أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام كصاي - الإمام جمال الدين الإفغاني: رائد الإسلام السياسي














المزيد.....

الإمام جمال الدين الإفغاني: رائد الإسلام السياسي


حسام كصاي

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإمام جمال الدين الإفغاني: رائد الإسلام السياسي
من نافل القول أنْ الإسلام السياسي كظاهرة هي ليست من أصول الإسلام المبكر أو نابعة من جذوره, وإنما هي أجتهاد ديني قامت به مؤسسة دينية أو حزب سياسي متدّين, أو أئمة وخطباء وشيوخ المودرن, وهي _ كما أسلفنا الذكر سابقاً _ إنْ الإسلام السياسي كظاهرة أو حركة هو مسألة مرتبطة بالحياة العربية الإسلامية المعاصرة, إذا أشيح التعبير فإن الأمام جمال الدين الأفغاني هو بمثابة الأب الروحي لظاهرة الإسلام السياسي, إذا شئنا أنْ نعطي للظاهرة أصولاً تاريخية أبعد من ذلك .
إذ بدأت مسيرة الإسلام السياسي تتعقب التاريخ بطريقة مسار حقيقي حثيث على مدى أكثر من مائة عام بالإمام الإفغاني, ومنه _ أي الإفغاني _ بدأ الحديث عن الإسلام والسياسة أول الأمر ليعاضده بذلك تلميذه عبدة وبعده رشيّد رضا , وقال عنه المفكر حسن حنفي: بإنه "رائد الحركة الإصلاحية, وباعث النهضة الإسلامية.. وهو أول من صاغ المشروع الإصلاحي الحديث في النصف الثاني من القرن الماضي" وقيل عنه: أحد أبرز رموز النهضة في تاريخنا الحديث, وهو أحد آبائها الأولين , وهو الرجل الذي حبس حياته على نهضة الشعوب الإسلامية ليُصبح رجل الإصلاح الديني والسياسي والإجتماعي في بلاد المسلمين كافة منذ أكثر من ثمانين عاماً حتى اللحظة فكان يؤمن بإن تأسيس نهضة المسلمين وتمدّنهم لا يتم إلا بالتأسيس على قواعد الدين والقرآن , ومن هنا تتأكد أصوليته أو سلفيته إذا جاز التعبير.
اذن يمكن القول إنْ أكثر الوقائع التاريخية تشير الى إنْ بظهور جمال الدين الأفغاني بدأت أول حركات اليقظة السياسية في العالم الإسلامي , وهي حركة في حقيقة الأمر الواقع أمتداد الكفاح الإسلامي في تاريخ الجماعة الإسلامية بل وهي حركة في مظهرها حركة سياسية وفي جوهرها حركة إسلامية , ومن هنا بدأ التمازج الديني السياسي, أو الإسلامي بالسياسوي, بما تمثله تلك الحركة من كونها الظاهرة الإسلامية أو ما تسمى بالمد الإسلامي التي تتبلور اجمعها تحت مسمى الإسلام السياسي, وشاعت شعارات ذلك الإسلام السياسي في مصر من خلال الإفغاني وتلميذه محمد عبده, ثم محمد رشيَّد رضا , ليتحول الإصلاح الديني من فكرة شخص إلى ظاهرة عامة.
وملخص فكرة الشيخ الافغاني تتبلور في إنْه كان ينظر ويتأمل دوراً كبيرا للإسلام السياسي في بناء الدولة الحديثة وتمدينها, مستمداً أصوله من كونه تعبيراً عن الذات اولاَ, ثم الأخذ من الغرب ما يتواءم وهذه الذات وهو الذي صور الدولة الإسلامية على انها عبارة عن أتحاد يشبه "الكومنولث" , فدعا لتأسيس حكومات إسلامية وفق النظم الحديثة من خلال تدوين دستور وتأسيس مجلس شورى منتخب من قبل الأمة, وتحديث نظام الحكم وتنظيم إدارة الدولة وفق التطورات العملية الحديثة , وهي حقيقة صادقة لإسلام سياسي كان وقتئذ مادة خام, نابعة من مصدر أصولي لم تشوبه شائبه بعد أو تعكر صفوه طارئات التقادم الزمني, لم تلوثها الشعارات والأكاذيب والتلفيقات وركوب الموّجة الدينية من أجل عبور شاطئ السياسة, دون أن يتمم مسيرته, حتى خلفه تلميذه الشيخ محمد عبده.
وفي ظل تشكيل الإفغاني للحركات الإسلامية بما هي حركات إصلاح ديني، وتزعمه ريادة الإسلام السياسي _الذي هو الأخر إنبثاق أو تمثيل للحركات الإسلامية _؛ فإن هذه الحركات قد فشلت في معالجة هفوات ومشاكل المرحلة السابقة, أو حتى الحفاظ على ما تبقى من وطنيتها ولحمتها وتماسكها الاهلي, ذلك كون هذه الحركات متهمة بضعف الجانب الوطني لأنفتاحهم على عالم اوسع (عالم ديني) يتساوى الاجنبي والاصيل, حيث يُفضل الإمام الافغاني المسلم على العربي المسيحي في المنطقة العربية وإنْ كان إفغانياً أو فارسياً أو تركياً، وهو ما يعكس اسوى صور التأزم السياسي والثقافي والاجتماعي كون هذا التصور هو مفتاح للانقسامات والتجزئة والتفكك وهدم لجدار الوطنية الذي يستظل تحت افيائه ملايين العرب من المحيط الى الخليج يتوّقون دولة عربية تحافظ على حدود السياسية وخصوصياتهم البيئية والجغراسياسية.
ومع ذلك كله كان الإفغاني بكلمة حق رجل الإصلاح, ومؤسس للبنْات مشروع النهضة العربية الإسلامية, وإنْ لم يتمم مشروعه, إلا إنه وضع الأسس الصحيحة للفكر الإسلامي الإصلاحي, كونه ظل وما زال يمثل من نخبة مشايخ الإسلام السياسي أو زعماء الإصلاح الديني.



#حسام_كصاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية خيارنا الوحيد
- الإمام محمد عبدة: مُنظر حركات الإصلاح الديني
- العُرُوبة وَالإسّلام: تَحْولات الدَوُلة وَالمُجْتَمْع
- التَحْول الدّيمُْقراطي: وِلادة ميّته
- الحركات الإسلامية: المصالح والمشالح
- إنْتكاسّة الدّيمُقراطيَّة في العرَاق
- التداول العنفي للسلطة: خيار إسلامي!
- دولة شيوخ المودرن
- لماذا نكتب عن الطائفية
- الدَوُلة العَرَبَية المُعَاصْرة: ثَقرَّطْة ام مَدنَّنة
- عرب النيران الصديقة


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام كصاي - الإمام جمال الدين الإفغاني: رائد الإسلام السياسي