أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزة رجب - الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة باقي الجزء الرابع .















المزيد.....

الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة باقي الجزء الرابع .


عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية

(Azza Ragab Samhod)


الحوار المتمدن-العدد: 4746 - 2015 / 3 / 12 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة ـ باقي الجزء الرابع .

أغلب الفئات التي خرجت للتغيير كانت من الشباب والشابات ورغم التعدد الكبير والتنوع
بين فئات الشباب إلا أنَّ المراحل العمرية حملت هموم مراحل بعضها فلا تكاد تتحدث مع
جيل التسعينيات عن سبب حاجته للتغيير حتى يخبرك بهموم الجيل الذي قبله وكأنها نفس المعاناة ولعل هذا من شدة التمازج ورؤية المعاناة عن قرب والتعايش اليومي الذي يعيشه
المواطن العربي بشكل خاص فإنه يصنع منه مناضلاً في الحياة و شاهداً على كل ما يمرويجري في دولته .

إنَّ غضب البوعزيزي الذي فجَّر الثورة التونسية و ألحق بها الثورات العربية كان عبارة عن انفصال نفسي عميق وغاضب تعبيرا عن حالة الإمباتيربي التي نعيشها في أوطاننا العربية بشكل خاص
بدليل أن مصر وليبيا وسوريا واليمن لحقت بتلك الصرخة المدوية ، فالفكرة لم تكن في البوعزيزي نفسه ولكنها كانت في ذلك السلوك الانفصالي عن الفصامية التي عشنا
فيها من تقمص دور الشعوب الصابرة والمكافحة والتي تقتات قوت يومها وهى تتلبس الحالة التي تفرضها الحكومات عليها من قلة الإمكانيات وقلة فرص العمل وضعف إيرادات الدولة
والتي جعلت كل شئ يتراكم ويتراكم حتى تلبس حال الحكومة والهرم السلطوي المواطن و أصبح يصدق أن هنالك عوامل تجعله يقف مكانه .

ولعل موجة التغيير فاجأت الكثيرون من حيث ظهور قيمة الحسابات الخاصة للهرم السلطوي والتي أججت مشاعر الحقد على السلطات والحكومات من كونها تقوم بحفظ جزء كبير من مخصصات ثورات شعوبها
في حسابات خاصة لها باسمها وباسم أفراد أسرها الحاكمة .
إنَّ هذا الدور الذي مارسه الهرم السلطوي على شعبه يجعل العربي يشعر أنه عاش دوراً تمثيليا في حياته و أنه غرق في مثالية الإمباتيربي الحكومي بحيث صدَّق أن كل ما يحصل له
هو نتيجة أزمات ومشاكل حقيقية حصلت في البلد لكنها مصطنعة وتخفي خلفها عشرات الحسابات الوهمية وعشرات المليارات التي من شأنها أن تساهم إلى حدٍ كبير في تحسين
فرص العمل ورفع المرتبات و إقامة مشاريع تفتح فرصا كبيرة للعمل وتحد من خط تقدم ظاهرة محدودية الدخل .
من هنا ومن طريقة حياتنا نكتشف أننا لا نعيش حياة حقيقية مع أنظمتنا العربية وليست على الأقل بتلك الشفافية التي نراها في دول الغرب ، حيث أنَّ الفساد المالي قضية كبيرة
تجعل الرئيس يمثل أمام القضاء ، وحيث أن الاختراق الأمني يعني استقالة الحكومة وحيث أنَّ الفساد الأخلاق يعني أنك لا تستحق ثقة شعبك وبالتالي عليك أن تترك مكانك
لمن هو أجدر منك و أكثر أمانة و أصدق أداء و أشد نزاهة ..ألسنا شعوبا مُسلمة ؟ مؤمنة بالله ، تعرف أن منهج الإسلام قائم على هذه المعايير دائماً
و أبداً ؟

ألم يتساءل واحد فينا مالفرق بين الحكومات الغربية والحكومات العربية ؟
ولماذا تملك تلك الحكومات القدرة والقوة على الاعتراف بأخطائها الشعبية ضد ممارساتها ؟
ولماذا يسهل على أي شخصية تقود منصباً أن تستقيل معترفة بأنها غير قادرة على أداء عملها ؟

لو كنا نتحلى بتلك القدرة على الخضوع لصوت الضد الذي يرصد ويطالب ويتابع لما كنا وصلنا لعصر الثورات التغييرية هذه .. وربما كنا في العصر الذهبي للإسلام ..
ببساطة نحن لن ننتهي من الفصامية العربية في السلطات الهرمية حتى تتغير نظرة الهرم السلطوي للشعب العربي ، وحتى يتعلم ذلك الهرم أن ينزل لمستوى
طلبات الشارع العادي ، بحيث يحقق على الأقل نوعاً من النزاهة والشفافية في التعاطي مع الأزمات فيترك عنه تصنيعها للشعب ،
ويتجه إلى تحويلها من أزمة إلى حالة تعاطي ذات نزاهة ومصداقية إن تطلبت منه حتى ترك مكانه .

