أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - آلهة الأوليمب: غراميات أبولو















المزيد.....

آلهة الأوليمب: غراميات أبولو


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 10:58
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



أثناء المباراة الموسيقية بين الإله أبولو، ابن زيوس، وبين مارسياس، من جنس الستاير الذين يشبهون الماعز، والذي كان ينافسه في المهارة الموسيقية، أعجب أبولو بأحد الميوزات، اللاتي كن يحكمن المباراة. اسم الميوزية (مُزّة بالعامية)، هو ثاليا. وهي إلهة الفرح والمرح والفكاهة والاحتفالات.

الميوزات، بنات زيوس ونيموسيني، عددهن تسعة. هن ربات الفن والعلم والأدب والشعر والموسيقى والإلهام. كانت لهن معابد خاصة تحولت إلى متاحف. أخذنا منهن اسم المتحف (Museum).

علاقة أبولو بالموزية ثاليا، أنجبت الذكور "كوريبانتس". عددهم تسعة. يحلقون شعر رؤوسهم ويتركون في الوسط ما يشبه عرف الديك. يتعبدون بالرقص والموسيقى وحلقات الزار للإلهة كوبيلي، إلهة الطبيعة والخصوبة.

بينما كان أبولو يروم الفيافي والقفار، قابل فتاة جعلته يتذكر اخته التوأم أرتميس. الفتاة تهوى الصيد. قامت بمطاردة غزالة وهي تجرى على قدميها. لا تجد صعوبة في اصطياد الدببة والذئاب.

عندما رآها أبولو وهي تصارع أسدا موفور الصحة والعافية، وتلقيه على الأرض مثل جوال البطاطس، قرر أن تكون هذه الفتاة له. آدي النسوان والاّ بلاش. من منا يريد أن يعرف فتاة بهذا الشكل؟ لكن الآلهة لها مزاجها الخاص.

اسم هذه الفتاة الغير عادية هو قيريني، ابنة أحد ملوك اليونان القدماء. أنجب منها أبولو، ابنه أريستيوس. وهو الإله الذي علم الإنسان تربية النحل وزراعة شجر الزيتون واستخراج الزيت من ثمره، وصناعة الجبن، وأشياء مفيدة أخرى كثيرة.

المغامرة الغرامية التالية لأبولو، كانت مع الحورية درايوبي. وجدها ترعى الأغنام في بطن الجبل. تخفى أبولو خلف شجرة قريبة لكي يراقبها عن كثب. بالطبع دي حركات موش ولابد من شخصية محترمة مثل أبولو. لكن الحب يا أخي، وما أدراك ما الحب.

لخيبة أمل أبولو، لم يستطع الانفراد بها لوصول مجموعة من حوريات الغابات اللاتي يحببن الثرثرة ونقل الأخبار. وكما نقول بالبلدي "ما يتبلّش في بقهم فولة". إذا ظهر أبولو، أصبحت سيرته على كل لسان. فماذا يفعل؟

انتظر أبولو انصراف الحوريات، وهو على أحر من الجمر. يتقلب على نار الشوق المولعة. لكن الحوريات بقين مع درايوبي ولم ينصرفن.

الآلهة ليس لديها صبر، لا تحب الانتظار. ولماذا تنتظر؟ الصبر سلاح العجزة. لذلك قرر أن يفعل شيئا بدلا من الانتظار الممل. تخفى في صورة سلحفاء، وزحف نحو الحوريات.

الحوريات وجدن السلحفاء جميلة، فأخذن يلعبن بها ويقلبنها على ظهرها ويناغشنها بأعواد القش. السلحفاء كانت رائعة الجمال ولا نلومن الحوريات على ما يفعلن بها. ما أراده أبولو، جاء نقيضه.

قررت درايوبي الاحتفاظ بالسلحفاء. وضعتها في جيب سترتها. هنا جاءت فرصة أبولو التي يبحث عنها. تحول إلى صورة ثعبان، وأخرج رأسه من جيب السترة وبدأ يصدر أصوات فحيح.

الحوريات قلن يا فكيك. هربن وهن يصرخن بسرعة البرق. درايوبي سقطت مغشيا عليها. عندما أفاقت، وجدت نفسها بين أحضان الإله أبولو. ابنهما من هذا اللقاء هو أمفيسوس. باني المدن ومشيد المعابد العظيمة.

لكن أشهر أبناء أبولو هو ابنه أسكليبيوس، إله الطب والشفاء. وهذه هي طريقة ميلاده:

وقع أبولو في غرام كورونيس، أميرة ثيساليا، أحد أقاليم اليونان. لكن كورونيس كانت تحب أرخيس، أحد أمراء أركانيا، اقليم آخر باليونان.

