أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليقات 2: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن عضين ب):















المزيد.....



تعليقات 2: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن عضين ب):


بشاراه أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 13:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أن نواصل مناقشتنا وتحليلنا لباقي التعليقات السابقة, والتي بدأناها بمناقشة تعليقات الأخ الذي سمى نفسه "متابعاً", ومن بعده تعليقات الأخ المتنبي, كان يُفترض أن نواصل ما بدأناه مع تعليق آخر, ولكننا وجدنا مشاركة أخرى من هذا "المتابع" في تعليق له جديد,, قال لنا فيه ما يلي:
((... عجيب امرك وغريبة درجة فهمك وتفهمك وانا لم اوجه لك كلام خارج حدود الادب بل قلت انك مغسول الدماغ وهذا ليس شتيمة وانما اشارة الى علّة او حالة وبالعكس فانت وجهت تعليقا لاحدهم وعنونت تعليقك بكلمة ..انتبه ! وكانك تهدده او تحذره ودخولا الى مستوى ادراكك فانت لا ترد على الحجة بالحجة وللادعاء بالبرهان وكلما ضايقتك حجة تقدمت بايات من القرأن بينما القرأن هو موضع شك لدى الكثير من المفكرين والباحثين والمثقفين...)).

ثم مواصل في تربصه وتنقيبه بغرض إصطياد أي ذلل أو هفوة ليأخذها علينا ويعيبنا بها (إو وجد لذلك سبيلاً),, فقال لنا: ((... انت وقعت في مطب افكارك وعقيدتك الجاهلة حينما ذكرت المسافات بين الارض والكواكب والنجوم وطبعا هذه المعلومات اخذتها من كتب ومصادر علمية لاناس من البشر وهم علماء في الفيزياء والذرة وهم ليسو مسلمين فهل تلك المعلومات كانت موجودة في القرأن او الاحاديث النبوية فلماذا لم يعلم بها واليها النبي محمد ويعرفها واحد ( صليبي او كافر من اولاد القردة والخنازير ) كما تصفونهم واليس من النقص والعيب ان تتخذ من كلام هؤلاء مصدرا لك في كتاباتك بينما دماغك في الواقع مغسول بان القرأن يعلم كل شىْ وحتى يعلم ما في الارحام والان جهاز السونار يعرف ما لم يكن يعرفه النبي محمد ..ارجو ان تكون قد افتهمت وللحديث بقية..)).

فنقول له وبالله التوفيق:
أولاً: حسناً, الآن دعني أشكرك كثيراً أن كشفت لنا جانباً مهماً للمفاهيم الخاطئة التي بنيتم عليها مواقفكم المتحاملة, حتى إن كنت تقصد من وراءها عكس ما كشفته. على أية حال,،، فلنسلم جدلاً بأن عبارتك "مغسول الدماغ " هذه ليست شتيمة كما تقول, وسأقبلها على هذا الإعتبارها إن كانت كذلك (في أدبياتك وثقافتك ومفاهيمك), وأنها عبارة عن إشارة إلى علة أو حالة،، لأن أمري ودرجة فهمي وتفهمي غريبة "كما تعتقد",, وأن الإشكالية فقط في إختلاف درجات الفهم والتفهم بيننا... الخ إذاً, ليتك يا عزيزي تصنف لنا وتقيِّم للقراء العبارتين الأخريين اللتين وردتا في تعليقك, وهما قولك لنا: (إن استطعت ... ولكني أشك في ذلك), وقولك لنا (نكاح الحوريات ...... أفقدك صوابك)!!! أرجوا أن يكونا أيضاً في حدود الأدب, على الأقل من حيث القصد ولكنهما ليستا كذلك في واقع المعايير والمفاهيم العامة.

على أية حال, أنا لا أكتب حرفاً واحداً دفاعاً عن شخصي وإلَّا سأكون في نظر نفسي شخصاً "تافهاً" (كما إدَّعى علينا أحد جهلاء الفيسبوك الطفيليين) في تعليقه الفارغ من المحتوى والمضمون, فالموضوع الذي نكتب فيه أكبر وأسمى وأجل وأهمَّ من مجرد الإنشغال لحظة واحدة دفاعاً عن تلك النفس التي بين جنبَيَّ فإنْ سَبَّني أحدهم كما إعتاد أن يفعل البعض "سفهاً بغير علم", سأكون أنا الفائز لوجود القراء حكماً بيننا, أما إن إستحقيت ما قاله عني,, حينئذ إستحيتُ من ربي وعدت إلى الجادة مستغفراً تائباً معترفاً بخطئي, وإن لم أكن كذلك باء بالنقيصة والدنيئة صاحبها بجدارة وإستحقاق.

ثانياً: أما قولك بأنني قد وجهت تعليقاً لا حدهم وعنونت تعليقي بكلمة ) ..انتبه !), فكان ظنك غير المبرر (بانني كنت أهدده او أحذره ... كما تقول), وإتهامك لي بأنني لا أرد على الحجة بالحجة وللإدعاء بالبرهان, فهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة, بل على عكسها تماماً,, وذلك للأسباب الآتية:
1. عنوان التعليق الذي كتبناه كان وديَّاً للغاية, ويمكنك الرجوع إليه, حيث قلنا له فيه: (الأخ سمير ... إنتبه!), ولا أظن هذه الكلمة بأعلى درجات الحدة والشدة فيها يمكن أن تصل إلى مستوى التلميح بالتهديد, فما هي قرينة هذا التهديد الذي تدعيه أيها المتابع المتحامل؟
خاصة وأن جسم التعليق كله كان بمثابة ترجمة عملية لكلمة أخ, وقد فنَّدنا فيه ما قاله لنا بغلظة صريحة وإتهامات غير صحيحة لديننا ولنبينا ولمناسكنا, فأعرضنا عنها ترفعاً, ثم عَرَضْا عليه أن نلتزم معاً جانب الحياد والموضوعية ونركز معاً على الحوار والفكر ونبتعد عن الهوى والشنآن والملاسنات, ونلتقي عند الحقائق وإقامة الحجة وتقديم البينة, أما إن كان يريد العبث والسب والملاسنات فإقترحنا عليه أن يتحرها عند غيرنا, وأكدنا له أنَّ هذه البضاعة الكاسدة الفاسدة ليست عندنا ولا نتعاطاها أو نتعامل بها... هذا كل ما كتبناه تحت العنوان الذي صنفته أنت على أنه "تهديد" وفق هوى النفس والتحامل والكيد,, ويمكنك الرجوع إلى تعليقاتنا المفصلة إن شئت.

2. الغريب في الأمر أن رد الأخ سمير على تعليقنا الذي إنتقده هذا "المتابع" قد جاءت نبرته بعد ذلك أقل حدةً, ممَّا يدل على أنه قد إستوعب ما قلنا وعرضناه عليه, فلعله عَقِلَهُ وتأثر به فلو كان في تعليقنا "تهديدٌ له أو عدوانٌ عليه" كما تقول لكان رده علينا أكثر حدةً وتشنجاً وهجوماً ولكن لا شيء من هذا قد حدث حتى الآن.

ثالثاً: تقول بأننا لا نرد على الحجة بالحجة, وللإدعاء بالبرهان, وهذا كلام مغاير تماماً للحقيقة.
في الواقع أنا أتشوق وأتمنى أن يقارعني أحدكم بالحجة والبرهان والدليل ولو مرة واحد. ولكن الحاصل غير ذلك, فما أن يبدأن أحدكم تعليقه إلَّا ويبادر فيه بأقبح العبارات والشتائم والسخرية من شخصنا وديننا وكتابنا ونبينا,,, الخ, والشيء المحير تماماً ليس لديكم أي مبرر لهذه الروح الشريرة العدوانية الكاسحة. أما من جانبنا نحن،،, فكيف يُعقل أن يأتينا أحدهم بما نتمنى ونشتهي ونرجوا ثم نعدل عن ذلك إلى غيره؟ كيف يعقل هذا يا أخي,,,؟

أنا هنا أكتب وأكتب وسأكتب من أجل الحق والحقيقة لا غير, فالذي تكون له أجندة خاصة وأهداف تجانب الحقيقة ويُحَكِّمُ فيها هواه, فهذا لا يصلح لأن يقف أمام أناس محترمين وينفث فيهم أمراضه النفسية وسقطاته الإجتماعية. فالذي يغير الحقيقة ويعجز عن المحاججة بها ولها فهو ليس جديراً بأن يتحدث بالقرآن أو يتحدث عنه, لأن القرآن سيكشف ستره ويفضح زيفه ويقيم عليه الحجة البليغة. وأنا بالطبع لا أريد أن أكون ذلك المفضوح المنبوذ من القرآن الكريم.

فكما ترى,, أنا أجاجج بقوة وثقة كاملين, قد لا يدرك الطرف الآخر مصدرها ومعينها, ولكن الواقع هو أننا لا نأتي بغير تدبر القرآن الكريم, وبالتالي لا مجال للمزايدات والمماحكات ولا للإدعاءات فنحن به لا ننطق كلمة واحدة بغير دليل وبرهان يسموا فوق كل الأدلة والبراهين الزائفة المفبركة الفاسدة المدعاة ,, ولك أن تجرب بنفسك إن شئت.

رابعاً: أما قولك بأنني "كلما ضايقتني حجة تقدمت بآيات من القرآن", أيضاً هذا كلام غير صحيح, لعدة أسباب يصعب حصرها, ولكن نذكر منها ما يلي:
1. لا أعتقد أن في مقدور أحد أن يضايقني بحجَّته مهما كانت وعظمت في عينه لأنها إن صدقت كانت متفقة مع القرآن الكريم بقدر ودرجة صدقها, وبالتالي سأعترف بها على الفور, أما إن كانت غير ذلك أبطلها القرآن الكريم وأقام عليها الحجة بالدليل والبرهان والآيات المحكمات البينات فيه وفي الكون كله,

2. القرآن ليس فقط الآيات المكتوبة بالمصحف الشريف, وإنما القرآن هو الكون كله بكامل غضه وغضيضه وظاهره وخفيه, وبمستوى الذرة الواحدة فما دونها, ،،, وبالتالي ما تكون من نجوى بين إثنين إلًا وكان القرآن بينهما يحمل بين يديه الحق والحقيقة, ويضع تحت قدميه ما دون ذلك من زيف وسفه, فالذي ينشدهما صادقاً سلَّمَهَا القرآن إليه بلا مقابل والذي زهد فيهما وتحرى غيرهما كان عليه أن يبحث عن ضالته تحت الأقدام,,, فإن وجدها كانت وبالاً عليه.
لذا,, مع القرآن الكريم لن تضايقني حجة ولا يرعبني برهان لأن الله تعالى قال لنبيه الكريم (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين), فليت الناس يتعاملون بالحج والبراهين والأدلة وإحترام خصوصيات الآخرين غيرهم.

