أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - علم الله بين لعل وعسى وفليعلم















المزيد.....

علم الله بين لعل وعسى وفليعلم


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (48) .

"الله عليم" ذلك إسم من أسماءه , وصفة من صفاته ,التى تتسم بالكلية والإطلاق أى معرفة لانهائية غير محدودة فهو علام الغيوب أى يعلم بما كان ,وما هو كائن ,وماسيكون, مُحاط عِلمه بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها ,فمعرفته كاملة لا يشوبها نقص أو غفلة أو جهل , والنصوص الدينية تستفيض بالإشادة بهذه المعرفة فنجد فى الكتاب المقدس بمتى 10:29:( أليس عصفوران يباعان بفلس.وواحد منهما لا يسقط على الارض بدون ابيكم. وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة. فلاتخافوا.انتم افضل من عصافير كثيرة ) . كذلك فى اشعياء 46:10 (مخبر منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يفعل، قائلا: رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي) فالله يعلم منذ البدء ولديه إحصاء بشعور رؤوسنا لأندهش من تلك المعرفة التى تحصى شعر رأس كل واحد منا وأستغرب من فائدة هذه المعرفة وجدواها .
النص القرآنى أكثر سخاءاً فى تأكيد معرفة وعلم الله المطلق لأندهش أيضا من توصيف المعرفة فى سورة الأنعام 59 حيث عِلم الله يشمل كل أوراق الشجر والرطب والحبوب واليابس منذ البدء وحتى يوم القيامة لتدون تلك المعرفة فى سجلات ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) .
هناك المزيد من الآيات القرآنية التى تؤكد المعرفة الإلهية المطلقة ففى الحج 70 ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) . وفى التوبة 78 ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلامُ الْغُيُوبِ ) . وفى آل عمران 29 ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ . وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ). وفى الأنعام 3 (وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ) . وفى النمل 74 (وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون ) .

إذن نحن أمام تأكيدات بمعرفة الله الكلية ومعرفته للغيب بما كان وما سيكون فلا توجد شاردة ولا واردة إلا يعلمها الله قبل البدء ليندهش المرء من هذه القدرة المعرفية الغريبة الهائلة ويندهش أكثر من جدوى هذه المعرفة فما معنى أن الله يُحصى أوراق الشجر وشعور رؤوسنا ليدون هذا فى سجلاته ولكننا سنتجاوز هذا السؤال ونتركه لمن يحب أن يتأمل فى هذه الفرضيات الخرافية , لنعتنى بأن النص الذى رسم صورة الإله الكلى المعرفة والعلم سقط كثيراً سقطات هائلة فى تصدير فكرة أنه لا يعلم فى مشاهد شديدة السذاجة وأرى سبب هذا التضارب أن الكاتب بشرى الفكر والهوى فلم يستطع أن يحافظ على فلسفة الفكرة لينزلق رغماً عنه فى تشخيصها .

فلنبدأ بالكتاب المقدس والإصحاح الثالث من سفر التكوين : ( و قال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير و الشر , والان "لعله " يمد يده و يأخذ من شجرة الحياة ايضا و يأكل و يحيا الى الابد , فأخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها , فطرد الانسان و اقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة ) لنتوقف هنا أمام قول الرب "هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير و الشر" و"الآن لعله" لتستغرب أولا من قوله قد صار كواحد منا فما المقصود بكلمة "منا" ثم نتوقف أمام كلمة "لعله " التى تعطى دلالة بعدم المعرفة .
النص الإسلامى لا يختلف عن هذه الرؤية فى خشية الإله أن يمد الإنسان يده لشجرة الخلود , فذكر شجرة الحياة فى قصة الخلق التوراتية لها صدى فى النسخة الإسلامية حيث جاء ذكرها فى سورة طه 120 ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشيطَانُ قَالَ يَا آدَم هَلْ أَدلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى )طه 120 . وقد جاء في تفسير ابن كثير معنى شجرة الخلد : هى الشجرة التي من أكل منها خلد ودام لذا عندما خالف آدم وحواء أمر الله وأكلا من شجرة الخلد أخرجهما من الجنة .!
نحن أمام فكرة طفولية بكل معنى الكلمة , فما معنى أن يتم تجسيد شجرة الخلود وهل زرعها بذات جدوى , وهل الله يتناول منها فتمنحه الخلود , ولماذا خلقها طالما هو خالد ويخشى من الإنسان أن يمد يده لها فيقلق ويعين حارس من ملائكته ومعه سيف من لهيب ليحرس الطريق لشجرة الحياة !.. كان حرياً أن لا يخلقها من الأساس بدلا أن تكون مهددة فيشاركه الإنسان فيها فيصبح خالداً ورأسه برأس الإله ومفيش حد أحسن من حد حسب تعبيرنا .. الطريف أنك لو تصورت فرضاً حسب مقتضيات هذه الأسطورة الخيالية أن الإنسان تناول من شجرة الخلود فهل يستطيع الله أن لا يجعله خالداً بعدها فلو لم يستطيع فهذا ينتقص من ألوهيته بعدم القدرة والعجز وإذا كان يقدر أن يقصف عمر الإنسان ولا يمنحه الخلود فهنا سنسأل ما معنى هذا العبث وتلك الجلبة ولكن سيعنينا من هذا المشهد أن نركز أمام كلمة "لعله " التى تعنى عدم المعرفة .

