أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - اسعد الامارة - قلق الطفولة














المزيد.....

قلق الطفولة


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:06
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



كثيرة هي النظريات والاتجاهات التي تفسر القلق بشكل عام اومفصل دقيق ،القلق المرضي منه او القلق السوي الذي يحدث بسبب موقف يقود صاحبه الى ان يضطرب ولو لايام لو ساعات ، فالقلق هو القلق يبدأ بسيطا ثم يمد جذوره وينتشر حتى يغطي كل مساحة التفكير ويشل الانسان في تعامله خصوصا اذا كان حادا قويا مباغتاً، اما عند الاطفال وفي مرحلة ما من مراحل النمو فأنه يأخذ اشكال متنوعة ومتعددة، قد تؤدي مستقبلا الى ان تكون شخصية الطفل مضطربة عصابية اكثر مما هي سوية هادئة تتعامل مع المواقف ببرود او بردود افعال اعتيادية.القلق عند الاطفال ليس في الاصل شيئا آخر غير التعبير عن شعورهم بفقدان الشخص الذي يحبونه ولهذا يخاف الاطفال من كل شخص غريب وهم يخافون من الظلام لانهم لا يستطيعون ان يروا في الظلام الشخص الذي يحبونه،ويقل خوفهم اذا استطاعوا مسك يد هذا الشخص في الظلام فيتبدد الخوف لحظة المسك باليد، او الالتصاق به او ان يكون قريبا جدا حتى يشعر بالامان معه او ربما حتى ولو تحدث من بعيد دون ان يراه، هذا الخوف ينشا لدى الاطفال بسبب الصور المثيرة التي يعبأ بها الاهل اذهان هؤلاء الاطفال او ربما المربيات ،فالمغالاة بصور الجن او الاشباح او التخيلات التي يصورها هؤلاء او اولئك لغرض جعل الطفل يهدأ ويستكين ،هم عملوا ذلك لغرض كسب الراحة لهم، وفضلوا انانيتهم على مستقبل الطفل، انهم زرعوا في داخل الطفل الذكر عقدة جديدة اسمها الخوف الدائم المتصور غير الملموس ، وعند الفتاة عقدة ذات بعد اكثر عمقا وتعقيدا،لا يدري الاهل ماذا يفعلون بهذه الارهاصات التي يريدون بها ان يكف هؤلاء الصغار عن الحركة، ان الاهل نسوا ان هذه الشحنات التي تريد ان تنطلق من الاطفال ليكونوا هادئين بعد ذلك ويتمتعوا بنوم هادئ واغفاءة مليئة باعمق ساعات نوم مريح بلا خوف ، انهم يخلقون لدى اطفالهم عقدة الخوف وهو بداية لقلق جديد في الكبر هذا من جانب ،ومن جانب آخر يخلقوا منهم هيابين مترددين يميلون الى السكوت وعدم قول الحقيقة وهم على معرفة تامة بها،لأنهم خافوا العقوبة فلزموا الصمت وهم اطفال ، ونشأوا وكبروا ومعهم هذه العقدة، وتقول دراسات التحليل النفسي يسلك في هذا الصدد مثل الراشد ،وذلك بأن يقوم بتحويل طاقته الى قلق بسبب عدم اشباع هذه الطاقة فهو يسلك في قلقه كأنه طفل ،فهو يبدأ في الخوف عندما يصبح وحيداً،اي عندما يكون بعيداً عن شخص يشعر بالاطمئنان في حبه وهو يحاول تخفيف هذا الخوف بطرق تكون اكثر امعانا في صبغتها الطفلية.
