أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - في فقه تغيير الوزارات














المزيد.....

في فقه تغيير الوزارات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4856 - 2015 / 7 / 4 - 16:49
المحور: كتابات ساخرة
    


ما سرُّ غُرمنا بتغيير وزاراتنا؟
ولماذا نحن مولعون بإجراء التغييرات والتعديلات الوزارية؟
وهل يحتاج الفلسطينيون هذا التغيير الوزاري المُتجدِّد والمُتعدد؟
ألسنا شعبا محتلا، ما يزالُ يناضلُ خلف القضبان، قضبان الحصار، والقمع، والحرب، والدمار؟
ثم ، هل نملك مقومات وأُسس بناء الدولة؟
إننا نعترفُ بأننا لم نصل إلى مرتبة (دولة)، ونحن اليوم نناضل للحصول على لقب الدولة في المحافل الدولية، ونسعى لنتحرر من القيد والحصار!
إذن نحن نعيش فترة ما قبل الدولة، فلماذا نمارس طقوس الدولة في تشكيل الحكوماتِ، وتغييرها وتعديلها، والالتذاذ بالألقاب التي نضعها لوزرائنا (معالي)؟!!
إن مُقَوِّمات الدول، وفق المعجم السياسي، تتطلبُ مساحةٍ أو بقعة جغرافية معترفٍ بها، ذات موارد، وسكانٍ يجمعهم التوافق، ونظامِ حكمٍ مُعينٍ، بالإضافة إلى توفُّر السيادة!
هل قراراتُ تشكيل الحكومات الفلسطينية، وتغييرها قراراتٌ صائبةٌ، أم أنها تحدث ارتجالا؟
وما نتائج ذلك على المستقبل الفلسطيني؟!
هل عادَ الفلسطينيون إلى نُطَفِهم وجيناتهم العربية، في اعتبار الحكومات وجاهات، وعباءات، وأضحتْ الوزاراتُ كوبوناتٍ، ومنحا، وأُعطيات؟ّ
فتغيير الحكومات عند أمة العرب، يختلف عن تغيير الحكومات عند بقية الأمم الأخرى، إنَّ الأممَ الأخرى تُغير الحكومات، بسبب التقصير،ٍ أوالفشلٍ الإداريٍ، أو تُهم الاختلاس والسرقات!
أما نحن فنُغيِّرها إذا خالفتْ تقاليدَ المسؤول الأول، ولم تُحافظ على التقليد العربي، المتمثل في أن الوزير الناجح هو كل وزير يُفلح في المحافظة على الوِدِّ مع المسؤول الأول، الودِّ الشخصي والعائلي، وإن لم يتوفَّر هذا الوِدُّ، فعليه أن يكون من مواظبي الدفاع المستميت عن المسؤول الأول، في كل مكان، وإن لم يُفلح في هذه المهمة، يجب أن يكون (عَينا) للمسؤول الأول على بقية فريق الوزارة، ينقلُ ما يسمعه له كلَّ يوم!
اعتدنا أن نُغيّر الوزارات، كلما أحسَّ المسؤول الأول، أن هناك غضبا شعبيا كاسحا على سلطته، فهو يعمد حينئذٍ إلى الحلقة الضعيفة( الوزارة)، فيُغيِّرُها، ليتجنب النقد، وذلك بإلقاء اللوم على الحكومة، حتى وإن كانتْ الحكوماتُ لا تملك من أمرها شيئا، مثل الحكومات الفلسطينية، فالحكومات الفلسطينية لا تملك مصادرَ للدخل القومي، ولا مساحة جُغرافية متصلة، ولا حرية في الحِل والترحال!!
وبهذا يكون التغييرُ داخلا في باب الرياضة الشعبية، والخطة النفسية، المتمثلة في (فش غُل الرعية)!
ومن برتوكولات تغيير الحكومات في وطني، استخدام التغيير للحكومات كسلاح حزبيٍّ فعَّالٍ ضد الأحزاب الأخرى، بإرضاء الطامحين والساعين، من حزب الحاكمين، لمنصب الوزير!
أي أن تغيير الحكومات قد يكون نكاية في السياسيين المنافسين!
ومن تقاليد تغيير الحكومات عندنا أيضا، إرضاء الموالين، ممِن يُثبتون ولاءهم، وإخلاصهم لشخصِ المسؤول الأول، فالتغيير يكون جائزةً ومكافأة نقدية لكثيرٍ من الموالين والأنصار، حتى ولو كان التغييرٌ إفقارا إضافيا لفقراء الوطن، وإنهاكا لموازنات الصدقات!
ومن برتوكولات تغيير الحكومات أيضا، رغبةُ المسؤول الأول في الانتقام من وزيرٍ أو أكثر، نَشَز عن قطيع الوزراء، وأصبح يُعرِّضُ منصبَ المسؤول الأول للخطر، وفي هذه الحالة، يُسارعُ المسؤولُ الأولُ إلى تعديل وزاريٍ سريعٍ، قبل استفحال ظاهرة متمردي الوزارة، بعد نحتِ مسوغاتٍ قانونيةٍ مُقنعةٍ!
ومن أبرز فوائد تغيير الحكومات في الدول غير مكتملة النمو، إطالة عمر المسؤول الأول، فالحكومات في هذا النمط الشاذ كعجينة الصلصال في يد المسؤول الأول، يُشكلها كيفما يشاء، وتغيير الوزارات، تجعله يسترخي ويستمتع بفترة حكم طويلة!
وأخيرا، فإن كلَّ دول العالم تُغيِّرُ الحكوماتِ لغرضِ حلِّ المشكلات، والقضاءِ على الأزمات.أما نحن، فنُغيرها لجلب المشكلات، وتعزيز الخلافات!!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاح الألفية الأول
- أخطر كتاب عن عمليات الموساد
- مقياس نفايات الجامعات
- هل تنجح مقاطعة إسرائيل؟
- قمع الثقافة والفن في إسرائيل
- مرحبا بك في العائلة الفيسبوكية
- سجن غزة الرحيب
- نهر الجهالات في بلاد الخرافات
- الويكيبيديا، والذبحبيديا
- دعهم ينزفون
- مَن يعرفْ ،أور أسرف؟
- خمس سنوات بين زلزالين
- عشر ميكافيلات ليست في كتاب الأمير
- عُسر الذوق الفني
- هل الدولُ تُهدَى؟
- دعشنة مخيم اليرموك
- بروفات حروب المعلومات
- سلاحٌ فتاكٌ لم يُستخدم بعد
- بيبي، ساحر السياسة في إسرائيل!
- مِن أسرار تدمير الآثار


المزيد.....




- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - في فقه تغيير الوزارات