مشهد آخر من سفر التكوين الإصحاح الحادى عشر : ( وكانت الارض كلها لسانا واحدا ولغة واحدة ,وحدث في ارتحالهم شرقاً انهم وجدوا بقعة في ارض شنعار و سكنوا هناك , و قال بعضهم لبعض هلم نصنع لبنا ونشويه شياً فكان لهم اللبن مكان الحجر و كان لهم الحمر مكان الطين , وقالوا هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء و نصنع لأنفسنا اسما لئلا نتبدد على وجه كل الارض . فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما وقال الرب هوذا شعب واحد و لسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل والان لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه , هلم ننزل و نبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض ) .
أمامنا صور طريفة جديرة بالتوقف والتأمل , فالرب نزل لينظر المدينة ! - و قول الرب هوذا شعب واحد و لسان واحد لجميعهم وهذا ابتداؤهم بالعمل ! - وهلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم !! لترى أمامك تشخيص ساذج للإله فهو يراقب ويضطرب ثم يعزم على النزول والبلبة , وما المقصود بكلمة "هلم" فهى تعنى الصحبة , علاوة على تهافت الفكرة ذاتها فالله يخشى بناء برجاً يطول السماء حيث مقر إقامته ! ولكننا سنعتنى بجهل الله وقوله : "و الآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون ان يعملوه" أى انه لا يعلم ما فى نيتهم .

كما أن النص القرآنى ثرى فى تعظيم وتبجيل معرفة الله كما أوردنا فهو ثرى أيضا بالآيات التى تتناقض مع هذا الزعم وبشكل محدد وواضح ليمكن تحديد التناقض فى صور مختلفة فهو يستخدم كلمة "لِيَعْلَمَ اللهُ " ولتلاحظ التشكيل فى كل آية , وفى أحيان أخرى يستخدم كلمات تعنى الظن وعدم المعرفة والإحتمالية من خلال كلمات لعل , عسى , كيف . ربما , إما , هل .
* ليعلم الله .
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ الله بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ " لِيَعْلَمَ اللَّهُ" مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) 94:المائدة ----- لِيَعْلَمَ اللَّهُ .
- ("وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ" الَّذِينَ آمَنُوا "وَلَيَعْلَمَنَّ" الْمُنَافِقِينَ) العنكبوت 11----- وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ .
- (وإِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مثلُه وَتِلْكَ الأَيَّام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ "وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ" الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) آل عمران 140----- وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ .
- ( وَلا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كنْتمْ مُؤْمِنِينَ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْح مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ " وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ" الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ" الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ ) ----- ليعلم الله ، ليمحص الله .
- ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا " إِلاَّ لِنَــــــــعْلَم " مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوف رَّحِيمٌ ) . ----- إِلاَّ لِنَــــــــعْلَمَ .
- ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ "فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ" الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت 3 ----- فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ .
- ( فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا، ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ "لِنَعْلَمَ" أَيُّ الْحِزْبَينِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ) سورة الكهف ----- لِنَعْلَمَ أَيُّ .
- ("الآن" خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ "وَعَلِمَ أَن" فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مئَةٌ صَابِرَة يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال : 66 ----- الآن - وَعَلِمَ أَن .
فى الآيات السابقة يسعى الله للمعرفة من خلال الحدث ليدرك من يخافه ومن هم الصابرون والصادقون ومن المنافقون والكاذبون ولا عزاء لمقولة كلى المعرفة والعلم علام الغيوب فهو يريد أن يعرف ويفرق وينتظر المعرفة .

* عسى
فعلٌ ماضٍ جامد يكون للتّرجي في الأمر المحبوب ، ويكون للإشفاق في الأمر المكروه أى للتمني والرجاء والإحتمالية فأين ذهب علم الله .
- (فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ-;-وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ "عَسَى اللَّهُ" أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلا) .
- ( "عَسَىٰ-;- رَبُّكُمْ" أَنْ يَرْحَمَكُمْ ۚ-;- وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ۘ-;- وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا) .
- ( فَأُولَٰ-;-ئِكَ " عَسَى اللَّهُ" أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ-;- وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ) .
- ( قُلْ "عَسَىٰ-;-" أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ ) .
- ( أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ "عَسَى" أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) .
- (" عَسَى اللَّهُ" أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).
- ( وَآخَرُونَ اعْترَفوا بِذُنوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سيئا "عَسَى اللَّهُ" أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
- ( "عَسَى رَبُّهُ " إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا) .أريد التوقف سريعاً عند هذه الآية التى هى قول عمر بن الخطاب لنساء النبى "عسى ربه" لتصير قرآناً ولم ينتبه محمد إلى صياغتها على لسان الله بتحريرها من كلمة "عسى" .
- ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصوحًا "عَسَى رَبُكُمْ " أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيّئَاتِكُمْ وَيُدخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ-;- بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَىٰ-;- كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) .
عسى الله : أى يترجى ويحتمل وهذا يضعه فى عدم المعرفة فهو يأمل ولا يعلم ولم يتخذ قراراً .

