أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - العلمانيون والفاسدون..من سيضحك أخيرا؟















المزيد.....

العلمانيون والفاسدون..من سيضحك أخيرا؟


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 10:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في ( 31 تموز 2015) تنفس العلمانيون الصعداء في العراق الديمقراطي! بعد أن حاولوا في (25شباط 2011 ) التنفس في ساحة التحرير فبعثت لهم الحكومة احد (مناضليها)ليعتلي سطح العمارة المطلة على الساحة ويعطي أوامره بخنق صوتهم.
في جمعة السابع من آب 2015..تبدلت المعادلة..العلمانيون مع جماهير المحرومين يملئون الساحات والفاسدون في الحكومة صاروا في مرمى مدفعية الشارع..وبدأت اللعبة..فما يجري الآن هو مباراة سياسية يخوضها فريقان : الشعب ممثلا بالمتظاهرين والحكومة ممثلة بالفاسدين باستثناء رئيس وزرائها.
لكن المباراة اشواط والفوز يكون لمن يعرف فنون اللعبة..فلنحلل الفريقين سيكولوجيا وفنيا..ولنبدأ بفريق المتظاهرين.
ما يغلب على هذا الفريق هو انفعال الغضب وفرح فردي يشبه فرح عصفور محبوس في قفص..وانطلق،ممزوجا بفرح جمعي يشبه فرح عرس صديق..لكنه فرح سياسي عنوانه :الكرامة..فيما الفريق الثاني يتحكم به انفعال الخوف من خطر حقيقي صار يتهدده فجأة عنوانه:الاستماتة..ما يعني ان الفريق الاول يسعى الى تحقيق هدف مفقود فيما الفريق الثاني يريد الدفاع عن هدف موجود.وعلميا ،ان انفعال الغضب الجماهيري يخفت مع الزمن ان لم يتحقق الهدف بسرعة،فيما انفعال الخوف يتصاعد مع الزمن ان بقي الخطر قائما..فلقد اسقطت تظاهرات الفرنسيين والاسبان واليونانيين حكومات هم انتخبوها فيما خفت الغضب وانتهى في تظاهرات شهدناها نحن قبل اربع سنوات.
وفنيا،ان فريق العلمانيين لا يجيد فنون اللعبة السياسية،فضلا عن ان بينهم من هو مصاب بـ(تضخم الأنا)،فيما فريق الفاسدين من السياسيين يمتلك المهارة والخبرة ويجيد المراوغة والمكر والخداع والذكاء والخبث ولا يلتزم بأخلاقيات اللعبة.
وهنالك عوامل اخرى تقرر الفوز كما في لعبة كرة القدم حيث الارض والجمهور.فلقد حصل فريق العلمانيين على موقف ايجابي من المرجعية الدينية بدعوة السيد السستاني الى اقامة دولة دولة مدنية حديثة تحترم فيها كرامة الانسان وسلطة القانون..وهي المرة الأولى في تاريخ العراق السياسي والديني التي تلتقي فيها المرجعية بالعلمانيين،لتشكل ضمانة لتحقيق مطالب المتظاهرين، وتبني علاقة صحية جديدة مع الذين يؤمنون بالعلمانية تمهد لعراق ديمقراطي جديد..ان وفق الطرفان في حسن استثمارها.
نعم ان فريق المتظاهرين الذي يضم العلمانيين يحظى بتأييد المرجعية وبموقف صريح من السيد رئيس الوزراء الذي اعلن بأن سيمضي في تحقيق الاصلاحات حتى لو كلفه هذا الأمر حياته، ما يعني ادراكه ان الفاسدين في القوى السياسية سيستهدفونه ان لم تنفع معه الصعوبات والتخريجات الدستورية التي وضعوها وسيضعونها لعرقلة تلك الاصلاحات التي تستهدفهم.فليس من السهل مطلقا ان يتخلى مسؤول في السلطة عن مكانته وامتيازاته وحياة مرفهة وثروة طائلة ،والأصعب عليه حين يكون مهددا بمقاضاته بتهم فساد تسترد منه ما نهب وتسقطه اجتماعيا واخلاقيا وتودعه السجن.
من هذه الحقيقة،وحقيقة اخرى هي ان السياسيين اختلفوا على كل شيء..الا الفساد ،فهم اتفقوا عليه لاسيما الآن حيث اليوم يومهم لأن الخطر يوحدهم ولا يستثني احدا منهم،وانهم يبقون هم الأقوى موقفا من العلمانيين وان ادركوا انهم اصبحوا الان في مرمى مدفعية ساحة التحرير.
