أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح كنجي - داعش لا تمثل الإسلام!













المزيد.....

داعش لا تمثل الإسلام!


صباح كنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 19:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


داعش لا تمثل الإسلام!

داعش لا تمثل الإسلام.. جملة نسمعها ونقرأها في كل يوم عشرات المرات في المقالات ونشرات الأخبار والتعليقات التي تتناول الأفعال المشينة للدواعش.. وهي عبارة يجري تداولها من قبل المؤمنين الذين يسعون للتعبير عن استنكارهم للجرائم التي يقترفها المجرمون من قتلة وذباحي دولة الخلافة الإسلامية /داعش من جهة.. ولتبرئة الدين الإسلامي من تبعة هذه الجرائم من جهة ثانية..
ويذهب في هذا المسار الكثير من العلمانيين الذين يبرؤون الدين والمسلمين منها جاعلين من التفاسير الخاطئة للنصوص سبباً لظهور التطرف الديني، ويعتقدون بوجود إسلام معتدل وصحيح يمثله جمهرة المؤمنين الذين لا يشتركون مع حثالات الدواعش في جرائمهم ولا يتقبلون أو يمارسون أفعالهم..
متناسين ومتجاوزين حقائق لا يمكن القفز عليها أو إخفائها وتجاهلها.. خاصة بعد أن تحولت دولة الدواعش إلى وحش، يستهدف مكونات بشرية من غير المسلمين كالإيزيديين والمسيحيين والمندائيين والأتراك والشبك الشيعة، ويهدد وجودهم التاريخي في عدة دول ويزيح مجتمعاتهم كما يحدث الآن في العراق وسوريا..
الحقيقة الأولى ..
إنّ جرائم داعش وشناعاتها ليست استثناءً، بل حلقة في سلسلة متصلة تمتد، وسبقتها في عصرنا منظمة القاعدة منذ عقدين، لتتواصل مع جرائم الدولة العثمانية وما قبلها في حقبة الدولة العباسية التي أزاحت الدولة الأموية الناشئة بعد سلسلة الخلافة التي واكبت بدايات نشوء الدين الإسلامي، قبل تحوله إلى دولة وإمبراطورية تفتك بالشعوب باسم الفتوحات، هذه البدايات التي لم تكن تخلو من الجرائم المقترفة بحق من رفض الدخول في الإسلام في المحيط الذي ولد فيه محمد ونشأ، قبل أن يعلن دعوته ونبوته ودينه، الذي ورثته داعش اليوم وتوجته بإعلان دولة الخلافة الإسلامية الراهنة، التي نشهد جرائمها ونعيش أجواء سفاهاتها في هذه الأيام الكالحة من عصرنا الجديد ..
الحقيقة الثانية ..
أنّ هذه الجرائم تعتمدُ على تشريعات ونصوص دينية تنسبُ للإله مثبتة في آيات بينات من القرآن المحمدي وما نقل عنه من أحاديث داعمة للجرائم بالإضافة إلى ما جاء به فقهاء الإسلام من آراء في مراحل لاحقة تدعم وتبرر الأفعال الإجرامية للمسلمين الأوائل وتتفاخر بها إلى اليوم..
كما هو الحال مع الدواعش ودولة خلافتهم الجديدة التي يعلنون من خلالها وعبر أجهزة تواصلهم الإعلامية المرئية والمسموعة، تفاصيل جرائمهم ويتباهون بها ويربطونها بما حصل وفعل في العهد المحمدي، وما أعقبه من خلفاء وسلاطين قتلة، تتالوا على امتداد أكثر من 1400 عام ..
أي أنهم وفقاً لقناعاتهم وتصوراتهم الدينية.. في ممارستهم للجرائم بحق غير المسلمين الآن.. يتماهون مع بدايات الإسلام وما فعله باليقين.. كما يؤكدون.. نبيّهم ورسولهم ومثلهم المكلف وفقاً لما وردَ في القرآن بهذه الرسالة .. رسالة موت وفناء الآخر .. وهم يواصلونها بذات النهج.. لتلك الأهداف "السامية" .. التي تتطلب نشر الدين بين البشر.. اقتلاع جذور الكفار.. إزالتهم من الوجود ..
في نفس الوقت .. بذات السياق.. يلجئون.. للتاريخ.. لتلك النصوص.. في تبرير الأفظع منها .. خاصة ما يتعلق بالاسترقاق .. العبودية.. أسر الأطفال.. سبي النساء.. اغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة .. وهي ممارسات بشعة تقشع منها الأبدان.. يتم إحياؤها في هذا العصر من جديد .. من قبل حثالات المسلمين ودينهم الذي ليس بريئاً منها ولا يمكن تبرئتهم من تبعاتها الآن وفي المستقبل.. وسيوثق التاريخ الكثير من تفاصيلها الدامية المقرفة ليؤكد إنّ:
1ـ داعش هي امتداد وتواصل حقيقي مع الدين الإسلامي وبداياته .. شئنا أم أبينا هي الدين الصحيح مهما كانت نسبتهم اليوم..