إنَّ حب المنصب والتمسك به جعل ظاهرة التغيير تظهر رغماً عن السلطة وأصبح التغيير شيئاً مكروهاً منبوذا حتى من الشعب نفسه الذي قام به ، بسبب الاختراق الذي تعرض له
وتم برمجته وفق مشروع غربي ووفق أجندة غربية تريد تحويل مسار الثورات العربية لصالحها وتريد برمجتها وفق الحصول على أكبر فرص عطاء واستثمار و استفادة ، تلك الدول تعيش
في عالمنا كالطفيليات التي تتغذى على الشعوب الأخرى وتجد من قوتها وجلدها فرصة لترتع فيها بدءا من أجهزة استخباراتها وانتهاء بمفاوضاتها وضغوطاتها على دولنا .
إنَّ الشاب الذي خرج للتغيير تعرَّض لصدمة كبيرة عندما آلت الأمور لهذا الحال وصارت الثورة (دولة) يجب أن يحافظ على بقائها ، و أصبح لايمكن أن له يتراجع عن ثورته ،
وعن مبادئه والتي بالتأكيد يراها بمنظور نسبي من أنها على الأقل (صحيحة ) دون اعتبار الذات والروح والمبدأ ، فالأجندة التي اخترقت الثورات جعلت من العربي مصدوماً وليست أمامه خيارات كثيرة كي يختار أفضل الحلول له
، وتحول الموضوع من مجرد محاولة إحداث (تغيير) إلى ضرورة إحداث (فرق ومفارقة ) في المعادلة السياسية .

إن الشاب الذي يستمر في حمل سلاحه أو يستمر في الخروج للتعبير عن رفضه ..للسلطة الجديدة التي اختارها التغيير لن يعود لبيته ويرتاح وسيظل يخرج ويعبر ويتكلم ويقول طالما
لم يُفرق بعد بين الضرورات والاجتهادات ...فالضرورة دعتْ للتغيير والتغيير أنجب حكومات لنقل على الأقل نسبية إلى حدٍ ما وبالتأكيد
لن يتم تقييمها منذ أول أسبوع لها ..ولكن اجتهادنا في البحث عن صورة مثالية لتلك الحكومة لن يجعلنا نحقق المثالية ولن يشعرنا هذا بالراحة والرضا طوال عمرنا ،
لذا علينا أن نترك إمباتية الحالة المثالية التي نريدها ونحاول حصر اهتماما في تقويم إعوجاج تلك الهرميات الجديدة بحيث لا نتركها ضحية لصراع التيارات الضدية ولا نجعل منها سلطاناُ قابلاً للتمجيد ولا نمرر لها الأخطاء الفادحة ونتابع عن كثب أدائها ...
يجب أن نخلع عنا إمباتية التغيير اللا منتهٍ ..والذي لم يعطنا فرصة جيدة لتقييم أوضاعنا عن كثب ودراسة مشروع فكري قومي يجمع ويوحد الصف ـ
فالأمر أكبر من الثورة ، وتحول لصراع وجود وأصبح يتعلق بقيام دول والإطاحة بها لصنع مشروع شرق أوسطي جديد قائم
على الفوضى الخلاقة التي لن تستفيد منها أنت ولا أنا و الهرم السلطوي بل يضعنا في صدام تاريخي وثوري ووجودي بحث إلى درجة قد لا تُصدق أنه أنتج لنا أجسام غريبة كداعش ودامس وغيرها
و إلى درجة أن المشروع الغربي أستطاع تجاوز أزماته وحالات إفلاسه بفضل ربيعنا العربي و إلى درجة أن نظف من دوله الإرهاب ونقله إلينا بكل بســـاطة

ومن الممكن أن يضيع علينا كتلة كبيرة من مساحة وطن اسمه العربي ...



#عزة_رجب (هاشتاغ)       Azza_Ragab_Samhod#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الرابع
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الثالث .
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة الجزء الثاني
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .الجزء الأول .
- الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة .
- الفجاج الأرضية والسماوية .,آراء ورؤى لأول مرة تُطرح
- الله والنبي من العبادة و القدوة إلى الموروث الثقافي والديني ...
- الثابت والمتغير / الإنسان مُتغير مهما حاول الإيمان بالثوابت ...
- فلسفة التزاوج لدى فكر داعش
- التسرب العلماني التركي بمشاريع opera soap في الفكر العربي!
- دعش الفكرة والفكر بين فصامية الشكل وعقيدة المبدأ .
- التقمص الوجداني والانفعالي في شعر أسماء صقر القاسمي نص سديم ...


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزة رجب - الفصامية والديمقراطية حالة إمباتية ساحرة باقي الجزء الرابع .