرب المعولة
     الجمعة الحزينة والمنارة
     حاول الاله القيام بمعجزة صغيرة وكاد يموت
     واناس فوق رؤوسهم خرق تخفق باكية في الصحراء،
     ولكن هنا أمريكا
     ورائحة الذرة المشوية تختلط
     بدماء روكي الآمنة، كما يزعم رامبو.

     هناك حيث تنمو نباتات في الرمال
     وتتنفس الثغور غبار الشيوخ.
     تكاثرت عصا هارون بالملايين
     وصارت اسلحة قتال، وهكذا
     نزل الاله من سفح الجبل
     ومعه الواح متصدعة وصليب متشظ
    وحلي مكسرة من رحلة مكة،
    وأقر بعجزه.

    ثمة حائط لم اره من قبل
   حيث يأتي الناس ليصبوا قلوبهم مثل رسوم مقدسة
   على صخوره البالية،
   ثمة جمعة يصمت الموت فيها
   ولا تجاب قبضات الطارقين ممن ظلوا على قيد الحياة
   ولا يفتح باب للنور
   ثمة مسجد لا ينهض فيه المؤمنون
   الساجدون ابدا،
   وتحلق فيه طيور حاملة احشاءً بمخالبها.

   أيا شعبي اننا في ظلام فكري،
   غيوم ترى خلال المرايا تحجب القمر،
   ويوم ينذر بالرزايا، وظلال تموت.

  في الخنادق أكفان ملقاة صدئة بالدماء.
  اننا حبيسون في جمجمة تبتلع كل شيء
   فيها هلال غامض حيث الدماغ
   لا نسمع إلا طبول الموت المثيرة،
   والله يرانا،
  في يأسه، نهشم انفسنا على الجدران،
  نعلق على الصلبان اجسادا لن تتنفس ابدا.
  ونسوي الانسانية جميعا بالارض تحت بسط رائعة،
  في تلك الصحراء المترامية:

  وفي امريكا تثور عاصفة رملية هوجاء،
  إنه صوت الحرب الهادر كالرعد.

ــــــــــــــ
* موقع حمزة الحسن ـ الاعزل ـ
www.alaazal.com
*  هذه القصائد نشرت في مصادر مختلفة.




#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر ديفد ري،David Ray ـ الى طفل في بغداد
- الشعر الاجنبي والحرب ـ موسم قتل العراقيين
- القاص مهدي جبر ـ وداعا طائر التم
- الروائي نوري المرادي ـ خضرمة ـ الموسم الخامس.
- إحتفالية بالروائي عبد الخالق الركابي ـ سابع ايام الخلق
- الروائي مهدي عيسى الصقر..و.. ـ أشواق طائر الليل
- الروائي الطاهر بن جلون و ـ تلك العتمة الباهرة
- الروائي المغربي محمد شكري و ـ زمن الاخطاء
- عبد الله القصيمي، المتمرد القادم من الصحراء
- الشاعر أمين جياد و ـ لمن أقول وداعا؟
- الشاعر حسين عبد اللطيف في- نار القطرب-
- احتفالية بالشاعر رعد عبد القادر و- دع البلبل يتعجب
- احتجاجات المثقف والارهاب وغياب تقاليد التضامن - التضامن مع ا ...
- نقد المثلث الأسود / رجل واحد شجاع يشكل أغلبية !
- وثيقة التوجهات السرية!
- صرخة تضامن مع مروان البرغوثي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - الشاعرة اليزابث. ر . كري ـ عشية الحرب