خامساً: أما إحتجاجك علينا وإنتقادك لنا بأننا نحاجج بالقرآن, وإدعاءك بأنه محل شك لدى الكثير من المفكرين والباحثين والمثقفين,, فبماذا تريدني أن أحاجج إذاً؟؟؟, وما الذي يجعلني أضيع وقتي وعمري في الكتابة بهذا القدر إن فقدت بوصلة القرآن وزهدت في نوره؟؟؟ إنني إذن لمن الخاسرين. أما بالنسبة للمتشككين والأفاكين والمكذبين بكل صنوفهم التي ذكرتها أو التي غفلت عن ذكرها, فأنا هنا أقف وسط ساحة الفكر والحجة والبرهان والدليل "متحدياً" ..... نعم متحدياً.

وأود هنا أن أؤكد لك بأن كل المتشككين في القرآن دون أي إستثناء لا يبنون تشككهم على حقائق علمية أو ملاحظات حقيقية, وإنما يتعاملون مع القرآن بعدائية مريضة لاهثين بحثاً عن مآخذ أو نواقص يحسبونها عليه بعد أن يدعموها بإفكهم وأباطيلهم وتلفيقاتهم,, متناسين في ذلك كل أخلاقيات ومباديء وقيم العلماء من باحثين ومفكرين ومثقفين, ومقتضيات الفكر والبحث العلمي والثقافة الإنسانية من أمانة علمية وشفافية وموضوعية,,, حرمتهم منها أحقادهم وعبوديتهم لأهوائهم وشنآنهم وتحاملهم غير المبرر.

أكرر وأقول "متحدياً" كل من تشكك في القرآن أن يقارعنا بحججه وبراهينه وأدلته الدامغة التي تؤيد ذلك التشكك الذي لديه إن كان يملكها سواءاً أكان من المفكرين أو الباحثين أو المثقفين الصادقين الذين يملكون القدرة على إثبات ما يقولونه, أما أمراض القلوب وفساد الطوية وخراب الوجدان الذي لا ينتج سوى السفه والشر, فهذا إفك لا نعيره إلتفاتاً أو نضع له إعتباراً, ومن البديهي ألَّا نحترمه, ونترك أصحابه يحصدون مرارته وحرقة إحباطاته التي جعلها الله حسرةً وعقاباً دنيوياً عليهم.

أما بالنسبة لنا فيكفينا ما قاله الله في هؤلاء المكذبين وأمثالهم, في سورة البقرة: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ 171), فمن ظن في نفسه منهم أنه خارج هذه الدائرة السوداء التي رسمها القرآن حولهم,، فليتقدم إلى ساحة الفكر والمنطق والموضوعية بأدلته وبراهينه الدامغة وإثباتاته بدلاً من المهاترات والإدعاءات الفارغة التي سيكون مردودها وبالاً عليه وعلى مصداقيته وأمانته العلمية,, وحينئذ!!!! (الميَّة تكدب الغطاس).

نعم أنا أحاجج بالقرآن (والسنة المؤكدة) دون سواهما وبهذا فقط أكون منحازاً بكلياتي إلى الحق والحقيقة والعلم, ولا أعتقد أن هناك مصداقية تخرج عن هذا الإطار, وهذا ما يجعلني أكثر ثباتاً وعقلانية وصدقاً وموضوعية, وبالتالي لا أخشى أو أتجاهل العلم الحقيقي لأنني أعلم "يقيناً" (أنَّ كل ما ثبت صدقه وصحته) عبر البحث والتجارب المعملية الموفقة والإستنتاجات السليمة لا!! ولن يتعارض منها شيء مع القرآن ولا مع السنة النبوية لأن كل حقيقة علمية ملاحظات وأبحاث وتجارب ينجزها الإنسان يكون الله قد جلَّآها للبشر لوقتها, ومن ثم فهي في واقعها وحقيقتها آية من آيات الله تعالى كانت مخفية عنهم فأذن الله بكشفها لهم فبانت, وحينئذ سيندهش الإنسان حين يجد أنها مذكورة أو مشار إليها في القرآن الكريم بلا شك. ولم يفعل الإنسان في ذلك سوى وضع أوصافها والمعادلات والقواعد التي يقص أثرها الآخرون غيرهم حتى تثبت صحه تقييمه لها دون أي تدخل منه لتغييرها أو تبديل خواصها وثوابتها.

إذاً فالله تعالى هو الذي "خلق الإنسان, وعلمه البيان" لكي يستخدمه في التحقق من إفتراضاته وملاحظاته وذلك في شكل إبحاث ودراسات وتحليلات للأشياء الغامضة والغريبة والبديعة التي حوله وتأثير بعضها على بعض, فمثلاً,, لم يخلُقْ هذا الإنسان "الذرة atom" ولا "الذرات atomies" من العدم, ولم يخلق نواتها nucleus ولم يوسطها بروتوناتها ونيوتروناتها, ولم ينظم مستويات طاقتها حولها أو يعيد أو يغير خواصها وشروط تفاعلاتها التي أودعها فيها خالقها ومبدعها: ,,, الخ,, الذي قال في سورة طه على لسان موسى: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ-;- كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ-;- 50).

فالقرآن الكريم قد ذكر الذرة كأصغر عنصر "متكامل" تتكون منه كل الأشياء بكل صورها (الصلبة, والسائلة, والغازية, والبلازمية ,,,), وأكد أن هناك في علمه الذي إختص به نفسه ما هو أصغر من الذرة ولم يسمح بكشفها لسواه,, ولكن أكثر الناس لا يعلمون. فأنظر إلى الآيات التالية بعين التدبر والتبصر والإعتبار,, مثلاً قوله تعالى في سورة الزلزلة: (فَمَن يَعْمَلْ « مِثْقَالَ ذَرَّةٍ » خَيْرًا يَرَهُ 7), (وَمَن يَعْمَلْ « مِثْقَالَ ذَرَّةٍ » شَرًّا يَرَهُ 8), مؤكداً أن العمل الصالح محسوب لصاحبه وسينال أجره عليه مهما صغر قدره ومثقاله, وكذلك الحال بالنسبة للشر, فهو سيؤاخذ عليه مهما صغر قدره ومثقاله كذلك.

كما قال سورة النساء: (إنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ « مِثْقَالَ ذَرَّةٍ » وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا 40), وهنا نفى سبحانه عن نفسه الظلم بأي قدرٍ ومثقالٍ. وأيضاً قال في سورة سبأ: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ-;- وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ « لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ » فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ « وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰ-;-لِكَ وَلَا أَكْبَرُ » إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِين 3), وهنا قد نفى إمكانية غياب شيء عن علمه مهما قل قدره وهان مثقاله, فهو علام الغيوب.

وقال لنبيه الكريم: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ « لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ » وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ « وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ » 22), فأكد سبحانه نفي عن آلهة المشركين الإفك وشركاءهم إمتلاك أي منهم شيئاً ولا مثقال ذرة واحدة من ملكوت السماوات والأرض, فلا يملك الخلق والملك كله سوى الله تعالى وحده لا شريك له ولا نظير له منهم, ولا معين.

وفي سورة يونس, قال تعالى: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ « إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ » « وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ » فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ « وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰ-;-لِكَ وَلَا أَكْبَرَ » إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِين 61), فهناك ما هو أصغر من الذرة وهناك ما هو أكبر من السماوات والأرض, فهذه وتلك لا يحيط بعلمها إلَّا الله لأنها خارج علم البشر القليل الذي آتاه إيآه ربه, قال (وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً),

إذاً,, واضح أن القرآن الكريم هو الذي وجه خيالات وفتح مدارك العلماء المسلمين للتفكير في الذرة وقد شاهدنا كيف أكد الله لهم إنها كيانات موجودة ومؤكدة,, ولكل منها مثقال, ويضرب به المثل في الصغر كمقياس للوزن. وقد مرت علينا هذه التأكيدات في الآيات التي ذكرناها آنفاً.

وقد بلغ علمنا ان (جون أونيل John Joseph O Neill) ـ المحرر العلمي لجريدة " نيويورك هيرالد تربيون " ـ في كتاب أصدره عن الذرة في الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1945م، وعنوانه (Almighty Atom)، والذي أسماه: (القصة الحقيقة للطاقة الذرية the real story of atomic energy)، وكانت ترجمة بعض ما جاء في كتابه هذا ما يلي:
(( ... كان العالم الروماني عقيماً في هذا المجال، ولم يصف سوى النذر اليسير لما وصله من حضارة الإغريق. إن أحدى النقط المتلائمة في القرون الوسطى، تأتي من العالم الإسلامي حيث نجد ما سطِّره قلم الصوفي علي أبو الحسن ـ صهر محمد ـ الذي كتب يقول : إذا فُلِقَتِ الذَّرةُ ـ أيّ ذرَّة ـ تجد في قلبها شمساً. إن هذا يدل على أن بصيرته الصافية قد استطاعت أن تلمح حقيقة النظام الشمسي الحديث للذرة.

والغريب في الأمر أن الله تعالى, رغم أنه قد بين انها أصغر كيان له مثقال إلَّا أنه أكد وجود كائنات أخرى أصغر وأخرى أكبر منها.
أليس مدهشاً أن يتحدث علماء المسلمين عن الذرة بهذا الوضوح قبل اكتشاف إرنست رذرفورد Ernest Rutherford لتركيبها الحقيقي بأكثر من ألف وأربعمائة عام!!!