2ـ وهي ليست استثناء في التاريخ الإسلامي يمكن التبرؤ منه أو إلغاءه وهي الجزء الحي ..الفاعل من الدين المحمدي.. الذي يستندُ على نصوص وتعاليم النص القرآني، الذي ما زال يتمسك به المسلمون المعاصرون،المبيح للقتل ومشرعنُ الجريمة في الكثير من آياته، ويتقبلونها لوجه الله كما كان يفعل من سبقهم لهذا الدين في قريش ومكة وبقية الأمصار التي الحقت بالدولة الإسلامية في ذلك العهد البشع الذي يجري تزويقه وتجميله والتفاخر به..
3ـ لا يشكل الفصل بين جمهرة المؤمنين بالدين الإسلامي وتعاليمه ممن لم ينغمسوا في الجريمة والابتذال كما يفعل الدواعش.. صك غفران لهم ويعفيهم من تبعات دينهم وتعاليمه التي تبيح الفتك بغيرهم كما تفعل داعش اليوم، وسيحملهم التاريخ مسؤوليتها الأخلاقية.. لأنهم مارسوا الخديعة لأنفسهم قبل الآخرين.. بدعواهم.. إنّ الدواعش لا يمثلون الإسلام .. واكتفوا باستنكار جرائمهم فقط .. وبرأو الدين منها وهم في ذات الوقت يواصلون حمل رايته وتعاليمه وينادون غيرهم للالتحاق بركب الإسلام والأيمان به ويعتبرونه رحمة إلهية للعالمين ..
4ـ أن استنكار الأفعال الإجرامية للدواعش لا يكفي .. كما أن الوقوف مع الضحايا والتضامن معهم لن يجدي نفعاً دون التفكير بوضع آلية لمنع تكرار الجرائم المرتكبة باسم الدين ..
لذلك فأن من أولى المهام.. التي تواجه المسلمين قبل غيرهم في هذا الزمن الذي نشأت فيه داعش وأعلنت دولة الخلافة الإسلامية .. التي ما زالت تتوسع وتكبر بالرغم من مواجهة الحكومات والدول لها .. ومازالت ترتكب الشناعات باسم الدين الإسلامي والإله..
التفكير الجدي.. بمدى جدوى هذا الدين البائس وتعاليمه البالية في هذا العصر .. وإشغال العقل للإجابة على التساؤل الأزلي.. إن كان ثمة إله غاضب على الوجود يقبل المشاركة بمثل هذه الجرائم ويباركها لتنسب له !!..
أو إن كان هو فعلا .. من انزل هذا الكتاب المشحون بكل هذه الآيات والنصوص العنيفة الفتاكة.. دون التأكد أن كانت ملائمة للعصر وقابلة للتطبيق.. ولماذا يعجز المستحوذ على الكون عن نشرها دون إراقة دماء بريئة!!.. كي تأتي حثالات داعش الهمجية لتطبيقها ونشرها بالمفخخات وتفجيرات الانتحاريين!!
ما مدى منطقية دور الإله السفاك .. القاتل .. في هذه الجرائم !!
بدلاً من مواجهة العالم والتصدي للشعوب غير المسلمة وإجبارهم على اعتناق الإسلام وفرض الاسترقاق والعبودية وأسواق النخاسة وسبي النساء واغتصابهن .. واجهوا أنفسكم .. توقفوا أمام همجية الدين وتعاليمه الداعية للموت.. توقفوا لتتأكدوا من إنكم تسيرون في الطريق الصحيح .. وتقرؤون الكتاب الصحيح ..
انتم يا علماء الأزهر قبل غيركم .. يا علماء المسلمين .. أئمته .. من سنة وشيعة .. يا خادم الحرمين وبقية حكام الدول الاسلإمية ابتداء من طهران مروراً بالباكستان حتى عمان.. أيتها الأحزاب الإسلامية .. في المقدمة منها :
أحزاب الله في.. لبنان.. العراق.. كردستان وبقية الدول التي أنشأت أحزابه..
يا إخوان المسلمين وبقية التنظيمات المتأسلمة..
أيها المصلون بالأربعة أم الخمسة ركعات في كافة أصقاع الكون ..
أيها الحاملون للقرآن .. المعتنقون لدين محمد أينما كنتم ..
انتم قبل غيركم تتحملون تبعات الجرائم المقترفة باسم دينكم ..
انتم المطالبون بالاعتذار .. للضحايا والسبايا من كافة الشعوب والقبائل .. من يوم خيبر وما حل ببني قريضة حتى سهل نينوى وسنجار ..
لقد طالت قائمة ضحاياكم وتسمياتهم .. إطووا صفحة التوحش .. انتفضوا على تاريخ دامي لا ينسب لكم هباءَ ما زلتم تلتصقون وتتمسكون به..
تاريخ فيه الكثير من أسماء القتلى والشعوب التي أبيدت.. بات عنواناً يدمغكم فأصبحتم بنظر الآخرين قتلة وارهابيين ..
أيها المسلمون لا نريدكم .. تواصلا للماضي الإجرامي المقيت.. إرهابيون ملثمون أشرار.. ينشرون الرعب والموت والكراهية بين الناس والشعوب..
نريدكم.... طيبون .. مسالمون .. يمجدون البشر.. يزرعون المحبة بينهم.. ويتطلعون بعيون ثاقبة وعقول مفتوحة للمستقبل والحياة الأفضل..
لكم من ملحد كافر لا يحلف حتى لو كان من منطلق اضعف الإيمان باليمين.. دعاء كي تحلقوا مع صبيحة العيد اللحى وتنزعوا جلباب الدين.. لتعلنوا بإرادة لا تلين.. إنكم لشريعة الموت مودعين.. بعد أن اكتشفتم إن داعش دين للمجرمين.. هذا ليس بمستحيل عند رب العالمين .. العقل هو المعين ..آمين يا معشر الطيبين..
ــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
أواسط تموز2015



