أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - دور الدولة في التنمية الاقتصادية














المزيد.....

دور الدولة في التنمية الاقتصادية


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 22:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


دعونا نقرأ بموضوعية قصة قناة السويس، بعيدا عن الخلافات السياسية. حاول البعض تقزيم الإنجاز الاقتصادي الذي حققه الشعب المصري لدوافع سياسية تتعلق بالموقف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما حاول الآخر أن يصنع من الإنجاز أسطورة لا يضاهيها إلا حفر القناة الأم، الذي أنشئ أيضا بسواعد العمال المصريين، حين سخر المستعمر الفرنسي جهدهم وعرقهم لصالح الاحتكارات الرأسمالية، ونهب المال العام المصري، قبل أن يؤمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قناة السويس ويعيدها لأصحابها الحقيقيين.
فكرة المشروع ليست جديدة وطرحت في سبعينيات القرن الماضي أثناء حكم السادات، وأعيد طرحها في عهد مبارك، ولم تتخذ أي خطوات ملموسة، وفي عام 2013 أعلنت حكومة قنديل في عهد مرسي أنه سيتم تنفيذ المشروع. فالقيادات المصرية تداولت المشروع خلال العقود الخمسة الماضية، وتم إنجازه أخيرا، والغريب أن يُقحم المشروع التنموي الاستثماري في القضايا الخلافية في هذه المرحلة!.
أقدمت مصر على مشروعها الجديد بحفر قناة بطول 35 كيلومتر، وعمقت المجرى الملاحي للقناة القديمة بطول 37 كيلو متر، لتمكن قافلتا الشمال والجنوب من المرور في القناة بشكل متزامن ودون توقف بما فيها السفن الضخمة الكبيرة الغاطس. وتتيح هذه القناة لمصر إمكانية زيادة حصة قناة السويس من التجارة العالمية وربما مضاعفتها تدريجيًا عن مستواها الراهن البالغ عُشر التجارة السلعية العالمية. ويقول الخبير الاقتصادي المصري أحمد السيد النجار جاء مشروع القناة الجديدة كمحرك للاقتصاد المصري للخروج من مأزق البطء، والركود. فالبنية الأساسية للمشروع والمتمثلة في حفر القناة الجديدة والأنفاق الستة التي ستربط شرق القناة بغربها وضمنها نفقان للسكك الحديدية خلقت أكثر من 40 ألف فرصة عمل مباشرة، فضلًا عن فرص العمل غير المباشرة المرتبطة بالمشروع. أما المشروعات الصناعية والخدمية التي سيتم تأسيسها في إطار تنمية المنطقة فسوف تخلق أضعاف هذه الفرص تبعًا لحجم تلك المشروعات واحتياجاتها من العمالة. وقد ارتبط هذا المشروع بمسألتين هامتين ينبغي التوقف عندهما.
أولا: التمويل، مول الشعب المصري المشروع من خلال شهادات استثمار باسم قناة السويس، طرحتها الحكومة المصرية لجمع 60 مليار جنيه مصري بفائدة سنوية 12% تصرف كل ثلاثة أشهر، على أن يسترد أصل المبلغ بعد خمس سنوات، وقد جاء أسلوب التمويل كمساهمة شعبية ونموذج جديد لإنجاز مشروع تنموي، واستثمار مدخرات وطنية، ليحقق هدفين في آن؛ توظيف المدخرات الشعبية لتسهم بتوفير عائدات إضافية للمواطنين، وتأمين المال الكافي لإنجاز مشروع كهذا، وعدم الخضوع لابتزاز الدائنين والمؤسسات الدولية من صندوق النقد والبنك الدوليين، فقد جمع المصريون الأموال الضرورية للمشروع خلال ثمانية أيام فقط. فالأسلوب الجديد في التمويل باستثمار الادخار المحلي، يفتح الطريق أمام التوسع في نهج مالي واقتصادي سليم. وهو يختلف اختلافًا جوهرياً عن الأسلوب المتبع بإصدار سندات خزينة لتمويل عجز موازنات الحكومات وتغطية النفقات الجارية.
