أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - العراقيون وسلطة الرمز الديني














المزيد.....

العراقيون وسلطة الرمز الديني


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 08:20
المحور: المجتمع المدني
    




نعني بـ"بالسلطة "هنا قوة في داخل الفرد تؤثر في سلوكه وتوجهه نحو أهداف معينة،ونعني بـ"الرمز " شخصا حقيقيا أو افتراضيا ،حيا أو ميتا ، له قدرات استثنائية على انجار مهمات وحلّ مشكلات ليس بمستطاع الفرد العادي تحقيقها، ويصبح الفرد والرمز حالة واحدة من خلال آلية نفسية هي التوحّد Identification .
تاريخيا،دخلت عن طريق هذه الآلية النفسية " فكرة " الرمز الى لاوعي الفرد يوم كان أجدادنا القدماء يؤمنون بقوى غيبية وكائنات خرافية لها فعل مؤثر في الكون والإنسان من قبيل: الزلازل ،الطوفان ،الرعد والبرق. حتى اختلال عقل الإنسان أو إصابته بالجنون كان يخضع للتفسير ذاته. فأسلافنا كانوا يعالجون المجانين بفتح ثقوب في جماجمهم لتخرج الارواح الشريرة من ادمغتهم بالتخويف والتهديد. وما يزال بعض العراقيين يربطون المجنون (اي المصاب بالشيزوفرينيا) بشباك ضريح امام ليخرج الجني من رأسه،وشهدت بنفسي رجلا يضربه (السيد)بالسوط ويزعق بالجني ليخرج متوعدا اياه بقتله في مشهد ميلودرامي.
ما حصل للعراقيين ان آلية التوحّد هذه انتقلت من التوسل بالرمز الديني لحل مشكلة صحية او اجتماعية الى التوسل به ان يخلّصهم من طاغية..ابرزها ان جموع العراقيين كانوا في زمن النظام الدكتاتوري يقصدون اضرحة الأئمة يدعونهم لأن يخلصونهم من صدّام.
وبالمناسبة،كنّا اجرينا دراسة زمن الحرب العراقية الايرانية لرسائل كانت مرمية في ضريحي الامامين الكاظم في الكاظمية وابي حنيفة في الاعظمية،وجدنا ان مطالبها كانت من اختصاص وزارات الدفاع والداخلية والصحة: عودة اسير من سجون ايران،اطلاق سراح معتقل في بغداد،شفاء مريض،طلب انجاب لزوجات مضى على زواجهن سنوات..وتليين قلوب الأهل للزواج من المحبوب!
المفارقة،ما حدث للعراقيين في زمن النظام الديمقراطي،فلدى متابعتنا لمقابلات أجرتها قنوات فضائية مع زائرين وزائرات لضريح الامام موسى الكاظم في (9/8/2007) وجدنا أن لديهم حاجات يأملون تحقيقها من هذه الزيارة حددوها في إجاباتهم على ألسنتهم بالأتي :
• (نريد الأمان..أولادنا تكتلوا " قتلوا " واحنه عايشين بخوف والى متى نظل اليطلع من بيته ما يدري بروحه يرجع لو يموت.
• ونريد الكهرباء..الله أكبر طكت أرواحنا.
• ونريد السياسيين يتصالحون ويديرون بالهم على الشعب مو يظلون يتعاركون على الكراسي والشعب حال الضيم حاله..يزي عاد تره شبعنا تعب.)
ومن ذلك التاريخ (2007)والى الآن(2015) وهم يعرضون مظالمهم على الرموز الدينية دون ان يتحقق منها شيئا،بل ازدادت سوءا.وطبيعي ان لا شأن للامام في ذلك،بل ان أي امام (شيعي او سنّي) لو خرج الآن ودعا المتخاصمين من السياسيين إلى المصالحة لما أطاعوه،ولو أنه حظر اجتماعا" واحدا" للحكومة لراعه أن يجد المسؤولين عن رعيته على هذا المستوى من الفساد والفتنة والظلال المبين.
ان احد اهم اسباب عدم نجاح الديمقراطية في العراق هو أن المؤمن برمز ديني الى حد التوحّد به،يصاب بخلل في السلوك والتفكير لا علاقة له بالرمز الديني،خلاصته ان طبيعة تفكير المتماهي برمز ديني تكون قدرية،بمعنى أنه يؤمن بأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر مصدره قوى خارجية ليس له سلطة عليها أو تأثير فيها،وأن سلوكه يكون تعصبيا وعدائيا وغير منطقي في تعامله مع الآخرين لاسيما الذين يختلفون معه في الرأي،لأنه يرى أنه وجماعته على حق والذين يعارضونه على باطل.
والحقيقة السيكولوجية الخفية هي ان اللاشعور الجمعي في العقل الشعبي المعبّأ برموز دينية يميل الى أن يكون استاتيكيا يكره التغيير ولا يكون على توافق مع الديمقراطية،وأنه اذا أعلن عن قبوله بها (بالديمقراطية) فان الرهان عليهم،أعني المتوحّدين برموز دينية،يكون كالرهان على القطط التي تدرّبت على حمل الشموع والتصرف بسلوك مهذّب،غير أنها ما أن رأت الفئران رمت الشموع وركضت نحوها لتأكلها.وهذا ما هو حاصل وسيحصل في العراق الى أن يضعف تأثير الرمز الديني في لاوعي الشخصية العراقية..ولن يحدث هذا إلا بذهاب السياسيين الخبثاء الذين يعزفون على هذا الوتر، ومجيء حكومة يجد الناس الخلاص عندها في العيش بحياة آمنة هانئة،وحينئذ سوف لن تكون بهم حاجة الى عرض مظالمهم على امام او انتظار رمز مخلّص..قد يأتي وقد لا يأتي.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابات ساخرة:ادفعي (80) دولارا..لتبكي!
- المبدعون العراقيون يموتون في الغربة
- فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟
- لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
- المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
- غياب رجل الدولة في العراق
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة سيكولوجية (2 ...
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة فلسفية (1-2)
- فاتن حمامه وسعاد حسني..الضد وضده النوعي


المزيد.....




- الصحة العالمية تحذر من -حمام دم- ومن امتداد المجاعة لجنوب ال ...
- فرار 8 معتقلين من سجن في هايتي والشرطة تقتل 4 آخرين
- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - العراقيون وسلطة الرمز الديني