أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - حذار من الاوهام














المزيد.....

حذار من الاوهام


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 21:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الجماهير تنفتض وتخرج الى الشوارع في مدن احزاب وقوى غنت وناحت وناجت وطبلت وزمرت لـ"مظلومية الشيعة". وهي نفس تلك الاحزاب التي اغرقت مدن "مظلومية الشيعة" بالفساد والدجل والجرائم بكل اشكالها.
ويبدو ايضا ان تلك الاحزاب لا تملك ان تقول شيء للجماهير التي انتفضت ضدها غير المشي على خطى الرئيس الليبي معمر القذافي، عندما خرجت تظاهرات ضد فساد وجرائم نظامه، نزل هو الاخر في التظاهرات ويهتف ضد النظام. وهكذا فأن اطراف الاسلام السياسي الشيعي تناشد هي الاخرى للخروج مع الجماهير للاحتجاج ولينزل بعد ذلك عدد من قادتها مع المنتفضين في ساحة التحرير وسط بغداد يوم الجمعة المنصرم. واما حيدر العبادي العضو القيادي في حزب الدعوة الاسلامي ورئيس الوزراء فهو الاعجب من تلك الاطراف حيث يصرح لنا "شكرا للمتظاهرين لانهم عبروا عن مطالبهم"، ويخاطب المسؤولين في حكومته الطائفية الفاسدة بأن ينزلوا الى الشارع كي يعرفوا مطالب الجماهير، وكأنه ومنذ ان تحررت "الشيعة" من "مظلوميتها" تحت حراب الاحتلال وعلى الاقل منذ 9 سنوات والعبادي كان وزيرا للاتصالات في حكومة اياد علاوي لم يتمكن ان يحل لغز ماذا تريد الجماهير!!!
ويستمر نشر الاوهام والخداع كي لا تقف عند حدود تلك الاحزاب والقوى، فهناك مليشيات جديدة تربعت على عرش الاسلام السياسي، تحاول تأهيل نفسها كقوى سياسية للمستقبل وان يكون لها مكانة في المعادلة السياسية، نقول تحاول تأهيل نفسها عن طريق تجيير تلك التظاهرات لصالحها وفرضها لافاق لا تقل عتمتها عن انعدام الافاق التي يعيش المجتمع العراقي فيها. ولا تستوعب هذه المليشيات او يصعب عليها هضم ان سبب بلاء العراق وجماهيره وماساته هو الاسلام السياسي بجميع تلاوينه. فشعار تفريغ التظاهرات من محتواها، من اسقاط النظام الطائفي-القومي او على الاقل اقالة الوزراء ومحاسبة الفاسدين في الهيئة الحاكمة الى تغيير النظام من برلماني الى رئاسي هو ليس ضحكا على الذقون فقط، ولا هي اكبر مهزلة في تاريخ العراق الحديث بل ادخال اللصوص والحرامية والفاسدين بشكل علني ودون خجل كما تصفهم الجماهير في شوارع البصرة وبابل والديوانية والناصرية وبغداد والسماوة.. الى السلطة من الشباك بعد ان يطردو من الباب. فالنظام الرئاسي كان مطلب المالكي والان يرفعه ذراع المالكي العسكري وهو عصائب اهل الحق، وكأن اذا كان الرئيس المالكي او العبادي او الجعفري او عبد المهدي او صولاغ... سيتغير وضع العراق ويتراجع الى مرتبة اقل في قمة بلدان الفساد واللصوصية! والاكثر دهاءا من كل اولئك هو مقتدى الصدر الذي خاطب المتظاهرين بأن لا يطلبوا الكهرباء من الحكومة، بل يذهبوا هم في جلب الكهرباء. ويؤكد تصريح الصدر هذا بأن لا امل في اية حكومة توفر الكهرباء، وكلامه لا يحمل اكثر من معنى واحد وهي ان تحل الجماهير محل الحكومة وتدير نفسها بنفسها.
اما العبقري الاخر فهو رئيس مجلس النواب سليم الجبوري العضو القيادي في الحزب الاسلامي العراقي، فيوعد المتظاهرين ان يناقش مجلس النواب مطالب المتظاهرين في اول جلسة، والمبعث للسخرية ليس ان الجبوري يسمع لاول مرة بمطالب المتظاهرين ويريد مناقشها في مجلس النواب، بل ان يناقش تلك المطالب بين كومة الحرامية التي عاثت فساد في العراق ووضع شرعية عليه.

في 25 شباط من عام 2011 توحدت قوى الاسلام السياسي والقوى القومية بوجه الانتفاضة من مالكيها وصدرها وحكيمها ونجيفيها وجبوريها ومطلكها.. لانهم يدركون ان الانتفاضة والثورة في العراق لن يكتب لها النجاح الا بالاعلان عن مصادرة كل ممتلكاتهم واموالهم المنقولة وغير المنقولة، وسلب امتيازاتهم وتنحيتهم عن السلطة وتأسيس عملية سياسية جديدة تفضي الى تشكيل حكومة علمانية وغير قومية وتعرف الانسان بهويته الانسانية، وتطبق برنامج محتواه توفير الخدمات والقضاء على البطالة والفقر وتوفير الامن وتحقيق كل اشكال المساواة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لجميع البشر في العراق، وان توحيد جماهير العراق اليوم حول هذا الشعار يعني ان تتفرغ بشكل نهائي بالقضاء على داعش. ان حصر مطالب التظاهرات بمحاسبة الفاسدين ليس الا اعطاء كارت اخضر لاعادة انتاج نفس الفاسدين وباشكال مختلفة. ان عصابات داعش و"دولته الاسلامية" تتغذى وتعتاش وتنمو وتكبر على مائدة الاسلام السياسي الشيعي، لقد ولى زمن الاصلاح، واخذ الاسلام السياسي فرصة كبيرة في الحكم ولم ينتج عنه غير نشر الفوضى الامنية والفساد وافقار المجتمع. علينا ان نتعلم الدرس من 25 شباط فلا مكان للاصلاح او التحلي بالصبر والتريث حتى تطبيق الوعود فلقد طفح الكيل.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - حذار من الاوهام