أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - الرئيس.. والأم














المزيد.....

الرئيس.. والأم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 10:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لعلّها مصادفةٌ. لكنّ الشعراءَ عارفون بأن لا مصادفةَ ثمّة تحت قبّة السماء. كلُّ مفردات الكون تتآمر، وتتآلفُ، وتتعاون من أجل حدوث كل حدث مما قد نراه مصادفاتٍ غيرَ مرتّبة. لهذا فأنا أوقن أن المؤتمر الاقتصادى بمدينة شرم الشيخ كان الوردة التى أعدّها، وأحسنَ تنسيقها المواطنُ المصرى عبدالفتاح السيسى، ليُهديها إلى أمّه وأمّنا وأم الدنيا: مصر. الأم الصابرة التى عذّبناها كثيرًا، وأبدًا ما عنّفتنا يومًا، ولا غضبت علينا، ولا حتى عاتبتنا على ما صنعنا بها حين قصّرنا بحقّها، فأهملنا التعليم والتصنيع والبحث العلمى، وجرّفنا أخضرها، ولوّثنا هواءها وأرضها، وأخفقنا فى احترام أطفالها ومعوّقيها ومُسنّيها ونسائها وحيوانها وطيرها وأشجارها وعمارتها وتراثها وآثارها، مثلما أخفقنا فى تقدير حضارتها العظيمة وتاريخها الخالد الذى احترمه كلُّ العالم، إلا أبناءها!

كانت مصرُ مُطرقةً حزينة بعدما فشل أبناؤها، على مدى عقود مضت، فى الحفاظ على إرثها الفريد الذى شيّده سلفُنا الصالح، حتى غدت درّة العالم ومهد حضارته وحاضنة الأنبياء. سقطت سقطات معلومات فى منتصف الخمسينيات الماضية، ثم فى منتصف السبعينيات، ولم تمتد يدُ أبنائها المصريين لانتشالها من الويل الذى جعل منها دولة نامية فى ذيل موكب الدول التى وثبت نحو النور والتحضر، وكانت حتى الأمس القريب تنظر إلى مصر فى إكبار وتشوّف تتعلّم منها الديمقراطية والتحضّر والترقّى والفنون الرفيعة والعمارة والأزياء والجمال.

لكن إرادة الله الطيبة شاءت أن تستردّ مصرُ مكانتها التى تليق بها، فكتب لها حاكمًا وطنيًّا جسورًا، جاء بعد ثورتين هائلتين أتيتا على الأخضر واليابس، آمن بمكانة بلاده وإمكانيات شعبها، فقرر الوثب نحو النور. واحترم العالمُ قرارَه فتوافد الملوك والرؤساء العرب والأفارقة والغربيون ليكونوا شاهدين على لحظة انطلاقها، وينالوا شرف المشاركة فيها.

كما نفعل جميعًا قبل عيد الأم، يجتمع الأبناء، ويتهامسون حول الهدية التى سيتشاركون فيها لإهدائها للأم، اجتمع الأبناءُ الكبار، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس عبدالفتاح السيسى، وجاءت الفكرة على لسان الابن الأكبر: مؤتمر عالمى لدعم الاقتصاد المصرى الذى تهالك بعد الثورة. وبدأ العملُ فورًا لتنسيق الهدية للأم الجميلة، وفُتحت أغلفتُها قبل أيام من عيد الأم، ورفعت الأمُ مصرُ رأسها من إطراقتها، وابتسمت، وملأ الفرحُ قلوب كل أبنائها فى شتى بقاع الأرض. فلا تصدقوا أن رحيل الملك السعودى عن عالمنا منع فرحته بنهضة مصر الوشيكة، فأكاد أراه يبتسمُ معنا، ويقول: طوبى لك يا مصرُ، فأنت تستحقين الفرح.

كلُّ سنة وأنت جميلةٌ يا مصرُ، رافعةُ الرأس ناهضةُ القدّ شاهقةُ الجبين. وكل سنة وكل أم مصرية تُحسن تربية أبنائها وتثقيفهم لكى يكون مستحقين شرف أن يكونوا مصريين. وكل سنة وأنت طيب أيها الزعيم الوطنى عبدالفتاح السيسى الذى أعاد لمصر مكانتها بين دول العالم. وكل سنة والطيبون من الناس طيبون.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرا ونكتفي بهذا القدر
- أمي -الملاك-... التي لم تنجبني
- شارعُنا
- هل تذكرون لوزة وتختخ؟
- مفتاحُ الحياة في يدِ مصر
- لأنها مصرُ، احتشد العالم
- قطط الشوارع
- مصرُ على بوابة الأمل
- لو كان بمصر هندوس!
- زوجة رجل مهم
- قُل: داعش، ولا تقل: ISIS
- ماذا قال السلفُ القديم
- العالمُ يفقدُ ذاكرتَه
- العالم في مواجهة داعش
- دواعشُ بلا سكين
- الذهبُ على قارعة الطريق
- آن للشيطان أن يستريح
- المرأةُ الأخطر
- حبيبي الذي جاء من سفر
- الأقباط الغزاة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فاطمة ناعوت - الرئيس.. والأم