ولثقتي في أن القرآن الكريم يعلوا ولا يُعلى عليه لذا أحاجج به من منطلق قوة وثقة ويقين, ولكنني لا أملك حق فرضه على الآخرين, ولا أدَّعيه, ولا أسعى إليه لأنني حينئذ أكون قد خالفت أمر ومراد ربي وعرضت نفسي لغضبه ومؤاخذته,, غير أن هذا لا يمنع من أن نستمع إلى كل حجج الآخرين ونناقشهم فيها "إن كانت غايتهم المعرفة والحقيقة", ونبين لهم مقاصد وهدي الحق فيها, والتي يكون في طرحها من قبلهم خدمةٌ للقرآن الكريم وتأييدٌ له, لأن الرد عليها وعجز صاحبها عن إقامة الحجة عليها بخلاف ما قرره وأكده القرآن لهو دليل عملي موضوعي منطقي على أن ما طرح كان بصدق مجافياً للحق والحقيقة.

سادساً: أما قولك بأننا قد وقعنا في مطب « أفكارنا وعقيدتنا الجاهلة » حينما ذكرنا المسافات بين والكواكب والنجوم, كما وردت في كتب ومصادر علمية لأناس من البشر,,, الخ, نقول لك الآتي:
1. أولاً،، هل قولك لنا بأن (أفكارنا وعقيدتنا الجاهلة), هذا يعتبر في (حساباتك وأدبياتك) ليس خارج إطار الأدب؟ أو لعله مدح وإشادة حتى إن جاء في مفهومنا وفهمنا الغريب على انه "سباباً وشتماً وإستخفافاً مباشراً, على أية حال هذا كذب وإفتراء وخلط للأوراق, فإن كانت عقيدة العلم والصدق والبرهان جاهلة،، فكيف تكون عقيدة من يجهل انه جاهل, صدق من قال لمثل هؤلاء "إن كنت لا تدري فتلك مصيبة, وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم. يا عزيزي أنا يستحيل أن آتي بأفكاري الخاصة في حضرة كلام الله تعالى. أنا اقول بقول الله وغيري يقول بهوى نفسه ووحي وليه الشيطان الرجيم فأي الفريقين جاهل الأفكار والعقيدة؟؟؟

2. ثانياً,, أما عن المسافات بين الكواكب والنجوم كما تقول بأننا ذكرناها وهي تخص علماء غير مسلمين, هذا فهم خاطيء تماماً وقول يقطر جهلاً وجهالة,, وتجهيل لما قلنا وقصدنا وأشرنا, (فهو شبيه بإعتقادك السابق عن معنى كلمة "إنتبه" حيث أن جهلك بها أوحى لك بأنها تهديد ووعيد), لأنك إذا رجعت لما كتبناه ستجدنا قد إستعملنا هذه المسافات التي هي (من "تقديرات" علماء الفلك والفيزياء والذرة من كل البشر), ونحن نعلم إنها غير دقيقة,, ولكنها معلومات تقريبية توصلوا إليها عبر ملاحظات ودراسات وإستنباطات وتجارب مضنية ثم وصلوا إليها عبر معادلات وعمليات رياضية بحتة معقدة تحكي شيئاً أقرب ما أمكن من الحقيقة التي يستحيل الوصول إليها لأنها خارج قدرات وعلم الإنسان القليل الذي آتاه الله إياه.

إذاً,, فهي فقط لتكوين فكرة عامة عن الأشياء التي حولهم وفوقهم ومن تحتهم, وإلَّا فما معنى عبارة "مليون سنة ضوئية؟؟؟", في الحياة العملية غير أنها تعطي فكرة عامة عن حقيقة هذا الكون الشاسع الواسع وهذه الأجرام السماوية التي هي خارج نطاق علم الإنسان وكثير منها خارج نطاق حواسة المحدودة للغاية.

وكانت غايتنا من ذلك هو كشف الهوة السحيقة ما بين مَنْ كان يُظَنُّ أنَّ رواد الفضاء ذهبوا حتى السماء السابعة ولم يجدوا فيها شيئاً وبين الفكرة التقريبية عن الكون التي توصل إليها علماء البشر ذوي التخصص, ليعلم ذلك الشخص الجاهل نفسه ومستوى تفكيره وفهمه للأشياء – صاحب تلك الفكرة الشاذة - حيث يقول بما لا يعلم هو أو يعلمه ويقبله الآخرون. هذا كل شيء.

أما عندما نريد التحدث عن الجانب العلمي الذي جاءت إشارات عنه بالقرآن وعن هذا الكون فإنه سيكون المهيمن على كل المعلومات الأخرى غيره, لأنها بالطبع من الخالق والمبدع نفسه, فكيف يختلف قوله مع فعله وهو العليم الحكيم؟؟؟
على أية حال,, سنحاور فيه أهل التخصص والإختصاص وليس العامة, وستكون للقرآن اليد الطولي والقول الفصل في نهاية أي لقاء معهم أو بهم (أعدك بذلك وأقسم عليه بمن أقسم بالنجم الثاقب من خلقه وبديع صنعه).

3. أما قولك بأن علماء الفلك والفيزياء والذرة ليسو مسلمين, فهذا قول مجانب للحق والحقيقة,, إرجع إلى كتب العلوم الغربية نفسها وتحقق من قولك هذا فستجده كلاماً مرسلاً غير مدروس ولا متطابق حتى مع تلك المصادر العلمية الحرة. وستجد أن أساس كل هذه العلوم وغيرها أغلب وأوثق مصدره من العلماء المسلمين,, فمثلاً,, عندما كان غيرهم يظنون أنَّ الأرض مسطحة وأن المحيط هو بحر الظلمات وأن ما بعده هاوية سحيقة كانوا يقولون بكروية الأرض, وبالتالي فإن بعد المحيط يابسة وبعدها ماء وهكذا, فأنظر إلى قوله تعالى (يكور الليل على النهار, ويكور النهار على الليل), فكيف يكون التَّكوِيْرُ إذاً إلَّم يكن المُكَوَّرُ عليه كرويَّاً؟؟؟.

ويكفيك برهاناً على جهل وتخلف وغفلة الصليبيين – الذين تتحدث عنهم – هو ذلك الذي فعلته وكانت تفعله الكنيسة بالعلماء والباحثين والمفكرين بسبب الخرافات والجهالات المزمنة التي كانت تعتقدها وتعمل بها ولشدة وطأتها على رجالها وقديسيها كانت تتهم كل مفكر وباحث وعالم بالتجديف, فمثلاً ما فعلته من شناعة وتشنيع مع العالم جاليلو جاليلي, الذي أماتته بالحياة فجعلته حبيساً في داره بعد حرمانه من ممارسة علمه وأبحاثه لظنها انها كفر منه وتجديف يستحق صاحبه الموت حرقاً أو صلباً,, فساوموه على الموت المعنوى كبديل للموت المادية ما بقي على قيد الحياة.

وبالفعل ظل على هذه الحالة من القنوط والأسى بعد أن قهرته وأجبرته الكنيسة على كتابة وثيقة موته المعنوي بنفسه بإعتراف قهراً بأنه مخطيء في حق الكنيسة بأبحاثه العلمية وهو بريء من هذه التهمة المجحفة براءة الذئب من دم ابن يعقوب. فكانت هذه الحادثة المنكرة شهادة تاريخية موثقة تدلل على جهل من حوله من اللاهوتيين المبتدعين الذين ذهب ضحية جهلهم ومغالاتهم الكثير من العلماء الذين أحرق بعضهم بالنار أحياءاً. ليتك يا عزيزي ترجع إلى التاريخ قبل أن تكتب أو تخاطب الناس. فلا تضطرنا بتذكيرك بصكوك الغفران.

أما بالنسبة لعلماء المسلمين دعني "حالياً" أن أكشف لك نافذة صغيرة لترى عبرها قدر ومقدار وقيمة الاكتشافات والاختراعات التي أبدعوها والتي أسس عليها الغرب مدنيته وحضارته التي بهرتك ولا تعرف مصدرها وروادها,, إذاً أنظر لما بالرابط التالي لأخذ فكرة فسيطة عن حقيقة العلم والسبق العلمي:
http://www.kse.org.kw/Al-Mohandesoon/issue/113/article/387

4. إذاً بالنسبة للمرجعية التي إتهمتنا بأننا أخذناها من غير العلماء المسلمين فهذا إتهام مردود على أصحابه, وشهادة منهم على أنفسهم, وستتأكد من قولنا هذا إذا إحتكمت إلى العلماء أنفسهم والتاريخ العلمي,, فإذا أردنا أن نتحدث عن ذلك للزمنا توفير مزيد من الوقت والجهد والمساحة للكتابة والتوثيق,, ولكن دعنا نكتفي بالقليل لنثبت لك أننا لم نخرج عن نطاق علم القرآن وعلماء المسلمين الذين كان لهم السبق في كثير من العلوم التي يعتمد عليها الغرب في التكنولوجيا الآن, فعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعضاً من عباقرة العلماء المسلمين تلاميذ القرآن الكريم ومدرسة محمد, الذين لم يتركوا علماً إلَّا وكان لهم فيه باع وذراع.

فمن قال لك إن العرب والمسلمين لم يسهموا,, بل ولهم السبق والريادة في شتى العلوم, التي ترجمها الغرب بعد أن نهبها وإستولى عليها غدراً وعدواناً وقرصنة وإستعماراً ،،،, ثم بنى منها وعليها أمجاده وحضارته التي يتباهى بها الآن دون وازع من ضمير أو رادع من خلق،، مدَّعياً أنه مصدرها ومؤساسها.

هذا بلا شك مفهوم خاطيء مجحف ويدل حقيقةً على الجهل والجهالة والتجهل,, فقد كان لعلماء ألإسلام الفضل الأكبر في نهضة علم الفلك والطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها, وعلى العكس من غيرهم, فقد حوى كتاب الله تعالى نواة كل هذه العلوم, لأنه الكتاب الوحيد في الدنيا الذي تضمنت كل سوره وآياته ما يشير مباشرةً إلى غيب السماوات والأرض ويحرِّض الناس ويدلل لهم على ما فيها وبها من عجائب وغرائب, وما بين طبقاتها وكذلك الأرض والمعادن والبراكين والزلازل والجاذبية, وعلم الطيران, والبحار, والأمطار بأنواعها, وعلاقة الريح بالسحب ومهمتها التي لم يكن يعرفها الإنسان من قبل, حيث إقتصر علمه فقط على دورها الظاهري وهو تحريكها وسياقتها للسحب.

