أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - لحسن أمقران - من -خلّصنا- من المستعمر الغاشم؟؟














المزيد.....

من -خلّصنا- من المستعمر الغاشم؟؟


لحسن أمقران

الحوار المتمدن-العدد: 4739 - 2015 / 3 / 5 - 01:06
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في محاولاتها التي لا تنتهي لتمويه وتغليط المغاربة، أضحى مكسب الاستقلال مزايدة سياسية تتراشق بها الشخصيات السياسية الحزبية التي تستميت في الدفاع عن اختياراتها المفلسة ومواقفها المهترئة وبرامجها التي لا تبرح الأوراق. ففي كل مناسبة تجمع هذه الكائنات حول مائدة واحدة، يقصف المغاربة بوابل من الأكاذيب لأبطال بلا مجد، يدّعون فيها كون إطاراتهم التي أفل نجمها بعد أن وقف المغاربة على حقيقة تاريخها ومساعيها، زيف شعاراتها وبطلان ادعاءاتها حول مكسب الاستقلال.
سياق هذا الكلام، التهافت الوضيع واللأخلاقي لبعض زعماء ونشطاء الأحزاب – أو الدكاكين السياسية المغربية – لتبني مكسب استقلال المغرب على نسبيته والاستفراد به، وادعاءاتهم كون هذا المكسب تمّ بفضل هذا الحزب أو ذاك. إنه موقف تشوبه الوقاحة ويطبعه التغليط، مما يستلزم منا نحن المغاربة التنبيه إلى خطورته وضرورة تصحيحه بغير قليل من الحزم، إنصافا لدماء الشهداء وتضحيات المقاومين الذين حرّكتهم الغيرة على الوطن، فجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، ليس طمعا في مناصب مغرب ما بعد الاستقلال التي تمّ توريثها لفئات معينة من طرف المستعمر، ولا كراسي الوظيفة العمومية، ولا بطائق المقاومة التي شابها الكثير من التزوير والتدليس فأصبحت صكوكا توزّع بغير قليل من المزاجية، مغاربة هجروا بيوتهم وأهليهم وفاء لهذه الأرض وحفظا لكرامة أبنائها سلاحهم في ذلك ايمانهم القوي بالوطن والكرامة وعدم الاستكانة.
إنه من العيب والعار أن يتجرأ الفرد، خصوصا إذا كان شابا يفترض أن يتصالح مع الواقع ويكف عن ترديد الاسطوانة، وينسب مكسب الاستقلال لحزب معين، أو لثلة من المغاربة ساعدهم "الحظ" فولجوا مدارس المستعمر الفرنسي حيث تتلمذوا وتعلموا كيف يضعون "توقيعا" على عريضة تطالب الغاصب الغاشم بالقيام ب"إصلاحات"، ويتجاهل دماء غزيرة أسيلت في جميع ربوع المغرب من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، على سهوله كما على قممه، في معارك تكبّد فيها الفرنسيون خسائر فادحة في العتاد والأرواح، أمجاد حقيقية كان يجب أن يعرضها هؤلاء في كتب التاريخ الذي يلقن للناشئة بالخط العريض، بدل الانتصار لألوان معروفة ولغايات معينة.
إن المستعمر الغاشم يدرك جيدا من وقف أمام بطشه وعنجهيته، ويعرف جيدا من قاوم من أجل الوطن بعيدا عن الأضواء والنجومية ومن "قاوم" مقاومة الخمس نجوم. إن بطولات المقاومة ومساعي التحرر الحقيقية من الغاصب الأوروبي تستوجب إعادة قراءتها بعين ناقدة ومنطق متجرد ينصف كل من صنعوا تاريخ المغرب المعاصر، ولسنا نقول ما قيل من باب الاستخفاف بأحد، خصوصا في وقت كان فيه المستعمر لا يتقن غير لغة الحديد والنار، بل ننبه إلى مغاربة قدّموا أرواحهم فداء لهذا الوطن في المغرب العميق خارج المدن وأحوازها، مغاربة لم ينصفهم التاريخ في كتاباته، ولا يذكرهم زعماء ونشطاء الأحزاب المغربية سهوا أو عمدا، مغاربة قاوموا دون أن ينتظروا جزاء ولاشكورا.
نتمنى في الأخير أن تكون الفكرة قد وصلت إلى من يحاول تنصيب نفسه مخلّص المغاربة من المستعمر الغاصب، ويباهي بأحداث تمّ تضخيمها بشكل مبالغ فيه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقارن أو تصمد أمام تضحيات وبطولات تمّت عن عفوية وتلقائية عنوانها التشبث بالأرض والإيمان بالوطن. من جهة أخرى على الدولة المغربية أن تتحلى بالشجاعة وتكشف المقاومين الحقيقيين ممن اكتووا بنار المستعمر وبعض القوى ممن لم يستحيوا من كسر شوكة إخوانهم المغاربة قبل أن يضعوا قلادة المقاومة حول أعناقهم الملطخة بدماء الأبرياء، ولهؤلاء نقول: هدّئوا من روعكم فالتاريخ يسجل.



#لحسن_أمقران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاباعمرانت: البرج العالي الذي يرميه الصغار بالحجارة
- النسب الشريف...عودة على بدء
- قانون -ألقاب التمييز- و-الأسماء الأمازيغية- أو عندما تغيّب ا ...
- الأمازيغ والكورد... معا من أجل التحرر
- حزب الميزان وتخليد السنة الأمازيغية
- الأماكنية المغربية أو الهوية الأمازيغية التي لا تبلى
- إلى رئيس الحكومة المغربية...سنة أمازيغية سعيدة
- إلى مجنون الأمازيغ
- الأمازيغية أسمى من الحياة الشخصية للأفراد ...
- رسالة الى عميد الإيركام
- نعم، نحن الأمازيغ في حاجة إلى السلاح
- إلى من يسيء إلى نساء ورجال التعليم...
- شذرات من المشروع الأمازيغي
- بين الأغلبية والمعارضة...تتيه الأمازيغية
- اللًّهُمًّ إِنًّا نًسْألك الأمن كله في وطننا...
- الأمازيغية بعد 13 سنة من تأسيس المعهد الملكي: الواقع المر وا ...
- إلى -الأمازيغ-: إنها آخر السطور...
- منع الأستاذ من التحصيل العلمي، خرق للقانون باسم المصلحة
- تدريس اللغة الأمازيغية.. فشل أم إفشال؟
- لهذا انتفضنا ضد -شبيبة حزب المصباح-


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - لحسن أمقران - من -خلّصنا- من المستعمر الغاشم؟؟