تؤكد الدراسات الميدانية ان الطفل في سن الثالثة او اكثر حينما يدخل الى غرفة مظلمة يتحدث بصوت عالي،فان كانت الام او الخالة او الخادمة ، يطلب منها ان تتكلم معه ويقول لها خالتي تكلمي اليّ ! اني خائف لأن الغرفة مظلمة جداً ،فتجيبه خالته او من يقوم مقامها، وما فائدة ذلك ؟انك لن تستطيع رؤيتي،فيجيبها،ليس ذلك مهما ،فأني اشعر بالضوء اذا تكلم الي احد ،اذن الطفل لم يكن خائفا من الظلام كما تؤكد الدراسات الميدانية وانما كان خائفا من غياب شخص يحبه، وهو متأكد ان خوفه سيهدأ بمجرد اطمئنانه الى وجود هذا الشخص . وهناك الكثير من المواقف المشابهة في حياتنا اليومية نحن نخلق فيها الازمة والمشكلة ونحن نبعد عن ابناءنا الراحة والاطمئنان ونزرع فيهم الخوف والقلق الذي سيتحول لاحقا الى حالة عصابية مرضية. فيقول فرويد ان من اهم نتائج البحث التحليلي النفسي هي اكتشاف ان القلق العصابي يصدر عن الطاقة المكبوتة للطفل وانه ينشأ عن تحوله من موضوعه الاصلي الى موضوعات اخرى بديلة ربما تكون ذات صلة بالانسان في حياته اليومية، فينشأ متردد، هياب ، تضعف لديه الجرأة في اتخاذ القرار او المواجهة الحياتية، فيكون اتكالي اعتمادي،
منسحب عن الواقع، يرى في المواجهة مصاعب جمة، فيقبل بالادنى وهو يمتلك القدرة العالية والمهارات المتنوعة، فبدلا من ان يعقد الصلات المتنوعة مع اقرانه وزملاءه في المدرسة ان كان طفلا او في العمل ان كبيرا راشدا ،فنراه ينعكف وينزوي بعيدا عن الناس وعن التجمعات الاجتماعية، هذه السلوكيات في التعامل تحدد مدى رهبته من المدرسة ومن اقرانه وان كان راشدا من زملاءه في العمل .
يعد القلق بحد ذاته مدخلا لكل الامراض حتى قيل عنه، انه المادة الخام لكل الامراض النفسية لدى الراشدين ولدى الاطفال، فعند الاطفال يعد الكبت مدخلا للقلق ، وهو بنفس الوقت اوسع الطرق للمرض وهوموطن المرض النفسي ويرى فرويد بقوله، ولا يؤدي الكبت الى القلق ،وانما يعمل القلق على كبت العامل الذي اثار القلق وعلى استخدام سائر الاليات الدفاعية، فهو يسبب الحالة الانفعالية التي تنتاب الطفل الصغير والمراهق والراشد، والقلق لدى الطفل في موضوعنا هذا يتسبب عن توفر الحالتين في نشأته الاولى هو الخوف من الاذى والثانية الخوف من فقدان الحب الذي يمنحه الابوين، وفي المراحل اللاحقة من العمر يتفرع هذين السببين الى عدة مخارج ويستطيع كل سبب من هذه الاسباب الفرعية ان يثير حالة من القلق ايضاً.









#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!
- التوافق المهني انعكاس للتوافق النفسي
- الانفعال والجسد
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة باتفاق رهائن مع حماس
- ميقاتي ينفي تلقي لبنان -رشوة أوروبية- لإبقاء اللاجئين السوري ...
- فيديو.. سمير فرج يُشكك في عدد الأسرى الإسرائيليين: حماس تخفي ...
- برنامج الأغذية العالمي: أجزاء من غزة تعيش -مجاعة شاملة-
- مديرة برنامج الأغذية العالمي: شمال غزة يواجه بالفعل مجاعة كا ...
- -جيروزاليم بوست-: صحفيون إسرائيليون قرروا فضح نتنياهو ولعبته ...
- فعلها بحادثة مشابهة.. اعتقال مشتبه به دهس طفلة وهرب من مكان ...
- المياه ارتفعت لأسطح المنازل.. قتلى ومفقودون وآلاف النازحين ج ...
- طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة
- خبير عسكري: المواصي لن تستوعب النازحين من رفح والاحتلال فشل ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - اسعد الامارة - قلق الطفولة