أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البكوري - القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة السابعة















المزيد.....

القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة السابعة


محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 08:08
المحور: الادب والفن
    


الاموات تنتقل مبتهجة الى مثواها الاخير ...منتشية الى دار البقاء... محتفية بمغادرتها لدار الزوال ... توارى الاجساد تحت الثرى ... تطمر تحت "البرية" ... وتحلق الارواح الى الاعالي ... تصعد الى الباري ... تغسل ،تكفن، تدفن الاجساد ...معلنة عن بداية رحلة الخلاص /التخلص من براثن هذا العالم الوغد . تفوح من الارواح الطاهرة ارقى الروائح العطرة :مسك النقاء و عنبر الصفاء... تعلن الاجساد القابعة في الدهاليزالمعتمة للقبر، حيث السواد القاتم و الارواح المحلقة في الارجاء الفسيحة للسماء ،حيث البياض الناصع، عن الحقيقة الاكثر بداهة "كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الاكرام" . يرقص الميت رقصته الاخيرة "اكرام الميت دفنه"... تنتهي مسارات الحياة العاجلة وتبدا مسارات الحياة الاجلة ...يواصل القطارسيره بخطى بطيئة كانه "فكرون " متعب ،وهي الخطى التي تشحذ ذاكرتي وتجعلها متقدة على طول الرحلة التي اضحت اكثر امتاعا بتذكر لحظات الشغب الطفولي الجميل ،خاصة اللحظات التي اتسمت بفضولنا المتنامي في معرفة الاشياء و اكتشاف الحقائق التي تميز عالم الكبار ... تزداد رغبتنا الملحة في الظفر بهذا العالم والامساك بتفاصيله الجميلة ... و لنفاجئ ونصدم حينما نسمع : ليت عالم الصغار يعود يوما ... لا مشاكل ...لا مسؤوليات ...اللعب... الضحك ...وكل الاشياء البادخة بالروعة و التي تؤثث المشاهد الحياتية التي نعيشها ... استمتعنا بالماضي ،دون ان نضرب الحساب للمستقبل الغامض ... "كنا نشدها من ما خففت ماشي من ما ثقلت " "شادين الدنيا من الزنطيط ديالها" لا نكترث الابعبارة " مدبرها حكيم " ... كانت كلمات نشيدنا على الدوام هي: "الله ينعل بو العالم ...ولي بغا يوقع يوقع ...الدينيا هانية و السما صافية ...و لي ليها ليها ربي يحضيها ..." كنت صغيرا ، احاول ان اتقن دوما لعبة الواعظ ...ارشد نفسي اولا واوجه الناس جميعا ثانيا ..." تدارك زلاتك التي تاسرك .تجاوز خطاياك التي تكبلك . تفادى ثغراتك التي تعرقلك." لكن هيهات لااحد يبالي ،كاني احاور الطرشان .لا يابه بكلامي اي مخلوق ، لايهتم بارشادي اي "بندم" . مسالة واحدة وطدت علاقتي بالاتباع و المريدين ، وهي حينما اعلنتها و باعلى صوت: الحمام موعظة كبرى ... عروة وثقى ... خوذوا العبرة ... امتحوا الحكمة من منطق "بارد وسخون ... لا نقدر على المكوث ولو لوقت قصير في البيت السخون فكيف ستحتمل جلودنا ،لحومنا ،عظامنا حمم النار التي "وقودها الناس و الحجارة " ... تسافر بي الذاكرة الى اللحظات التي كنا نقضيها في "التحميمة" ... وهي اللحظات التي تنعش في حميمية نادرة احاسيسي ،و التي اصر كلما اتيحت لي فرصة العودة الى المنبت الطيب و الاصل الرفيع"تاونات " باحياء طقوسها الضاربة في اعماق نفسي ... المتجذرة في لواعج كينونتي ... لحظات التحميمة بحمامات "حجدريان ، شنبار، الدمنة ،الاثنين ، الفيلاج... " هذا الاخير سينغرس في احشاء ذاكرتي ابد الابدين... كنا صغار ... كنا عصافير فوق السطح ... كنا كلنا "نورا" شخصية الفيلم التونسي "الحلفاويين" التي تسرق خلسة مكنونات عالم النساء العجيب ،عالم الاجساد المحتفية بانوثتها الناضجة ... حيث عبق "الغاسول" ورائحة "الصابون البلدي" ونعومة "شامبوان البيض" وروعة الجغرافية الفيزيقية التي لاتخاف منا بقدر خوفها علينا "مشي تزليقة قدام البرمة السخونة "...لا تخاف منا لاننا مجرد "سنان الحليب" ...