أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - السياسة العدوانية وراء مأساة اللاجئين














المزيد.....

السياسة العدوانية وراء مأساة اللاجئين


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 01:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثارتْ قضية اللاجئين السوريين ردودَ افعال مختلفة خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما تسبَّبت الأعداد المتزايدة في الهجرة إلى أوروبا عبر البحار بكوارث إنسانية. بسبب الوسائل غير الآمنة في نقل عشرات الآلاف من السوريين والعراقيين، التي أودت بحياة الآلاف منهم بحوادث مفجعة هزت الضمير الإنساني. دعونا نعترف أولا بأن هؤلاء اللاجئين هم ضحايا الحرب القذرة التي اشعلتها الدوائر الاستعمارية بهدف تدمير البشر والحجر والحضارة الإنسانية والتراث العربي. وهم ليسوا من الفئات التي فشلت في التعايش مع مجتمعها، وأن كلَّ مهاجر عربي عن أرض وطنه يعتبر استنزافا للطاقات البشرية الغنية بالمعرفة والخبرات التي يحتاجها الوطن بغض النظر عن التعددية بنمط التفكير بين أبناء المجتمع الواحد.
ما كان ممكنا أن تصل الأوضاع السياسة في المنطقة العربية إلى هذا المستوى من التردي لولا احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق، ولولا التدخل المباشر وغير المباشر لدول حلف الأطلسي في سوريا وليبيا...وغيرها من المناطق الساخنة. خدمة لمصالح الاحتكارات الرأسمالية، التي لا تتورَّع عن ارتكاب أبشع الجرائم لاستمرار نهب الثروات العربية. ولعل هذه الظاهرة الخطيرة تقودنا نحو تشكيل تيار شعبي عريض في مواجهة الجرائم التي ترتكبها الامبريالية الأمريكية بحق شعوبنا العربية.
قُوبلت حالات الهجرة المتزايدة بمعاملة غير إنسانية في كثير من الحالات؛ فقد شوهد على شاشات الفضائيات أشكال مختلفة من الاضطهاد والإذلال من قبل رجال الأمن المجريين وغيرهم للاجئين. كما استغلت التيارات اليمينية الفاشية، تزايد عدد المهاجرين لتأجيج المشاعر العنصرية المعادية للعرب والمسلمين، فقد دعت مارين لوبان من الجبهة الوطنية الفرنسية الفاشية لإغلاق حدودها تماما في وجه اللاجئين، كما أعلنت الحكومة الفرنسية عن رغبتها في استقبال عدد محدود من المهاجرين، يفضل ان يكونوا من المسيحيين. لم تنحصر الرؤية العنصرية بالتيار الفاشي الفرنسي وحده؛ فالحكومة الفرنسية ومعها عدد من الحكومات الأوروبية عملوا ضمن خطة تستهدف تهجير العرب المسيحيين من اوطانهم، ومحاولة انتزاعهم من جذورهم وتاريخهم، وقد تساوقت مواقف الحكومات العنصرية مع ممارسات الحركات الظلامية التكفيرية التي استهدفت المسيحيين على وجه الخصوص بالاضطهاد والتنكيل والتهجير.
في حين قُوبلت جموع اللاجئين بمشاعر إنسانية تستحق كل التقدير من قبل الشعوب الأوروبية المحبة للسلام والتي تعاملت معهم باعتبارهم ضحايا جرائم الاحتكارات الرأسمالية. في حين لم تخف الاحتكارات الألمانية دوافعها الاقتصادية في قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، والمغلفة بدوافع إنسانية، فقد انطلق الموقف الألماني من حاجته للأيدي العاملة الرخيصة، في بلد يُعاني من تراجع عدد السكان وتعتمد على المهاجرين الأجانب للحفاظ على التوازن السكاني؛ حيث تشير بعض الدراسات الى تراجع عدد سكان دول الاتحاد الأوروبي من السكان الأصليين، خاصة في ألمانيا التي تمثل أكبر الاقتصادات الاوروبية. فإنَّ عدد سكان ألمانيا يتناقص سنويًّا، ويتم تعديل هذا التناقص بزيادة طفيفة من المهاجرين الأجانب.
لهذه الأسباب رحَّبت ألمانيا باللاجئين؛ وأعلنت أنها سوف تخصص أكثر من مليار دولار لتحقيق اندماج سريع للاجئين الجدد وتوفر لهم الإعداد والتدريب وتعليم اللغة الألمانية وتوفير فرص العمل خلال ثلاثة أشهر؛ فقد أوصتْ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برلمان بلادها قائلة: "من يأتون إلينا طالبين اللجوء يحتاجون إلى مساعدتنا حتى يتسنى لهم الاندماج سريعا، وسيكون من الضروري مساعدة مثل هؤلاء الأشخاص على تعلم الألمانية بسرعة، والعثور على وظيفة"، فهي لا ترى الأسباب الحقيقية وراء هجرتهم ولا يخطر ببالها ومعها الحلف الاطلسي وقف التدخل السافر في الأزمة السورية والتوقف عن دعم العصابات المسلحة التي حولت الحياة إلى جحيم في سوريا ودفعت ملايين السوريين للهجرة إلى الخارج. على العكس من ذلك فهي تؤكد لن نرحل اللاجئين وسيصبحون مواطنين ألمان.
وكان اتحاد الصناعات الألمانية قد طالب بشكل واضح بتغييرات في قوانين وأنظمة العمل الألمانية، بما في ذلك التسريع في منح القادمين الجدد الحق في العمل مطالبا الحكومة بتقديم ضمانات بعدم إبعاد المهاجرين الذين يحصلون على وظائف.
وقد عبَّر عددٌ من الخبراء الألمان في استطلاع للرأي لوكالة "بلومبرج" أنَّ اندماج نحو مليون لاجئ في المجتمع الألماني سيكون شرطا أساسيا لإنعاش الاقتصاد الألماني. وتوقع أندرياس ريس الخبير في مصرف "يوني كريديت" أن يساعد الإنفاق الحكومي على اللاجئين على نمو الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا بغضون عام ونصف إلى 0.3%، وبنسبة 1.7% بحلول عام 2020، في حال نجاح إدماج المهاجرين في سوق العمل.
أمَّا باقي الدول الاوروبية، فهي إما قبلت أعدادا محدودة من اللاجئين على مضض، وإما ترفض استقبال اللاجئين بشكل صريح. فقد أعلنت كل من اليونان والبرتغال وإسبانيا والمجر وبلغاريا ورومانيا وكرواتيا، عن رفضها استقبال لاجئين بسبب ارتفاع معدلات البطالة في بلادها، فهي لا تعتبر جاذبة للعمالة الأجنبية، بل على العكس من ذلك فهي تحفز العمالة المحلية على الهجرة للخارج.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبة الصخرة والبتراء للترويج السياحي الصهيوني
- فقاعة الأسهم والاقتصاد الصيني
- دور الدولة في التنمية الاقتصادية
- شعوب مقهورة ونظم فاسدة
- في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد
- معادلات جديدة للأزمة السوريَّة
- حكومة أوروبية لمنطقة اليورو
- ماذا بعد الاتفاق النووي؟
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة
- نكبات جديدة في ذكرى النكبة
- الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهمي الكتوت - السياسة العدوانية وراء مأساة اللاجئين