ولكن القرآن الكريم قد بيَّن أنَّ الرياح لها مهمة أخرى أكبر من مجرد تحريك السحب من مكان لآخر, وهي أنها مرسلة من عند ربها لواقح, لتعمل على تكوين قطرات الماء التي تصبح كثاقتها أكبر من أن يتحملها الهواء فتسقط إلى الأرض رشاشاً حنيناً عليها وعلى النبات والأشياء حتى لا تدمرها بل تحييها بعد موتها, قال تعالى في سورة الحجر: (وَأَرْسَلْنَا «« الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ »» فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ «« وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ »» 22), فلولا التلقيح لما نزل الماء ولما كانت السقيا, ولما إستقامت الحياة وبقيت لذا قال: (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ 23) فكيف تكون الحياة بدون ماء ونبات وحيوان؟؟..... وكيف يكون القطر من السحب السابحة في الجو لأنها كثافتها في تلك الحالة أقل من كثافة الهواء الذي يحملها إن لم يرسل الله تعالى لها الريح لواقع فيتكون القطر؟؟؟

وقال في سورة نوح: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا 11), وكذلك قال في سورة هود على لسانه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ « يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا » وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ-;- قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ 52).
ثم أنظر أيضاً لقوله تعالى في سورة الأنعام: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ «« وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِم مِّدْرَارًا »» « وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ » - « فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ » وَأَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ 6), فجنحوا للذنوب وعشقوا المعاصي والمظالم للناس والبغي عليهم, فكان عقابهم القحط ومنع القطر حتى هلكوا بذنوبهم, ثم إستبدلهم بغيرهم ولم يبالي.

وبالرغم من أن السماء يرسلها الله مدراراً وسقيا خير للناس أيضاً يجعلها بحوله وقوته من أشد أنواع العقاب والعذاب للعصاة أمثال آل فرعون, وقوم نوح الذين قال الله تعالى فيهم في سورة القمر: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ 9), (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ 10), (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ 11), لا ريح لواقح فيه لذا لم تكن السماء عليهم مدراراً, بل كان الماء منها منهمراً مصبوباً صباً مدمراً, ليس ذلك فحسب, بل قال: (وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ 12), وهو الهلاك المحقق الذي قدره الله تعالى عليهم بذنوبهم.

وفي آل فرعون الذين بلغوا أعلى درجات الفجور والعصيان والطغيان, قال الله تعالى في عقابهم ما لم يقله في عقاب أمم غيرهم لشدة ظلمهم ومظالمهم وفسادهم, ففي سورة القمر قال: (وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ 41), (كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا «« كُلِّهَا »» فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ 42).
وقال عنهم في سورة الأعراف: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ « الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ » آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ 133).

ثم,, إنَّ القرآن هو المصدر الوحيد الذي فرَّق ما بين النجوم والمجرات والكواكب والنيازك والشهب, تفريقاً يدلُّ على أن الذي أوحى بِعِلْمِ هذا التقريق هو نفسه الذي خلقها وأبدعها وأعطاها خلقها ثم هدى إلى إعجازها وإبداعها وقدرها وبعض أسرارها وخفاياها.

كما أنَّ المسلمين عملوا على تطوير معرفتهم بالفَلك حتى أمكنهم تتبع وتدبر نعم الله العظيمة التي أشار إليها ولفت الأنظار تجاهها في كتابه الكريم وبآياته المحكمات البينات والمفصلات تفصيلاً, ووجه الأفئدة للتفكر فيها,،، من ذلك مثلاً قوله تعالى في سورة النحل: (وَأَلْقَىٰ-;- فِي الْأَرْضِ « رَوَاسِيَ » أَن تَمِيدَ بِكُمْ « وَأَنْهَارًا » « وَسُبُلًا » لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 16), (« وَعَلَامَاتٍ » - وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ 17).

فالقرآن كله تفكر وتدبر وتعقل وتقوى ورجوع إلى الحق ونفور مع الباطل,, فأنظر إلى هذه الكلمات والعبارات كم تكررت في القرآن,, فقد جاءت كلمة "يتفكرون" 7 مرات, و "تتفكروا, وتتفكرون" 7 مرات, و "تعقلون" 10 مرات, و "يعقلون" 9 مرات, وعبارة "لا يعقلون" 248 مرة, و عبارة "لعلهم يعلمون" 27 مرة, و "لعلهم يتقون" 17 مرة, و "لعلهم يرجعون" 16 مرة, و "أفلا ينظرون" 8 مرات, و "أفلا يبصرون" 8 مرات, و "لا يبصرون" 248 مرة, و "لا يسمعون" 165 مرة, وعبارة "صم بكم عمي" جاءت 124 مرة, ,,, الخ

إذاً القرآن كله علم وبحث وفكر وتحفيذ وتحريض على العلم وإعمال الفكر والعقل والسمع والبصر والفؤاد ثم التدبر والتأني فيه. فهو دين علم ومعرفة وليس دين رهبانية وإبتداع وخمول لأن الذي يفكر هو الذي يعمل ومن ثم كلما زاد التفكر والتدبر والفهم كلما تسابقت الأعضاء للعمل والكبد لذا قال تعالى في سورة البلد: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ 4), (أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ؟ 5), (يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا 6)!, (أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ؟ 7), (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ؟ 8), (وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ؟؟ 9), (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ؟؟؟ 10) من خيبته وغبائه وظلمه لنفسه: (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ 11), فكيف لمن خلقه الخالق في كبد, وأنَّى له أن يطمح أو يتطلع للراحة والخمول والعطالة والتبطل علماً بأن هذه النواقص هي على عكس طبيعته التي جبل عليها؟؟؟

لذلك نبغ علماءٌ مسلمون حقيقيون, جاءوا بعلوم موثقة راسخة وبخطى ثابتة ورؤى مرسومة ومضاءة بنور الرحمن, فتغول عليها جبابرة وطغاة وقراصنة الغرب فبنوا عليها أمجادهم بعد أن عملوا على تدمير علماءها العرب والمسلمين وذلك بعد أن إستولوا على علومهم ونسبوها لأنفسهم,, كما نراهم الآن يفعل ذلك بعلماء العراق وسوريا بالتصفيات والخطف والتشريد والتفن تحت الأنقاض.

ثم يجب ألَّا ننسى جرائم الموساد وأمريكا المتتابعة والمستمرة في إغتيال العلماء ونوابع المفكرين والباحثين المسلمين,, فهذا ليس سراً خفياً بل واقع مؤلم واللعب فيه منهم أصبح على المكشوف وعلى المتضرر اللجوء للقانون الدولي ومجلس الأمن, وهناك ستأخذ قضيته رقماً مسلسلاً محترماً أنيقاً. على أية حال دعونا نأخذ معنا شهادة الرابط التالي لعله يكشف لنا ركناً من الحقيقة المغيبة.
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?47787-%C7%DB%CA%ED%C7%E1-%DA%E1%E3%C7%C1-%C7%E1%DA%D1%C8-%E6%C7%E1%E3%D3%E1%E3%ED%E4

فعلماء المسلمين لم يدعوا باباً من أبواب العلم والمعرفة والبحوث إلَّا ولجوه بثقة وإقتدار حاملين كتابهم بيمينهم وربهم في قلوبهم وأفكاهم, وتطلعاتهم أبعد بكثير من حطام الدنيا وما فيها إلى حياة أبدية سرمدية وجنة لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً إلَّا قيلاً سلاماً سلاماً, فإتجهوا إلى حيث أشار إليهم ربهم الذي خلقهم وعلمهم البيان, فأول إشارة قال لهم فيها (الشمس والقمر بحسبان), ليُفَعِّلوا البيان في معرفة ما فوقهم "تحت قبة السماء, ثم أشار إليهم لما على الأرض "تحت أقدامهم" فقال لهم (والنجم والشجر يسجدان), ليعرفوا سبب سجودهما ولماذا لم يحلقا في جو السماء؟ ثم أشار إلى ما هو أبعد من الشمس والقمر وأعقد من حسبانهما, فقال لهم (السماء رفعها ووضع الميزان), أشارة مباشرة إلى حدوده التي لن يسمح لهم بتجاوزها فقال لهم محذراً: (ألاَّ تطغوا في الميزان), وعقب آمراً محذراً بقوله: (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان).

فكان من ذلك العلم المنظم وفق أولويات الخالق إنطلق هؤلاء العلماء في كل إتجاه وتفكروا في كل آية ذكرها الله تعالى في كتابه وحرضهم على التفكر والتدبر فيها, فأسسوا العلوم الدقيقة في علم الفلك بدءاً من تعيين اتجاه القبلة وأوقات الصلاة, وتحديد أوقات بعض المناسبات الدينية كشهر رمضان وميقات الحج ,,, وما إلى ذلك من مناسبات دينية وتاريخية وغيرها.

تقول إن محمد الخاتم لم يكن يعرف علوم البشر,,, وهذا أجهل قول سمعته أذني,,, فمن ذا الذي سبق محمد الخاتم الذي جاء القرآن على لسانه بأصل علوم الكون كله والذي يعتبر سيد وإمام ومُعَلِّم العلماء ومؤسس العلم للعقلاء الأمناء من ألباحثين والمفكرين إلى أن تقوم الساعة, إنَّ تفصيل هذه الحقيقة يستغرق منا القرآن كله, ولكننا سنكتفي ببعض الآيات التي تدل على سبق النبي الكريم بالقول بحقائق كل هذه العلوم التي لم يسبقه إليها أحد من الإنس والجن,, أنظر إلى قوله تعالى في سورة الطارق التي بدأها بالقسم لنبيه الكريم بأحد أنواع النجوم العظيمة العملاقة،, حيث قال له عنه: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ 1)!!!, فلفت نظره وشحذ فكره وتفكيره إلى عِظَمِ ما أقسم به الله تعالى, فقال له: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ؟ 2)؟؟؟ ..... إعلم يا محمد أنَّ ذلك الطارق العظيم هو: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ 3). النجم المضيء المحرق, الذي تثقب أشعته كل شيء بلغته فتحرقه وتذيبه.