#صباح_كنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش وجدر الدولمة
- قراءة في بيان الحزب الشيوعي الكردستاني
- أشجار معدومة وحُصن مرعوبة
- بالوثائق ماذا يجري في العراق؟!!
- تجمع جماهيري كبير في هامبورغ
- منو فينا مو قشمر!
- طائر الفينيق ل نوّاف السنجاري
- هلْ تحولَ الحزب الديمقراطي إلى حزب البعث الكردستاني؟!
- من أجل تحرير المسلمين وانقاذهم من أوهام الدين..
- آشتي يزور التاريخ ويتجنى على الضحايا!
- تحرير سنجار لا يَلغي مَسْؤولية مَنْ سَاهمَ بسقوطها!
- بحزاني لَنْ تخشع وجبل سنجار لنْ يركع ..
- مداخلة في مؤتمر حقوق الانسان برلين
- نفاق السياسة في الحرب على دولة الخلافة
- لقاء مع اللاجئين العراقيين والسوريين في هامبورغ
- توثيق جينوسايد سنجار وسهل نينوى ضرورة ملحة
- سنجار .. المزيدُ من ألغازِ التماهي مع الدواعش
- نداء استغاثة الى الضمير الانساني ضد الابادة الجماعية للإيزيد ...
- رسالة مفتوحة الى الله
- نداء عاجل..!!


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح كنجي - داعش لا تمثل الإسلام!