أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى















المزيد.....


مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 14:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (49) .

فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والفكرية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها وتماهينا فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا ليتخلق لها وجود وهى بلا وجود .
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون سبيلنا منطقنا وعقلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقنا لهذا فى أبحاث سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن منطق الله والتراث الدينى فمن باب التهذب سنقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى , فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وأعصاباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد متنوعة نمر عليها فى التراث فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت كما تفضح فى الوقت بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .

*هل يمكن من هنا أن نفهم أن الجهاد عملية غزو ونهب فقط .
يروج المسلمون أن الجهاد فى سبيل الله هو لإعلاء راية الإسلام والتوحيد وبالرغم أن هذه الرؤية شديدة الإنتهاك لحرية الإنسان فى الإعتقاد فهى تعنى قهر البشر على الإيمان بالإسلام رغماً عنهم ,فإما الإسلام أو القتل بالنسبة للكافرين أو الإسلام أو الجزية أو القتل بالنسبة لأهل الكتاب من اليهود والنصارى ولكن لنا أن نثبت بأن هذه الرؤية فاسدة ومزيفة بالرغم من بشاعتها وإنتهاكاتها لحرية الإنسان فى الفكر والعقيدة .
فالقرآن يقول ( فَمَنْ يُرِدِ الله أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِقًا حَرَجًا كَأَنَمَا يَصَعَدُ فِي السَّمَاءِ) الانعام 125- لنلاحظ أن الهداية من إرادة ورغبة الله ليشرح الصدور للإسلام كذا الضلال من إرادة الله أيضا ليجعل صدره ضيقاً لذا فلا معنى للجهاد وإجبار البشر على الإيمان ,فالأمور فى يد الله حصراً .
آية أخرى من سورة الأنعام 111 ( ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون ) لتصرح هذة الاية بأن الهداية والايمان لا يحصلان بإرسال الرسل ,ولا بإنزال الكتب من السماء ,ولا بالخوارق والمعجزات , وانما يحصلان بشيء واحد فقط هو مشيئة الله ..فإذا شاء الله هدايتهم إهتدوا وآمنوا ، واذا لم يشأ لم يهتدوا ولم يؤمنوا لنسأل هنا ما معنى وجدوى إرسال الرسل والكتب والخوارق والمعجزات وما فائدة العقل هنا ؟! بل ما معنى الإختبار الإلهى أصلاً إذا كانت الهداية والضلال فى يده حصراً , وبالتالى لا معنى للجهاد وغزو البلاد وقهر البشر على الإيمان .
آية أخرى ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) البقرة 6-7وآية سورة النساء 165 (إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ ) .
إذن الكفار لا يؤمنون سواء أنذرتهم أو لم تنذرهم أو دخلت بلادهم غازياً لتضع السيف على رقابهم وتجبرهم على الإيمان ,فالله ختم بختم الضلال على قلوبهم وسمعهم وابصارهم فلا معنى للغزو والجهاد هنا .
نكتفى بهذا القدر من الآيات التى تعلن أن الهداية والضلال فى يد الله حصراً فلا قدرة لنبى أو ملائكة أو معجزات أن تحول دون إرادة الله أو ختم القلوب بالضلال لنتوقف أمام آية سورة التوبة 29( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) فالأمور لا تستدعى أبداً القتال فلا معنى للجهاد فى سبيل الله ورفع رايات الإسلام والتوحيد ونشر الإسلام بالسيف , فالهداية والضلال من الله وتقديره وترتيبه .. ألا يعنى هذا أننا أمام رغبات فى التوسع والغزو والنهب والسبى فلا إيمان ولا يحزنون .

