أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد المصباحي - رهانات المجتمع المدني














المزيد.....

رهانات المجتمع المدني


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 21:26
المحور: المجتمع المدني
    


1_السياق
عندما اهتدى الفكر البشري سياسيا,إلى ضرورة وجود الدولة في صيغتها المدنية,التعاقدية كبديل عن الدولة الدينية,اللاهوتية,كانت أروبا,قطعت مع مفهوم الحق الإلاهي,لتؤسس لمفهوم الحق المدني,في صيغته الوضعية,لكن سؤال ,ما هو مصدر مشروعية الدولة,طرح وجوديا و فلسفيا,فكانت الأجوبة مختلفة,إذ أكد بعض الفلاسفة ز منهم اسبينوزا,على أن غاية الدولة هي أساس مشروعيتها,,و بذلك انتشرت أفكار,تعتبر الدولة مسؤولة عن تحقيق مصالح الناس, و خدمتهم,حتى لا يعتقد الناس أنهم خدام الدولة وعبيدها,فلم يجد هيجل صيغة,لجعل الدولة غاية في ذاتها,و لكن في الوقت نفسه الإعتراف بحاجات الناس,التي لا يمكن اعتبارها المحدد الأساسي لوجود الدولة,فأبدع فكرة المجتمع المدني,كمجموع القوى الخاصة بفئات أو جماعات عليها تحقيق مصالحها و خدمة نفسها لتترك للدولة فرصة التفرغ للغايات السامية,من هنا انبعثت فكرة المجتمع المدني,و في هذا السياق نشأت تدافعات جديدة,و اختلافات مغايرة,كلها تسائل نظريا فكرة المجتمع المدني,و تفترض أن الفاعلين لهم إلمام بمثل هذه القضايا,خدمة للمجتمع المدني,بعدم الإنجرار لغايات سياسية تتجاوز الحدود المدنية و تضر بها.
2_الرهان المدني
هو كل مالا يقود لغايات سياسية,سواء كانت تمهيدا لانتخابات أو تحايلا على الفوز بها,و بذلك فالمجتمع المدني ليس عدوا للسياسة و الساسة,لكن رهاناته متجددة,فمنها الثقافي,بما هو تكثيف للمشترك في هوية,تسعى للتحرر,و التحول إلى حافز على التقدم,و تلبية الحاجات الضرورية,التي تحول دون تحقيق الحدود الدنيا للكرامة الإنسانية,شريطة أن تكون الفئات المعنية منسجمة بل مشابهة,إما مهنيا أو سوسيوثقافيا أو حتى سكنيا بحيث يتحول المكان المديني إلى أساس وحدة بين الساكنة و يمكن أن يمتد ذلك إلى الأحياء و حتى بعض البوادي,التي صار لساكناتها أنشطة مشتركة,تفرض التواصل للدفاع عنها,مما يوحي بأن المجتمع المدني في مثل هاته الحالات يقترب من النقابات أو يتشبه بها,ربما لهذه الأسباب,هناك من يعتقد بأن بعض النقابات,قد تصير منتمية للفعل المدني بدون أن تصير لها صفة المجتمع المدني.
3_الرهان السياسي
بوضوح أكثر جرأة,فإنني أزعم أن فكرة اغرامشي عن الهيمنة,التي على المجتمع المدني ممارستها,ما هي إلا خدعة يسارية,غايتها جعل المجتمع المدني في خدمة أحزاب اليسار الأروبية,و حتى غير الأروبية,فعندما تم الإعتراف بضرورة الإختيارات الديمقراطية و نبذ العنف الثوري,كان لا بد من خيار يحتوي الأفكار الثورية,و الطاقات المتحفزة للفعل,فكانت الهيمنة هي غاية المجتمع المدني,لتتحول فيما بعد إلى سيطرة سياسية من خلال الإنتخابات بدل العنف الثوري,الذي نبذته الإشتراكية الديمقراطية,و تخلصت منه,و بذلك سوف يمارس المثقف العضوي فعلا ثقافيا و إيديولوجيا ,به يمكن التمهيد للفوز في الصراعات السياسية ضد المسيطرين على الدولة ,و لكن بدون اللجوء للعمليات العنيفة,فهل هذا الفعل مدني؟أعتقد أنه يفقد مدنيته ليس بالفعل,بل بالرهان,فهو يقدم خدمة للمجتمع السياسي,وماذا يمكن أن نسمي هذه الخدمة؟فهي سياسية صفة ز غايات.
4الرهان الثقافي
يمكن للمجتمع المدني أن تكون له رهانات ثقافية,في مجتمعات ليست قارئة,أما في المجتمعات المتقدمة,فلا يمكن أن تجد فاعلا جمعويا أو مدنيا لا يقرأ و لا يواكب,و بذلك فإن الرهان الثقافي للمجتمع المدني,ينبغي استحضاره في المجتمعات المتخلفة و على رأسها العربية و المغاربية,لكن كيف تتحرك الآلية المدنية ثقافيا؟؟
إنها تعمل وفق تصورها الخاص للثقافة,حسب تركيبة جمعيات المجتمع المدني,التي غالبا ما تكون غير منسجمة مهنيا,بل منفتحة على كل الفئات,مهما كانت طبيعة المهن القادمين منها,المهم الإستعدادات و التفاهمات الحاصلة بينها,و التي سوف نخصص لها مجالا خاصا بها,بغية المقارنة بين المجتمعات المدنية الأروبية و العربية و المغاربية.
خلاصات
ينبغي التنبيه على أن مجال التفكير في مثل هاته القضايا,لا ينبغي أن تحكمه غير الرغبة في الفهم,لإحداث التأثير و تحقيق الفعالية,فكل المجالات بما فيها السياسية,تتراجع عندما يحتلها فاعلون معادون للفكر السياسي,و هو ما سوف يمتد حتى للفكر المدني,عندما نجد الفاعلين فيه يكرهون الفكر و التفكير النظري في قضايا المجتمع المدني,بما يعني أن هناك رهانات قد تزحف باتجاه فعلهم,فتعرضه لفقدان التأثير أو الإحتواء من قبل فعاليات أخرى.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقيدة و الوطن في الإسلام السياسي
- الروائي
- حكاية حب شبيه بخيانة
- مرة مت
- ذاكرة الشعوب و استبدادية النظم السياسية
- التصوف و السياسة
- التصوف والإسلام السياسي
- عنف الإسلام ,سياسة أم ثرات؟
- رجال التعليم و النقابة الدينية في المغرب
- المثقف عربيا
- الديمقراطية و إعدام مرسي
- بن كيران و الزعامة
- حزب الله,المقاومة و التجديد
- طقوس السلطة و أبعادها
- اختلافات الجهاديين السياسية
- المسأل النسائي في المغرب
- داعش و تدمير الآثار
- السلطة السياسية في المغرب
- أزمة تطور المجتمعات العربية
- الثقافة بين الحياد و الإنحياز


المزيد.....




- الأونروا: الجوع الكارثي بغزة سيزداد سوءا حال استمرار استمرار ...
- رأي.. محمد خير دقامسة يكتب لـCNN عن خطابات السياسيين بشأن حق ...
- إسرائيل: واشنطن ستوقف تمويل الأمم المتحدة إذا منحت فلسطين ال ...
- الصين تدعو إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام في غزة وتدعم العضو ...
- -هيومن رايتس ووتش-: الغارة الإسرائيلية على مركز إسعاف في جنو ...
- مخيّمات المهاجرين في تونس: صفاقس.. -كاليه- التونسية؟
- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد المصباحي - رهانات المجتمع المدني