لا نعرف للانتعاظ سبيلا... لم ينبت بعد شعر عانتنا او شعر ذاك "الفريخ" الصغير، المنبت بين فخدينا، والذي يرواغننا الكبار- ومنهم الحجام ذو المقص القاسي- عند "ختنه" :"شوف اولدي فديك الشجرة ،شوف ديك الطوير" وبمجرد رفع نظرنا الى السماء يكون مول الامانة دا امانتو" ، فقدنا عذريتنا التي مافتئنا نلهو بفحولتها... يطير الدم... يختلط بالحنة ... بعد اخذها للباروك "قوالب السكر وواحد الكاشة" ، اعلنت الام بزغردة رنانة دخولنا الى "دين الحق " والخروج من" العصر الجاهلي" ، يتم "تدويخنا" ب"حلوة الماكنا وبشكيطو" من اجل ايقاف صراخ بكاءنا او "زواكة درمضان" ... نمتطي انا وابي صهوة الجواد ذو السرج المزركش... يبدا "الباردية" باطلاق البارود من فوهة المكحلات ديالهم ...تبدا الايقاعات الصاخبة "لمول الغيطة و الطبل "على لحن "اصحاب البارود و الكاربيلة" ... تشطح "البنيتات" ...يفرح"الدراري"، يشتري الجميع حلوى العيد" السيد"،وهي حلوى ملونة تذوب في الفم واخرى معسلة دهرس سنان ... ينتقل الاطفال من "قيطون"الى قيطون " "شي واحدين كيشريو النفخات و الفرفرات ... وشي واحدات كيشريو مقابض دسلك و مرايات وماسكة حمرا كانها عكار كيخلطو ويجلطو فشنايف ديالهم... وشي واحدين كيمتعوا راسهم ببيار او لعبة رمي دمالج في قراعي دلمونادا او رمي الفلوس على الكادووات من قبيل باكية د هرنيس و باكية دكارو فارفوريت ... بزاف ديال دراري كيلعبو "سويرتي مولانا" و الكرطة ..." كان عيد الميلود فرحتنا الكبرى ... كما كان الذهاب الى الحمام بهجتنا العظمى . اتذكر يوم ذهابنا انا و "يما "الى حمام الفيلاج ... "شحال فعمرو؟" تسال مولات الخلاص يما ..."سبع سنوات "...اردد في دواخلي بغيض شديد :"و اش حنا داخلين لحمام ولا بريكاد الجدارمية ؟ماكيين غير سين و جيم ".و كانها قرات ما جال في خاطري ،لتواصل مستدركة و لتعتذر ضمنيا : "اني اسال فقط حتى يطمئن قلبي ... و على سبيل الاحتياط ...راه باين صغير... لانه قلويل وقلويل بزاف ...زيدو دخلو وبصحة و راحة..." الكلاسة الحلوفة تطلب منا ان نعطيها "الرزمة" ...الطيابة المكتنزة الجسد تعطينا "سطل واحد"... وحينما ترى اشمئزاز امي تحاول ان "تبرد الطرح" بقولها: "ليوما الاحد غير صبري معانا اختي راضية " ... لاول مرة ساكتشف اسرار و عوالم الحمام و المناسبة عشية دخولي المدرسي الاول ...غدا في الصباح الباكر ،سنجد السيد المدير واقفا بتجهم امام باب مدرسة "عبد الكريم الخطابي" المبنية بعض قاعاتها بالقصدير والقاعات الاخرى هي عبارة عن بناء مفكك ... غدا ،،وبلهفة سينتظرنا المدير حاملا في يده اليمنى "عود البري" ويده اليسرى "طيو احمر" ليفحص اجسادنا هل هي متسخة ام نظيفة ؟ ويدقق في اظافرنا هل تم تقليمها ام لا ؟ المدير يؤمن اشد الايمان بشعاره الدائم ،"التربية قبل التعليم " ، والذي مفاده :ماجدوى تعلم القراءة و الكتابة و انت مكتعرفش تكب الما فلكابنة اولبس شرط او صندالة حلومة اوسبرديلة كاوتشو خانزة طلقة الريحة او الحضور الى المدرسة "معطل" عن اداء النشيد الوطني ؟راه ماعمرو تكون منك الكوانة وما عمرك يكون منك لا زرع لا زريعة ... " رحم الله "الشعار"... و رحم الله المدير... يتبع...



#محمد_البكوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مجلس المنافسة: من النوظمة الى الحوكمة-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الساد ...
- الكوارث الطبيعية بالمغرب: من تدبير الازمات الى حكامة المخاطر
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الخام ...
- طيف
- - نصف السماء- من اجل -كل السماء-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الراب ...
- تنغير -الافرانية-
- اثداء مقدسة و اخواتها المدنسة
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الثال ...
- نقطة الفراغ
- -القامرة -التي في خاطري و -القاهرة -التي في خاطرك -المحطة ال ...
- سيدي المخفي
- -القامرة -التي في خاطري و -القاهرة- التي في خاطرك -المحطة ال ...
- انسكلوبيديا المرح السياسي بالمغرب
- كفاك سيدي الرئيس... يكفيك سيدي الرئيس
- المغرب/ فرنسا :اشتدي يا ازمة تنفرجي
- ابتسامة البياض الثالث
- سمفونية المغتربين
- سلام الله!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البكوري - القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة السابعة