أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند احمد الشرعة - باستثناء أن أكون أبا.....














المزيد.....

باستثناء أن أكون أبا.....


مهند احمد الشرعة

الحوار المتمدن-العدد: 4865 - 2015 / 7 / 13 - 19:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بوسعي أن أرتكب الجرائم كلها باستثناء أن أكون أبا.....
اميل سيوران.
اليوم وانا وأقرأ بكتاب اميل سيوران (المياه كلها بلون الغرق) استوقفتني هذه الجملة اللعينة في مقدمة الكتاب التي وضعها المترجم ادم فتحي هذه الجملة التي تغطي ورائها فلسفة عميقة أبحر بها منذ فترة طويلة وأتفكر بها لساعات وساعات لأخرج بنظرة خاصة قريبة او بعيدة ليس مهما أريد أن يكون لي تصورا خاصا لهذا الوجود.
كلنا بل جميعنا جاهزون لارتكاب أفظع الجرائم بحق أنفسنا أو بحق غيرنا وجميع من هم بهذا الوجود ارتكب بحقهم جرائم سواء جسدية او نفسية او عاطفية هذه الجرائم من وجهة نظري عادية بل أكثر من عادية اذا ما قورنت بالجريمة الاولى الا وهي جريمة الوجود.
أريد العودة الى احد اوائل العدميين العرب الا وهو المعري الذي كتب على قبره البيت الاتي:
هذا ما جناه أبي علي وما جنيت على أحد
لقد وضح لنا ما هي الجناية المقترفة بحقنا وما هي الجريمة التي وقعت انها جريمة الوجود وقد برأ نفسه من ممارستها بحق أي انسان.
ويأتي نيتشة لاحقا ويتسائل هل الانسان خطأ الاله أم الاله خطأ الانسان؟ محاولة لمعرفة المجرم الاول والذي حكم بموته في هكذا تكلم زرادشت ولكنه تناسى هل الانسان خطأ الانسان؟
حسنا اذن دعونا من الاوائل وتعالوا لنتفكر ما الفائدة التي نجنيها من هذا الوجود اذا كانت لحظات السعادة فيه قليلة جدا يلحقها ندم شنيع وأسى عليها بعد وقت فالسعادة هي عنوان كاذب ومخدر لعين لحياة أي شخص على هذه الارض ثم ما هي الحياة اذا كانت عبارة عن هروب من الحزن الى الحزن فكل ما يحاول فعله الانسان هو هروب طبيعي من الشئ الوحيد الذي ليس له قيمة محددة الا وهو الحزن اذن فنحن نقضي حياتنا هربا من الحزن للحصول على جرعات قليلة من السعادة تنتهي لتصبح ذكريات نحزن عليها أليس هذا هو الجنون الجماعي الذي يمارسه البشر منذ وجودهم العاقل؟
ثم ما هي الفائدة التي ترتجى عندما نحيط أنفسنا بذلك الكم الهائل من الاشخاص طوال مسيرتنا في هذه الحياة نحاط بالاهل وما هي الا مدة لنتركهم او ليتركونا لسبب او لاخر نحيط أنفسنا بالاصدقاء لنتركهم او يتركونا لسبب او لاخر نبحث عن الحب نمارسه نعشقه نرتبط به وبالنهاية سنتركه ويتركنا لنعود كما كنا وحيدون في هذا العالم و هل نسينا الالام التي نتسبب بها للاخرين والتي يسببوها لنا بوجودهم ووجودنا ثم من هو الموجود في هذا الكون من اجلنا لا وجود لأي شخص كان وجوده لاجلنا على مر التاريخ لا احد من اجل احد فبدايتنا هي بداية واحدة هي المجئ لوحدنا والخروج لوحدنا فلماذا لا نعيش لوحدنا لا نضر ولا نتضرر؟
ولماذا نريد التزاوج والتكاثر والانجاب أتسائل اذا ما كان هناك شخص واحد يعشق المسؤولية صدقوني لا احد يحب المسؤولية ولا احد يحب تحملها لا احد يتحملها الا مرغما وما دمنا بشرا فلماذا هذا الارتداد للحيوانية ولماذا هذا التمسك بالبقاء نحن نتزاوج ونتكاثر من اجل المظاهر الاجتماعية ولابقاء اسمائنا محفورة بهذا العالم نريد ان نبقى وان نخلد من خلال من؟ من خلال ذريتنا!أليس هذا ضربا من الجنون بعد كل ما نعانيه بهذا العالم نتمسك بحبه فنريد أن نبقى خالدين فيه ضاربين بجذورنا في اعماق ارضه ونمارس اكبر جريمة مارسها ابائنا بحقنا بحق أطفالنا نمارسها بكل فرح بكل صفاقة بكل ما تعنيه هذه العملية من قرف واشمئزاز لا يضاهى.
يأتي الاطفال الى هذا العالم وهم يبكون وتجد ابائهم وامهاتهم بكل صفاقة يبتسمون ويضحكون لبكائه ما هذه الوقاحة؟ كيف تضحكون لمأساته؟ كيف تمارسون بحقه هذه الجريمة العظمى؟ ما هذه الانانية الفجة؟
ما الحل اذا كان الجميع مجنونا ما الحل اذا كانت الاغلبية عاشقة لهذا الجنون الحيواني من فيكم من يملك الجرأة كي لا يمارس حماقات اجداده على من يعده جزءا منه ان اعظم خدمة نكرسها لذريتنا هي ابعادهم من هذا الوجود وعدم الاتيان بهم من ذلك العدم ان أكبر تحضر وعمل انساني نقوم به هو التوقف عن ممارسات اجدادنا الحيوانية ان اكبر دليل على حيوانية الانسان هي هذه الممارسات المقرفة وان اكبر دليل على أنانيته محاولاته الوقحة للانجاب.
من فيكي أيتها الحيوانات الضالة من تملك الجرأة على وضع حد للعذاب وللخدعة الكبرى التي تعيشها لا لأجلها بل لأجل حيوانات تتمسك بغريزة البقاء بجميع الاشكال.



#مهند_احمد_الشرعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء عقل المتدين
- النهاية
- سقوط الانسانية
- سدوم
- في سيل الذكريات
- على طاولة النقاش
- الانسان...
- وطني حبيبي وطني الاكبر
- هموم الارض
- ما وجدنا عليه اباءنا
- لو كان موجودا
- وما انا الا من غزية
- أساطير الاولين(2)
- اساطير الاولين
- الاعدام والشعب العربي


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهند احمد الشرعة - باستثناء أن أكون أبا.....