أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - شعوب الغباء والنكسات...















المزيد.....

شعوب الغباء والنكسات...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شعوب الغباء والنكسات
لاحظت بهذه الأيام الحزينة, أنه كلما ازدادت الأزمة السورية تعقدا وشربكات مختلفة.. وازدادت أعداد الضحايا الأبرياء, على أرض سوريا, وازدات التفجيرات والحرائق.. يزداد لجوء المواطنين السوريين داخل البلد.. وخاصة خارجه.. إلى الكنائس والجوامع وداخل بيوتهم وخارجها إلى الالتصاق بالغيبيات والصلوات والابتهالات والدعوات, وحتى عيونهم وقلوبهم ملتصقة بغيوم السماء.. بانتظار ليلة القدر.. أو أيـة إشــارة.. تغسل همومهم على بلدهم المحترق.. وفــرجــا يأتي من السماء... ولكن الفرج لا يأتي.. لأن الآلهة.. كل الآلهة.. هجرت وابتعدت عن همومنا... لأننا أتعبناهم... من زمن بعيد ومن سنوات خريفية ضبابية بعيدة... ولأنهم يئسوا من تبدلات رغباتنا.. ومن غباء حروبنا... وخاصة لأن العربان من أقدم الأزمان, يقتلون بعضهم البعض... حتى أن أسطورة قــايـيـن وهـابـيـل... لا تضاهي ذرة من جرائم أفكارهم... وما زرعوا من حقد وكراهية.. من أحقاد وكراهية إثنية وخلافات وهمية, فاقت هوسهم التاريخي عمن يستحق الخلافة....
يذكرني كل هذا بسنة 1948.. أيام طفولتي.. وأتذكر كم صلى أهلي وجيراننا وأهل مدينتنا, وأجراس الكنائس والمــآذن تندب ضياع فلسطين.. وأتذكر العنتريات والخطابات.. خطابات الانتصارات المزورة.. وأننا سنعيد فلسطين بأخر الأسبوع.. وأن الحرب ستنتهي بعد عدة أيام... مطالبة الأهالي بمتابعة الصلاة.. وأن الله معنا.. وأننا أفضل أمــة عند الله.. وبعد أيام تــم التقسيم.. وهجر ثلاثة أرباع الفلسطينيين.. وتابعنا الصلاة.. وكانت القدس عاصمة دياناتنا كلها آنذاك.. وتابعنا الصلاة.. ثم الصلاة.. ثم الصلاة.. وعــم الطرش بالسماء وعلى الأرض.. وتابعنا مضغ القات وتحشيش البطولات والعنتريات.. وضاعت القدس.. القدس كلها عاصمة كل الديانات من أقدم العصور.. وانحنى سكانها الفلسطينيون وطأطأوا رؤوسهم.. وهاجر من هاجر... وتابعنا معهم الصلوات ببلدان هجرتهم وهجرات كل شعوب المشرق.. باحثين عن ألهة آخرين.. نحتمي بها وتابعنا الندب والبكاء والصلوات.. وكما ضاعت فلسطين وتشتت شعب فلسطين.. وتــجــزأ ما تبقى من شعب فلسطين... عدنا إلى الابتهال نشاهد بلداننا تحترق واحدة تلو الأخرى بالخلافات الإثنية والطائفية.. وغيرنا صور الآلهة على وجوه خلافاتنا وتصوراتنا الخرافية... لأننا كنا نصر على أننا دوما.. كل منا على حدة.. أفضل أمة عند الله...
آه لو تعلمون يا عــرب... كـم أن الآلهة يئست منكم ومن خلافاتكم وحروبكم.. وخاصة من غبائكم.
أنظروا اليوم كيف تفجر جحافل منكم ومن مماليك الأرض.. باسم الدين.. باسم أفضليتها عند الله وشريعتها الوحيدة.. أنظروا إليها كيف تفجر آخر حضارة هذه الأرض التي نورت العالم قبل جميع الأديان... مدينة تــدمــر Palmyre ... وتحرق وتقتل.. وتقتل وتحرق.. لأنها لا تؤمن بأية حضارة ولا أية معرفة.. ولا تقبل سوى الغباء والقتل والصلاة والنوم... ولا أسمع منكم, يا من تهمهمون وتحمدون وتبسملون, أية كلمات اعتراض على موائد " جمع شملكم "... وتنطقون بكلمات غير مفهومة آتية من أيام قيس وليلى.. وعنترة بن شداد.. وتريدون وتحلمون أن الخلافة آتية... متحضرين لتمجيد فرسانها... لأنكم تعودتم منذ خمسة عشر قرن على " اللي بياخد أمي بسميه عمي " وسوف تتاجرون معها.. وتنحنون أمام مقاتليها الملتحين المغبرين.. وتدفعون لهم الجزية... تاركين لهم أرضكم وما تبقى من فتات عزتكم وكرامتكم... وسوف تغيرون حتى كلمات خطاباتكم.. حتى تتوافق حرفا بحرف على أوامر شريعتهم... وتصلون معهم ــ مرغمين ــ صلواتهم الخمسة... كأنكم أعتق الطائعين المؤمنين.. حتى تتابعوا تجارتكم.. مطأطين الرؤوس.. كالعادة.. ولا أي شــيء آخـــر...
