أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - ارفعوا أيديكم عن إسلام بحيرى :














المزيد.....

ارفعوا أيديكم عن إسلام بحيرى :


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 18:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو كانت الأمور تسير وفقا لما يريد الفقهاء من حظر النظر الديني على غيرهم لما أمكن استخراج درر النص القرآني , ولبقينا نَعْمَهُ في ضلالات تراثنا الأصفر , ولو لم يجتهد علماء العلوم الطبيعية - غير الدينية - في استنطاق النصوص لما أمكن اكتشاف الإعجاز العلمي في القرآن , ولولا جهود علماء الإحصاء والحاسوب (الكمبيوتر) لما أمكن اكتشاف الإعجاز الرقمي (العددي) في القرآن , وهما من الأدوات الحديثة لإقناع إنسان العصر المتحضر بألوهية مصدر القرآن بعدما انحصرت فعاليات الإعجاز اللغوي على أهل الضاد , وليس كلهم , بل المتعلمين منهم فقط. ومن كشفوا عن مثل هذا الإعجاز العصري للقرآن ليسوا من المشايخ ولا يتبعون أي مؤسسة دينية , ولم يتلقوا العلم عن مشايخ (وهو شرط أساسي يضعه الفقيه لاعتماد علم العالِِم) . وهذا الإعجاز "العصري" هو السبيل الوحيد لمخاطبة عقول الناس في عصر العلم للمضي نحو عالمية الإسلام , وهي عالمية لن تتحقق بقصر الكلام عن المعجزة اللغوية والبيانية للقرآن .
ولا دور الآن للمشايخ والمؤسسات الدينية في اكتشاف معجزات القرآن العصرية لأن الأمر يفوق الإلمام بألفية ابن مالك والتفقه في اللغة , فالأمر أعقد من ذلك بكثير , فالزمام الآن في أيدي العلماء بعلوم العصر والحاسوب . والبراهين على ألوهية مصدر القرآن الكريم تقع في علوم الفلك والجيولوجيا والنبات والطب وعلوم العصر والعصور المقبلة حتى قيام الساعة , وهي علوم لا يقوى على فهمها من يؤمن - مثلا- بأن كوكب الأرض يحمله حوت (انظر تفسير القرطبي ) وهو ما قاله الفقيه القديم وسكت عنه الفقيه المعاصر , أو من يكفِّر القائل بكروية الأرض ,أو من ينكر غزو الفضاء).
وانشغل الوعاظ بالثرثرة من فوق المنابر في ما لا يفيد , وفاتهم اكتشاف مهمة القرآن في تغيير واقع الناس ,واكتفوا بالحديث إليهم عن نعيم أخروي ( يمتلك فيه الصالح مئات من الحور العين حيث يجامعهن بذَكَر لا يمل وإن الشهوة لتجري في جسده سبعين عاما يجد فيها اللذة ( انظر ابن قيم الجوزية – كتاب حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح - حققه وأخرج أحاديثه خالد بن محمد بن عثمان).
ومن الاستبداد الديني غلْق باب الاجتهاد منذ القرن الرابع الهجري ظنا من الفقهاء أنه تم استيفاء كل ما يهم الناس من مسائل وقضايا , وأنه لا مزيد يمكن إضافته لفقه السلف , وتوقفوا حيث لا ينبغي لأحد أن يتوقف . وبغلقهم باب الاجتهاد يصبح الأمر كهنوتا مثل كهنوت كنيسة القرون الوسطى . ورأوا أن ما لديهم هو العلم كل العلم , ولم يتجاوزوه , ومضوا مدة مئات السنين يجترُّون ما لديهم من علوم أصبحت متحفية وغريبة عن العصر , وعكفوا على شرح متونها وهوامش المتون وهوامش هوامش المتون . وكان لابد من إغراق المسلم في دوامة من التفاصيل المظنون أنها دينية فاصطنعت ضبابا كثيفا ضلل عقل المسلم وحجب عنه الفكر