* ملك إيمانكم من فتياتكم المؤمنات .
فى سورة النساء25( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ ولا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِن نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَات مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .
فلنتوقف عند قوله " فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ" وهذا يعنى أن الإيمان بالإسلام لا يُحرر المرأة من السبى والإماء لتظل أَمه فى ملك اليمين .!
عندما نوجه نقداً على إبقاء الإسلام لنظام العبودية والجوارى يقال هكذا هو نظام المجتمعات الإنسانية فى هذا الزمان لنسأل ألا يُفترض فى الرسالة السماوية والشرع الإلهى وخاتم الأديان أن يتجاوز ويتحدي كل الشرائع الوَضعية المُنتهكة لحرية وكرامة الإنسان أم ننتظر سبارتاكوس ليفعلها .!
سننصرف عن هذا فمازال المعاصرون أمثال الدواعش يَسبون النساء ومازال الشرع ماثلاً ومؤيداً لهكذا نهج ولنتوقف ثانية أمام " مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ " ونقول أن إيمان المسبيات بالإسلام لم يشفع لهن أن تتحررن كما يروجون بأن الإسلام يحرر معتنقيه أو كما يُفترض أن يكون الإيمان محرراً المؤمنين من العبودية لأتصور أن هذا النهج يَصب فى رؤية : فلندعهم أماء حتى يكون للمسلم بحبوحة فى ملك اليمين .

*هل منطق الله القتال بلا سلام أم هو منطق سياسى متعطش للدماء .
( فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السّلْمِ وَأَنتُم الأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِركُمْ أَعْمَالَكم ) ما معنى هذه الآية وماذا يريد الله .. هل يريد قتال على الدوام .. وما معنى السلام لدى الله .. فهانحن الأقوى والأعلى على الأعداء لذا فلا نهاية للقتل والدم والوصول للسلم حسب رؤية الآية فيبدو أن التعامل مع السلم لا يأتى إلا فى حالة الضعف والخنوع لا رغبةً فى السلام بحد ذاته والدليل أنه طلب من المؤمنين "وإن جنحوا للسلم فإجنح لها وتوكل على الله" فالجنوح هنا عن ضعف فإذا كانت هناك قوة فهو يرفضها "فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون" إذن الجنوح فى حال الضعف فهل نحن أمام فكر سياسى لا يعنيه السلم فكل نزعاته قتال ودم أم هكذا فكر إلهى متعطش للقتال .

* القتال خير والسلام شر .
فى البقرة 216.( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنتمْ لا تَعلَمُونَ)..هنا الاله يرى القتال خير بينما نحن البشر المثقلين بالضعف والشرور والخطايا نراه شر فأى منطق هذا , فهل علينا أن نحب القتال والدم فهو خير لنا أم ننشد السلام والمحبة والوفاق ولكن الله يرى أن محبتنا للسلام شر لنا ونحن لا نعلم هذا .!

* ناموس إلهى لكل زمان أم موائمات بشرية .
فى سورة التوبة 5 أمر إلهى بقتال المشركين بعد إنسلاخ الأشهر الحرم حتى يؤمنوا ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ) لنسأل سؤالنا : هل هذا الأمر الإلهى سارى المفعول على كل زمان بإعتباره دستور إلهى ليقوم المسلمون بقتال الكفار كل عام متى إنسلخت الأشهر الحرم أم سيقول العقلاء أن هذه الآية خاصة بحدث معين وهناك فقه أسباب التنزيل الذى يقدم تفسير لكل آية والظروف المحيطة بها التى أنتجتها ,لنقول حسنا فهكذا نحن أمام نصوص بشرية لا تصلح أن تكون ناموسا لكل زمان فهى ملك ظرفها الموضوعى .. فهل هكذا وصلت المشاغبة .