فبعد هذا القسم العظيم المغلظ بهذا الكائن العظيم,, من المؤكد أن يكون المُقْسَمُ عليه أكبر وأعظم من ذلك, لذا أخبر نبيه الكريم بذلك المقسم عليه,,, قال له مؤكداً: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ 4)!. تأكيداً بأنه لم يخلق الله الإنسان طليقاً يفعل ما يشاء دون رقيب وحفيظ عليه, ومَنْ لم يصدِّق هذا من البشر والمكذبين, وأراد الدليل والبرهان على صدقه,, فإليه ما أراد إذ الدليل فيما يلي من آيات, قال له فيها: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ 5), إن لم يدرك ذلك الجاهل المكذب من تلقاء نفسه هذه الحقيقة, مع دقة بيانها, فليعلم أنه: (خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ 6), ومصدر هذا الماء من الذكور والإناث معاً انَّه: (يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ 7).

وهو ماءٌ مهينُ (قليل يستهان به), ولكنه يعتبر أساس هذا الإنسان الذي أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً, فما دام ذلك كذلك فإن الذي أوجده من العدم الذي أوجد منه هذا الماء المهين, ثم جعله نسباً وصهراً, ثم أحياه حتى بلغ به أرزل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئاً,, ثم أماته بعد ذلك, إنه بلا شك لقادر على أن يعيده مرة أخرى لحياة أخرى غير التي عاشها في السابق,, قال تعالى عن نفسه مؤكداً: (إِنَّهُ عَلَىٰ-;- رَجْعِهِ لَقَادِرٌ 8), وسيكون ذلك الرجع في يوم أعده الله لذلك, قال له, سيكون ذلك: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ 9) يوم القيامة, فيواجه الله كل نفس بما كسبت, ويحاسبها على ما فرَّطت في جنب الله, قال عن ذلك المفرِّط الظالم لنفسه, حينئذ: (فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ 10) كي يعيناه على الخروج من المأذق الذي أدخل نفسه فيه.

1. فهل سمعت من أحد "قط" غير محمد الخاتم قال عن السماء إنَّها ذات الرَّجْعِ؟؟؟ ..... بالطبع لا يوجد أحد غيره البتة, ولكن الوحي قال للخاتم الأمين: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ 11).
2. وهل سمحت "قط" من أحد قبل محمد الخاتم قال عن الأرض إنَّها ذات الصَّدع؟؟؟ ..... بالطبع لا يوجد غيره, فقد أوحى الله تعالى قول له: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ 12), فأقسم على صدق ذلك, فقال: (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ 13), (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ 13).

3. هل سمعت بأحدهم سبق محمد الخاتم في وصف مراحل خلق الجنين في بطن أمه بدقة يعجز عنها العلم الحديث وقد شهد العلماء بذلك, فأنظر إلى قول الله تعالى في سورة المؤمنون: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ « مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ » 12), (ثُمَّ « جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ » 13), (ثُمَّ « خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً » « فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً » « فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا » « فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا » « ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ » - فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 14), (ثُمَّ « إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ لَمَيِّتُونَ » 15), (ثُمَّ « إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ » 16). وقوله تعالى في سورة الدهر: (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ « مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ » نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا 2), فمن أراد معرفة المزيد من التفصيل العلمي فعليه متابعة موضوع العلمي الذي فند (وصف التخلق البشرى - مرحلة النطفـة), بالرابط التالي:
http://www.eajaz.org/index.php/component/content/article/59-The-first-issue/219-De-script-ion-human-embryogenesis

إذاً،، مجرد السؤال أو التشكك في أن هذه المعلومات والعلوم كانت موجودة في القرآن والأحاديث النبوية قبل أن يعرفها غير المسلمين يكون تخريفاً وجهلاً قد وصم القائل به نفسه بالجهل المركب. ومعرفة محمد صلى الله عليه وسلم بأصل علوم الفلك والجيلوجيا والطبيعة والحيوان والأمطار وغيرها من العلوم الطبيعية كانت سابقة لنزول القرآن عليه لأنه كان يعرفها كظواهر طبية معجزة, فيجزم بينه وبين نفسه على أنه لا بد أن يكون لها خالق ومبدع أكبر وأعظم وأبقى منها,, فمن هو ذلك الخالق العظيم, هذا ما كانت عليه عبادته قبل الرسالة, وهو يتعبد في غار حراء ليل نهار, بحنفية أبيه إبراهيم الخليل, يتفكر في ملكوت السماوات والأرض,,, ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك.

وكانت كل عبادته تدبر لدقائق خلق الخالق وعظيم صنعه, بينما غيره من البشر بلغ بهم الغباء أن نحتوا الحجر فعبدوه, فتبلد وجدانهم وأغلقت أدمغتهم دون مجرد التفكير في خلق السماوات والأرض وما بها وعليها من عجائب وغرائب, والأغرب من كل هذا أننا الآن (في الألفية الثانية) نجد هذا الغباء والإغلاق قد بلغ أدنى ما يمكن أن يبلغه من الدون المظلم لأناس يعتقدون أنهم مثقفون ومتعلمون ومفكرون, فنجد من يعجز حتى عن مجرد التفكر في طعامه وشرابه نفسه.

ولكن الرسول الخاتم - حتى قبل تكليفه بالرسالة – كان يتفكر ويتساءل عن كل شيء يقع عليه بصره الذي يجيله في كل الإتجاهات, أو تبلغه حواسه وحسه المرهف حتى ذكَّرهُ الله تعالى بذلك الحال الذي كان عليه قبل أن ينزل عليه الهدى والقرآن المبين, قال له: (ألم يجدك يتيماً فآوى؟؟؟ ووجدك ضآلاً فهدى؟؟؟). فهداه لكل شيء كان يتسآءل عنه فهناك آيات كثيرة تبين وتؤكد ذلك, منها:
1. قوله تعالى في سورة الزمر: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ « يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ » « وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ » - وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ 5), فمن ذلك الذي سبق محمد الخاتم بذكر, وبيان وتأكيد (كروية الأرض؟), إذ، كيف يكون تكوير الليل على النها, وتكوير النهار على الليل إن لم تكن الأرض كروية؟,

ومن ذلك الذي سبق محمد الخاتم بالقول بأن لكل من الشمس والقمر مداراً (فلكاً) تدور (تسبح) فيه ولا يمكن أن تخرج عنه أو تختل حركتها أو سرعة دورانها,,, الخ قال تعالى في سورة يس: (وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ 37)، (وَالشَّمْسُ « تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا » ذَٰ-;-لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 38)، (وَالْقَمَرَ « قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ » حَتَّىٰ-;- عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ 39), («لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ » « وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ » - «« وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ »» 40).
ومن ذلك الذي سبق محمد الخاتم القول بأن كل من الشمس والقمر خلقتا بتقدير لا يمكن أن يختل, لأن الذي خلقهن هكذا قال بأنه خلقهن بقدر لأنه هو العزيز الغفار؟؟؟

2. وفي سورة المرسلآت, قال تعالى: (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ 8), فمن ذلك الذي سبق محمد الخاتم بإمكانية طمس النجوم؟؟؟ وكيف قال الرسول الكريم بطمس النجوم هكذا, وهو يقول بعلم لم يكن قد بلغه الإنسان في ذلك الوقت,, وكيف يراهن عليه بهذه الثقة العالية, وهو يعلم تماماً بأن القرآن متربص به من أعدائه التقليديين من الجن ممثلاً في الشيطان الرجيم, ومن الإنس ممثلاً في تلك الشريحة الضالة المضلة التي تبغض الطهارة والحق, من شعب إبليس وعبَّاده وأوليائه, ومن ثم, فإن لم يثبت لهم حقيقة طمس النجوم لرموا القرآن بما يشتهون.

3. وفي سورة التكوير, قال تعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1), فمن ذا الذي قال قبل محمد الخاتم بإنكماش الشمس وتكوُّرِها في مستقبل عمرها المديد؟ رغم أن هناك الكثيرون من الملحدين والمكذبين لم ولن يصدقوا بهذه الحقيقة التي أوحاها الله لنبيه الكريم, إلَّا أن العلم اليوم قد بدأ يتحدث عن إنكماش الشمس. لن نطيل الحديث بدون أدلة وبراهين,, ولن نتحرى البراهين من علماء الإسلام منعاً لللجاجة والمغالطات, ولكننا سنتحراه عند غير المسلمين,, إذاً دعونا نستشهد بما قاله علماء غير مسلمين من اللاهوتيين الذين أعدوا دراسة علمية عن معدل إنكماش الشمس رداً على الملاحدة, وذلك بالروابط التالية التي سنأخذ منها الجانب التوثيقي:
http://drghaly.com/articles/display/12189
http://drghaly.com/articles/display/12190

وعليه فإن ما جاء من دراسات علمية لحركة وظاهرة الشمس والكواكب والنجوم,,, يؤكد كل ما جاء في سورة التكوير بأن الساعة آتية لا ريب فيها, وأن الشمس تتناقص وتنكمش (تتكور), فسورة التكوير تحكي نهاية الكون بدءاً بالشمس التي هي أصل ومصدر الحياة, ثم يتبعها تدهور وتدمير الكون كله (أرض وجبال وبحار وعشار,,, الخ), فأنظر إلى قوله تعالى بهذه السورة الكريمة من مطلعها: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ 1), (وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ 2), (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ 3), (وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ 4), (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ 5), (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ 6), (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ 7), (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ 8), (بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ 9), (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ 10), (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ 11), (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ 12), (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ 13),،، حينئذ قد فقط .....: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ 14), ويا ويل الإنسان من علمه بما أحضرته نفسه إن كان محسوباً عليه.

4. وقال له في سورة الواقعة: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ 75),
وفي سورة الأنعام, مبيناً فضل إبراهيم الخليل وحلمه وتفكره في ملكوت السماوات والأرض, قال: (وَكَذَٰ-;-لِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ 75), (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ-;- كَوْكَبًا قَالَ هَٰ-;-ذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ 76), (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰ-;-ذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ 77), (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰ-;-ذَا رَبِّي هَٰ-;-ذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ 78), (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ 79).

