أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لصوص الدواب














المزيد.....

لصوص الدواب


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 22:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لصوص الدواب
نعيم عبد مهلهل

يمضي معنا شارع الذكريات بتوازٍ مع حلم خطواتنا باستعادة فصول الحياة التي كانت هناك ، وحتما ذاك العالم بأشيائه البسيطة فيه ما يجعل البشر قلقين على مستوى الهدوء والقناعة في حياتهم بعد أن زال خطر الطوفان الكبير منذ زمن نوح واتت اليهم اخطار تتمثل بالنسبة لهم في صور لم يستعبروا منها ( الأمراض ، حوادث الغرق ، شهداء الحروب حين بدء ابناؤهم بالذهاب الى ثكنات الجيش والربايا والخنادق الشقية ، واخيرا لصوص الدواب ).
لكن لصوص الدواب بالنسبة لسكان دولتنا قرية ( أم شعثه ) هو الهاجس الليلي الذي يجعلهم يتمنون لسع البعوض القوية حتى يظلوا مستيقظين ليحفظوا جواميسهم من لصوص الدواب ، وربما يبتلي احدهم بتلك اليقظة الاجبارية حين يشاع بين الفرى أن جاموسته المسماة ( هدله ) هي الاجمل بين الجواميس في مشيتها وحجمها وانتاجها للحليب.
في المساء وأنا أجلس أمام بوابة بيت المعلمين يجذبني دلال مشية ( هدله ) ، التي بعد سنوات من تلك المشية الغزلية في المساء المشرق بعذوبة خيوط شمس مذهبة لربيع ينتشي فيه الدواب بسبب اخضرار القصب والشعور بلذة الماء البارد ، بعد كل تلك السنين يدعوني صديق لحضور عرض ازياء باريسي للنساء الممتلئات واللائي يطلق عليهن المعدان لقب ( المْربربات ) أتذكر بين مشية عارضات الازياء المكتنزات بالشحم الاوربي ( المْلكلك ) تلك الجاموسة التي تفيض انوثة بالنسبة لطبائع فصيلتها من الحيوانات ، وهكذا دلال حين يكتشف بين الدواب في المجتمع الهندوسي يعملون له كرنفالا راقصا تطربهم فيه موسيقى القوة الروحية لتلك الانوثة الحيوانية التي تدر الحليب والنظرات العاطفية ويكون طقس شرب بولها وكأنهم يشربون يوريا الواين المالح ، ولكن ليس بالطعم الرائع للواين الايطالي الاحمر الذي شربناه احتفاء بنهاية حفل عرض النساء البدينات.
ذات يوم اعلن في القرية ذلك الخبر الحزين عندما نجح لصوص الدواب في سرقة ( هدله ) ليسكن قلب صاحبها ( لهمود ) الحزن العميق ، وليتحول كما ماجلان وهو يدور بين القرى ليبحث عن جاموسته ، لكن اي واحد لم يشاهد هدله ولم يعرفَ من سرقها ، غير ان اخبارا خفية اشارت انهم نقلوها الى هور الحويزة الإيراني .
قلت : لقد عبرت هدله الحدود بدون جواز سفر . وبات اعادتها الى وطنها صعب جدا.
صيهود ارتضى بقدر فقدانه لجاموسته المدللة وتخيلها في المكان الجديد وهي فريسة لشهوات الذكور من الجواميس لأجل تحسين انسال اناث جواميسهم هناك.
ذات يوم وبسبب شوقه اليها قرر ( لهمود ) السفر الى هور الحويزة وبدون جواز سفر صوب قرى المعدان الذين يسكنون في الجانب الايراني لعله يعيد (هدله ) حتى لو دفع فديتها .
ذهب الرجل ولأسابيع يبحث عن الذي سلبه منه لصوص الدواب وباعوها الى معدان الاهواز ....
اسابيع وعاد ولكن بدون هدله ، وحين سألته :
أن كان وجد اثرا لجاموسته ؟
قال :ورأيتها ايضا .
قلت : ولماذا لم تجلبها ؟
قال :لا فائدة منها ، لقد حولوها لصوص الدواب الى جلد وعظم ، فهم لم يبيعوها يوم سرقوها ، بل صاروا يأجرونها ( للمكافز فقط ).........!
( أشارة : المكافز تعني باللهجة العامية المطارحة الغرامية والجسدية بين الرجل وأنثاه) ....!




#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان
- التوراة تسكن في قلعة صالح
- في فطرة المعدان خلاص العالم
- ذكريات الطير المسافر
- السوابيط ومنصات ناسا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - لصوص الدواب