أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة














المزيد.....

فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 09:11
المحور: المجتمع المدني
    




فضائية المدى ..امنيات مشروعة ومهمات صعبة
.قاسم حسين صالح
شهدت ساحة التحرير في يوم الجمعة الآول من ايار الجاري الانطلاقة الرسمية لفضائية المدى بعد شهر من البث التجريبي،في احتفال لم يكن تقليديا ورسميا كالمعتاد (قص شريط احمر وكلمة الوزير الفلاني والنائب الفلاني وممثل السيد الرئيس الفلاني..)،بل كان احتفالا جماهيريا في ساحة لها دلالاتها الوطنية،يحمل رسالة وطنية..ان فضائية المدى ستكون صوت العراقيين والوجه المرئي لجهود ثلاثة عقود من العمل الثقافي والصحفي لمؤسسة صارت معروفة عراقيا وعربيا وعالميا عبر اصداراتها وصحيفتها اليومية وفعاليتها المتنوعة..في شارع المتنبي مثالا..وبها تكون فضائية المدى قد حققت امنيات مشروعة في ان تكون للعراقيين فضائية تضمن لهم ( تغطية متوازنة لكل مساحات الوطن التي لم تحظ بما يناسبها من اهتمام، من البحر الى الجبل، وبما يتطلبه اهتمام كل الفئات العمرية، في هذا المفصل التاريخي الحساس، الذي يتطلب اقصى درجات التمسك بالعقل والتدبير،ودعم مسارات الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي).
ان المفكرين والمثقفين والاعلاميين العراقيين يدركون طموحات فضائية المدى ويريدون لها ان تكون صوت الشارع العراقي.ولكن عليها وعلينا ان ندرك حقيقة اعلامية كبيرة وخطيرة هي ان انطلاقة المدى تأتي في زمن تسود فيه الفوضى الآعلامية.فهنالك اكثر من مئة فضائية عراقية يصعب الفرز بين هوياتها وتفرعاتها وانتماءاتها ومصادر تمويلها،وفوضى المضامين والسياسات والتعابير والمصطلحات والتنفيذ وصياغات خبرية تربك المتلقي،فضلا عن فوضى مهنية جاءت بهواة ومبتدئين بعضهم لا يعرف حتى ما تفعله حروف الجر..كان من نتيجتها ان توزع العراقيون عليها بحسب هويات تلك الفضائيات او التنقل بين هذه وتلك،او العزوف عنها جميعا واللجوء الى فضائيات عربية واجنبية.
هذا يعني ان مهمات صعبة ستواجهها فضائية المدى في كسب المشاهد العراقي،نوجزها بالآتي:
- المصداقية.تولد لدى معظم المشاهدين العراقيين يقين بان التلفزيون لا يقول الحقيقة.ذلك لان الحدث الواحد ينقل بانتقاء لقطات معينة منه ويجري تفسيره بشكل متناقض بما يخدم هوية هذه القناة التي تختلف عن هوية القناة الاخرى ومقاصدها،ما جعلت المشاهد العادي(المحايد) يحتار بين ايهما يصدّق.ومن متابعتنا لقنوات فضائية عراقية وجدنا ان بعضها تعتمد (الحقيقة الافتراضية) وتطرحها بشكل يمكن ان يعدّها المشاهد حقيقة مطلقة.
نعم ان فضائية المدى ستكون محايدة في نقل الحدث،والمشكلة ليست فيها بل في تغيير سيكولوجية المشاهد العراقي الذي فقد المصداقية في القنوات الفضائية، فضلا عن ان شخصية العراقي تتصف بصعوبة الاقناع.
- ترصين السياسية. منذ اثنتي عشرة سنة والساحة الاعلامية العراقية تعيش حالة فوضى احدثت في المتلقي العراقي حالة من الارتباك والتشوش الفكري المصحوب احيانا بالقلق وتوقع الشرّ.نعم يمكن للمشاهد ان يطيق حدا معينا من الفوضى السياسية ،لكن ما هو حاصل ان الفضائيات العراقية مصابة بهوس سياسي،اوصل العراقي الى الحد الذي ولّد لديه جزعا من السياسة واهلها.