وقال في نفس السورة: (إِنَّ اللَّهَ « فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ-;- » يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ «« ذَٰ-;-لِكُمُ اللَّهُ »» فَأَنَّىٰ-;- تُؤْفَكُونَ 95)؟, فمن ذا الذي سبق الرسول الخاتم بالحديث أو الإشارة أو التلميح بعملية فلق الحب والنوى, ومن الذي يفلقهما ويخرجهما نباتاً على سطح التربة؟ .....

ثم من ذلك الذي تحدث عن أو أشار إلى عملية فلق الإصباح, أو ذكر حتى مَنْ فلقها وهو الله تعالى الذي أبلغ عن نفسه وموحياً لنبيه ورسوله الأمين الخاتم قال: (« فَالِقُ الْإِصْبَاحِ » وَجَعَلَ « اللَّيْلَ سَكَنًا » « وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا » ذَٰ-;-لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 96).
ومن ذا الذي سبق الخاتم ببيان أهمية النجوم للإنسان في حركته الدائبة ما بين البر والبحر, وما هو علم الإنسان عن ذلك قبل أن يوحي الله القرآن إلى رسوله الكريم محمد حينما قال: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ 97)..... أما الذين لا يعلمون فهم دائماً منكرون ومكابرون وجاهلون.

5. ثم أنظر جيداً إلى قوله تعالى في سورة الأنعام: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ « فَمُسْتَقَرٌّ » « وَمُسْتَوْدَعٌ » - قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ 98). (وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً « فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ » « فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا » وَمِنَ النَّخْلِ « مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ » « وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ » - وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ «« انظُرُوا إِلَىٰ-;- ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ »» - إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ 99).

6. وفي سورة الطور, قال: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ « وَإِدْبَارَ النُّجُومِ » 49),

7. وقال له في سورة الأعراف: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ-;- عَلَى الْعَرْشِ « يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا » - « وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ » - أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 54).
وفي سورة النحل, قال لهم: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَٰ-;-لِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 12),,, فمن لا يعقل لا يعلم, ومن لا يعلم لا يفقه.

8. وفي سورة الحج, قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ « وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ » «« وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ »» - وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ 18).

9. وفي سورة الرحمن, قال: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ 5),
وفي سورة القيامة, قال: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ 9),
وفي سورة إبراهيم, قال: (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ 33).
وفي سورة يونس قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ « الشَّمْسَ ضِيَاءً » « وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ » مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰ-;-لِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ «« يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ »» 5),

10. وقال في سورة نوح: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ « نُورًا » وَجَعَلَ الشَّمْسَ « سِرَاجًا »),
وفي سورة العنكبوت, قال: (وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ «« فَأَنَّىٰ-;- يُؤْفَكُونَ ؟؟؟»» 61),
وفي سورة فاطر, قال: (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَٰ-;-لِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13).
وفي سورة الرعد قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ « بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا » ثُمَّ اسْتَوَىٰ-;- عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ 2), فالله تعالى هنا لم ينف العمد نهائياً (لأنه لم يقل بغير عمد مطلقاً), ولكنه نفى رؤيتها لقوله تعالى (بغير عمر ترونها), فكان النفي للرؤيا, وهذا مبلغ علمنا.
وفي سورة الفرقان, قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ-;- رَبِّكَ « كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ !!!» وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا « ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا » 45).

11. كما قال في سورة لقمان: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ-;- أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 29),
وفي سورة البقرة, قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 258),
وفي سورة الأعراف, قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ-;- عَلَى الْعَرْشِ «« يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا »» وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 54).

12. وقال تعالى في سورة الأنبياء: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 33),
وقال في سورة فصلت: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ 37),
وفي سورة الشمس, قال: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا 1),
وفي سورة يوسف, قال: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ 4),
وفي سورة الأنعام, قال: (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَٰ-;-لِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 96),


13. وفي سورة الأنبياء, قال: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ 33), وفي سورة الإنفطار, قال: (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ 2),
وقال تعالى في سورة الصافات: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ 6),
وفي سورة الجن, قال: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا 8),


أما إدعائك بأننا نقول على كل النصارى "صليبيين", وعلى كل اليهود "قردة وخنازير", فهذا إدعاء باطل يشهد عليه كل القراء,, ولن نكرر ما كتبناه من قبل,,, إن كنت لا تعرف الحقيقة فدونك مواضيعنا التي تذخر بما يكفي ليضع أمام عينيك الحق والحقيقة ناصعة ليلها كنهارها, لأنها مؤكدة وموثقة بآيات الله البينات المبينات,, فلا جدال ولا مماحكة في وجود النص الموثق الموثوق. ولكن هذا لا يمنع من أن نؤكد لك بأن القرآن الكريم لا يعتبر كل النصارى صليبيون, ولا يعتبر كل اليهود قردة وخنازير بل فقط (الذين إعتدوا منهم في السبت), أما أنتم لا تزالون تضربون على هذا الوتر النشاذ لتوغروا الصدور وتعقدوا الأمور وقد وصفكم الله تعالى بقوله: (يبغونها عوجاً), فاليهود يعرفون ويقيمون ما قاله القرآن الكريم, وكذلك الحال بالنسبة للنصارى المعتدلين الموحدين وليس الصليبيين.

وتأكد بأن مصدر كتاباتي يستحيل أن يكون من خارج كتاب الله وسنة رسوله الكريم,, إلَّا المواضيع التاريخية أو الأدبية أو المواضيع العامة فنذكرها لنحاور أصحابها فيها ونقوم إعوجاجها وإنحرافاتها وأباطيلها "إن وجدت", ونقيم عليهم الحجة, فلا ترمنا بما ليس فينا, نحن لا تعوزنا المصادر والموارد والأدلة والبراهين حتى تصفنا بالنقص والعيب,, "إنتبه جيداً!!",،، عليك التوثق قبل القول أو الكتابة حتى لا يصعب عليك الرجوع عنه أو التنصل منه فتهبط قيمة أسهمك لدى القراء.

ثم نراك هنا تعود مرة أخرى إلى دماغنا الذي راقك نعته "بالمغسول" لا أدري لماذا؟؟؟,, ثم تعاود القول فيما لا تعرف ولا ينبغي لك,, فعلى ما يبدوا أنك دائم الوقوع في الأخطاء بصورة معيبة حقاً,, فأنت مثلاً:
أولاً: تنتقد ما جاء بالقرآن مع أنك لم تستطع مجرد نقل الآية أو الجزء المعني منها بصورة كاملة,, فهل هذا جهل أم إستعجال أم تعثر في فهم المفردات والمعاني, ؟؟؟ فالقرآن لم يتحدث عن الأرحام في آية واحدة فقط, بل تعددت الآيات وتكاملت المعاني لتغطي كل ما يخصها من غيب أو شهادة.

ثانياً: القرآن الكريم لم يقل (يعلم ما في الأرحام), ويسكت على ذلك كما تدعي,, رغم أنه تعالى يعلم السر وأخفى ليس فقط ما في الأرحام,, ولكنك إذا تمعنت في الآية من سورة الرعد ستجدها تقول: (اللَّهُ « يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ-;-» « وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ » « وَمَا تَزْدَادُ » - وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ 8):
1. فهل تستطيع التفريق ما بين كلمة "يعرف" وبين كلمة "يعلم"؟؟؟ .... هل تستوي عندك المعرفة بالعلم؟؟؟

2. وهل تعرف ما معنى "غيض الأرحام" وزيادتها؟

3. وهل تستوي عندك عبارة "ما في الأرحام" مع عبارة "ما تغيض الأرحام"؟؟؟

4. وهل يستوي عندك علم الله الكامل الشامل بكل ما تحمله الإناث ليس من البشر فقط وإنما كل مخلوق يمكن أن يطلق عليه "أنثى" لها رحم,, مقارنة بما تحمله بعض الإناث اللآتي يتم فحصهن بالسونار لمعرفة شيء في الأصل موجود ومعلوم سلفاً لا يكتنفه غيب وإلَّا لما إستطاع مخلوق أو جهاز كشف شيء منه أو الإحاطة بعلمه ما لم يكشفه الله ويأذن به؟؟؟

5. وهل جهاز السونار "كآلة" يعرف "ما في الأرحام" وأيضاً "ما تغيض الأرحام"؟؟؟

6. فإن كان جهاز السونار يساعد على معرفة "ما في بعض الأرحام التي يتم فحصها عبره", كما تقول, فهل هو أيضاً يعلم "ما في تلك الأرحام"؟؟؟

فليكن في علمك أنه لن يكون في الأرض علم إختص الله تعالى به البشر خارج علم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه سلم, لأن الله تعالى قال في سورة الأنعام: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم «« مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ »» ثُمَّ إِلَىٰ-;- رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ 38), وأي علم يطرأ على الكون يعتبر شيء, ومن ثم يكون قد أوحاه الله تعالى لنبيه محمد قرآناً يتلى إلى يوم القيامة, فكيف تقول بعدم علم الخاتم الآمين بعلوم البشر؟ (أرجوا أن تكون قد إفتهمت الآن؟؟؟).

قال تعالى في سورة الحج: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم « مِّن تُرَابٍ » ثُمَّ « مِن نُّطْفَةٍ » ثُمَّ « مِنْ عَلَقَةٍ » ثُمَّ « مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ » - لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ «« وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ-;- أَجَلٍ مُّسَمًّى »» ثُمَّ « نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا » ثُمَّ « لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ » - « وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ-;- » « وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ-;- أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا » - وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً « فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ » 5).

وقال في سورة لقمان: (إِنَّ اللَّهَ « عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ » « وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ » « وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ » - « وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا » « وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ » - إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ 34).

صدقني أيها "المتابع", لقد شعرت حقيقةً بخيبة أمل وإحباط عندما رأيت إنسان الألفية الثانية يقارن علم الله تعالى بأداة أو آلة إرسال وإستقبال لموجة صوتية يطلقها جهاز السونار Sound Navigation Ranging (SONAR) الذي يعتمد في إستشعاره على صدى الصوت echo الناتج من جراء إرسال نبضات pulses صوتية منه ذات تردد عالٍ فوق مستوى السمع ثم إستقبال صداها.

علماً بأن السونار قد اكتشف إبان الحرب الكونية الأولى وإستخدم في عملية تحديد مواقع غواصات العدو وذلك بإرسال موجات صوتية منه لتصتدم بالأجسام المراد إكتشافها ثم ترتد إليه ليستقبلها كصدى مرتد من تلك الأجسام, فتحدد أبعادها بقياس زمن الإصتدام والإرتداد بإستخدام سرعة الصوت.

