أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الربان والديكتاتور















المزيد.....

الربان والديكتاتور


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 01:04
المحور: المجتمع المدني
    


تجري الرياح بما لا يشتهي (..)؛ إن إقليم كوردستان (العراق) هي كذلك نتاج تلك العقلية السياسية.

كتب عدد من الإخوة والأصدقاء تعليقاً وتوضيحاً وشرحاً على بوستي السابق والمعنون بـ((الكورد والتبعية ..هل يكون مشروع "الأمة الديمقراطية" هي الهوية القادمة بطبعتها الكوردية)) ومنهم الصديق العزيز Brin Can بما يلي: ((عزيزي الاستاذ بير .. انتم سيد العارفين من يضع حتى الحلم المشروع في إطاره السياسي كإستراتجية للوضع الحالي؛ معناه الهروب الى اللامشروع ..لتجاهل وتخطي السياسة الواقعية وهذا من خصوصيات المافيا السياسي (لا ينكر ولا يقدم المفيد للشعب ) مع تحياتي)). وكذلك فقد كتب الأخ العزيزDilbirîn Ş-;---;--erîd تعليقاً جميلاً حيث يقول: ((أ.بير: وكيف لهذا الواقع المتخلف المشبع بثقافة العنف والاستبداد أن يفرز أمة ديمقراطية وفكراً متسامحاً مع أخيه الكردي ..أما سياسة الاسترضاء ..فلن تجدي نفعاً في الوقت الذي يستطيع الكرد أن يستلموا زمام الحركة والمبادرة في سوريا ..وأن يكونوا هم محل خطب الود ..طبعاً في حال توافقهم فيما بينهم، كما أنني أرى أن أي مشروع للكرد يتجاوز المشروع القومي أو يحاول أن يتخطاه دون إشباع الجوع القومي الكردي ..سيكون محكوماً بالفشل ..وأن الفشل سيكون مصيره الأكيد)).

لكن ما قدمه الصديق العزيز الآخر Sabri Selman كانت قراءة جد مهمة حول الموضوع وقد كتب ما يلي: ((استاذ بيير ان طرحك هذا في غاية الاهمية وللنقاش في هذا الموضوع علينا تسمية الاشياء بمسمياتها اولا ونبحث في مفهوم الامة الديمقراطية ثانيا وهل نتجانس فكريا مع مختلف شعوب المنطقة لتقبل هكذا نظرية ثالثا .. من خلال مطالعاتي المتواضعة لبعض الكتب السياسية والفلسفية لم امر ابدا بما معناه (الامة الديمقراطية)، فالأنظمة والقوانين والدساتير تتصف بالديمقراطية او اللاديمقراطية ،فلو جردنا مثلا المجتمع السويسري الذي تعيش فيه الآن من قوانينه الديمقراطية هل سيصمد هذا المجتمع طويلا محافظا على ديمقراطيته؟ الن يظهر هناك خلافات حقوقية بين مختلف اثنياته؟ هذا على الصعيد الدولة الاكثر ديمقراطية ورقيا فما بالك في الشرق الاوسط المتمرغ في قومجيته وشوفينيته وطائفيته وعدم قبوله للآخر؟! فيمكنك قراءة نظرية الامة الديمقراطية والإدارة الذاتية للسيد عبد الله اوجلان وتحليل نظرته للحضارة التاريخية والقائمة وتعريفه للمجتمع والدولة يمكنك لمس التناقضات الواضحة، لكن ما جعلني استغرب كثيرا هو التغيير الفكري لأوجلان بنسبة 360 درجة لرغبته في اقامة دولة مستقلة في بداية الثمانينات الى نبذه لمفهوم وفكرة الدولة بعد اعتقاله وطرحه فلسفته الجديدة فعندها كنا نهتف عاش الملك والآن مازلنا نردد عاش الملك .. وهنا احمل المسؤولية للأحزاب الكردية الاخرى العاجزة على سد الفراغ والمفتقرة الى ديناميكية مشروع وطني واضح والناشطة في الانقسامات على ذاتها .. عزيزي بيير انا حقيقة ابكي اسفاً على القضية والشعب لانقياده وراء زمرة من الاحزاب الغير مسؤولة وها نحن على عتبة طوباوية افلاطونية جديدة نجبر من خلاله قبول الاتاتوركية والناصرية والخمينية والبعثية و (لامانع لدينا من العيش تحت لوائهم) حسب ما ورد في الكتاب شرط ان يكونوا ديمقراطيين كالطلب من الذئب ان يكون حملاً، فآمالنا قد اصبحت باهتة ومبعثرة وقضيتنا ممزقة بعد ضربها بألف حائط.. لك احترامي)).