* هل تؤمن بإله صاحب تاريخ دموى أم هكذا تاريخ إنسانى .
فى الكتاب المقدس كثير من الآيات الشديدة الدموية ( ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم ) ارميا 48 عدد 10- (الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك.ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي.فابتدأوا بالرجال الشيوخ الذين امام البيت )حزقيال9 عدد6 - (وحرّموا كل ما في المدينة من رجل وامرأة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف ) يشوع 6 عدد21 .
لا تقول هنا أن هكذا كان سلوك وتاريخ العبرانيين وأن الرب قام بتدوين هكذا تاريخ أو سمح به فالرب هنا هو الذى يدعو ويأمر بقتل الاطفال وشق الحوامل وليس احد آخر ليكون السؤال هل يحق للمسيحى أن يفعل هذا فى عصرنا بإعتبارها أوامر إلهية فلو صرخ المسيحيين فى وجهى وقالوا طبعا لن نفعل فلدينا العهد الجديد فحينها إما نكون أمام إله همجى أو قصص بشرية لعالم من الهمج تم إلصاقها بفكرة الإله .
المسيحيون بالفعل لا يتعبوننا كثيرا فيرون أن هذه التوصيات الإلهية لم تعد فاعلة وأنها لزمانها وحسنا يقولون هذا بالرغم أن الرب قال ( ما جئت لأنقض بل لأكمل ) كما قال المسيح (فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل) مت 5:18 .ولكن ألا يفكرون أن الإله كان صاحب همجية ووحشية فهل الإله أصابه الخلل حينها أم أدركه العقل والمحبة بعدها أم هى نصوص بشرية سخرت فكرة الإله لمطامعها ووحشيتها .
هل نقول أنه من الهراء الإيمان بإله هكذا كان ماضيه باحث عن تحطيم الأطفال وشق بطون الحوامل حتى الحمير الغلابة لم تسلم من همجيته , فهل تحترم وتقتنع بإله هكذا كان ماضيه أم تقتنع بأن كل هذه النصوص كتابات بشرية ولا إله ولا يحزنون بل همجية بعض البدو فى هذا الزمن .

* لو لم يجيب الدعاء سيفقد ألوهيته .
الله مجيب الدعاء هكذا صفة من صفاته وقدرة من قدراته فهو القائل فى القرآن ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الداعِ إِذَا دَعَانِ ) البقرة: 186 و( قَالَ رَبكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )غافر: 60 كذا القائل فى الكتاب المقدس( إِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ ) متى 7:7 ( وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا، اُطْلُبُوا تَجِدُوا، اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.) لوقا 11: 9
كون الله إله واحد أحد يتفرد بالألوهية وبالقدرة على تلبية الدعاء فقد تحدى أن يوجد إله آخر يجيب الدعاء( إِن الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَاد أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَليَستجِيبُوا لَكُم إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) الأعراف 194 – ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم ) فاطر14 (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) الأحقاف: 5 .
إذن الله مجيب الدعاء ويتفرد بهذا ويتحدى أن تجيب آلهة الوثنيين والكفار وأصحاب العقائد الضالة دعاء أتباعها ليكون لنا توقف يمكن ان نتلمسها وهى أن المؤمنين بالله لا يُجاب دعاءهم دوماً بينما أصحاب العقائد الوثنية يرون أن آلهتهم تجيب دعاءهم فكيف يكون هذا مع إدعاء الله أنه المجيب الحصرى للدعاء ويتحدى من يلجأ إلى آلهة أخرى أن يُستجاب دعاءهم .!

* من سيعبد الشمس والقمر والأصنام ستدخل معه الى نار جهنم .!
( وَيَوْمَ نَحْشُرهُمْ جَمِيعاً ثم نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وشُركَآؤكُم فَزَيَلْنَا بَينهُمْ وَقَالَ شُرَكآؤهُم ما كُنتُم إِيانَا تَعْبدُونَ) يونس : 28 ليقول الجلالين فى تفسيره : ثم نقول للذين أشركوا بالله :إلزموا مكانكم أنتم وشركاؤكم الذين كنتم تعبدونهم من دون الله حتى تنظروا ما يُفْعل بكم, فَفَرقنا بين المشركين ومعبوديهم .. فهل من يؤمن بالقمر أو الشمس أو الأصنام سيدخلهم الله نار جهنم كون الإنسان عبدهم , فما المنطق فى أن يتم عقاب جماد لا وعى له ولا إرادة لم يطلب من أحد أن يعبدهم , وما معنى وجودهم فى الجحيم , لأكتفى بهذا فالصورة شديدة السذاجة والتهافت تعلن عن عقلية تعتقد بأن الشمس والقمر موجودات مشخصنه تنافس الإله أو هى رؤية سودواية متهافتة الفكر ذات نزعة انتقامية شاذة .