فهذا النظام بكل إستخداماته سواءاً أكانت البسيطة منها التي إستخدمت في الحروب أو صيد الحيتان , أو المتطورة التي تستخدم في مجالات أخرى من أهمها التحليلات والتشخيصات الطبية للكثير من الأمراض التي من ضمنها التوليد وأمراض النساء والوقوف على كثير من أحوال الجنين في رحم أمه (جنيناً,, وليس نطفة أمشاج – إنتبه!!!),,, ومع ذلك فهو لا يزيد عن كونه مزوداً بمعلومات عن كائن موجود فعلاً ولا يقرأ الغيب أو يوجد المعدوم.

ففكرة السونار بسيطة جداً, إذ يكون قياس بعد الجسم: (بضرب سرعة الصوت في نصف الزمن الذي إستغرقه الجهاز في إرسال الموجة الصوتية ثم إستقبال إرتدادها).

ولا يفوتنا أن نذكر بأن هناك بعض الكائنات الحية التي لديها خاصية طبيعية يحاكيها جهاز السونار كالحيتان والدلافين التي ترسل اصواتاً ثم تستقبل صداها الذي من خلاله تتعرف على الاماكن التي تحاول الدخول فيها ونوعيتها وذلك باستخدام الصوت وصداه .

إنه لمن الإجحاف البغيض المخزي تعمد (الوقوف عند آلية تحويل نبضة كهربية إلى موجات صوتية ثم توجيهها نحو هدف ما وإرتداتها مرة أخرى ،،،، الخ),،، ثم تعمد ( إغفال آيات الله البينات المعجزات في هذه العملية والتي منها خواص الموجات الصوتية وإختراقها لعامود الماء أو السائل وخاصية إنعكاسها مرة أخرى في شكل صدى وظهورها على الشاشة كمعلومات ذات معنى,,,, والعجز عن إثبات الفضل لمستحقه), فهذا السلوك إنما هو عين الغباء والجهل والجحود والسفه.

فحتى جهاز السونار والكهرباء التي يعمل بها وخواص المياه والسوائل وغيرها التي تعمل على عكس هذه الموجات وغيرها كلها تنسب إلى مبدعها وخالقها وتعتبر آيات من القرآن التي يكشفها الله للإنسان بصورة مستمرة. فهي تشهد له رغم أنف المبطلون الجاحدون.
وعلى ذلك, فلا مجال هناك للمماحكة والجدال والمغالطات لأن القرآن موجود والكون موجود والعلماء موجودون وعلمهم السابق موجود وموثق والتاريخ موجود, ومن ثم لا نريد سفها وسفسطة ولا كلام مرسل,, فمن آنس في نفسه القدرة على تكذيب أي من هذه الآيات البينات فليعجل (أقول وأكرر "فليعجل") بها ويعرضها على القراء إن كان من الصادقين على أن يقدم الأدلة والبراهين المادية والموضوعية على صدق إدعائه. بالمناسبة!!! (هذا تحدي مفتوح), مع حفظ المقامات للجميع.

أما فيما يتعلق بعلماء المسلمين, فهم لم يتخلفوا في أي مجال من مجالات الفكر والبحث والتدوين,, رغم إلتفات الغرب لخطرهم عليه فبادر إلى التآمر عليهم تصفيةً وتحييداً وتشريداً وإختطافاً,,, الخ. على أية حال، إليك النذر اليسير من هؤلاء الصفوة المتقدمين على الغرب كثيراً.

1. فلعلك لم تسمع "بأبي جعفر المنصور" ذلك الخلفة العباسي الذي عرف بإهتمامه وتشجيعه لدراسة علم الفلك والعلوم والرياضيا,

2. وما مدى علمك بالعالم "محمد البتاني", ذلك الذي أسهم في مجال العلوم الرياضية كحساب المثلثات ومقلوبات نسبها (جا/قتا, جتاي/قا, ظا/ظتا),, وعلم الفلك حيث إكتشف الكثير من حقائق هذا العلم وصحح أرصاد الكواكب. هذا بالإضافة إلى علم الجبر. بل قد عمل على تصحيح بعض أخطاء العالم "بطليموس", وجاء بنتائج جديدة لم يسبقه إليها أحد.

3. ثم,, ماذا تعرف عن "إبن يونس المصري", الذي له أبحاث وتجارب فلكية منها ما هو متعلق بحركة القمر, والبروج, ومن أعماله أنه رصد كسوف الشمس وخسوف القمر في وسط النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (التاسع الميلادي), وقد صنع (الزَّيْج الحاكمي) للحاكم بأمر الله الفاطمي, وكان قد ضمنه جميع بيانات الخسوفات والكسوفات وجميع قراءات الكواكب التي رصدها القدماء والمحدثون, ثم درسها وقارن بينها ثم صحح ميل دائرة البروج ... الخ. كما ينسب إليه إختراع جهاز "البندول pendulum" الذي ظُنَّ وهماً أنَّ مخترعه هو العالم جاليلو.

4. أم لعلك لم تسمع بفيلسوف العرب؟ ذلك العالم المتفرد بمعرفته للعلوم القديمة "يعقوب الكِندي", الذي تضمنت كتبه الكثير من العلوم التي من بينها (علم المنطق, والفلسفة والهندسة, والحساب الفلكي,,, الخ), ومعلوم أنه قد تفوق في حل مسائل فلكية قد عجز عن حلها غيره من الفلكيين اليونانيين.

5. وهل سمعت قط عن العالم عبد الرحمن الصوفي؟ (أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي), أحد أشهر العلماء الفلكيين والمهندسين العرب في القرن الرابع الهجري (التاسع الميلادي), ذلك العالم الفلكي المسلم الذي بنى له عضد الدولة الخليفة ألبويهي مرصداً في شيراز لمعرفة مواضع النجوم وحركة الأجرام الفلكية, والقيام بإنجازاته الفلكية التي رصد فيها النجوم فإكتشف منها نجوماً ثابتة لم يدركها اليونانيون من قبل, كما رسم خارطة دقيقة للأجرام السماوية من نجوم ثابتة, ومواقعها ومقدار إشعاع كل منها وحجمه. وهو من الأوائل الذين قالوا بكروية الأرض.

6. وما رأيك في العالم الفلكي الشيخ "أبي سليمان السجستاني"؟ الأديب الشاعر والفيلسوف, وأحد العلماء الذين إهتموا بالمنطق والفلسفة وعلوم الطبيعة والنفس, وله أيضاً عدة تصانيف في فنون أخرى, مثلاً كتابه الذي سمي: "التعليقات في الطب." هذا بالإضافة إلى إختراعه لعجيبة الزمان "الإسطرلاب الزورقي astrolabe الذي بناه على مفهوم أنَّ الأرض تدور في فلكها حول محورها وأن الفلك بما فيه ثابت, ذلك الجهاز الذي أُسْتُعِيْنَ به في عملية معرفة الإتجاهات, وفي حساب قياسات مكان تواجد الفلك. ولولاه لما إكتشف كلومبوس الأرض الجديدة,, فمن إبتغى ألمزيد فليطلع على ما بالرابط التالي:
http://www.astrolabes.org/pages/history.htm

7. ثم،، عند ذكر علم البصريات, نأتي للعالم "إبن الهيثم", الذي - في كتابه "المناظر" – قد بحث موضوعات إنكسار الضوء, وتشريح العين, وكيفية تكوين الصورة على الشبكية. ووضع لأقسامها أسماءاً, كما جعل علم البصريات علماً مستقلاً له اسمه وقوانينه.
وقد إهتم بالآلات البصرية, وحسب درجة الإنعكاس في كل من المرآة المستديرة, والمرآة المحرفة, ثم توصَّل إلى قانون "تأثير إلإنعكاسات الضوئية", كما حقق في "تأثير الفضاء على الأشعة" وإستخدام الزجاج المكبر في تكبير أحجام الأجسام....

8. أتدري من هو الفلكي العبقري "الخازن المروزي"؟ (عبد الرحمن أبو جعفر الخازني) ذلك العالم الفيزيائي والفلكي والمهندس الذي برع في علم الحركة والميكانيكا، وقد ابتدع جهازاً لمعرفة الثقل النوعي لبعض السوائل، ووضع نسباً لها وكان الخطأ فيها لا يتجاوز ("6% من الغرام الواحد" في كل ألفين ومئتي جرام "2200/1 جرام" )، وذلك إذا ما قورنت بالنسب الحديثة التي توصل إليها علماء الفيزياء بمعداتهم الحديثة, ومع ذلك نجد أن النتائج تتقارب, بل تكاد تتساوى رغم الفرق الشاسع بين ميزان الخازن البسيط والموازين المتطورة الحالية).

وقد صنع زيْجاً فَلَكِيَّاً (جدولاً فلكياً خاصاً يبين مواقع النجوم وحركتها عبر الفصول والسنين بالحسابات الرياضية) بغاية الدقة, ظل مرجعاً للفلكيين لمدة طويلة, وعُرف بالزِّيجِ السنَاجرِي. وابتدع ميزاناً لوزن الأجسام في الهواء والماء، علماً بأنه ما جاء في كتب الفيزياء بأن توريشللي هو أول من درس وزن الهواء وكثافته والضغط الذي يحدثه ليس صحيحاً، لأنه قد ثبت من خلال كتاب ميزان الحكمة بأن الخازن المروزي هو أول من كان له السبق في ذلك قبل توريشللي بخمسة قرون. وقد أشار إلى أن للهواء قوة رافعة كالسوائل وأن وزن الجسم المغمور في الهواء ينقص عن وزنه الحقيقي، وأن مقدار ما ينقصه من الوزن يتبع كثافة الهواء.)

كما تأكد من كتابه (ميزان الحكمة) انه قد كتب بحوثاً كان لها أعظم الأثر في تقدم علم (الإيروستاتيكا aerostatic)،، حيث بحث في وزن الهواء وكثافته والضغط الذي يحدثه, وأشار إلى أن للهواء قوة رافعة كالسوائل قبل العالم الإيطالي "ايفانجليستا توريشللي" مكتشف الثيرموميتر الزئبقي في القرن السابع عشر 1643م.
علماً بأن الإيروستاتيكا هي علم الغازات في توازن ولتوازن البالوناتequilibrium of ballons أو الطائرة تحت الظروف الجوية المتغيرة. وهو دراسة الطائرة التي تعتبر أخف من الهواء مثل البالونات والمناطيد -dir-igibles.

كما بيَّن الخازن بأن قاعدة أرخميدس لا تسري على السوائل فحسب بل تسري على الغازات أيضاً، ويعتبر الخازن من أوائل العرب الذين بحثوا في الجاذبية، وأظهر العلاقة بين سرعة الجسم والمسافة التي يقطعها والزمن الذي يستغرقه قبل غاليلو بخمسة قرون. فهو يقول:) إن هناك قوة جاذبة على جميع جزئيات الجسم وإن هذه القوة هي التي تبين صفة الأجسام)، وقد ثبت حديثاً بأن لهذه النظرية أهمية قصوى في عمليات التحليل الكيميائي. فأنظر إلى ذكر والإشارة إلى الجاذبية في قوله تعالى في سورة الرحمن: (والنجم والشجر يسجدان).

9. أتعرف من هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن ورداس التاكرني؟ إنه ذلك العالم المخترع الموسوعي الأندلسي المسلم, الذي قام بصنع آلة لحساب الزمن, وقد مَثَّلَ في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها. واشتهر بمحاولته الطيران إضافة إلى كونه شاعرًا وموسيقيًا وعالمًا في الرياضيات والفلك والكيمياء. كما صمم ابن فرناس ساعة مائية عُرفت باسم "الميقاتة"، وتوصل إلى طريقة لتصنيع الزجاج الشفاف من الحجارة وصنع ابن فرناس أول قلم حبر في التاريخ، بأن صنع أسطوانة متصلة بحاوية صغيرة يتدفق عبرها الحبر إلى نهاية الأسطوانة المتصلة بحافة مدببة للكتابة.

10. وهل سمعت عن الرياضي الفلكي إبن الصَّفَّار؟؟؟ (أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عمر الغافقي) ذلك العالم الأندلسي الذي جمع ما بين العلم والآخلاق والتواضع, وقد إشتهر في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، الذي ألَّفَ زِيْجَاً فلَكِيَّاً, ورسالةً في الأسطرلاب. كما درس أصول هندسة إقليدس دراسة مفصلة. وقد أعطى علم الفلك عناية كبيرة حتى عُدَّ من كبار علمائه, وكان من المغرمين في رصد حركات النجوم والأجرام السماوية ونال شهرة عظيمة في الأندلس في صنع الأسطرلابات لم ينلها أحد قبله من أصحاب المهن في هذا الحقل.
ثم ترك بعده عدداً من تلامذته الذين اشتهروا عبر الحضارة الإسلامية. فكان من بينهم "مسلمة بن أحمد المجريطي "الذي لمع في كل من الكيمياء والفلك والرياضيات، والعالم "محمد بن خيرة العطار" الذي تفنن في كل من علوم الهندسة والحساب والفرائض والفلك، "وأبو الأصبغ عيسى بن أحمد الواسطي" أحد المشهورين في كل من علم الحساب والهندسة والفرائض والفلك وغيرهم.

11. هل تعرف العالم العربي المسلم أبو الفضل الحارثي؟ (مؤيد الدين أبو الفضل بن عبد الكريم بن عبد الرحمن الحارثي), ذلك الذي إنطلق من بداية حياته "كنجار", ثم تعلم هندسة إقليدس ليزداد تعمقاً في صناعة النجارة. وعمل الأزياج، ثم درس الطب، كما أتقن عمل الساعات. وله كتب ورسائل في الطب والفلك وغيرها، منها (كتاب في معرفة رمز التقويم)، و(كتاب في الأدوية).

12. أتعرف من هو العالم أبا سهل القوهي؟؟؟ الذي يعتبر من نوابغ علماء الفلك في عصره لوضعه عدداً من الأرصاد التي كان يعتمد عليها في زمانه وانتقد بعض فرضيات علماء اليونان في الفلك كما اشتهر بصناعة الآلات الرصدية.
أما في الرياضيات، فقد اهتم القوهي بمسائل أرشميدس وأبولونيوس التي تؤدي إلى معادلات ذات درجة أعلى من معادلات الدرجة الثانية، ووجد حلاً لبعضها، كما ناقش شروط إمكانية ذلك.

13. أتدري من هو ذلك العالم والطبيب الفارسي أبوبكر الرازي؟؟؟, الذي يعتبر أحد أعظم أطباء الإنسانية على الإطلاق. حيث درس الرياضيات والطب والفلسفة والفلك والكيمياء والمنطق والأدب. وقد اشتهر الرازي في "مسقط رأسه" مدينة الري,, وقد جاب البلاد وعمل رئيسا لمستشفى وله الكثير من الرسائل في شتى مجالات الأمراض وكتب في كل فروع الطب والمعرفة في ذلك العصر، وقد ترجم بعضها إلى اللاتينية لتستمر المراجع الرئيسية في الطب حتى القرن السابع عشر.
وكان أول من تعرف على الحساسية و استخدم المراهم لعلاجها,, كما يعتبر أول من ابتكر خيوط الجراحة.
إن أبرز مؤلفاته كتابه بعنوان "الحاوي في الطب" والذي ضم كل المعارف الطبية وظل هذا الكتاب المرجع الرئيس للطب في أوروبا و الهند لمدة أربعة قورن خلت.

14. ثم العالم والطبيب الأندلسي "أبو القاسم الزهراوي", الذي ولد في مدينة الزهراء بالأندلس عام 324 هجرية.
والزهراوي هذا يعتبر أبو الجراحة,, حيث كان أول من قام بعمليات جراحية لإزالة حصاوى المرارة و المثانة البولية, وقد ابتكر أكثر من 200 أداة جراحية ما زالت تستخدم حتى الآن.
ألف الكتابه الشهير (التصريف لمن عجز عن التأليف) والذي كان هو المرجع الأوحد للجراحة في أوروبا لمدة خمسة قرون.

وبالمقابل,, ولا أظنك تجهل صكوك الغفران وسيطرة الكنيسة على حياة الناس وعلى خصوصياتهم, والطيرة, والعمل بالسحر وتمجيد العرافات والدجالين,,, الخ,, بينما كان المسلمون يرددون ليل نهار قول الله تعالى (والسماء ذات البروج..), (والسماء والطارق, وما أدراك ما الطارق,, النجم الثاقب), وعرف المسلمون مدى عمق وظلام قاع المحيطات من قوله تعالى (في بحر لجي, يغشاه موج, من فوقه موج, من فوقه سحاب,, ظلمات بعضها فوق بعض,, إذا أخرج يده لم يكد يراها). وعرفوا دقة الزمن والتاريخ من قوله تعالى (الشمس والقمر بحسبان), وعرفوا الجاذبية الأرضية من قوله تعالى (والنجم والشجر يسجدان), ولولاها لطارت كلها وحلقت في الجو في طريقها إلى الفضاء.... فالقرآن كله علوم دقيقة, لم يصل الإنسان للكثير منها حتى الآن وما علمه منها كان عن بعض ضواهرها الطبيعية فقط أما حقيقتها فهي غيب وبعضه غير مدرك.

أما سؤالك إن كانت كل هذه المعلومات موجودة في القرآن, نقول لك بل كل معلومة تحدثت عنها هي أصلها القرآن الكريم, فالله تعالى قد أخفى عن الإنسان تفاصيل حقيقة الأشياء والكون الذي طرأ عليه ليتدبر ويصل إلى حقيقتها بنفسه, فخلقه جاهلاً بكل شيء يخرج من بطن أمه لا يعرف كيف يأكل أو يحدث أو يتكلم,,, الخ, فما يلبث أن يتعلم ممن حوله مستخدماً في ذلك سمعه وبصره وفؤاده, قال تعالى في سورة النحل: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 78).

تصور نفسك مثلاً كجهاز الهاتف الخلوي أو الحاسوب عند شرائه لأول مرة من المعرض, فهو عبارة عن صندوق له واجهة زجاجية ولوحة مفاتيح, فما أن تنصب به نظام التشغيل, يبدأ في التعرف (ليس على كل شيء), وإنما على الأشياء التي تعرضها عليه وتدخلها فيه في كل مرة, فإن قبلها حفظت به وإزدادت قيمته المعرفية والنفعية بصورة تراكمية,, أما ذا ترك عند حد التشغيل ظل (أُمِّيَّاً) لا يعرف شيئاً وبالتالي قلت فائدته وتناقصت كلما طال مكوث المعلومات السابقة به دون تحديث, وإن أدخلت فيه معلومات (تافهة) عكسها لك "تافهة" كما هي وبالتالي أصبح مصدراً للأشياء التافهة (سطحي), وإن عرَّضْتَه للتلف أُتْلِفَ وإن حافظت عليه طال الإعتماد عليه أثناء فترة صلاحيته, ولكنه في النهاية سيئول إلى زوال.

فلنكتفي الآن بهذا القدر,, ولا يزال للموضوع بقية

تحية طيبة للقراء والقارءات الكريمات

بشاراه أحمد



#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقات 1: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن ...
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (ب):
- تصحيح مفاهيم ... الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (أ):
- تصحيح مفاهيم ... الإرهاب والإرهابيون:
- لسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر ... ومَا أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَك ...
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (ب):
- هل القرآن حَمَّالُ أوْجُهٍ؟؟؟ (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟- ج (تصحيح مفاهيم1 ...
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ج):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية-أ (تصحثح مفاهيم):
- عناصر الإرهاب الشرعي ... والإبادة الجماعية (أ):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (تعليقات):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (ب):
- ومن لا يُصَدِّقُ مُحَمَّداً الصادق الأمين؟ (أ):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (6):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (5):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (4):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ ... تكملة (3):
- تكملة ... عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (2):
- عِنْدَئذٍ يَمُدُّ أبُوْ حَنِيْفَةَ رِجْلَهُ (1):


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بشاراه أحمد - تعليقات 2: على موضوعنا (تصحيح مفاهيم ... الذين جعلوا القرآن عضين ب):