أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام كصاي - الحركات الإسلامية: المصالح والمشالح














المزيد.....

الحركات الإسلامية: المصالح والمشالح


حسام كصاي

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 15:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تتسم الظاهرة الإسلامية التي تغزو الحياة العربية عن طريق أسلمة القيم والمؤسسات, محاولة منها لإلباس العصر بمشالح وعباءات القرون الهجرية الاولى, دون أدنى تغيير في منظومة العقل المسلم, أي إن الحركات الإسلامية هي وليدة الرغبة في الظهور الإعلامي والسياسي وتسجيل حضوراً ميدانياً, أكثر مما هو حضوراً إيمانياً متعلقاً بالخبايا والأسرار وعلاقة العبد بربه, ونحن هنا لا نُحرم الظاهرة الإسلامية من تحويل قيمها إلى قيم نيوية, لكن شرط عليها أن تنزع عنها القداسة التي تتخذها حجة حتى لا أحد يقوى على التشكيك بقيمها, وينقد سياستها وبرامجها التنظيمية, لأنها تريد أن تلعب دور الصحابة والخلفاء الراشدون وهي أقل من أن تلعب دور بني أمية بما هم رواد الملك العضوض والسياسي, وهذه نقطة جوهرية تضع الحركات الإسلامية أمام واقع لا يمكنها تجاهله أو تجاوزه.
لأنها كحركات كان لزاماً عليها أن تتخذ طرفي المعادلة الأمر الذي سيُهيئ المجال المتشنج لها, ويفتح لها خيارات التطرّف, لأن الظاهرة الإسلامية هي بالأساس نتاج طبيعي لانحياز هذه الأمة إلى دينها, وهو حق ديني منزهه وندافع عنه, أما التطرف والإرهاب والعنف المسلح فهو وليد ظروف موضوعية ناجم عن توفر عاملين الاول داخلي (الهيمنة والغطرسة واستهتار نظم الحكم بالشعب والأستخفاف بها), والثاني خارجي (التبعية والغزو ومتعلقاته), لذلك كان بروز الظاهرة أمر طبيعي, أما ولادة التطرف فهو صناعة خارجية, حتى ولو كان المنفذ عربي وإسلامي, إلا إن الأدوات, التمويل, التخطيط, هو أجنبي بأمتياز, الأمر الذي جعل تلك الحركات مُغرر بها, وزُج بها في معركة سياسية صُور على إنها حرب المقدس ضد المدنس والطغيان والجبروت, إيهاماً للناس وتخديراً للعقول, وتضليلاً للحقائق, الأمر الذي جعل الحركات الإسلامية صاحب القوة الكامنة بعد موجة التغيير التي شهدتها المنطقة العربية في عصر ما يُسمى "ثورات الربيع العربي" الامر الذي عرى حقيقة تلك الحركات, وما تصبو إليه. بمعنى إن الحركات الإسلامية كانت تعزف على الوتر الديني غاية في نفس يعقوب, لا حباً بالدين, وإنما حباً بالمردودات الناجمة عن توظيف تلك القيم, وبهذا لعب الحركات الإسلامية بورقة الدين وارتدت المشالح الدينية لأجل المصالح السياسية, وجعل الدين ممارسة ميكافيللية تقبل المساومة, وتقبل التكذيب والتخوين.
أنْ الحركات الإسلامية أحدث فجاً عميقاً, هز حتى نفوس معتنقيه, جعل الناس لا تستصيغ مفهوم الإسلام نتيجة اللغط الحاصل والخلط المشوه بين مفهومي الإسلام والحركات الإسلامية, وكأن الأخيرة صارت هي الإسلام ذاته في مجتمعاتنا, وكل فعل حركي أرهابي تقوم به تلك الحركات ينحسب على الإسلام, صار الإسلام شماعة تُعلق عليها كل الإخفاقات والممارسات اللا أخلاقية واللا شرعية التي تمارسها بعض الجماعات المسلحة, إن فك الأرتباط ورفع الاشتباه بين المفهومين أمر ضروري بين مفهوم الإسلام ومفهوم الحركات الإسلامية (أو الإسلام السياسي) وهي مسالة ضرورة أخلاقية وانسانية ومعرفية, نتيجة ربط الغرب للإسلام بالإرهاب والتخويف والتهويل والتضخيم الإعلامي وتحويلها إلى ظاهرة عالمية, بمعنى إن الحركات الإسلامية لا تسعى من توظيف الدين في الحقل السياسي إلا من باب تحويل الدين إلى أداة ووسيلة, الأمر الذي يدفعها إلى أرتداء الدين كمشالح من أجل مصالح دون مستوى الدين, أو بالإمكان الحصول عليها بطرائق بديلة عن الأستخدام الديني.



#حسام_كصاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنْتكاسّة الدّيمُقراطيَّة في العرَاق
- التداول العنفي للسلطة: خيار إسلامي!
- دولة شيوخ المودرن
- لماذا نكتب عن الطائفية
- الدَوُلة العَرَبَية المُعَاصْرة: ثَقرَّطْة ام مَدنَّنة
- عرب النيران الصديقة


المزيد.....




- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام كصاي - الحركات الإسلامية: المصالح والمشالح