* هناك رغبة ومشيئة بملأ جهنم .
فلنتوقف أمام هاتى الآيات الثلاث ( وَلَوْ شِئْنَا لأتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقولُ مِنِّي لأمْلأن جَهَنَمَ مِنَ الْجِنَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) السجدة 32: 13.( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِكَ لأملأن جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ) هود 119:11 ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) سورة ق 30. وهناك حديث لمحمد يقول : " لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قط قط .!!
سننصرف عن أن الله يضع قدمه والنار التى تقول قط قط وسننظر للآيات الثلاث التى تعهد الله أن يملأ جهنم من الجن والناس أجمعين ومخاطبته لجهنم ككيان عاقل ذو إرادة وإدارة هل إمتلأتى وكاملة العدد أم تحتاجى المزيد وقد يكون هذا سبب أنه لا يأتى كل نفس هُدَاها حتى يحقق رغبته بملأ جنهم لنسأل عن ماهية هذا الإله ولأكتفى بهذا . ولا تعليق .

*بماذا تفسر .
(الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم) يقال أنها منسوخة لفظاً وباقية حكماً ولا تعلم مامعنى هذا ومدى مصداقيته , فهل القرآن ناقص ومُحرف , وكيف أدركوا ان هذه الآية كانت بالقرآن حتى يقولوا منسوخة لفظاً وباقية حكماً , وأين مقولة أنه كتاب محفوظ , ولكننا نجد فى المقابل بالقرآن الكثير من الآيات المنسوخة مثل "لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى" فهى منسوخة حكماً باقية لفظاً فكيف تفسر هذه المعادلة, فالمنسوخ لفظاً باقى حكماً بينما الباقية لفظاً منسوخة حكماً .!

* النسيان من الشيطان .
يشير القرآن الى أن الشيطان له تأثير خطير فهو قادر ان ينسي محمد ( إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )الأنعام 6: 68 ولكن حسب القرآن ذاته فمن ينسيهم الشيطان فهم من حزب الشيطان يقول( استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون ) المجادلة58: 19... ولا تعليق .

* تكريم المرأة
يتباهى المسيحيون أن كتابهم المقدس يحترم المرأة فلا ذكر أنها نجسة وعورة وناقصة عقل ودين بل كرم الرب المرأة كالرجل .. بالرغم أن قولهم هذا بعيد عن الحقيقة ومن يفتش فى الكتاب المقدس سيجد إنتهاكات لإنسانية المرأة ولكن ما سيعنينا هى قصة كرامتها فحسب الإصحاح الثانى من سفر التكوين نجد شئ غريب لم يفطن إليه أحد وهو أن خلق المرأة جاء بعد أن خلق الله آدم ثم خلق له حيوانات البرية ليسميها ويتسلي بها ليجد فى النهاية أن الباشا آدم غير مبسوط فيخلق له حواء لتسليته , لنتوقف أمام مشهد أن خلق حواء جاء بعد خلق الحيوانات ولا عزاء لكرامة المرأة .!
تكوين 15:2 ( و اخذ الرب الاله ادم و وضعه في جنة عدن ليعملها و يحفظها ,و اوصى الرب الاله ادم قائلا من جميع شجر الجنة تاكل اكلا , و اما شجرة معرفة الخير و الشر فلا تاكل منها لانك يوم تاكل منها موتا تموت , و قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون ادم وحده فاصنع له معينا نظيره , و جبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية و كل طيور السماء فاحضرها الى آدم ليرى ماذا يدعوها و كل ما دعا به ادم ذات نفس حية فهو اسمها , فدعا ادم باسماء جميع البهائم و طيور السماء و جميع حيوانات البرية و اما لنفسه فلم يجد معينا نظيره , فاوقع الرب الاله سباتا على ادم فنام فأخذ واحدة من اضلاعه و ملأ مكانها لحما , و بنى الرب الاله الضلع التي اخذها من ادم امراة و احضرها الى ادم , فقال ادم هذه الان عظم من عظامي و لحم من لحمي هذه تدعى امراة لانها من امرء اخذت ) .

