أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عذري مازغ - دولة التسيب















المزيد.....

دولة التسيب


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 4853 - 2015 / 7 / 1 - 17:43
المحور: حقوق الانسان
    



يبدو عمليا اننا نعيش اختناقا في المغرب، سلسلة حوادث خطيرة تحدث امامنا ونحن غافلون عنها، أو على الأقل هكذا يبدو الأمر، شعب يهتم بخرافات فارغة ولا يهتم بأمور فيها الدولة ذهبت في منحنيات غريبة، أحداث غريبة تعبر بكل تأكيد على غياب الدولة ومؤسساتها، وحينا تبدو مؤسساتها متورطة بشكل كبير دون ان يثير الامر فين أدنى حركة ؟ هل نحن نعيد تجربة العراق بكل سلبياتها فيما حصل باحتلال الموصل والفلوجة ومناطق شاسعة منه؟؟ لكن المشكلة أن الأمر في العراق قد تكون له مبرراته الطائفية فبأي مبرر لا إربكما تكذبان؟
لنأخذ الأمور بتأني مطلوب، لن نتكلم عن داعش في المغرب، سنتكلم فقط عن أحداث تقع كما لو كنا في زمن الغزوات القديمة، مع فارق بسيط، كانت بعض المدن البعيدة عن السلطة المركزية، ولغياب دولة مدنية بالمفهوم الحالي، كان الأهالي، أو القبائل يتوفرون على نظام عرفي يؤطر احكامهم بخصوص جرائم معينة: في سبعينات المغرب حتى حدود التسعينات، يعاقب اللص إذا ضبط من طرف السكان في أي سوق أسبوعي إلى أن ظهرت بعض ملامح الدولة المؤسساتية، يطلق اللص حين يقدم إلى الشرطة من منطلق غياب إجراء قانوني، غياب وجود مشتكي وكذا انعدام وجود قرينة للسرقة .. يبدو الأمر منطقيا، وكان أيضا يوضحه رجال السلطة ببلاغة تامة..
في فبراير 2013 اجبرت الشرطة بمنطقة ميدلت على نقل عامل ميكانيكي إلى مخفرها، لتقدمه قداس لنائب وكيل ملك ليمارس عليه ساديته، بزق على وجهه وأجبره على تقبيل حذائه.. جميل جدا أن هيئات المجتمع حينها سعرت ووقفت ونددت وما إلى ذلك، لكن مع كل ذلك المسألة هي أخطر بكثير من كرامة مواطن وحيد، إنها كرامة جهاز العدل برمته، كيف سمح بوجود مخلوقات كهذه؟؟؟
في مارس من نفس السنة، اعلن وزير العدل والحريات الرميد على توقيف نائب الوكيل، مع جملة صغيرة من تدبير الملهاة: “اتخاذ إجراءات تأديبة" والحقيقة هو فتح دعوة قضائية على وكيل تعسف على مواطن، اطراف الدعوة فيها ، الشاب المهان مدعما بمحامي من طرف الدولة باعتبار التعسف مورس من رجال تابعين لأجهزتها، كمشتكي والظنين وكيل الأحدية، مع رجال الشرطة الذين استعملهم نائب الوكيل، أو استعمال السلطة القضائية بإحالة نائب الوكيل إلى القضاء بتهمة التعسف السلطوي ومخالفة أخلاقيات المهنة، هذه أمور لها متخصصوها، لكن فقط كان على الأقل يجب أن يتوفر شق مراقبة الأمر من طرف الرأي العام.. بعدها تناقلت وسائل الإعلام وجود وكلاء الإحسان تضغط في اتجاه أن يتنازل الشاب عن الامر .. لكن الغريب هو الطمس حول رجال الأمن الذين تصرفوا في اعتقال الشاب، خصوصا ان الامر كان شفهيا وزبونيا من طرف نائب الوكيل، ولا يليق بهم التصرف بدون سند ملموس، فتصريح وزير العدل نفسه كان يهدف إلى تقليص حجم القضية..