* لعل
كلنا يعرف معنى كلمة لعل ولكن لا بأس أن نستحضر معناها من قاموس اللغة فلعل : حرف ناسخ مشبه بالفعل من أخوات إنّ ، ينصب الاسم ويرفَعُ الخبرَ ويفيد التوقُّع والترجِّي في الأمر المحبوب ، والإشفاق من المكروه أى ان "لعل" تفيد الترجى والتوقع والإشفاق من المكروه ليكون إستخدامها فى الآيات تعنى عدم علم الله فهو يأمل ويترجى ويتوقع .
- ( فقولا له قولا لينا " لعله" يتذكر أو يخشى ).
-( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ۚ-;- وَمَا يُدْرِيكَ "لَعَلَّ السَّاعَةَ" تَكُونُ قَرِيبًا ).
- ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي "لَعَلَّ الله " يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰ-;-لِكَ أَمْرًا ).
- ( اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ " لَعَلَّ " السَّاعَةَ قَرِيبٌ) .
لعل تعطى معنى الإحتمالية والترجى لتنسف فكرة علام الغيوب فهو مازال فى وضعية لعل .

* إما : مركب من " أم " المنقطعة ، و " ما " الاستفهامية .
( إنا هديناه السبيل "إما" شاكرا و"إما" كفورا) .
( وآخرون مرجون لأمر الله "إما" يعذبهم و"إما" يتوب عليهم ) .
( "إما" أن تلقي و"إما" أن نكون أول الملقين ) .
إما تعتنى بالتخيير وعدم الحسم التى ستقود لعدم وجود علم إلهى مطلق يعرف الحال فهو إما يعذبهم وإما يتوب عليهم .

* كيف: للإستفهام عن الحالة أو التعجب .
- ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنتمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكم ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) .
- ( كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
- ( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ ۚ-;-قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَىٰ-;- فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ).
- ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) .
كيف : تسأل عن الحالة والوضعية والكيفية لتعنى للمستخدم كلمة كيف أنه يجهل الحالة ويطلب المعرفة ولنجد بعض الصياغات تعنى الإستنكار والتعجب كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا فهى تسئ أيضا فالله لا يعلم ويستعجب ,فهل خالق الكون كلى العلم والمعرفة علام الغيوب يسأل ويستعجب من أفعال يُفترض أنه يعرفها سلفاً منذ الأزل قبل أن يخلقهم فأين ذهبت المعرفة الأرشيفية .

* هل: للإستفهام وطلب المعرفة وللتعجب .
- ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) .
- ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ ۚ-;-يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ-;- قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) .
- ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْملائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ-;-كَذَٰ-;-لِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰ-;-كِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) .
- ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ) .
- ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) .
- ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ) .
- ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ) .
فهل كلى المعرفة يستفهم وينتظر الإجابة ويطلب المعرفة .

* ربما : تعنى الإحتمالية والشك
- ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) .

هى كتابات بشرية تصورت الإله كلى المعرفة والعلم فالمُفترض أن يكون هكذا ليكون كياناً عظيماً مفارقاً كما تحمل فى طياتها حاجة إنسانية لوجود من يدرك غيبه الغائب عنه والذى يشكل له جهلاً وأرقاً ليتوسم هذا فى إله يترفق بغده ويستره ولكنها فكرة لم تتخلص من وعيها وإدراكها وإحاسيسها البشرية لتأتى النصوص فى عفويتها مصورة الإله كإنسان يريد أن يعرف ويستفهم ويفرز ويشك ويخمن لتفضح هذه الكتابات بشرية النص ولا عزاء للواهمين .

دمتم بخير .
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين عندما يُفقد المرء محتواه الإنسانى
- سقطات إلهية أم نصوص بشرية
- تأملات فى ثقافة الإيمان السالبة
- أنا فهمت الآن .
- تأملات فى ماهية الإنسان
- إنهم يزرعون الوحشية ويمنهجون الهمجية
- تأملات فلسفية من رحم طرائفنا وسخريتنا
- أسئلة ليست حائرة إلا لمن يريد أن يحتار
- إمتحان ومشاغبة على جدران الخرافة والوهم
- يؤمنون بحثاً عن لحظة جنون وهذيان!
- هوان العقل المتأسلم-الثقافة عندما تنتهك عقولنا وانسانيتنا
- أسئلة مُحرجة-35إلى40من خمسين حجة تفند وجود الإله
- بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته .
- الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون
- خيبة !!- لماذا نحن متخلفون
- خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50
- فى القانون الطبيعى والرياضيات والنظام-نحو فهم للوجود والحياة ...
- دعوة للنقاش حول الحوار المتمدن إلى أين
- أرجوكم إنتبهوا
- ثقافة الكراهية والعنف والطريق إلى الإرهاب .


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - علم الله بين لعل وعسى وفليعلم