القرآني الأصيل الذي يفرد الله بالقداسة وينزعها عمن سواه , سواء أكان الخليفة أم رجل الدين . وداروا في حلقات مفرغة تخلفت فيها الأمة وتجاوزتها سائر الأمم إلى أجواز الفضاء , فطار "الكفرة" - غير المسلمين- إلى القمر والمريخ , تلك شواغلهم ,لكن شواغلنا نحن المسلمين لم تغادر بعدُ قضايا الختان والزواج من الطفلة الصغيرة ,شواغلهم تصنيع الصاروخ والسيارة والدواء والكمبيوتر ,ونحن مشغولون بإرضاع الكبير وزنا القرود .
وكم من متوضئ غسل رأسه ألوف المرات , ومع ذلك لم تتح له ولو لمرة واحدة فرصة غسل عقله من الأوهام .
وإذا ما حل مثل هذا الجمود على الدين , تعطلت تعاليمه وآلت الأمور إلى بوار, الأمر الذي كان الله يبعث بأنبيائه أحدهم تلو الآخر لفك الحصار عن الدين وإعادة الحيوية إليه .
ويصف لنا " عباس العقاد" أحوال حاخامات اليهود قبيل بعثة المسيح عليه السلام فيقول: "ومن الجامدين من يفخر بعلمه بالنصوص والشرائع, ويقيس علمه بمبلغ قدرته على خلق العقبات من خلال حروفها وسطورها أو من المقابلة بين سوابقها ولواحقها , ويحدث هذا لكل "شريعة" صارت إلى أيدي الجامدين والحرفيين ... , ويتمادى الأمر حتى تصبح الاستقامة براعة في اللعب بالألفاظ وتعجيزا للجهلاء بالحيل والفتاوى , وحتى يزول الجوهر في سبيل العرض , ويزول اللباب في سبيل القشور . " عباس محمود العقاد - عبقرية المسيح - بتصرف.
وعلى الله وحده قصد السبيل .
نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصفاد في الأيدي ,وأحجار في الأفواه-أو كيف تكون محتالا بلا عن ...
- هذه هي الآيات القرآنية التي ينصب بها التيار الديني منذ الخوا ...
- فتوى: جواز قتل من دخل الكنيف ومعه دينار-لهذا وأشباهه نحذر من ...
- المؤمن المغفل في الدولة الثيوقراطية-المقال الحادي والعشرون م ...
- لم نجرؤ نحن المسلمين أن نفعل ما يفعله -(أبناء القردة والخناز ...
- رب ملوم لا ذنب له-المقال التاسع عشر
- أشكرقناة الجزيرة القطرية أن وضعت وساما على صدري- المقال الثا ...
- عفوا !هذا المقال مخصص للمغفل الذي ينكر أن اليهودي والمسيحي س ...
- في دولة الخلافة ,كان الناس هم -الحمير- التي يركبها ولي النعم ...
- الدنيا تنطق بغير لسان , فتخبر عما يكون بما قد كان -المقال ال ...
- الكهنة كالدابة الحَرُون التي تقف حين يُطلَب جريُها- الجزء ال ...
- هذا المقال لغير المغفلين- الجزء الثالث عشر من سلسلة خرافة اس ...
- قبل أن تنحر أخاك المسلم ....اقرأ هذا الكتاب- الجزء الثاني عش ...
- قبل أن تلقي زجاجة المولوتوف ....اقرأ هذا الكتاب- الجزء الحاد ...
- قبل أن تلقي زجاجة المولوتوف ....اقرأ هذا الكتاب- الجزء العاش ...
- الظمآن يقنع بيسير الماء -قبل انضمامك إلى جماعة إرهابية ....ا ...
- لاأنصح بقراءة هذا الكتاب ما دمت لا تنوي الانضمام إلى جماعة إ ...
- ( الخلافة) مجرد مصطلح تراثي - قبل انضمامك إلى جماعة إرهابية. ...
- اليد الخفية - وفصل من التآمريتكرر ويتكرر - المقال الثاني
- دور التعليم التلقيني في اعتقال العقل المسلم -الجزء الثاني


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - ارفعوا أيديكم عن إسلام بحيرى :