وأنا لن أندبكم.. ولن ارثيكم... لأنكم من زمن بعيد لم تولدوا... وسوف تبقون أشــبــاح الإنـــســـانـــيـــة!!!...
آمـل أن كلماتي الواضحة الجارحة هذه, توقظكم من سباتكم بحلقات " جمع شملكم " والذي لم يجمع ولم يفرق ولم يخترع أية فكرة, سوى الاجتماع والكلام والكلام ثم الكلام, حول صحن حمص وصحن تبولة... آمل أن تستيقظوا حتى نتكلم بقوة الصراحة والحقيقة الحقيقية, عما أصاب بلدنا.. ونحلل أخطاءنا التاريخية.. وحقيقة نشوئها وأسبابها...... قد نــرى "بصبوص نور"... أو بداية الطريق... لنخرج من العتمة... بلا أمل كبير... لأن طأطأة الرؤوس تعيش منذ قرون بعيدة بــجــيــنــاتــكـم..........
*********
عــلــى الــهــامــش :
ــ مجلس الأمن
اجتمع مجلس الأمن يوم البارحة الجمعة 29 أيار 2015, ليستمع ممثلو الدول بأن داعش وجبهة النصرة وحلفاءهم, أصبحوا خطرا لا على سوريا فقط, إنما على العالم بأسره... وأنه حاليا يوجد أكثر من 25 ألف مقاتل جاءوا من 100 دولة, موجودون في سوريا. وأن عودة هؤلاء المقاتلين إلى البلدان التي جاءوا منها, يشكل خطرا داهما اليوم وغدا وبعد غد عليها.. يعني الدول الغربية والعربية التي جاء منها المحاربون الداعشيون... وأنه على هذه الدول اتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة هذا الخطر...
ولكن السيد بان كي مون, أمين عام مؤسسة الأمم المتحدة, والذي لا يتكلم, كما كل من سبقوه بهذا المنصب, لا يتكلم سوى بالصوت والقرارات الأتية من حكومة واشنطن.. لم يظهر ببيانه كيف سيتصدى مجلس الأمن لداعش والنصرة وحلفائها, والتي تحرق الأخضر واليابس وتقتل وتغتصب وتفجر.. كل يوم.. كل يوم.. بكل من سوريا والعراق.. مدعومة من البلدان التي يطلب منها السيد كي مون محاربة هذه الجحافل الإرهابية... دون الاتفاق مع الدولة السورية وبشكل استراتيجي واضح جدي معها... دون خداع ونفاق... كما جــرى ويــجــري منذ بداية هذه الحرب الاعتدائية الغاشمة على ســـوريــا وشعبها... والتي رسمت وخططت لتمزيق الوطن السوري وتهجير شعبه... كما مزقت فلسطين وهــجــر ومزق شعبها...
كــلام.. واجتماع.. وتصريحات مضحكة مبكية.. من السيد بان كي مون.. كالعادة.
وبعد هذا يا عـــرب.. وخاصة يا أصدقائي وغيرهم.. هـــنــا وهـــنـــاك.. ما زلتم تحلمون وتصلون وتجتمعون وتأملون بالآلهة والعروبة الــعــرجــاء...
بالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان بالعالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأطيب تحية طيبة مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهل ما زال - الحياد - فضيلة؟؟؟... وبعض الهوامش الضرورية...
- هل ما زال الصمت.. فضيلة؟؟؟...
- ما بين شارلي وتدمر... Entre Charlie et Palmyre
- قورطولموش... وعن تدمر السورية والغربان...
- عائلة قمر الدين..دي ميستورا.. وآخر نداء...
- عودة إلى تدمر... نداء...
- مدينة تدمر السورية Palmyre
- مرة أخرى... عن سفينة -الحوار -...
- عودة ماكيافيل...
- رثاء وطن وشعب...
- مظاهرات... وتظاهرات... وديمومة الغباء...
- موطني... موطني... وحنين لا يداوى...
- يوم بعد يوم... مشاعر قلقة...
- غيمة على فرنسا... وخريف عربي لا ينتهي...
- الرئيس بشار الأسد مع القناة الفرنسية الثانية.
- الصحاري الميتة...
- 17 نيسان 1963
- أنذرتكم يا أصدقائي
- أوباما حامي الأقليات؟؟؟!!!...
- المسيح يصلب من جديد...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - شعوب الغباء والنكسات...