أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا














المزيد.....

أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس معقولا ولا منطقيا ، أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها بوش الضغير آنذاك - المتصهين الذي جيء به من قبل مراكز الضغط اليهودية في واشنطن ، نكاية بأبيه بوش الكبير الذي كسر "خشم" مستدمرة إسرائيل ومرغ أنوف قادتها وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الأسبق إسحق شامير بالوحل ، عندما رفض الإملاءات الإسرائيلية ، وعلى رأس القائمة منح إسرائيل قرضا بقيمة عشرة مليارات دولار ، مقابل المشاركة في مؤتمر مدريد عام 1992- قد قامرت وغامرت بسمعتها الدولية وخرقت ميثاق الأمم المتحدة ، ومارست أكبر كذبة في التاريخ أمام مجلس الأمن الدولي ، من أجل إحتلال عابر للعراق !
لقد آمن بوش الصغير من خلال الهرطقات الصهيوينة أن من ينتصر على العراق - الذي خاض حربا مدمرة مع إيران ، إستنفذت منه ثماني سنوات في مقياس الزمن ، وجل قدراته المادية والعنوية ، وفرض عليه حصار خانق ، وتعرض لعدوان ثلاثيني شارك فيه بعض العرب ، بمعنى أن العراق لم يعد تلك القوة التي يحسب لها حساب ، وهذا ما أراده له القريب قبل البعيد – سينتصر في حرب "هرمجدون " التي تؤرقهم ووردت في الأثر .
قبل الغوص في التفاصيل لا بد من التذكير أن يهود يحقدون على العراق ، بلا حدود لعدة أسباب أولها وجود حبل سري بين العراق وفلسطين ، وكان الآشوريون يعتبرون فلسطين جزءا من أمنهم القومي ، ويستنفرون عمليا عند تعدي أي قوة غازية عليها ، شأنهم في ذلك شأن العرب الفراعنة القدماء في مصر ، إضافة إلى قيام القائد التاريخي العراقي نبوخذ نصر بسبي اليهود بعد أن لقنهم درسا لن ينسوه أبدا لتجاوزهم حدودهم في فلسطين ..كل ذلك جعل العراق أولا في مخططاتهم .
جاءت أمريكا إلى العراق بالطريقة المعروفة لتبقى ، لكن المقاومة العراقية التي إنطلقت في زمن قياسي قصير ، لخبطت كل أوراق واشنطن ومخططاتها ، وأجبرتها على دفع ثمن باهظ في البدايات ، جعل الشعب الأمريكي يستقبل يوميا العشرات من الجثامين التي تعود لعسكريين يقاتلون في صفوف الجيش الأمريكي ، رغم أن غالبيتهم ليسوا من الأمريكيين الأصليين ، بل هم من المرتزقة او الموعودين بالحصول على الجنسية الأمريكية ، ومع ذلك فقد شكلوا حالة في أمريكا ، ما جعل الرئيس أوباما يقرر سحب قواته من العراق أو هكذا هيء لنا .
ومع الأسف فإن العراقيين وبكل فئاتهم تآمروا على العراق وأعادوه إلى حضن الإحتلال الأمريكي مرة أخرى وإلى الأبد ، بعد أن تخلوا عن مقاومتهم وباتوا يسعون خلف أمريكا لنيل الرضا ، فأمريكا لم تأت إلى العراق بحاضنة دولية ، ليقال أن ما قامت به عبارة عن نزوة فقط .
ما فعله العراقيون الذين يختلفون عن الفلسطينيين ، كان كارثة على العراق ، ومثل خسارات فادحة ، وقاد إلى شطب العراق من الخارطة السياسية الدولية ، بعد أن دخل في مرحلة التقسيم الفعلي ، وتحديدا بعد زرع الخوارج الجدد داعش فيه ، ليعيثوا فيه فسادا تمهيدا لفصله عن بعضه ، في الوقت الذي نرى أمريكا - بعد الإنتكاسات الإقتصادية التي عانت منها بفعل يهود أولا وغزو أفغانستان والعراق وتوريطها في الحرب على ما يسمى الإرهاب – تشهد إنتعاشا إقتصاديا بسبب مجريات الأمور في العراق وغيره من الدول العربية المرشحة للتقسيم بعده .
لن تغادر أمريكا العراق حتى لو لم يبقى فيه عراقي واحد وهذا هو المطلوب أمريكيا وإسرائيليا ، وقد تراجع أوباما عن قراره بعد إعادة الروح للحرب الطائفية التي يقودها داعش في العراق ، وقام أوباما بالمصادقة على إرسال 450 مستشارا عسكريا أمريكيا إلى العراق لينضموا إلى طابور المستشارين العسكريين الأمريكيين هناك ، والذي لا نعلم ما هي مهمتهم لأننا لسنا مقتنعين بأنهم يقومون بتدريب الجيش العراقي ،إذ عن أي جيش يتحدثون ؟
لن تقدم أمريكا على خلع مسمار جحا من العراق حتى لو تم تقسيمه ، فوجودها خدمة مزدوجة لها ولمستدمرة إسرائيل ، وسيبقى النفط العراقي مهما لأمريكا حتى لو تحدث البعض عن بدائل للنفط الأحفوري.
اللهم لا شماتة ، فهاهم الذين ورطوا العراق مع إيران وورطوه في الكويت وطلبوا من الكويت عدم الإستجابة لمطالب الرئيس الراحل صدام حسين ، يقعون في الفخ ذاته وبات شبح التقسيم يحوم كالغراب فوق رؤوسهم.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن السعيد
- إيران قوية
- -داعش ..النشأة والتوظيف - جديد الزميل الباحث أسعد العزوني
- -الغرداية- شرارة الإنفجار المرسوم في الجزائر
- 2016 عام بداية الحسم
- المحروسة مصر ضحية الأطماع الإسرائيلية
- بوادر عملية الكماشة في سوريا
- موجة إرهاب صهيوني ستعم العالم
- رمتني بدائها وإنسلت
- جنسيتان للمستدمر الإسرائيلي
- الأردن يتورط
- إشهار ومناقشة كتاب -النفط والهيمنة- لكمال القيسي في منتدى ال ...
- بوش الثالث
- ما لم نكن أحرارا فلن يحترمنا أحد
- التفاهمات الأمريكية – الإسرائيلية تحسم جدل : من يحكم من؟
- مقاطعة إسرائيل ..كرة ثلج تتدحرج ..ولكن..
- بيان ختامي حول إطار العمل بشأن الأمن الغذائي والتغذية في الأ ...
- قراءة في الفكر الإرهابي الداعشي... فن إدارة التوحش والعنف ال ...
- داعش ..الطريق إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير
- إقتربت الحرب


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أمريكا لن تغادر العراق..مسمار جحا