أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مساد - تداعي/ قصة قصيرة














المزيد.....

تداعي/ قصة قصيرة


حيدر مساد

الحوار المتمدن-العدد: 4760 - 2015 / 3 / 27 - 17:25
المحور: الادب والفن
    


تداعي
حيدر مساد/27-3-2015
عَبْرَ شرخ في جدار التاريخ المتصدع، جاء .. كنت من بين جموع بني عرب الذين احتشدوا لاستقباله عند حافة الصحراء .. بُنيَته الضخمة، وجهه العبوس، وعيناه الحمراوتان كجمرتين، وشدقاه الكبيران بشفتين غليظتين وقد شُقَّت السفلى منهما، تثيران الرعب في النفس... انشغلت الفضائيات ووسائل الإعلام الاخرى بتغطية خبر وصول المنقذ عنترة بن شداد، فيما تسابق المحللون على تفسير وتحليل أسباب وآلية قدوم هذا الفارس العربي.. سمعت أحد هؤلاء وهو من المؤرخين المشهورين، يقول في إحدى الفضائيات: "أنه وجد شقًا في جدار التاريخ، لم يستطع أحد عبوره سوى عنترة ، لكثرة ما تناهى لمسامعه من هول أصوات الإستغاثات وعويل الثكالى".. وقال محلل آخر وهو من دعاة حقوق الإنسان: "أن قدوم عنترة في هذا الوقت بالذات، جاء ليميط اللثام عن عبودية هذا العصر المغلفة برسوم ملونة للحرية، فما زال البشر يستعبد بعضهم بعضا بطرق شتى"، ثم تابع حديثه "اختلفت العبودية في شكلها عن زمن عنترة، لكن جوهرها واحد" .. وعندما تحدث المناضل ذهب تَبَنَّى الرأي القائل: " أن الأمة تحتاج قائدا شجاعًا مثل عنترة بن شداد يعيد اليها عنفوانها وانتصاراتها بعد عديد الهزائم المتوالية والمتتالية".. كم كان حماسي شديدًا، وأنا أشاهده في المؤتمر الصحفي وقد أحاط به سادة بني عرب ، أمامه كوب من "النسكافيه" يرتشف منه بين حين وآخر، وهو يرثي لحال الجبن التي تعيشها قبائلهم .. ومع الرشفة الأخيرة قال مختتما: "اليوم خمرٌ، وغدا أمر" وتوعد العدو بالويل والثبور، رافعا شارةَ النصر القادم ... كنت من الذين تطوعوا في جيش عنترة لتحرير القدس، أتى المتطوعون من كل فج عربي .. كنت في طريقي لآخذ مكاني كجندي في الجيوش التي يقودها "أبو المغلس"؛ سمعت أحاديث كثيرة عن محاولات لشراء ذمة ابن شداد من قبل سادة بني عرب لاستمالته، كلٌ إلى صفه ضد الآخر ... بذلت جهدًا مضنيًا كي يكون مكاني في الجبهة قريبا منه .. كم كان المنظر رائعا ومهيبا، عندما نظرت خلفي؛ وجدت الكتائب مصطفةٌ على كل الجبهات، وقد قَسَّمَتْ نفسها حسب مناطق قدومها؛ هذه كتائب العراق وتلك كتائب الشام وهناك كتائب مصر والسودان وأخرى من الجزيرة العربية وشاهدت الكتائب المغاربية تأخذ مكانها على الجبهة، وقد تم إحاطة العدو الغاصب من كل الجهات وإحكام الطوق عليه .. عنترة يختال على" الأبجر" –ولا أدري كيف عبر الحصان الينا أيضا- وقد تدلى من جنبه سيفه الذي ما زال في غمده وأخذ ينشد:"يا صاحبي شد حزام الأبجر=إني إذا يدنو الردى لم أضجر"، وبصوته الجهور ألقى خطبة عصماء نعى فيها زمن الجبن والجبناء، وحث فيها الجموع على الشجاعة والاستبسال في معركة التحرير.. - وددت لو أني كنت قريبا ما يكفي منه، كي أهمس في أذنه: أننا قوم لا تنقصنا الشجاعة، بل ينقصنا شيء آخر لا أعرفه- ومع ذلك امتلأتُ حماسة ملتهبة وزاد اندفاعي وشوقي لبدء المعركة من تأثير كلماته القوية .. وجَّه القائد المنقذ وجهه صوب العدو والقدس ؛ أشهر سيفه وصاح: "يا لثارات العرب"؛ رددت الجموع وراءه ثلاثا "يا لثارات العرب" فاهتزت الجبال.. انطلق على الأبجر شاهرًا سيفه، معطيا إشارة بدء التحرير: "هجوم" .. الطلقة الأولى جاءته من أمامه من العدو؛ أصابت يده؛سقط السيف.. الطلقة الثانية أصابته في مقتل من ظهره أصابته؛ أردته عن فرسه .. تبلبلت صفوفنا وتدافعت جموعنا هربًا، وكلٌّ مِنّا يطلق ساقيه للريح .. كنت من أوائل الذين وَلَّوْا الدبر ، سمعت واحدا من الذين يركضون على مقربة مني يلهث ويتمتم :
-"قبحك الله يا عبد السوء"...
أما أنا فقد كنت أفكر وأتسائل في نَفْسي، وتكاد تقطع أنفاسي تعبا :
-تُرَى من سيكون المنقذ القادم؟!.



#حيدر_مساد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصوص: اعترافات/ فنجان وحيد/ عناق
- معركة/ قصة قصيرة جدا
- تحول/ قصة قصيرة جدا
- ومضات: مغالاة/ كيد/ تأفف/ اضطراب
- تنبؤ/ قصة قصيرة جدا
- قَصٌّ على الجِدَارِ
- مساواة/ قصة قصيرة جدا
- ومضات: ذخيرة/برلماني/استسلام/ذمم/أمجاد
- ومضات: أسير/ إحباط/ بحث/ حسد
- ومضات: عورة/ إصلاح/ شعب/ حيرة
- صديق من هناك(2)/ قصة قصيرة
- صديق من هناك(1)/قصة قصيرة جدا
- وجهة نظر/ قصة قصيرة جدا
- اللعبة / قصة قصيرة جدا
- عجز / قصة قصيرة جدا
- عابرة / قصيدة نثر
- ومضات: مخدوع/ أثر/ تطرف/ إحسان
- ومضات: عشق/انعتاق/تحسس/انطواء
- حواجز/ قصة قصيرة جدا
- ومضات: صغيري/ثائر/جرعة زائدة/إخراج


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر مساد - تداعي/ قصة قصيرة