أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سيمون خوري - بعد عشرين عاماً ..؟














المزيد.....

بعد عشرين عاماً ..؟


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 20:35
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لما بلغ الثمانين من العمر كتب " جيته " الأديب العالمي في يومياته العبارة التالية:
.
التغيير أو ما اصطلح على تسميته في الفلسفة الماركسية " الديالكتيك " هو ما نثق به كقانون للحياة وهو الذي يحملنا على التفاؤل بمستقبل البشر.والتغيير هو سر تقدم وتطور الإنسان .
حتى العقائد الدينية أكدت على أهمية التغيير وفي القرآن قوله " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “. وهي من " الآيات " التي تحمل روحاً مسيحانية. بيد أن التغيير دائماً يتجه نحو الأمام ، ولا يوجد تغيير نحو الماضي ، فالماضي لا رجعة له .
في العشرين عاماً الماضية حدث تغيير كبير في أولويات النضال السياسي . وانتقل اهتمام مختلف الحركات السياسية من مفهوم الثورة بمعناها الانقلابي الى مفهوم الإصلاح السياسي للنظام . خاصة في أعقاب تفكك بنية كتلة البلدان الاشتراكية.والتحولات الإقتصادية في الصين " الشيوعية ".
ويبدو لي أننا في مرحلة تجاوزت ذهنياً فكرة الثورة بمعناها الكلاسيكي القديم . لكل عصر سمته ولغته المعبرة عنه. رغم ان المفكر الايطالي " انطونيو غرا مشي " تنبأ بذلك مبكراً لكن يبدو الأن أن حصاد السنين والاتجاهات الفكرية الراهنة ، تجاوزت الى حد بعيد ذلك الإعلان القاطع المعروف في الأدبيات الإعلامية القديمة ، ان هذا العصر هو عصر انتقال البشرية من الرأسمالية الى الاشتراكية ..الخ وهكذا بعد عدة سنوات قد لا تتجاوز العشرين عاماً القادمة ، ستبدو مفاهيمنا ومعارفنا ، وحتى قناعاتنا الراهنة في نظر الأجيال القادمة أفكار صبيانية ، وربما مضحكة مثل خرافات وأساطير العقائد الفضائية .
عشرون عاماً..! وهي عبارة عن جيلين لأن سرعة تطور العلوم والتكنولوجيا الكاسح وانعكاساته على المجالات الإجتماعية والاقتصادية والحريات العامة ، تترك أثرا كبيراً في الوعي العقلاني المتزايد لدى الناس والمستند الى فكرة الحرية السياسية والديمقراطية والعلم .
لكن والاهم هو تطور دور المعلومة والفكرة ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها. وانتقال المجتمعات من عصر المعلومة المذاعة الى عصر الصورة. وعلى ما يبدو أن عالمنا الأن دخل مستوى جديد من تطور المعرفة الإنسانية . ترى هل نحن على أبواب " مجتمع معلوماتي " على رأي عدد من الباحثين اليابانيين..؟ بأن فضاءنا الكوني يتألف من ثلاثة عناصر أساسية هي " المادة، والطاقة، والمعلومات "..!؟ وبطبيعة الحال التكنولوجيا المتطورة.
خلال فترة وجودي في المستشفى مؤخراً قال أحد الأطباء المشرفين على علاجي..
" حسناً لقد جرى شحن " البطارية " الخاصة التي تزود قلبك بالطاقة وتحافظ على مستوى آداه وصلاحيتها لمدة عام كامل ، بعدها سنجرى فحصاً أخر ... أما الأن فالأمور تحت السيطرة ".
هذا جزء من التغيير الذي حققه الإنسان، بفضل العلم والمعلومة والمثابرة واحترام قيمة الإنسان. قبل سنوات لم يكن بالإمكان إجراء عمليات من هذا النوع . بل أن في عالمنا العربي، لا زال هناك من يعالج بالرقى والتعاويذ، وقراءة الفنجان ؟؟.فيما العالم انتقل الى ثقافة الصورة الحية منذ سنوات .
وبتقديري فإن امتلاك المعرفة والمعلومات واستخدامها في المنافسة الإقتصادية والسياسية وفي التكنولوجيا ستلعب دوراً حاسما في نتائج الصراع في عالم تسوده تغييرات وتبدلات عميقة تمس مختلف الأسس البنيوية للمعارف السابقة . وعلى ما يبدو من وجهة نظري ان السلطة الفعلية في المجتمعات المعاصرة، تنتقل تدريجياً الى أيدي العلماء والمفكرين وأجهزة الأتمتة ذاتية الضبط والحركة .طبعاً قد يعتبر البعض أن هذه الأفكار تجسد في جوهرها أيديولوجية الرأسمالية المنظمة ..؟
ربما..؟! لكني في الجوهر مع تعبير " هيغل " القائل : أنا هو أنا :
تعبير أنا ليس كمصطلح نرجسي بل أنا التي تجسد روح الفرد وتحافظ على إنسانيته، وستعري كل الوعي الزائف بفكرة الأحزاب والجماعات السياسية. وكافة الأشكال التي تلغي الفرد لصالح الجماعة، أو تلك المؤيدة لفكرة العنف والتعصب الديني. سيتضاءل دور العنف في مقابل الدعوة لإرساء أساس اجتماعي عقلاني لحل المشكلات الإجتماعية . ورفض المنطق الطبقي أو " الديني " في حسم الخلاف.
وفي أوربا نحن نلمس بدايات حقيقية لقبول فكرة التعايش الأيديولوجي بين مختلف التيارات السياسية ذات التوجهات المتباينة. لصالح إرساء أسس مشروعة لمستقبل مشترك بين مختلف شرائح المجتمعات الأوربية، قائم على فكرة احترام حقوق المواطن بشكل عام.
والتأكيد على العلاقة المتبادلة بين فكرة الحرية والديمقراطية، فالحرية هي نتاج للديمقراطية والديمقراطية بدورها هي نتاج لفكرة الحرية. وعلى أهمية التحرير الذاتي من أوهام الماضي والنرجسية كأساس موضوعي لتفاعل الإنسان مع المستقبل. ومن اجل عالماً متحرراًً من كافة أشكال الخوف والإكراه والقهر. فلا توجد حرية أقل أو حرية أكثر.



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار لليونان ..ورسالة للإتحاد الاوربي .
- أثينا ..صداع أوربي مزمن ؟!
- أنكرني الصباح ..؟
- معطفي الأزرق .
- صقيع ..وصمت .
- على رصيف ميناء غريب
- مياو...مياو / مياو..ووو ووو
- مريم ...ستنتظر المسيح / عند باب المدرسة في غزة ..
- عندما يفقد / الموت قيمته ..؟!
- في رثاء / الشرق الأوسط القديم .
- الإتحاد الأوربي، الي أقصى اليمين.. درُ..؟
- - حزب - الورقة البيضاء.؟
- الانتخابات الأوربية القادمة / نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية
- العراء ...؟!
- أيديولوجية - الغيتو - / والتطهير العرقي
- شعب الله - المصلوب - ؟!
- نزيف الثلج ...والمنفى .
- وليمة / للنقاط والفواصل.
- ولدت في رحم حبة - تمر - ..
- ضريح الشعب المجهول


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سيمون خوري - بعد عشرين عاماً ..؟