أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - صراع الضباع في عدن














المزيد.....

صراع الضباع في عدن


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4885 - 2015 / 8 / 2 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد معركة عدن الأخيرة بدأت تظهر الصورة بوضوح

مبدئياً ليست كل دول الخليج التي تورطت في الحرب دوافعها وأهدافها واحدة..وهذا يعني أن نتائج المعركة الأخيرة ستُرضي أطراف وتُغضب أطراف أخرى..

الإمارات مثلاً لا يهمها أمن قومي من حرب اليمن ، فلا حدود مشتركة بين البلدين، حتى علاقتها بعلي عبدالله صالح جيدة، وكذلك علاقتها بإيران..

إذن فما دوافع الإمارات لشن الحرب؟

الدافع هو.."اقتصادي بحت"..وظهر مؤخراً في طبيعة معركة عدن وتركيزهم على الميناء والمطار، ودعم الحراك الجنوبي الداعي للانفصال، بيد أن انفصال الجنوب يكفي لهم تأمين الحد الأدنى من الاستقرار في الجنوب وضمان ولاء الحكومة الجنوبية لعائلة آل نهيان.

بالمناسبة :الإمارات لا تهمها نفقات الحرب..لأن سيطرة خصومهم على عدن تفقدهم مليارات الدولارات خسائر موانئهم الشهيرة، وهذا يفسر إنفاقهم ببذخ على معركة عدن الأخيرة.

أما السعودية فيهمها الأمن القومي لها باعتبار أن الحوثي يقف على حدودها الجنوبية شاهراً السلاح، كذلك أوهم السعوديون أنفسهم لتبرير الحرب رغم أنه يمكنهم احتواء الحوثي بأقل وأدنى الوسائل السياسية والاقتصادية..

لذلك فانفصال الجنوب اليمني -بالنسبة للسعودية- هو هزيمة عسكرية، وإبقاء الخطر الحوثي على حاله بل سيتصاعد جراء هزيمتهم النكراء.

السعودية لها حدود مشتركة مع اليمن..بل مع محافظات يمنية تدين بالكامل إلى الحوثي ولاءً وتبعية، لذلك فالحرب بالنسبة للسعودية هي حرب (تحرير اليمن من الحوثيين) فقط لحماية أمنها القومي..وهذا لن ينجح إلا بدعم فصائل مسلحة داخلية مهما كانت طبيعتها عملاً بمبدأ.."عدو عدوي صديقي"...

وهذا يفسر الدعم اللامحدود من السعودية لمقاتلي القاعدة والإخوان سواء في جنوب اليمن أو في محافظات مأرب والضالع..

أما الحراك الجنوبي بالنسبة للسعودية فهو مجرد وسيلة مؤقتة لدحر الحوثي، وهذا خطأ السعودية الاستراتيجي لأنهم نظروا للجنوب -وللحراك المؤيد لانفصاله- بنفس نظرة الحوثيين لهم إبان تحالفهم في ثورة سبتمبر، ثم صدمتهم- بعد ذلك- في رفع مقاتلي الحراك السلاح ضدهم في عدن..

هذا يعني أن الجنوب سيفعل مع السعودية نفس ما فعله مع الحوثي، خصوصاً مقاتلي عدن الذين يدينون بالولاء لمن يدافع عن قضيتهم ويضمن لهم الانفصال..وقد حدثت مقدمات ذلك أمس بمعركة حربية بين مقاتلي الحراك والقاعدة في عدن، وهم الذين تسميهم آلة الإعلام الحربية الخليجية.."بالمقاومة الشعبية"..وكأن مقاومتهم لأنفسهم وبأسهم بينهم شديد..!

البعض لا يدرك أبعاد حرب اليمن ويتعامل معها كما لو كانت معركة بين الخير والشر، أو بين السنة والشيعة، أو بين العرب والفرس ، أو بين روسيا والغرب..

الحقيقة أنها حرب معقدة وبانت ملامحها بعد أربعة أشهر من العدوان، فهي حرب بين الفقراء والأغنياء، حرب طبقية استخدم فيها أغنياء الخليج كل وسائلهم المتاحة من المال إلى السلاح إلى الإعلام إلى النفوذ، بينما فقراء اليمن لا يملكون سوى إرادتهم واستقلالهم بعيداً عن هؤلاء الأغنياء (الأشرار)

وكأن ماركس يعيش بيننا ويُحلل ويرى أن طبقة البروليتاريا اليمنية تستحق العيش بكرامة وسط رأسماليي الخليج، بل ويطالب بثورة شعبية أن يذهب .."فائض القيمة"..كله لصالح الشعب اليمني، فهذا حقه الأصيل.

لا أنكر أن دوافع الحرب لا تختص وحدها بالجانب الطبقي، بل لو أطلقنا عليها حرباً دينية بين السنة والشيعة فيجوز، وكذلك هي حرب عرقية بالطعون والولاءات الشخصية، وقد أسهبنا في بيان ذلك كثيراً..

لكن ما يهمني أن طبيعة الحرب في الأخير تحمل كل معاني الكراهية وعدم الثقة، وهذا يفسر انهيارأي هدنة يتوصل لها الأطراف أو يعلن عنها طرف دون آخر، فمثل هذه الهدنات هي مجرد وسائل للسيطرة والخداع عند الطرف الآخر، وكأن مشكلة فلسطين عادت بتوابعها في اليمن..فالحرب هناك تحمل كل صفات حرب فلسطين الأيدلوجية باستثناء قضية التهجير..

باختصار: نتائج معركة عدن الأخيرة توحي لي أن ثمة اتفاق حدث بين الإمارات والجيش اليمني يقضي بانسحاب الجيش من عدن ولكن بشكل يُرضي الإمارات ، لما قلنا من قبل أن آل نهيان يهمهم من عدن الجانب الاقتصادي فقط، وهذا يضمن لجيش الشمال أو للحوثيين الأمان على حد التماس الفاصل بين الشمال والجنوب.

وهذا لو صح يعني أن معركة عاصفة الحزم انتهت لما أسميه..(صراع الضباع في عدن)



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعارة الطائفية وفساد رجال الدين..
- بعد أربعة أشهر من العدوان السعودي على اليمن
- وفاة عمر الشريف وهيولي أرسطو
- تعالوا بنا نجرح مشاعر المسلمين..!
- حرب اليمن وسوريا واغتيال النائب العام
- لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟
- الوعظ الكاذب
- القوى غير المرئية في عمليات التنوير
- الموقف الذكوري من المرأة
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (3)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (2)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية
- الإسلام وضرورة التنوير
- حقيقة نسب..(إذا صح الحديث فهو مذهبي)..للشافعي
- ماذا بعد نهاية عاصفة الحزم ؟
- الغزو المقدس..ورطة السعودية في اليمن
- من مكاسب عاصفة الحزم
- السيسي في تحالف المذاهب والجبناء
- شعب مينستريم صحيح
- البُعد المذهبي في حرب اليمن


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - صراع الضباع في عدن