أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - آية...لكل مناسبة













المزيد.....

آية...لكل مناسبة


وسام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4864 - 2015 / 7 / 12 - 09:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



اذكر عندما كنت في العراق كان هناك عادة استخدام ايات قرآنية في المناسبات المهمة لدى المسلمين : مثل آية "كل نفس ذائقة الموت" عند نعي احد الاشخاص او "من آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا" التي كانت تتصدر بطاقات دعوات الزفاف ...وهذا شيء طبيعي ويليق بهذه المناسبات بلا جدال ، وعندما بدأت الحرب العراقية الايرانية كانت بيانات القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية تبدأ كالعادة بالبسملة ....ثم ننصت لنسمع ان كانت هناك آية قرآنية في البداية ،فاذا لم يتضمن البيان آية فذلك كان يعني في العادة انه لا توجد عمليات عسكرية مهمة في الجبهة، لكن اذا كان هناك آية بعد البسملة ففي الغالب سيخبرنا البيان ان هناك هجوما كبيرا من الجانب الايراني في احد القواطع ، ومن منطوق الاية التي توضع في البيان كان يمكن ان نستشف مسار تلك المعارك ... فلو كانت الاية " وما رميت اذ رميت لكن الله رمى" او "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" فمعناه ان البيان سيخبرنا ان الايرانيين تكبدوا خسائر كبيرة ، اما آيات "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم " او " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " فمعناها على الاكثر ان المعارك محتدمة وان مسارها ليس في صالحنا ...ولان تلك الحرب استمرت ثمان سنوات فلم يبق آية فيها رائحة قتال الا واستخدمت مرة ومرتين وثلاث والحرب مستمرة لذا سمعت احدهم و بعد سماع بيان من بيانات القيادة العسكرية الذي ابتدأ بآية وهو يتذمر قائلا :حتى الايات خلصت وهذي الحرب ماخلصت"
و قبل بدء الحرب المجنونة التي تسبب بها الاهوج صدام باحتلاله الكويت ورفضه الانسحاب وتجمع جيوش ثلاثين دولة لحربه كانت الاية المناسبة هي "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة" وكأن تلك الاية نزلت لتبرر للطغاة المعتوهين افعالهم الجنونية وكأن الاستشهاد بالآيات سيقلب الواقع ويجعل الهذيان حقيقة ، وكانت النتيجة ما شهدناه بعد ان عصرت الفئة الكثيرة الفئة الفطيرة وسوتها شذر مذر
وبعدها في التسعينات ايام الحملة الايمانية شكل المخبول الاخر عدي مليشيات لارعاب الناس ولتنفيذ نزواته القذرة اسماهم فدائيي صدام وكانت الاية التي اختارها شعارا هي : "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى" رغم ان هؤلاء الذين آمنوا بربهم لم يكونوا الا مجموعة من القتلة و الاشقياء وشذاذ الافاق ...ولست اشك انهم تحولوا بعد سقوط الصنم الى اعضاء في القاعدة او انضموا الى مليشيات جيش المهدي وغيرها من العصابات التي ملأت العراق وكل حسب طائفته
مناسبة هذا الحديث ما قرأته في الفيسبوك من استخدام اصحاب المهن للآيات في الدعاية لبضائعهم ، فصاحب المطعم يكتب : "كلوا من طيبات ما رزقناكم "وصاحب محل خياطة يكتب: "وكل شيء فصلناه تفصيلا" وصاحب محل حلاقة الرأس والذقن وضع آية :" وجوه يومئذ ناعمة " وصاحب تاكسي كتب على زجاج سيارته الخلفي آية "يابني اركب معنا" !!!!
آية لكل شيء ولكل موقف ، حتى قيل على سبيل النكتة ان الاجهزة الامنية في عهد صدام والتي كانت فيها شعبة خاصة لتعذيب المعتقلين وهو شيء معروف، وكانت احدى الوسائل المعروفة في انتزاع الاعترافات الحقيقية أوالكاذبة هي تعرية مؤخرة المعتقل واجلاسه على قنينة زجاجية وكان توصف من قبل العراقيين بالقول ( كعدوه على بطل)، فحتى في هذا المكان المرعب علقت آية مناسبة وهي: "اذ هم عليها قعود" !!!
بسبب ذلك يستطيع المسلمون بكل بساطة ان يجادلوا الاخرين في كل شيء لان القرآن مليء بالشيء ونقيضه بشهادة احد اهم رجالاتهم هو علي بن ابي طالب الذي قال القرآن حمال اوجه ، فمن يريد ان يكون مسالما مع الاخرين فآية" وإن جنحوا للسلم " موجودة ، ومن يريد ان يصبح ارهابيا " فحرض المؤمنين على القتال" جاهزة ، واذا اراد ان يصبح داعشي فآيات ضرب الرقاب متوفرة ، ومن يريد ان يضطهد امرأته "فاضربوهن" تحت الطلب ومن يريد ان يدعي ان الاسلام كرم المرأة سيستشهد ب"جعل بينكم مودة ورحمة" ،ومن يدعي ان الاسلام يحب المسيحيين سيشهر آية " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " اما اذا كان الموقف يتطلب طردهم من بيوتهم والاستيلاء عليها فان آية " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" تبرر لهم ارتكاب الافعال الاجرامية بتفويض الهي ... المسلمون لديهم اله مناسب ايضا لكل موقف ...اله يمكن ان يكون رؤوفا رحيما على من يعجبه وشديد العقاب على من لايعجبه ،يعز من يشاء ويذل من يشاء على المزاج ...فاذا كان الههم حمال اوجه فكيف لايكون قرآنهم كذلك ؟
وسنرى كم من المعلقين يؤمنون بما قاله قرآنهم "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" !



#وسام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهذا رمضان... ام مرضان
- كل هذا ..ويقول لنا ان المسيحية فاشلة
- مسيحية طارق عزيز
- واخيرا ... حكومتنا تستغرب
- الثلاجة التي اسقطت مدينة الرمادي
- الا تقوى على مواجهة النقاش ؟ مسكين يا دكتور!
- وانكشفت اكذوبة فهم الاسلام غلط
- احلام الاماراتية ....والتربية الاسلامية
- حوارات مع صديقي المسلم (2)
- حوارات مع صديقي المسلم (1)
- السعودية فاهمة الاسلام غلط!
- هل سمعة نوري المالكي بحاجة الى تشويه
- حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام (2)
- حوار مع سيدة امريكية تحولت الى الاسلام
- ختان النساء في الموصل ...هذا هو الاسلام الحقيقي
- المالكي ليس اسوأ من صدام... ثم ماذا؟
- مؤامرة اخراج عامر توفيق من منافسات احلى صوت!
- حريم الله وخادماته
- هل ستشعرون الان بآلام الاقليات يامسلمين ؟
- اغتصاب المسيحيات حلال


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وسام يوسف - آية...لكل مناسبة