جذير بالذكر أن المشكلة ليست في فتح تحقيق والتبرع لوسائل الإعلام بما يروق الرأي العام، فتعسف السلطة يتخذ أشكالا متعددة ويمس أغلب أجهزة الدولة، بشكل يضعنا امام تساؤل كبير: هل توجد دولة في المغرب، بشكل من الأشكال ينفي هذا الفراغ القائم على مستوى تحقيق ادنى مستوى لكرامة المواطن؟..
في نفس السياق، قائد الملحقة التاسعة بطنجة، في 21 فبراير، يقوم رفقة أعوانه بجلد مواطن سائق طاكسي، لسبب لا علاقة له بأية قضية وامام أبنائه ويعتقله لمدة معينة دون أي اعتبار لصحته..
معلوم أن هذا القائد نفسه، ويسمى عبد المنعم عكى معروف بممارسته فنون القتال التي يجيدها على المواطنين بطريقة غريبة.. لهذا القائد تاريخ عريض في التزوير والتسلط بحيث تعود أول الوقائع عندما كان مسؤولا عن المقاطعة الحضرية الخامسة بسلا في قضية أراضي "بن الصغير" الذين تعرضوا لانتزاع أراضيهم وفق شهادة مزورة من القائد عبد المنعم بن عقى تقول بان الأرض خالية وعارية من أية عمارة، سلمها القائد نفسه للطرف المستفيد باسم والدته وهو محامي ذي نفوذ في هيأة الرباط، في الوقت الذي وثائق إدارية أخرى تفيذ عكس شهادة القائد بوجود اعمال الصرف الصحي، فواتير الماء والكهربا وبوجود حي كامل بكل مهابته وجلاله الكبير..(المصدر هبابريس)
في حادثة أخرى تتعلق بنفس القائد، قدم سكان "عين أقنا" عريضة موقعة من طرف الساكنة بتاريخ 13 ماي 2015 مباشرة إلى الملك محمد السادس يشتكون من الشطط في استعمال السلطة واتهموه باضرام النار في ممتلكاتهم وهدم أكواخهم البلاستيكية، وعدم تمكينهم من التسجيل في اللوائح الإنتخابية وتسجيل مواليدهم في دفاتر الحالة المدنية. (المصدر أنوال بريس)
في حادثة أخرى تعرض ثلاث عاملات بالدائرة التاسعة التي يديرها، في الشرف مغوغة ، تعرضن للتعنيف الجسدي واللفظي من طرف أعوانه بتاريخ 9 شتنبر 2014 ، اضطررن معها لرفع شكاية قضائية ضدهم إلا أن نفس القائد مارس ضغوطات قوية لإجبارهن للتنازل (نفس المصدر)
بتاريخ29 يونيو 2015 تعرض سعيد الزياني إلى وليمة من الضرب والرفس من طرف القائد نفسه بعد اختطافه من قرب منزله وإقحامه بالقوة في سيارة خاصة كان بها أعوانه ومن ثم اتمام الوليمة في موقع الدائرة التاسعة، كان ذلك على اثر تدخل الزياني لصد إهانات كان يوجهها نفس القائد لباعة متجولين حاثا أياه بعدم إهانة كرامتهما في الشهر المبارك رمضا..
قائد بهذه المواصفات، يجلد المواطنين بدون حق، له مسار تاريخي من الزور والمس بكرامة المواطنين، عليه حملات تظلم من سكان بمختلف المناطق التي أشرف عليها، ولم تؤدبه الدولة المغربية التي بسلوكه هذا يشوه حتى تلك الصورة التي تحاول تمييعها للرأي العام.. إن مثل هذا التهور لا يفسر سوى أمرا بسيطا هو غياب الدولة الحقيقي، فهي تنخرها كائنات لها باعها الطويل في الفساد ولا تثير حولها أي تدخل..
