أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - (البسطال والكاباشينو)














المزيد.....

(البسطال والكاباشينو)


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 03:08
المحور: الادب والفن
    


(البسطال والكاباشينو)

قصة سُريالية
د.غالب المسعودي
تباً لك من حلمٍ, عالم دراسة سلوك الحيوانات, يجري تجربة على قرود وضعهما في قفصين متاجاورين ,أعطى القرد الذي على اليسار قطعة حجر على أن يرجعها له, ليحصل على مكافئة ,خيار مقشّر ,إستساغها القرد, تحرك العالم نحو اليمين ناول قطعة الحجر الى القرد على اليمين, أرجعها نا وله حبة عنب حلو( القرود تدرك أن العنب أفضل من الخيار) ثارت ثائرة القرد ألذي على اليسار, أحس بالظلم ,عندما أعطاه العالم الحجر مرة ثانية ,إنتظر المكافئة , إذا بها قطعة خيار, رمى الحجارة بوجه العالم, حاول أن يكسر القفص من شدة غضبه, تأملت المنظر ويا للحسرة, قرد الكباشينو ليس من الرئيسيات ,ولو أنه يمت بصلة لنا من إبن عمه الشامباننازي, حيوان من البدائيات ويحس بالظلم ,أخذت نفساً عميقا من غليوني ركنت رأسي على حافة الكرسي, بعد غربة إستمرت اربعون عاما ,سألته صحفية في المطار جئت لتستقر في بلدك.....؟ قال لا ,جئت لأزور طفولتي, لم لا تستقر هنا وأنت على أعتاب الثمانين...؟ قال ليستقر بلدي اولا, المشكلة في بلدي لايوجد إحساس بالظلم, قال لها هذه العبارة, إستدار ليلحق بسائق التكسي ,إنحدر من ضوء المطار الى ظلمة بلدته النائية, وجدها تغفو على ضوء القمر,إستفزته سعفة في الطريق, فتح ضوء كشافه ,لاحظ آثار بسطال ,واحد إثنان ثلاثة, ثلاثة آثار لبساطيل مختلفة ,هو في غربته تدرب على اقتفاء الأثر, كان دليلاً لمغامري السفاري في غياهب أفريقيا, كان يعرف أثر الأسد والنمر والثعلب وإبن آوى, كان شديد النباهة يعرف حتى عمرها ,ويعرف إ ن كان الأثر يدل على جنس المؤتثر, يعرف وقت تركه الأثر, كان حاذقا حد اللعنة ,تغلبت خبرته على مشاعره, أخرج مصباحا صنع في الغربة, أضاء المساحة أمامه, رغم ضيقها كانت دالة ,بساطيل, مجنزرات, قطرات سائل تجمدت لتوها, شم رائحتها حليب بالقهوة( كاباشينو ),وجدها رطبة , هو الحاذق في تتبع الأثر, وجد لها مداليل رغم قدم الزمن, قارن عمقها يفترض أن تنزل عدة سنتيمترات في ألأرض إن كانت لبشر ,معدل وزنه ستون كيلو غراما, وجدها سطحية, منها المصنوع بعناية ,ومنها من البلاستك المعاد, منها ما إستهلكه التدريب, لكنها سطحية....!,فجئة...! حد فاصل لاتوجد آثار...! تذكر حكمة ,علمته إياها الغربة, إن كنت تريد أن توقف الكلاب, واجها بالعنف ,خطٌ فاصل, رجع الى آثار (البساطيل )وجدها سطحية, قارن معلوماته مع الأثر, إذن هي آثار بساطيل كلاب, عندما ترك قريته كانت تغفو على ضفة النهر, لم يجد النهر ليسأله ,تقدم في مسيرته , يقترب كثيراً بأتجاه قريته, أضوية تلمع في السماء, طائرات حوامة تطلق أنوار كاشفة, إنحنى بين العشب, وجد طفلا مقطع الأوصال يضحك ,سلحفات عشبية ترضعه من حلمتها الصدفية ,عيون ,دماء زرقاء, نادت عليه ببزتها العسكرية المشبكة, إنبطِح...! ,قال لها لم...! قلت لك إنبطح وحسب...! كل أقرباءك في القرية انبطحوا, قال لها بم تجزيني قالت بعنب أخضر وورقة توت, إنبطحت على ظهري ,كانت مغرية ,توتر عضوي, إرتفع كسارية علم ,صاحت بعد أن أدت صلاة, الآه أكبر,هي لم ترى إلآها يعلو في سمائها مذ كانت قرود الكاباشينو تتبع وصاياها, يبدو إن عدم الأحساس بالظلم سيطر على ثورة قريتي, قريتي لاحمة وتأكل البرسيم ,حصتها من الكهرباء واحد ملي أمبير في أليوم, حصتها من الوقود لاتكفي لأشعال شمعة ,حصتها من الحياة صفر, أغلقت شنطتي الديمبلوماسية ,رجعت راكظا أقتفي أثري ,لم يكن سطحيا وجدت سيارة التاكسي منغرزة على حواف مدينتي ,دفعتها أنا والسائق ,حررنا عجلاتها ألخلفية, شكرتنا بتحية رومانسية شاذة,طارت على أطراف حلمي تعلمت درسا من رحلتي, أن قردة الكاباشينو تحس بالظلم, إلا أبناء قريتي...!,ألم ترهم يلطمون ليل نهار لشعورهم بمظلومية ألذين ماتوا.....!.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مانياري*(قصة سُريالية)
- خيالي سافرَ عني
- وليمةألحيتان(قصة سُريالية)
- الديناصورات تنتعش(قصة سُريالية)
- كأسٌ و سَجع
- ألأبل تتأمل قوسُ قزح(قصة سُريالية)
- إزدحام ......(قصة سُريالية)
- المعاريض (قصة سُريالية)
- دولةُ حمزة الأصفهاني(قصة سُريالية)
- إغواء(قصةٌ سُريالية)
- نصٌ مدهش....!
- مقدمة في مفهوم ألتجريد تشكيلياً
- فياكَرا (قصة سُريالية)
- مصحةٌ نفسيةٌ للكلاب(قصة سُريالية)
- لعبة (قصة سُريالية)
- عشراءُ
- متاهة ألتماسيح(قصة سُريالية)
- إنتشاء (قصة سُريالية)
- أليمنُ ألسعيد(قصة سُريالية)
- عندما تستيقظ التنانين ألزرق (قصة سُريالية)


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غالب المسعودي - (البسطال والكاباشينو)