كما ان الاقتراض من المؤسسات الدولية، أو جذب الاستثمارات الأجنبية لمشاريع وطنية كهذه ستخضع البلاد للأجندات الخارجية وأقلها الخضوع لشروط ومبادئ العولمة الليبرالية، ومع تقديرنا للاختلاف الجوهري بين مرحلتين في التاريخ المصري، حين رفض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شروط التبعية، وإملاءات البنك الدولي لتمويل القرض المشترك من أمريكا وبريطانيا والبنك الدولي لبناء السد العالي، سحبت أمريكا موافقتها المبدئية لتمويل السد وألغي القرض، فاتجهت مصر نحو الاتحاد السوفيتي الذي مول المشروع دون شروط. وما التجربة اليونانية من ابتزاز وفرض شروط التبعية بإرغام الحكومة اليونانية على بيع مؤسسات الدولة، وسياسات التقشف المجحفة بحق المواطنين الا دليل ساطع على سياسات التمويل الخارجية ونهج الليبرالية الجديدة.
ثانيا: فضلا عن الأهمية الاقتصادية للمشروع الذي يسهم بزيادة الإيرادات المباشرة للخزينة المصرية، ويوفر فرص للقيام بمشاريع استثمارية وسياحية متعددة، فإنّ المشروع أعاد الاعتبار لدور الدولة في التنمية الاقتصادية، بعد الحملة الواسعة التي شنتها الليبرالية الجديدة ومؤسساتها من صندوق النقد والبنك الدوليين، ضد دور الدولة في التنمية الاقتصادية، وفرض سياسة التخاصية لتحقيق التوسع الرأسمالي، تاركة اقتصادات الدول النامية وفي عدادها الدول العربية لرأس المال الأجنبي كون البرجوازية المحلية ضعيفة عاجزة، تابعة للاحتكارات الأجنبية، وغالباً ما تتجه نحو القطاعات التجارية والخدمية والبحث عن الوكالات لتسويق المنتجات الأجنبية وجمع العمولات، وتحويل الدولة إلى التبعية المباشرة للمراكز الرأسمالية، التي تستجيب لمطالب بورجوازيات المركز. لقد كشفت التجربة المريرة خلال العقود الماضية فشل السياسات الليبرالية التي تنطوي على إضعاف دور الدولة، واستقواء البرجوازية الطفيلية والكمبرادورية على مؤسسات الدولة، مستفيدة من الفساد السياسي والإداري والمالي المستشري في شريان الدولة.
إن الإنجاز الذي حققته مصر ينبغي تعزيزه بإنجازات سياسية وطنية ديمقراطية، بعيدة عن العنف والانتقام وردود الأفعال، وتحقيق مصالحة وطنية توفر للشعب المصري الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، والتوجه نحو بناء القاعدة الإنتاجية لدولة عصرية، تحقق الازدهار لمصر، والرخاء لشعبها.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوب مقهورة ونظم فاسدة
- في الذكرى الأولى لرحيل المناضل سمير حداد
- معادلات جديدة للأزمة السوريَّة
- حكومة أوروبية لمنطقة اليورو
- ماذا بعد الاتفاق النووي؟
- ازمة اليونان ام ازمة الرأسمالية؟
- أوروبا تسعى لإفشال النموذج اليوناني
- الأزمة اليونانيَّة ثمرة السياسات الليبراليَّة
- لهذه الأسباب تراجع حزب العدالة والتنمية
- الانكماش الاقتصادي يرجئ رفع سعر الفائدة
- نكبات جديدة في ذكرى النكبة
- الخيارات المتاحة أمام البلدان النامية
- تحية للعمال في عيدهم
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟


المزيد.....




- اضطرابات الطيران في إسرائيل تؤجّل التعافي وتؤثر على خطط -عيد ...
- أغذية الإماراتية توافق على توزيع أرباح نقدية.. بهذه القيمة
- النفط يصعد 1% مع هبوط الدولار وتحول التركيز لبيانات اقتصادية ...
- بنك UBS السويسري يحصل على موافقة لتأسيس فرع له في السعودية
- بعد 200 يوم من العدوان على غزة الإحتلال يتكبد خسائر اقتصادية ...
- الولايات المتحدة تعتزم مواصلة فرض العقوبات على مشاريع الطاقة ...
- تباين في أداء أسواق المنطقة.. وبورصة قطر باللون الأخضر
- نشاط الأعمال الأميركي عند أدنى مستوى في 4 أشهر خلال أبريل
- -تسلا- تعتزم تسريح نحو 2700 موظف من مصنعها.. بهذه الدولة
- وزير ليبي: نستهدف زيادة إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميا


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهمي الكتوت - دور الدولة في التنمية الاقتصادية