بعد أن حملت كورونيس من أبولو، وقبل أن يرحل عنها لكي يستشير عرافة ديلفي، كلف غرابا أبيض اللون بمراقبتها. كل الغربان في ذلك الوقت كان لونها أبيض، وتعتبر أفضل الطيور في عمليات المراقبة والتجسس، وأعلاها صوتا.

أخبرت عرافة ديلفي أبولو أن كورونيس تخونه في تلك اللحظة مع حبيب القلب أرخيس. الغراب المكلف بالمراقبة، طار ينشر الأخبار والفضائح على الملأ بصوته الجهوري.

أحضر أبولو الغراب ووبخه قائلا: "أنت السبب. لم تقم بمراقبتها بما فيه الكفاية". ثم صب أبولو لعنته على الغراب، فتحول ريشه إلى اللون الأسود، هو وباقي جنسه.

لم يقو أبولو على قتل كورونيس بنفسه. لذلك لجأ إلى أخته أرتميس لكي تقوم بهذه المهمة. التي رحبت بهذا الطلب، فلم تكن سعيدة بولع أبولو بهذه الخائنة. سحبت أرتميس سهما واحدا من جعبتها، أنهت به هذه المهمة.

أبولو، المكتئب جدا، وضع جثمان كورونيس على المحرقة وأشعل النار. لكنه تذكر فجأة أنها كانت حاملا في طفله. الإله هيرميس كان واقفا ينتظر نقل روح كورونيس إلى العالم الآخر، تارتاروس.

بسرعة، قام هيرميس بإنقاذ الطفل الحي من جثمان كورونيس قبل أن تلتهمه النار. لكن أبولو، كره الطفل وطلب من هيرميس أن يتولى هو نشأته. إنه يذكره بخيانة أمه.

لم يمض وقت طويل قبل أن يتيقن هيرميس أنه أمام طفل غير عادي. الطفل يتذكر كل شئ منذ مولده، ويقابل الدنيا باندهاش جعله ينسى صرخته الأولى عند الولادة.

سلم هيرميس الطفل إلى القنطور كيرون، نصف حصان ونصف إنسان، لكي يقوم بتعليمه وتدريبه. أسوة بباقي أبناء الآلهة. علمه كيرون الطب والتشخيص والجراحة والتداوي بالأعشاب. وفوق هذا، دربه على فنون الصيد.

لم ينتظر الطفل أسكليبيوس كي يصل إلى سن البلوغ. بدأ في علاج كل المرضى الذين يقابلهم. بسرعة، بلغت شهرته الآفاق في شفاء المرضى ووصف الدواء الناجع لهم.

بلغت شهرة أسكليبيوس أسماع الأب أبولو. فقرر أن يختبر ابنه بنفسه. وقف أبولو أمام باب أسكليبيوس، وهو متخفي في صورة رجل عجوز، مصاب بكل الأمراض التي عرفها الإنسان، وفوق هذا، فقير دقة لا يملك شروي نقير.

أدخل أسكليبيوس المريض بيته وقام بعلاجه ووصف الدواء اللازم له، وعامله بمنتهى الرقة والحنان. أبولو المتخفي في صورة المريض، أصيب بالذهول من مهارة ابنه وأخلاقه العالية.

انتفض أبولو إلى صورته الإلهية، وقام بمدح أسكليبيوس وأخبره بمدى رضاءه وسروره لتقدم ابنه في علمه وخلقه. ثم أرسله لكي يرى عمته أثينا (مينيرفا)، التي تعرف شيئا عن أسرار الحياة والموت.

أعجبت أثينا هي الأخرى بالصبي أسكليبيوس، وأعطته وصفتين. الأولى يستطيع بها أن يحي الموتى. الوصفة الأخرى هي تركيبة سم زعاف، لا ينجو من شره أحد. قال لها أسكليبيوس: "لا يا عمتى، أنا أحتاج الوصفة الأولى. أما الثانية، فاحتفظي بها لنفسك."

البعض يقول أن إحياء الميت، ترجع إلى مهارة أسكليبيوس نفسه، لا إلى الإلهة أثينا. في كلا الحالتين، بدأ يحي أسكليبيوس الموتى ويسلب الأرواح من العالم الآخر، تارتاروس.

ذعر إله العالم الآخر هاديس. وشعر أن مملكته مهددة بالضمور والهزال. غضب غضبا شديدا وذهب للشكوى لكبير الآلهة زيوس. مدعيا أن أسكليبيوس يقوم بسرقته وتقويض ملكه.

ماذا يفعل زيوس، وهو لا يريد أن يغير من نظام الكون، وأن يكسب عداوة هاديس؟ أخذ مطرقته البرقية، وصعق بها الطبيب الشاب النجيب، أسكليبيوس فأرداه قتيلا.