وطبيعي ان تكون السياسة الشاغل والهمّ الاول لفضائية المدى،ولكن ينبغي ان تنفرد ليس فقط في المعالجة بل والاسلوب ايضا.ولقد لاحظت في بثها التجريبي انها تستضيف نفس الوجوه التي يتكرر ظهورها في الفضائيات ،وتلك التي سئم منها المشاهد العراقي،وكأن البلد قد خلا من السياسيين. وما مطلوب منها ان تطل على المشاهد بوجوه جديدة تتمتع بالرصانة والطلّة المريحة،لا تلك المتشنجة والمتعالية التي اوصلت كثيرين الى انهم ما ان يروا وجهه فانهم يسرعون الى تغيير القناة..المصحوب بالفظ عراقية!
- الجمهور.يمكن وصف جمهور مؤسسة المدى بانه جمهور (النخبة) من المثقفين.لكن مساحة جمهور الفضائية ينبغي ان يمتد من النخبة الى الانسان العادي الى ربة البيت التي لا تقرأ ولا تكتب..هذا يعني ان الرهان على نجاح فضائية المدى ليس بما سيكتبه النخبة عنها،بل فيما يقوله عنها الجالس في المقهى والماشي في الشارع.
- الظواهر الاجتماعية والنفسية: المجتمع العراقي هو الوحيد في العالم الذي تعرض عبر 35 سنة الى كوارث وفواجع متلاحقة وانه ما يزال يتعرض الى فواجع اقسى،وان تلك الحروب والفواجع كان لها تاثير سلبي على صعيد الاسرة والفرد والمجتمع:انتشار المخدرات،تحلل القيم،تضاعف حالات الطلاق،استسهال قيمة الحياة،الامراض النفسية والعقلية..وان على فضائية المدى ان توليها مساحة اكبر من المساحة السياسية ببرامج يعدها مختصون في الشأن لا مثقفون او صحافيون.
- ثقافة الجمال.ثمة مفارقة..ان النظام الديمقراطي اشاع ثقافة القبح،فهنالك موقف سلبي من الفن والموسيقى ما جعل العراقي يجزع.فالسياسة تقصفه في كل ساعة بخبر يحزنه،والشارع والمدينة تسودها اجواء الكآبة.وعلى فضائية المدى ان تعمل على اشاعة ثقافة الجمال بين الناس العاديين وان تخفف عن المكروب والمهموم ببرامج ترفيهية هادفة،لا مثل تلك التي فيها (كوميديّون)يضحك الناس عليهم.
- صورة العراق. ان الصورة المأخوذة عن العراق عالميا انه بلد الفوضى،بل ان احد الكتاب الامريكيين المشهورين وصف العراقيين بأنهم اغبياء (لأنهم اختاروا حكاما فاشلين)..وعلى فضائية المدى ان تظهر العراق بما يليق وتاريخه الحضاري،وان الوجه السياسي العراقي لا يمثل بالضرورة الشخصية العراقية.
ان مقتراحاتنا هذه تساعد على تذليل الصعوبات التي ستواجهها فضائية المدى،مع خالص تمنياتنا بالموفقية للعاملين فيها الذين يوحّدهم حبهم للعراق والحقيقة.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوتا النسائية..كفاية عشر سنوات
- بعد داعش..هل يبقى السياسي العراقي أحول عقل؟!
- يوميات الحرب..شهادات للحقيقة والتاريخ
- المناعة النفسية..علاج فعال ضد اليأس
- ثقافة نفسية(145):ما الانفعالات؟
- لا تجعلوا النصر في تكريت..شيعيا!
- الفساد..وباء أشاعه المالكي وابتلى به العبادي!
- تحية للمراة العراقية في يومها العالمي
- العنف ضد المرأة تحليل سيكولوجي
- المعلم العراقي في ثلاثة ازمان
- في العراق عالمان..أخضر وأحمر!
- العراق..هو عيد الحب!
- الأسوأ قد حصل ..فما الي ينتظرنا؟!
- غياب رجل الدولة في العراق
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة سيكولوجية (2 ...
- حرب الأنبياء..معارك دماء اشعلتها شارلي - مناقشة فلسفية (1-2)
- فاتن حمامه وسعاد حسني..الضد وضده النوعي
- واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..مداخلة للدكتور رياض عبد
- واقعة شارلي ايبدو الفرنسية..تحليل سيكوبولتك
- كتابات ساخرة..حكايتي مع الستوته!


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - فضائية المدى..أمنيات مشروعة ومهمات صعبة