أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - الروائي المغربي محمد شكري و ـ زمن الاخطاء















المزيد.....

الروائي المغربي محمد شكري و ـ زمن الاخطاء


حمزة الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 358 - 2003 / 1 / 4 - 02:17
المحور: الادب والفن
    


 

           خاص: الحوار المتمدن


    في الرسائل المتبادلة بين الروائي المغربي محمد شكري من المصح العقلي  في مايوركا ـ تطوان، وبين الناقد الروائي المغربي المعروف محمد برادة الذي كان احد الاشخاص القلائل الذين رافقوا رحلة شكري منذ نشر سيرته الذاتية الروائية الاولى" الخبز الحافي " وحتى مسستشفى الامراض العقلية، والى ان خرج شكري من التجربة المرة، يقول شكري في واحدة من رسائله من المصح:

     " يخيل الي اني عشت دهرا. في الحقيقة أنا لم ابدأ بعد عزلة الكتاب الحقيقيين. اذا بدأتها فربما لن أخرج منها. أتمنى ذلك". ويقول في رسالة اخرى الى برادة من المستشفى:

" الاحساس بالكتابة بدأ يغزوني في هذا المارستان. عندما اخرج سأحاول أن أغير حياتي"

ويرد عليه برادة:

" ليس مطلوبا منك أن تغير حياتك، وإنما ان تكتب حياتك".

وحين خرج شكري من المارستان كتب سيرته الذاتية الروائية الثانية وهي " زمن الاخطاء" تكملة للخبز الحافي التي قادته الى المصح والعزلة والقطيعة، في حين حصلت على شهرة عالمية في الخارج وترجمت أول مرة للانكليزية ثم الاسبانية والفرنسية في بداية السبعينات ولم تنشر في اللغة العربية إلا في أوائل التسعينات.لكن عن اي أخطاء يتحدث محمد شكري؟
ويسأله برادة هذا السؤال: اخطاء بالنسبة لمن؟ اذا كنت تقصد اخطاء الاخرين في حقك فإننا سندخل في متاهة قبل أن تحدد معنى الخطأ وعلى من تقع المسؤولية في ارتكابه. اما اذا كنت تقصد الاخطاء التي ارتكبتها انت، فلا أظن أن الامر سيكون اسهل مادمت ترتكب الاخطاء التي تغيظ الاخرين وتجعلك تحس أنك اقرب الى ذاتك وتلقائيتك. وفي هذه الحالة كان عليك ان تجعل العنوان كالتالي " زمن الاخطاء التي أحبها".ويضيف برادة:

ليس هذا مهما، على كل حال، بل الاهم هو ان تخطيء فتبدأ عزلة الكتاب الحقيقيين وتعرض عن ضوضاء العيش الخارجي وطقوسه المكررة"
إذن يمكن الدخول الى سيرة محمد شكري من خلال نص كتابة الحياة أولا كما يشير برادة صراحة وهو ناقد كبير وموسوعي وروائي موهوب وخاصة روايته الشهيرة" زمن النسيان"

وهذه هي احدى اهم وظائف السيرة الذاتية الروائية، فهي ليست استعادة حرفية للحياة أو الشخوص أو الحوادث، حتى لو تطابقت الاسماء والوقائع كما حدث في كل روايات شكري السيروية، بل هي محاولة لخلق سيرة نصية موازية لا تكون هي نسخة من الحياة فهذا مستحيل في الفن والرواية، بل تكون حياة أخرى، بديلة...


في سيرته الثانية" زمن الاخطاء" يعود شكري مرة اخرى الى عالمه الاصلي، البدائي، الوحشي، الذي مافارقه يوما، عالم الطفولة المشردة، والفتيات القاصرات المسحوقات تحت ضغط الحاجة والجسد والفقر والتراتبية الاجتماعية، وعالم قاع المدينة السفلي بما فيه من سكارى ومهربين ومنحرفين ولصوص وعشاق مطرودين من مملكة الارض الى البحر أو الليل أو الرصيف..

وهو لا يعيد رسم هذا العالم، بل يعيد تشكيلة مرة اخرى في محاولة لبناء ذات جديدة كان قد وعد بها وهو في لمستشفى، وهذه الذات تبنى أولا وأخيرا داخل النص، اي أن التغيير يقع داخل النص ثم يحدث في ذات الكاتب...

مردة طلب ناقد ياباني درس روايات محمد شكري وجاء الى طنجة في المغرب حيث يعيش شكري، وطلب منه رؤية " الخزان" القديم الذي جاء ذكره في سيرة" الحبز الحافي" وكم كانت دهشة الناقد الياباني كبيرة حين قاده شكري الى الخزان الذي كان ينام فيه، فقال الناقد مبهورا:
ـ لكن ياسيد شكري هذا الخزان قبيح وانت صورته جميلا..!
فرد عليه شكري:
ـ نعم، هو جميل. لا تنس أني كنت انام فيه لا أنت..!

ان البحث عن المطابقة بين النص السيروي وبين الواقع هو نوع من التسطيح  للعمل الروائي خاصة والفن عامة، لأن الرواية ليست نسخا، بل خلقا، وليست استعادة، بل صياغة جديدة ورؤية فردية للعالم والاشياء...كتب شكري ايضا كتبا كثيرة عن علاقته بالمسرحي الفرنسي جان جينيه " جان جينيه في طنجة" و كتب عن علاقته بالمسرحي الامريكي تينسي وليامز" تينسي وليامز في طنجة" كما كتب كتابا جميلا عن القاص والكاتب الامريكي الذي قضى عمره في طنجة وهو بول بوولز" بول بوولز وعزلة طنجة"...


وفي كل ماكتب كان محمد شكري سواء في الرواية أو في السيرة أو القصة القصيرة أو في التحقيق، مبدعا، قلقا، تائها...

وسيرته" زمن الاخطاء" والمطبوعة مرة اخرى تحت عنوان آخر" الشطار" هي سيرة محمد شكري الشخصية ورؤيته الفردية لعالم رآه ينهار رغم التماسك الظاهري المخادع، وهي سيرة المدن السرية ايضا من خلال عين طفل أو روائي.

سيرة مدن عربية تصلي على صوت المؤذن وتنام على صوت الربابة والكاس. وتهرب الى اوربا عبر القوارب
وتلعن الحضارة الغربية...وتنشد للطفولة في النهار وتستبيحها في الليل...فهل هي أخطاء محمد شكري هذه؟ ولماذا لا يخجل هؤلاء من ممارسة الفضيحة، ويخجلون من التعبير عنها فحسب؟! هذا ماتقوله سيرة" زمن الاخطاء"

 

 



#حمزة_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله القصيمي، المتمرد القادم من الصحراء
- الشاعر أمين جياد و ـ لمن أقول وداعا؟
- الشاعر حسين عبد اللطيف في- نار القطرب-
- احتفالية بالشاعر رعد عبد القادر و- دع البلبل يتعجب
- احتجاجات المثقف والارهاب وغياب تقاليد التضامن - التضامن مع ا ...
- نقد المثلث الأسود / رجل واحد شجاع يشكل أغلبية !
- وثيقة التوجهات السرية!
- صرخة تضامن مع مروان البرغوثي


المزيد.....




- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزة الحسن - الروائي المغربي محمد شكري و ـ زمن الاخطاء