علم أبولو بالأمر، فاستشاط غضبا، واندفع كالإعصار إلى جبل الأوليمب حيث مجلس الآلهة. حطم الأبواب ودخل على السيكلوبس الذين صنعوا مطرقة زيوس التي قتلت ابنه. ثم قام بقتلهم جميعا.

عندما علم زيوس بذلك، نفى أبولو إلى العالم الآخر، تارتاروس، إلى الأبد. لكن أمه، ليتو، جاءت لتتوسل إلى زيوس. وذكرته بأيام حبهما القديم. تكلمت ليتو برقة وحنان وحب، جعل قلب زيوس يلين.

قام زيوس بإلغاء العقوبة وإعادة أبولو من عالم الأموات. في نفس الوقت، أرجع أسكليبيوس إلى الحياة مرة أخرى. ونصحه بأن يكز على الشفاء والعلاج فقط، ولا يحاول تحدي الآلهة مرة أخرى.

عندما سمعت أفروديت هذه الحكاية، تملكتها الغيرة. كانت تعتبر نفسها، المفضلة عند زيوس، لكنه لم يفعل الكثير من أجلها. ملأ الحسد قلبها نحو أبولو. وكانت تتمنى له مصيبة يقع فيها.

نادت ابنها إيروس، الطفل صاحب القوس والسهام، الذي يصيب قلوب الرجال والنساء، فلا يبرأوا أو تبرأن من حمى الحب الخطرة. وأخبرته بما تبغي وتريد.

في جعبة إيروس نوعان من السهام. نوع له رأس ذهبية وذيل من ريش الحمام الأبيض. هذه هي سهام الحب والهيام. النوع الآخر، له رأس من الرصاص وذيل من ريش البوم البني. هذه هي سهام الكره والبغضاء.

ذهب إيروس بتكليف من أمه أفروديت، يبحث عن أبولو. وجده يصطاد في الجبال. فوضع في طريقه الحورية دافني، ابنة إله الأنهار بنايوس. ثم قام إيروس وهو متخفي، برشق قلب أبولو بسهم الحب. وقلب الحورية دافني بسهم الكره. أنظر هنا إلى كيد النساء، كيد أفروديت. فيا له من كيد.

عندما اقترب أبولو، أجمل الآلهة، من الحورية دافني، فرت منه هاربة وجرت بعيدا. لم يفهم لماذا تتجنبه. لكنها فرت. تبعها الإله. كانت سريعة العدو، جعلته يلهث خلفها. بالبلدي، انقطع نفسه.

جرت دافني صوب النهر واتمت فيه وهي تصرخ: "يا أبتي، أنقذني! أنقذني!". سمعها أبوها. عندما أدركها أبولو، أخذها بين ذراعيه. فوجد نفسه يحتضن شجرة. جذعها الخشن أصاب وجهه. تعجب أبولو قائلا: "لكن، لماذا تكرهينني إلى هذا الحد؟"

هنا، بدأ النسيم يداعب أوراق الشجرة. فيهمس حفيفها بجملة: "لا أدري، ش، ش، لا أدري..." لكن الشجرة، رأفت بحال المغرم صبابه، الإله الذهبي، وأعطته هدية من عندها.

طوق من أوراق الغار. الذي لم يزل يزين رؤوس الأبطال والشعراء والفائزين ببطولة الألعاب الرياضية. عندما يتساءل المهزوم، لماذا؟ يجيب حفيف أوراق الغار: "لا أدري، ش، ش، لا أدري...".



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلهة الأوليمب: أبولو
- آلهة الأوليمب: أرتميس (ديانا)
- آلهة الأوليمب: ديميتير واختطاف بيرسيفون
- آلهة الأوليمب: هاديس (بلوتو)
- ذبح 21 برئ في القرن 21
- آلهة الأوليمب: بوسيدون
- آلهة الأوليمب: أثينا (منيرفا)
- آلهة الأوليمب: هيرا، أثينا
- آلهة الأوليمب
- قصص وحكايات من الأساطير القديمة - زيوس
- قصص وحكايات من زمن جميل فات - أناس عرفتهم
- فكر الأنوار الفرنسي
- عالم الخرافات
- هؤلاء هم المرشحون لقيادة الإصلاح الديني
- كيف سقطت المسيحية في ظلمات العصور الوسطى
- العلامة أوريجانوس – كتاباته وأفكاره
- العلامة أوريجانوس، المغضوب عليه من الكنيسة المصرية
- جبتك يا عبد المعين تعين
- عصر التعقل لتوماس بين 1
- تطوّرَ المرض اللعين، والأزهر لا يفل ولا يلين


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - آلهة الأوليمب: غراميات أبولو