طبعاً وبدايةً أقول: إنني حقاً سعيد بل وفرح بكل هؤلاء الإخوة والأصدقاء والزملاء الذين يتفاعلون معي من خلال البوستات والمقالات التي أطرحها وذلك إن كان من خلال الاعجاب واللايكات أو من خلال مشاركتهم بالتعليق والردود والتوضيح وأحياناً الدراسة المقتضبة.. وهكذا أشعر بأنني أجزت جزء من المهمة؛ وهي قضية التفاعل والتشارك في صنع القرار السياسي ولو على المستوى الخطابي _على الصفحة_ وربما مستقبلاً نساهم مع كل الإخوة الآخرين في وضع أسس ثقافة حضارية سياسة أكثر مدنيةً وديمقراطية. أما بخصوص ما طرحه بعض الإخوة ومنهم ما كتبه الصديقين برين جان و شيخ عبدي والآخرين.. فنعلم بأن ذاك الكلام والتوصيف للحالة الراهنة هو نتيجةً للسلوك اليومي الممارس على الأرض من قبل "سلطة الأمر الواقع" أو الإخوة في حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ونقول بأن الجهة أو (المافيا) السياسية التي تقف وراء هكذا مشاريع سياسية هي معروفة للجميع ولا تريد الخير للشعب الكوردي وقضيته الوطنية العادلة ونحن بذلك لا نختلف معهم بتاتاً، بل كتبنا في ذلك _وما نزال_ عدد من البوستات والمقالات.

ولكن ورغم كل ذلك فإننا نقول لهم ولكل الإخوة والزملاء الذين ينحون نحو هذا الإدراك الفكري ما يلي: إنكم تعلمون مدى ودرجة الخلاف بيني وبين ذاك الطرف السياسي في النهج والسلوكيات، وكما تعلمون قدر محبتي لكم ولحضوركم الجميل معي ولكنني ورغم كل ذلك أود أن أهمس في إذن كل من يشك بالمشروع/الفكرة؛ بأن نفس تلك الجهات (أو المافيات) السياسية كانت هي التي ترسم ملامح المعارضة العراقية أو أجزاء كبيرة منها _بما فيها المعارضة الكوردية العراقية_ في فترة الثمانينات والتسعينات وها نحن نرى اليوم الحلم الكوردي في إقليم كوردستان (العراق).. فهل تعتقدون أن القيادة السياسية السورية _وعلى رأسها الرئيس السابق حافظ الأسد_ لو عرف يوماً بأن الكورد سيشكلون إقليماً كوردستانياً قد سمح لهم بأي تواجد أو تحرك سياسي على أراضيها وليس إيوائهم وتقديم الدعم لهم.. بالتأكيد الجواب هو النفي؛ حيث نعلم مدى الحقد القومي في المنطقة كما تطرقتم لها من خلال تعليقاتكم الجميلة وقراءتكم الجيدة ونعلم علم اليقين بأن المشروع هو حالة شبه طوباوية وبأن ظروف الاعتقال للسيد عبد الله أوجلان له بصماته الواضحة على المشروع ونظرية أو فكرة ولادة مشروع "الأمة الديمقراطية" وذلك لسحب البساط من تحت أقدام المشروع القومي والذي يقوده المحور والقطب الكوردي الآخر؛ أربيل.

ولكن لا يغرننا الحالة الراهنة للمنطقة _منطقة الشرق الأوسط_ وحالة الاستبداد والفكر الديكتاتوري والعنف الذي يمكن اعتباره سمة الواقع الثقافي والحضاري لها وبأن أي طرح لموضوع بحجم وفكرة "الأمة الديمقراطية" هو نوع من ضرب الخيال والجنون والحلم الطوباي.. نعم؛ ورغم كل ذلك نقول: بأن واقع الجزيرة العربية وقريش لم تكن أفضل حالاً وذلك عندما طرح نبي الاسلام محمد بن عبد الله مشروع الاسلام كفكرة في ذاك الصحراء وقد قيل حينه الكثير بخصوص الموضوع والرجل ومشروعه وأقلها كانت التهمة بأن الرجل مجنون، ناهيكم عن الأذية له واتهامه بأنه يخرج عن العرف الاجتماعي وأنه يسفه آلهتهم ويسبهم وهي تعتبر بمثابة الخيانة العظمى حسب مفاهيمنا الوطنية والقومية اليوم.. وهكذا فقد حورب الرجل بكل ما يمكن أن يحارب رجل يخرج عن رأي القبيلة وأعرافها وتقاليدها وثقافتها.. ومع ذلك كانت النجاح من نصيب مشروعه الحضاري والذي وحد العرب من خلال "الأمة الاسلامية" _التي لم تكن لها دلالة ومعنى قبل ذلك كـ"الأمة الديمقراطية" في يومنا هذا_ بل جعلهم أسياد العالم بعد أن كانوا منقسمين بين الولاء لكل من الامبراطورية الفارسية والبيزنطية الرومانية؛ حيث الغساسنة والمناذرة.