وعلينا ان نوضح حقيقة اخرى،هي ان الوزير لا يمكنه ان يكون فاسدا ما لم يكن محميا من رئيس كتلته السياسية،ما يعني ان رؤساء الكتل السياسية جميعهم فاسدون.يؤيد حكمنا هذا ما قاله السيد نوري المالكي بان لديه ملفات فساد لو كشفها لأنقلب عاليها سافلها،في اشارة صريحة من رئيس وزراء في حينه الى ان قادة ومسؤولون سياسيون كبار بما فيها كتلته متهمون بالفساد..فضلا عن فساد آخر مشرعن باستيلائهم على ممتلكات تابعة للدولة..وانهم ما زالوا هم المتنفذون..وهم الأقوى وان بدوا الآن هم الأضعف..تجلى ذلك في موافقة البرلمان على حزمة اصلاحات السيد العبادي بسرعة قياسية لأدراكه بأنه صار في مرمى مدفعية الشارع ،لاسيما اولئك النواب الذين تحولوا الى دلالي عقارات!.
ان (العز) الذي عاشه السياسيون الفاسدون وغير الفاسدين (على قلتهم) في الرئاسات الثلاث،سواء في حياة البذخ والرواتب والمخصصات الخرافية(مثالا:راتب رئيس الجمهورية العراقية ثلاثة اضعاف راتب اوباما) والحمايات التي يزيد عدد افرادها على عديد الجيش العراقي النظامي،والذين يقومون حتى على خدمة افراد عوائلهم..نكون من السذاجة ان اعتقدنا انهم سيستسلمون بسهولة لمطالب المتظاهرين.ولا يغرنكم انهم يبدون الآن تعاطفهم مع المتظاهرين..فلقد عودتهم السلطة على ان لا يخجلوا..وحصل من المفارقات ما يجعلك تسخر حتى من المفترض ان يكون من افضلهم.فبعد يومين من تظاهرات جمعة السابع من آب صرح وزير التعليم العالي عبر فضائية الحرة عراق بأنه سيعمل الآن على مكافحة الفساد في وزارته امتثالا لأمر الجامعية!!.وهذا يعني أمرين:اعترافه بوجود فساد في التعليم العالي،واستمراره بالسكوت عليه لولا دعوة المرجعية!.فاذا كان هذا منطق وزير تعليم عالي وحامل دكتوراه..فما بالك بآخرين لا يمتلكون شهادة جامعية ويحتلون مناصب عليا!.
ما نخشاه وما نحذر منه ان التظاهرات سينحسر مدها ،اما بتسويف المطالب او الالتفاف عليها او بترضيات جزئية او باغراءات تقدم للناشطين منهم ،او قيام الحكومة والبرلمان بالتفاهم مع اشخاص يعدونهم ممثلين عن المتظاهرين يكون بينهم من هو محسوب عليهم بالقربى او المصلحة،او بشخصنتها او بملل يعيد المتظاهرين الى زمن كانوا وصلوا فيه الى حالة يأس من اصلاح الحال.
عليه، ينبغي ان تكون هنالك هيئة رأي او لجنة تنسيق تمثل المتظاهرين في المحافظات التسع من علمانيين ودينيين متنورين ومثقفين واكاديميين وفنانيين وشرائح اجتماعية اخرى..تكون مهمتها وضع استراتيجية تأخذ في حساباتها اسوأ الاحتمالات بما فيها استهداف السيد حيدر العبادي لا سامح الله،وتضع خططا علمية وعملية لكيفية التعامل مع خصم ماكر وذكي وخبيث وقوي..وان تنتخب وفدا مفاوضا مع الحكومة يشترط على كل عضو فيه ان لا يقبل بأي عرض وظيفي او اغراء تقدمه له الحكومة او البرلمان الى حين تحقيق مطالب المتظاهرين..والا فان سفينة التظاهرات تبقى تبحر في مهب الريح..وان حدث واستولي عليها قراصنة السياسة..فسيكون العلمانيون فيها اكبر الخاسرين.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شراع سفينة التظاهرات..ورياح التغيير
- تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- حيدر العبادي..بين التفويض والتقويض
- فقاعات الشتاء السنّي ..فقاعات الصيف الشيعي
- العراقيون..مازوشيون - مقال تحريضي!
- عبد الكريم قاسم..والطائفيون - موازنة اخلاقية
- تساؤل الى الامام علي في ذكرى استشهاده
- داعش تفهمنا افضل مما نفهمها!
- ازمة العقل السياسي العراقي-تحليل سيكوبولتك
- المفقود في مواجهة الشخصية الداعشية
- الطائفيون..هل استوعبوا الدرس من سقوط الموصل؟
- اطفال العراق..(35) عاما بلا طفولة
- اغلقي عينيك وفكري في انجلترا (2)
- ماذا لو اغتيل السيد حيدر العبادي
- الشخصية الميكيافيلية
- استاذ مجنون يحصل على جائزة نوبل-اعادة نشر
- العراقيون وسلطة الرمز الديني
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم حسين صالح - العلمانيون والفاسدون..من سيضحك أخيرا؟