في أكادير هذه المرة، ولنتحول الآن إلى موضوع مخالف ظاهريا، لكنه في العمق يعبر على نفس غياب الدولة وحضور عقليات ميزاجية لا علاقة لها بالسلطة التي يمثلون، معروف أن فتاتين بلباس تنورة تعرضن للتحرش من طرف باعة آخرين، طبيعي جدا أن الفتاتين سيتوجهان إلى اقرب شرطة لإنقاذهما من التحرش والتعنيف الذين تعرضتا لهما، إلا ان الأمور هذه المرة تحولت عكسيا ضد الفتاتين، اعتقلتا ثم وجهت لهما النيابة العامة تهمة المس بالحياء العام مما أثار الرأي العام المدني والدخول في لعبة تدبير ملهاة أخرى بحيث سيتغاضى الطرف عن مسؤولية الدولة في الأمر والدخول في جدل ديني حقوقي بيزنطي: هناك قاعدة ثابتة في الأمر: هل رجال السلطة يقومون بواجبهم فعلا؟ وهل فعلا يعرفون المساطر القانونية التي بها يتأطرون؟ هذا هو المثير حقا، حتى لو افترضنا جدلا أن التنورة تثير الحياء العام، فهل عمليا للمواطنين الحق في ممارسة السلطة القضائية في الشارع؟ أي الضرب في حالة المثلي بفاس والتجريح اللفظي والتحرش الجنسي في حالة إنزكان، ثم هل نائب الوكيل الإنزكاني جذير في ذلك المنصب حيث يمارس ازدواجية المعايير في تطبيق القانون أم أن الأمر فيه واقع آخر يهيء المغرب للدخول إلى حلقة مظلمة من التاريخ.
في نفس المنطقة، اكادير نفسها، تتعرض فتاة للتحرش اليومي من طرف شخص شاذ بشكل مداوم، يهددها كل يوم وبالتصفية الجسدية، قدمت عشرات الشكايات للمحكمة وأكثر من 200 رسالة تهديد مكتوبة بخطه، مارس عليها الضرب أكثر من مرة ولم تقم المحكمة إلا بحكمين تافهين طيلة سنة تقريبا، في دعوتين إحداها حكم على الشاذ بشهرين مع وقف التنفيذ، واخرى بثلاث أشهر مع وقف التنفيذ مما حذا بالمجرم إلى التجرء وإرسالها للمستشفى المركزي في حادث اعتداء بالسلاح الأبيض، وطبعا لم تقم المحكمة التي تحاكم على الإخلاء بالحياء العام يرد فعل شبيه بفعل ردها حول التنورة..
دور الصحافة أيضا مغيب في هذا الجانب بشكل يمكن ان نحكم بالقول بأنها تحركها فقط الحركات العفوية للمجتمع، في المغرب الدولة الحداثية كما يقال، لا يعرف شيء عن المسؤولين في قضايا مثيرة وغياب الوضوح والشفافية في هذه الأمور مسيء حتى لدور الصحافة، فهي لا تمكن من وضع الشخصيات السلطوية في مجهر التاريخ بشكل يمكنها صنع الحدث في المغرب، تركز على حدث معين ولا تركز على صناعه وتاريخهم وخلفياتهم، بل باتت عندنا الشفافية هي فقط موضوع انتخابي هو الآخر يبعث على الإغماء حين يتجلى في لعبة التصريح بالممتلكات العينية، وتنسى أن الشفافية أيضا هي مسار وتاريخ أفراد بعينهم في ممارستهم للشأن العام.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسبانيا على أبواب فجر جديد
- وجهة نظر حول تداعيات فيلم -الزين اللي فيك-
- كابوس الجهوية بالمغرب
- قرأنة ماركس، شكل لإلغاء طابع الثورية في الماركسية
- حول قرأنة ماركس
- مشكل العلمانية في دول المشرق وشمال إفريقيا
- قوانين في المغرب تمهيدا لدوعشته
- الخبز والياسمين وما بينهما
- مساهمة في الجدل حول علمية الدياليكتيك
- يقظة ضمير
- حول العلمانية
- خلفيات الحكم بالإعدام على محمد امخيطر
- مظاهرة باريس برأس أفعى سامة
- أنسنة الإسلام هي موت شكل منه
- بخصوص التعليقات المشوشة على الحملة
- إعادة النظر في التنزيه الإلهي: موضوع على خلفية حكم الإعدام ف ...
- ملاك الدفن
- عاصمة -الرههج- والديبلوأعرابية
- بهذه الأخلاق ستكون أشقر الرأس في أوربا
- نمط الإنتاج الهمجي


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عذري مازغ - دولة التسيب