وهكذا فإن المشروع (الفكرة) _وبرأي_ جديرٌ بالبحث والدراسة والمناقشة والتعديل وربما التغيير، بل إن ذلك ضروري حيث لا يولد المرء كاملاً ولكن ومع الأيام يصبح كامل الرجولة أو يموت نتيجة لأعراض بيولوجية جسدية أو من خلال حادثٍ عرضي. وهكذا هي الأفكار والمشاريع والحضارات تولد وتموت وتتطور مع الأيام والتراكم المعرفي والخبرات الجديدة وإن المستقبل هي للديمقراطية والمشاركة والتعددية وليس لثقافة المنبر والدولة المركزية واستبدادها وطغيان الديكتاتوريات ولكن وربما أكبر المآخذ على الفكرة هي تقديم قضية الديمقراطية على القومية _كمن يوضع الحصان أما العربة_ حيث هي نسخة مكررة عن فكرة الأممية الشيوعية والتي _كانت هي الأخرى_ القفز من فوق المشروع القومي وتجاوز المرحلة بحجة الدعوة للأممية فكان مصيرها الفشل والعودة إلى مرحلة القوميات. وهكذا هي _أو شبيه لها_ مشروع "الأمة الديمقراطية" حيث إن الفكرة/المشروع عابر للقوميات والحدود وربما قد دفعت بعض "مافيات السياسة" هذه الفكرة في عقل السيد أوجلان لكن ليس دائماً "تجري الرياح بما تشتهي السفن".. فأحياناً تجري الرياح بعكس إرادة الربان والديكتاتور وهذه واحدة من أهم إيجابيات حركة التاريخ وأسوأ كوابيس الطغاة؛ بأن تنقلب عليهم مشاريعهم وكما حصل مع الحالة الكوردية العراقية.. مع أجمل تحية ومحبة لكل الأخوة والأصدقاء الذين يشاركوننا بفعالية وغايتنا واحدة.. وهي أن نصل إلى الحقيقة.

ملاحظة أخيرة؛ إننا نناقش المشروع (مشروع الأمة الديمقراطية) كفكرة وليس مشروعاً حضارياً منجزاً للتطبيق العملي؛ حيث تطبيقه بشكله الآني في الواقع الراهن هو نوع من الطوباوية الديمقراطية. وكذلك هناك عدد من القراءات والدراسات الجد عميقة لمقالنا السابق وقد جاءت كردود على المقال/البوست ومنهم رد أو قراءة الصديق العزيز Yussef Khaledi وكذلك قراءة الأخ والصديقAdnan Emin وهناك غيرهم أيضاً ونأمل العودة للمقال السابق ((الكورد والتبعية ..هل يكون مشروع "الأمة الديمقراطية" هي الهوية القادمة بطبعتها الكوردية)) وتعليقاتها وردودها لمن يريد الاستزادة والتعمق أكثر في الموضوع.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا .. وأزمة الحلول والخيارات!!
- الطفل العفريني/ عفرين .. مهد الحضارات.!!
- العقل الكوردي  ..ما زال خاضعاً ومرهوناً إلى الحمية القبلية!!
- الديمقراطية ..هي البديل عن النظم التوتاليتارية.
- البارتي ..  هو الحامل للمشروع القومي الكوردي.
- اقتتال الإخوة .. أو الحروب الأهلية كارثة
- أحزابنا .. وسياسة عصر الباروك.؟!!
- نظام الكانتونات..؟!!
- مشكلتنا مع ثقافة الاستبداد 
- ثالوث الحكم في سوريا..؟!!
- الوهم الكوردي..؟!!
- الخلاف.. السني الشيعي.؟!!
- الأمن السوري!!
- أزمنة الشعارات..؟!!
- سوريا.. والصراع الطائفي المذهبي.
- كوردستان.. مستعمرة ام مستعبدة دولية..؟!!
- كوردستان والارتزاق..؟!!
- شعرة معاوية..؟!!
- حكاية الحجل الكوردي.. ملعوناً..؟!!
- حرب.. أم حروب في سوريا..؟!!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - الربان والديكتاتور