* هل تتذكر.؟!
فى سورة الكهف 51 ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُد ).. الله يقول أنه لم يشهد الإنسان خلق نفسه ولا السموات والأرض وهذا كلام منطقى ولكنه يناقض هذا القول فى الأعراف : 172 (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين) . فهو هنا أشهدنا على انفسنا في عالم الغيب و جعله حجة .
فهل أشهدنا أم لم يشهدنا وإذا كان قد أشهدنا فهل تتذكر أنك شهدت وتحملت الأمانة .. هل تتذكر هذا التعاقد قبل أن تُوجد .

* ماهذا الشذوذ النفسى .
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 15خلاصة حكم المحدث: صحيح .- ويقول المسيح ايضا : ( مَن أحب أباً أو أُماً أكثر مني فلا يستحقني . ومَن أحب ابناً أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني ) مت 10: 37 وقال أيضا : ( إن كان أحد يأتي إليَّ، ولا يُبغض أباه وأُمَّه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً ) لو 14: 26.
كيف نصنف هذه التصريحات فألا نعتبرها نرجسية وشذوذ نفسى , فالطبيعة البشرية تحب بدون أمر ولا إكراه , ولا يوجد إنسان طبيعى سيحب أحد سواء أكان نبى أو إله أكثر من أولاده فالحب القوى يلزم تواصل ومعايشة ووجود حاضر ماثل ومتحقق ومتفاعل , فكيف يأمر بأن يكون الحب للنبى أو الرسول أو الإله أكثر من الناس أجمعين .!
يتصاعد سقف النرجسية والشذوذ النفسى عندما يجعل من يحب الأب والأم أكثر منه فلا يستحقه ويزداد الشذوذ عندما يطالب ببغض الأب والأم والزوجة والأخوات حتى يستحق الإيمان ويكون أحد مريديه ولا تعليق أكثر فلن يفلح مجاز أو رمز فى تخفيف البشاعة فنحن أمام عسكرة مشروع إيمانى شاذ .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ماهية الإنسان والحياة والوجود .
- علم الله بين لعل وعسى وفليعلم
- الدين عندما يُفقد المرء محتواه الإنسانى
- سقطات إلهية أم نصوص بشرية
- تأملات فى ثقافة الإيمان السالبة
- أنا فهمت الآن .
- تأملات فى ماهية الإنسان
- إنهم يزرعون الوحشية ويمنهجون الهمجية
- تأملات فلسفية من رحم طرائفنا وسخريتنا
- أسئلة ليست حائرة إلا لمن يريد أن يحتار
- إمتحان ومشاغبة على جدران الخرافة والوهم
- يؤمنون بحثاً عن لحظة جنون وهذيان!
- هوان العقل المتأسلم-الثقافة عندما تنتهك عقولنا وانسانيتنا
- أسئلة مُحرجة-35إلى40من خمسين حجة تفند وجود الإله
- بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته .
- الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون
- خيبة !!- لماذا نحن متخلفون
- خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50
- فى القانون الطبيعى والرياضيات والنظام-نحو فهم للوجود والحياة ...
- دعوة للنقاش حول الحوار المتمدن إلى أين


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى