أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - الى متى التهاون














المزيد.....

الى متى التهاون


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4938 - 2015 / 9 / 27 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حين تتكرر المعاناة ويعيش الناس دوامة اللاحقيقة ولايتضح من الاحداث والتصريحات شيء، تصبح الامور برمتها مجرد وهم والحقائق تصبح افتراءات والارقام والاحصائيات كلها لا تصب الا في مصلحة السلطة وحدها لكونها هي من تتحكم بزمام الامور، وبهذا تتغير الاحوال كلياً وتصبح كل التصريحات والاعمال والافعال مجرد حلقة تواصل غير مرغوبة بين السلطة والشارع، لاسيما حين يعيش الشارع حالة تيه لانهاية لها جراء صدمات تنوعت والحقت اضراراً مادية ونفسية واجتماعية وحتى سياسية بهم.
ان الحقائق قد لاترصد فقط بالعين المجردة، او تعلن وتنشر على الشارع، لكنها في مضامينها تتاح وتصبح تداولية بين الاوساط غير السلطوية فتتحول من مجرد اقاويل واخبار ولقاءات الى محفزات للتمرد، وللخروج على المنطق وعلى المكتسبات المرحيلة التي تنادي وتتغطى الاحزاب والاطراف السياسية والسلطوية بها، بالاخص حين تتحول الصراعات على الصعيدين الداخلي والخارجي الى مجرد تغريدات اعلامية الغرض منها منها اطفاء شرارة التمرد والخروج عليهم.
ولعل موضوع الصراعات الداخلية هي الاكثر تأثيرا في هذه المرحلة على الحالة النفسية للشارع لكونه غير منطقي بنظرهم، فالبيشمركة في حرب مستمرة مع احد اشرس الاعداء واكثرهم دموية – الخليفة الداعشي النكاحي-، والاحزاب السلطوية في تنافس غير محمود على امور يمكن الوصول الى حلول منطقية لها عبر التداول والتناوب والتوافق والحوار لكونها امور تتعلق في مضمونها بالكيفية الادارية للوضع وليس بجوهر الوضع نفسه، فكل امور السيادة يمكن تدويرها وتحليلها ووضع منطق لها عبر الحوار البرلماني والشعبي اذا لم يستطع البرلمان الوصول الى حل جذري دائم لها، ولكن ان تصبح هذه الامور مسلسل درامي ديناميكي مستمر ومتحرك ظاهرياً ومتراوح ضمنياً وجوهرياً فانه بلاشك امر يضعف العزيمة ويبعث التمرد ويطلق الاقاويل ويعرض التجربة الى مطبات وعوائق حقيقية بعيدة عن المخيال السلطوي التنفيذي.
وعلى هذا لايمكن ان يعيش الشارع خارج المحركات والمؤثرات على جميع الاصعدة، ولعل اكثر ما يتسفز الشارع هو الامور المالية التي اصبح الكل يؤمن بانها ليست امور تقنية ادارية تجارية اقتصادية دولية، انما هي نتيجة لصراعات داخلية حزبية شخصانية غيرت مسار الوضع والاحوال الداخلية من سوء الى اسوأ، فجعلت الشارع يعيش حالة فقر وترقب غير مسبوقة، حتى اصبح البعض يتهم السلطات كلها الحكومية والحزبية بكونها تتآمر على الشارع وتحالو فقط الحفاظ على مشروعية كراسيها والبقاء في مناصبها دون الاخذ بالاعتبار الاحوال التي وصل اليها الشارع العام.
شكلت مسألة الرواتب الوظيفية احد اهم المرتكزات التي استند عليها الشارع في رفضها للوضع الحالي، فالتضارب في التصريحات بين الوزراء من جهة والحكومة من جهة اخرى تجعل من كل الامور موضع شك ووهم.. وهذا ما جعل الحقائق مجرد اوهام اعلامية والارقام مجرد اكاذيب وزارية والتصريحات مجرد مهدئات حكومية، لاتصب في مصلحة الشارع في كل ظروفها، انما فقط تخدم السلطة وتساهم في بقائها، على حساب تواصلها وتقاربها من الشارع.
وبالتالي اصبح لسان حال الشارع هو الى متى التهاون في تحقيق مصالحنا وتوفير متطلباتنا، والابقاء على وجودنا كمرتكزات ضرورية للتجربة، والابتعاد عن استغلالنا وجعلنا مجرد وسائل تحقق غاياتهم السلطوية والحزبية، وكذلك الكف عن الصعود على جماجم الشهداء والبيشمركة الذين مازالوا هم وحدهم من يوحد الشارع بعدما فشلت الاحزاب السلطوية من توحيد وجهات نظرها حول مسائل هي بنظر الشعب ليست اهم من البيشمركة وليست اقدس من دماء الشهداء الذين راحوا ضحية الحرب مع الخليفة الداعشي النكاحي الدموي.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترنيمات ليل
- ئالان
- اشكالية الفساد في كوردستان
- حين تموت الانسانية
- مركب
- عندما تمضي القافلة
- المعادلات غير الرسمية
- سبايا / قصص قصيرة
- رقصةالحلم/ قصيدة
- جدلية الكرسي ام واقعية الامر
- قراءة في ( مدينة الحزن - حلبجة-) للشاعر الكوردي شينوار ابراه ...
- موت اكبر من موت / قصة
- اشكالية البقاء
- البارزاني كان رجل قضية وليس رجل تحزب
- امي..اتساءل..
- اللامعقول والمعقول حول واقعنا
- الى روح هوجام
- مقبرة الغيوم
- المتجارة بالقضية(تجار الخليفة)
- هل من خيار اخر


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - الى متى التهاون