أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - دلالات مجزرة تدافع مِنى














المزيد.....

دلالات مجزرة تدافع مِنى


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صبيحة يوم عيد الأضحى استقبل العالَم أخبار مقتل المئات وإصابة الآلاف في حادث تدافع في محيط رمي الجمرات بمِنى، وهي إحدى شعائر الحج عند المسلمين، وبين الصدمة والفجيعة اختلفت ردود الأفعال..طائفة تُحمّل قيادة الحرم المسئولية، وطائفة تتبرأ وتروّج لنظرية المؤامرة.

في كلتا الحالتين لا ينفي وجود تقصير من جانب إدارة الحرم الأمنية والإدارية، فعلى فرض وجود مؤامرة إيرانية لتوريط السعودية-كما تدعي المملكة- في حوادث كهذه فالمسئولية لا تبحث عن الطرف المجهول أكثر من المعلوم، لأن نجاح المؤامرة في حد ذاته هو فشل في الجانب الآخر، ولنا في ما حدث للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي عبرة.

ادعى الإخوان بوجود مؤامرة من الفلول لإفشال الدكتور مرسي، والادعاء يهدف غالباً لتبرير الأخطاء والهرب من المسئولية، لكن في النهاية حَمَل الإخوان كل مشاكل الوطن وثار الشعب ضدهم كون من يدعم (المؤامرة) ضدهم مجهول ليس في موقع مسئولية..

ماذا يعني ذلك؟

يعني أن اتهام السعودية لإيران سيكون صحيح في حالة واحدة فقط..وهي اشتراك الجانب الإيراني في إدارة مراسم الحج، وهذا غير موجود، أما الآن فيتحمل المسئولية من يقوم على الإدارة رسمياً وهو الجانب السعودي..

ردود الأفعال من الجانب الإيراني كانت عنيفة كونه أكثر المتضررين من الحادثة، حيث سقط أكثر من 130 حاج إيراني في التدافع علاوة على المفقودين، فالفجيعة هناك أكبر، فتظاهر الشعب في الشوارع منددا بما أسماه.."إهمال آل سعود"..ومطالباً بوضع الحرم المكي تحت قيادة إسلامية.. وزاد من الأمر تعقيداً تصريحات بعض الساسة الإيرانيين التي وافقت التظاهرات وقالت أن ما حدث هو إهمال نتيجة مرور موكب لأحد الأمراء نتج عنه إغلاق طريقين لجسر الجمرات، مما أدى في النهاية إلى التدافع الكارثي ومقتل المئات..

في المقابل ومحاولة من السعودية للهروب من المسئولية نشرت صحيفة الشرق الأوسط- المحسوبة على النظام السعودي- خبراً عن مسئول إيراني بأن تدافع الحجاج الإيرانيين هو السبب في الحادثة..وقد حرصت الصحيفة على إخفاء هوية المسئول متذرعة بالخوف عليه وملاحقته..لكن في الأخير هذه شهادة لا يُعتمد عليها كونها (مرسلة) ومعزوة إلى مجهول، يعني احتمالية تأليفها كبير، فضلاً على أن الجانب السعودي لم يطرح أي دليل مرئي يوثق ما حدث، وخرجت محاولاته عبارة عن صب الزيت على النار وزيادة حدة الاستقطاب والتحريض على الطائفية.

منذ يومين زادت الدعوات بتدويل الحرمين الشريفين وإخضاعهما لإدارة إسلامية وليست سعودية..ومن صرح بذلك هم مسئولين كنائب حزب العدالة والتنمية التركي..ومسئول إيراني علاوة على رئيس اتئلاف القانون في العراق نوري المالكي..جميعهم طالبوا بوضع الحرمين تحت قيادة .."منظمة المؤتمر الإسلامي"..منعاً لتكرار هذه الحوادث أو استغلال الحرمين في الدعاية السياسية كما حدث من مفتي المملكة بهجومه على الحوثيين وإيران في خطبة جبل عرفات..

الفكرة نفسها جيدة كونها تُعيد الحرمين لمسئولية المسلمين وإخراجهما من أي صراع سياسي وطائفي يعصف بالمسلمين الآن، أي يمكن للفكرة أن تكون حالة طوارئ –مؤقتة-لعلاج رواسب المذهبية التي تجلّت في منع السعودية الحجاج اليمنيين والسوريين من الحج هذا العام، ولم تسمح إلا لبعض الأفراد والجماعات الصغيرة هناك بالحج لزوم الدعايا الإعلامية والتصوير..وقد تجلى هذا المنع في مظاهرات مليونية في العاصمة صنعاء -الجمعة التي سبقت عيد الأضحى -طالبوا فيها بتجميد قرار منعهم من الحج هذا العام.

ما يثير الاستغراب ليس موقف السعودية من هذه المجزرة وتحميل مسئوليتها للحجاج وخصوصاً الإيرانيين وترويج نظرية المؤامرة..بل أكثر ما يثير الاستغراب هو موقف الإعلام المصري الذي انحاز للجانب السعودي..رافضاً تحميله أي مسئولية ..رغم أن هذا الإعلام حمّل الدكتور مرسي من قبل مسئولية إهماله رافضاً مبدأ المؤامرة..في حين يؤمن بالمؤامرة في مجزرة منى..وهذا يعكس أزمة الإعلام المصري كونها أزمة ضمير وعلم قبل كل شئ...!

إن دلالات هذه المجزرة تأتي في سياق الحرب الطائفية التي يشهدها الشرق الأوسط والخليج الآن، لذلك فمن الطبيعي أن تُفسّر كل الأحداث تبعاً لهذا السياق..وتكثر المنافسات والمكايدات وتخرج الأحقاد بكل سذاجة.

رغم أن الضحايا هم من جنسيات متنوعة عربية وأفريقية وأسيوية ذهبوا ضحية الإهمال ، وتم استغلال قضيتهم في تصفية الحسابات المذهبية والمتاجرة بأرواحهم وزيادة حدة التناحر العربي والإسلامي..وهذا الوضع مهما اختلفنا حوله..من المسئول؟..من المظلوم؟..في الأخير يفضح خطورة الواقعين العربي والإسلامي وانتقال الصراعات من ميدان الحرب إلى ميدان العبادة..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا التساهل في التكفير؟
- قتلى الإمارات ليسوا شهداء يافاطمة..
- جريمة العالم في سوريا
- طعن علماء السنة في الإمام أبي حنيفة
- الوطنية وعلاقتها بالإرهاب
- صراع الضباع في عدن
- الدعارة الطائفية وفساد رجال الدين..
- بعد أربعة أشهر من العدوان السعودي على اليمن
- وفاة عمر الشريف وهيولي أرسطو
- تعالوا بنا نجرح مشاعر المسلمين..!
- حرب اليمن وسوريا واغتيال النائب العام
- لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟
- الوعظ الكاذب
- القوى غير المرئية في عمليات التنوير
- الموقف الذكوري من المرأة
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (3)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (2)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية
- الإسلام وضرورة التنوير
- حقيقة نسب..(إذا صح الحديث فهو مذهبي)..للشافعي


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - دلالات مجزرة تدافع مِنى