أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية














المزيد.....

اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية

مروان صباح / القاعدة التى تقول إن لم تجد من تلدغه فعليك بنفسك ، والمفارقة هنا ، وما أكثرها ، بين الإنسان والحيوان ،حيث أن ، الثاني يأتي إلى هذا الكوكب محمل بسموم تكوينية والأول يستنفذ جميع طاقاته العقلية كي يكتسب بعض السموم ، وهذه ، القاعدة اللدغية تتحقق بشكل مفضوح عند أول تظاهرة شعبية ، تطالب بحق من حقوقها ، حيث ، سرعان ما ينقلب المشهد إلى أكشن بعد الهراوة أو الطلقة الأولى ، بالطبع ، من شرطي ينتمي إلى فرقة مكافحة الشغب ونسيا انتمائه للوطن ، وكأن اللحظة تكشف بدورها عن ما كان مستور ويختفي وراء جملة مصطلحات كالانتماء والوطنية والولاء ، هي ، مصطلحات باتت في الآونة الأخيرة تعج بالأوطان ، وبالرغم من هذا الضجيج المخلوط ، إلا أنها تسقط وتنفجر كالبالون الذي يحول الحراك إلى حلبة مصارعة بين الطرفين ، وليت الأمر يقف عند هذا الحد ، فقط ، بقدر ما تتحول المواجهات إلى إفراز طبقي جهول ، غير قادر التمييز بين ممتلكات الشعب وأخرى ، امتلكتها فئة بشكل غير شرعي من قوت المساكين ، وهذا ، بالتأكيد ، ما كان له أن يحصل لولا الخلل التربوي لمفاهيم الانتماء على الصعيدين البيتي والوطني ، من أين يبدأ وكيف يستمر ، وبالتالي ، هي دلالة ناضجة تشير عن الفجوة التى يعيشها الناس بين خطابات خشبية وممارسة أصحابها على الأرض من سلوك وأداء الذي يشكل شعور اغترابي يعلو على أي انتماءات خالية من الانتاج والانجاز .
يصاب المتظاهرين بحالة من الهستيرية لمجرد أنهم استشعروا لبعض الوقت بالتحكم والقوة ، لهذا ، يحرصون في حالة اللاوعي بأن تكون الخسائر مضاعفة أو بالحد الأدنى ، انزال غائلة الغضب ، كأنهم ، يريدون أن يسددوا مديونيات سابقة لم تتح لهم الفرصة تسديدها ، وبالتالي ، تستوقفني ظاهرة الانقضاض ، كلما تكرر الحدث على كل ما هو يخص بالشأن العام ، حيث ، ينهال المتظاهرين بالتكسير وإضرام النار بأي كيان يأتي أمامهم ، كأن ، تهديم المرافق هو تعبير عن نقمة إفلاسية يراد منها إصابة من استطالت أيديهم على المال العام ، أو في منطق أخر ، وهو تعبير ، لأمر ثانِ ، يقول ، لولا الاختلاسات ، لكانت المرافق العامة أفضل جودة وتطور ، وبالرغم ، من أن هناك شيء من المنطق ، لكن ، هذا المنطق لا يبرر بالمطلق ذاك الفعل الأهوج الذي ، هو في المحصلة ، ينتقم الفاعل من نفسه ، تماماً ، كما يفعل الجاهل ، فهو ، عدو نفسه ، حيث ، لا يفرق بين الفشل والنجاح وبين ما هو نافع وما هو ضار .
حتى الساعة ، يجمع الوطن الواحد بين من هو جاهل ، لكن ، حقوقه مسلوبة وبين من ، هم ، امتهروا الصعود إلى المناصب العلوية من خلال جماجم الناس ، وبين هذا وذاك ، تقف الأغلبية الصامتة تراقب جوارح الجاهل ، وأيضاً ،صاحب الضمير الغائب ، بسلوكياته ، فيُصبح المشهد أقرب إلى حفلة جنونية الداخل فيها محذوف والخارج منها مجنون ، أما الصامت ، بالتأكيد ملعون ، وليس عجيباً ، والحال هكذا ، أن تصبح الحياة مستحيلة طالما الشارع يقوده بعض المصابين بحالات التشنج ، حيث ، لا يهدأ لهم بال إلا بتحطيم معلم أو منجز ، وآخرون يسيل لعابهم ، كلما ، اشتمت أُنفهم المدربة ، لرائحة صفقة فيها رشوة .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المتجدد مقابل اليمين المتجذر
- عربدة إسرائيلية في عز الظهيرة
- اندفاع بشري على حمل الأمانة ولعنة الضمير
- الصدق طريق إلى الخير
- المباهاة بالأسلاف والانفصام من العروة
- استراتيجية الحزام الأخضر تتحقق بكفاءة
- التباس بين الفساد المالي والإداري
- العربي يحلم بحدائق بسيطة ،، لا معلقة
- تحديات أوروبية تنتهي بالاستجابة للماضي
- المحذوف والثابت
- المخدرات بأقنعة،، مهدئات نفسية
- مشاريع بحجم وطن
- كالأطفال نشكو من قلة المياه،،، رغم كثافة أمطار السماء
- حقول النفط العربية في منظور الرؤية الأمريكية
- صيدليات ما بعد الحداثة
- عمليات النصب والاحتيال
- اللاجئ بين ظلمات البحر وقهر ذوي القربى
- علاقة أوروبا بتركيا .. تحالف لن يصل إلى إتحاد
- الكهرباء والماء مسألتا حياة
- لبنان وصانعاته


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اللدغ الذاتي في حلقته الجنونية