أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح راهي العبود - الدود الأبيض والدود الأسود















المزيد.....

الدود الأبيض والدود الأسود


صباح راهي العبود

الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالما تبدأ خطوط الدود الأبيض (الأرضة) بالظهور على جدران منزل من المنازل, تنتاب ساكنيه حالة قلق وإرتباك لما يعنيه قدوم هذا المتطفل من تلف للأثاث والدواليب الخشبية وللكتب والستائر والسجاد والأفرشة ,الى جانب تلف الجدران ,ويطال هذا التخريب حتى الأشجار, لذا يسارع هؤلاء الساكنون الى محاولة درء خطر هذا الدود اللعين وتجنب أضراره المحتملة, وعادة مايكون العلاج المقترح للمشكلة هو رش المبيدات على الجدران والأرضيات التي تظهر فيها أثار هذا الدود مثل الكلوردرين والنفط ومشتقاته وغيرها على الرغم لما لهذه المبيدات من مخاطر وأضرار صحية لساكني المنزل. وقد لوحظ أن هذا الإجراء ليس ذي نفع ولا يحل المشكلة إذ أن هذا المبيد سيوقف تقدم الدود في نهاية خط تقدمه ليحول نشاطه في إتجاه آخرفي المكان نفسه وفي الأماكن المجاورة. وإن ما يقتل من الدود بهذه المبيدات سيعوض من قبل الملكة التي تتخذ لها مكمناً آمناً في مكان قد يكون بعيداً , إذ تبيض 6 بيضات في الدقيقة الواحدة ليفقس هذا البيض عن جنود حماة وعاملات جميعهم مصابون بالعمى والعقم . ينحصر دور العاملات في حفر الأنفاق تحت الأرض والجدران في خطوط تتجه في كل الإتجاهات بحثاً عن المركبات السيليلوزية. ولقد وجد أن الطريقة العملية للقضاء على الأرضة هوالقضاء على الملكة التي تحصن نفسها بغلاف كلسي صلب يحميها من الأخطار, وبذلك يمكن وقف إنتاج الدود الأبيض الخبيث الذي ينشر الخراب والدمار في كل الأنحاء وعلى مسافات تمتد الى عشرات الأمتار.
في الآونة الأخيرة ظهر( في العراق وسوريا) وغيرهما نوع من البشرإتخذ من التخريب وبث الرعب بين الناس وذبحهم إسلوباً لنشر أفكارهم ومبادئهم ,فهؤلاء وعلى نهج الدود الأبيض ينتشرون كوحوش كاسرة في كل مكان وفي مختلف الإتجاهات ليعيث في الأرض فساداً وتخريباً ,وهذا الإنتشار لاينتهي ولاينقطع لمجرد قتل عشرات أو مئات وحتى الألوف من أفراده مادام التمويل المادي والبشري واللوجستي مستمراً بإسناد من دول لا تستحي ولا تحمل من المروءة والمثل الإنسانية أي قدر. بعض هذه الدول تستقبل الإرهابيين الوافدين من الأصقاع المختلفة في مطاراتها لتسهل وتيسر دخولهم الى سوريا و العراق عبرالحدود المشتركة .و تطوعت دول أخرى بتجهيزهم بالأموال الطائلة ,في حين إتخذت دول دور الممول لكل ما يحتاجه الإرهابيون من المتطلبات اللوجستية من سلاح وعتاد ومواد متفجرة وصواريخ وآليات وسيارات نقل وكل ما يعزز من قدرات الإرهابيين على إستمرار وحشيتهم بما فيها التعاون الإستخباري غير المعلن من دول أخرى. فإذا أريد للإرهاب أن ينتهي فلابد من العمل على إنهاء هذا التمويل وعدم السماح به على الإطلاق. لكن المخطط التآمري وتنفيذه يتطلب بقاء الحال معوماً ,إذ لابد من بقاء هذا الإرهاب الداعشي بوضع وقدرات محددة تمنعها من الإنتشارأبعد بحيث لايسمح لها بتجاوز حد معين من الإنتصارات ,وهم أيضاً لا يسعون لإنهاء داعش وموتها حتى يتم إنجاز المخطط الموضوع لتغيير خارطة المنطقة بما يخدم المصالح الأمريكية والأطماع والطموحات الصهيونية. ولابد لنا هنا من التأكيد على أن إمكانية إنهاء داعش ليست عصية على أمريكا إن هي أرادت ذلك حتى وإن إفترضنا جدلاً عدم تمكنها من إيقاف تمويل الدول الممولة لداعش ,فأمريكا تمتلك قدرات عسكرية مرعبة و أقماراً صناعية تدور حول الأرض على الدوام يمكنها رصد كل تحركات داعش ومقرات قياداته ومعالجتها وإنهائها بساعات وليس بأيام. لقد إتضح للجميع بأن الموضوع لا يعدو سوى مسرحية أعدتها أمريكا و وزعت أدوارها بدقة ليتسنى لها السيطرة على العالم من خلال التحكم بمحورالإقتصاد في العالم وهو الغاز الطبيعي.
بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي إنزاح عن قلب أمريكا هم كان يثقل كاهلها ويؤرقها, وبدى الأمر للوهلة الأولى أن العالم سيعيش الذل نتيجة للقطبية الأحادية التي ستتحكم بمصائرالدول والتسلط على رقاب شعوبها , لكن الأمر لم يغد كذلك إذ وجدت أمريكا نفسها أمام قوة كبيرة أخذت تنمو وتتصاعد بإطراد وبشكل ملحوظ تتمثل بالصين والهند والبرازيل وغيرها . فما كان من أمريكا سوى الإسراع في إستغلال الوقت والسعي لإحكام السيطرة على دول العالم قبل أن يفلت زمام الأمرأمام تلك القوة المتعاظمة , فكان مخطط السيطرةعلى مصادر الطاقة التي تعد محور الإقتصاد العالمي متمثلة بالغاز الطبيعي الأقل تلويثاً للبيئة وأقل كلفة ,خاصة بعد تراجع إحتياطي النفط في العالم والذي أصبح آيلاً للنضوح.
في الآونة الأخيرة تم إكتشاف حقولاً للغازالطبيعي في سوريا ولبنان بكميات كبيرة وإحتياطي هائل ( إضافة الى مصر والسعودية وقطر) والذي يمكن نقله وإيصاله الى مناطق إستهلاكه بسهولة ويسر الى روسيا وأوربا . ولما كان خط نقل الغاز السعودي وكذلك القطري ليس له طريق سوى سوريا وسواحل لبنان فهذا يعني لابد من إسقاط نظام بشار الأسد الذي سيقف حائلاً لمنع تدفق الغاز من تلكم الدولتين عبر الأراضي السورية ليتسنى لها تصدير غازها الى روسيا التي تخطط للسيطرة على( 30% ) من إجمالي سوق الغاز الأوربي مستقبلاً. كما يمكن لسوريا تصدير الغاز الى أوربا بأقل جهد وكلفة.وهذا يفسر السبب الذي حدا بكل من السعودية وقطر للسعي والعمل لإسقاط نظام الأسد مهما كانت التكاليف. أما سبب العداء التركي لسوريا وإصطفافها الى جانب السعودية وقطر فهو فقدانها لحصتها من مرور الغاز الإيراني عبر أراضيها بعد تحويله بإتجاه سوريا عبر الأراضي العراقية. ولا بد للقاريء من أن يعلم بأن مجموع إحتياطي الغاز لإيران وقطر والسعودية وسوريا والإمارات المتحدة مجتمعين يقترب من ثلث احتياطي الغاز في العالم.
لقد كانت النية التخطيط لمشروع مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية لإنشاء أنبوب جديد لنقل الغاز من قطر بإتجاه حمص السورية يمر عبر الأراضي السعودية والأردنية إذ تكون حمص العقدة والمركز الذي منه تتوزع ثلاثة خطوط ناقلة أحدها بإتجاه طرابلس شمال لبنان والآخر بإتجاه اللاذقية ,أما الثالث فيتجه ناقلاً الغاز الى تركيا ومنها الى أوربا لينافس إحتكار روسيا للغاز هناك , وهذا سيوفر لتركيا دخلاً ممتازاً نتيجة لمرور الغاز عبر أراضيها إضافة الى تقليل كلفته لدى المستهلكين الأتراك, كما إنه سيحل مشكلة تركيا في إعتمادها على الغاز الإيراني الذي ستتحول أنابيب نقله الى سوريا عبر العراق كما أسلفنا. ولإعطاء تنفيذ هذا المشروع أية فرصة نجاح لابد من التخلص من بشار الأسد ونظامه وإقامة نظام سياسي جديد منتقى يسمح بإعتماد مدينة حمص كمركز وعقدة لتصدير الغاز على وفق خطة المشروع المقترح.
لقد كان لقرار روسيا الأخير للتدخل في الشأن السوري والسعي للإبقاء على نظام بشار الأسد والسعي لإنهاء داعش مبعث فزع وإرباك لما تخططه أمريكا في المنطقة ومن يقف معها في تغذية وتمويل داعش, وهذا القرار الروسي سيقلب الأمور رأساً على عقب مما يجعل الأمريكان يعيدون النظر في مخططاتهم ,وربما تحصل تغيرات جديدة غير متوقعة



#صباح_راهي_العبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائدة نزهت ... وأغانيها السياسية
- الكم والنوع وإنتفاضة العراقيين.
- التلفون ..... وذكريات خمسينية.
- وزارة مقترحة بعد إنتفاضة المضطهدين.
- بمناسبة الذكرى الستين لإنتفاضة أهل الكوفة عام 1956.
- إنتفاضة أهل الكوفة عام 1956 ..........بمناسبة ذكراها الستين.
- إبن عمها أكبر منها سناً وحجماً.
- عصابات بأنماط متنوعة.
- تقديرعمر الآثار
- تراث غنائي عراقي.............حضيري أبو عزيز
- محسن جبرالكوفي ...مطرب عاشق مات مسلولاً
- ذكريات مدرس في مدرسة مسائية
- نوري .....وبصمة الجسد
- سلاماً نساء العالم.. ...عشية اليوم العالمي للمرأة
- القفز من فوق السياج
- قيطان الحذاء المفقود
- العلماء أفكار وأجساد.....وأفكارهم لا تفنى بقتلهم
- النذالة و الأنذال
- منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي......وحقوق الإنسان
- عندما تجاهلت اللبوة نصيحة الأسد


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صباح راهي العبود - الدود الأبيض والدود الأسود