أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - شخصية الدستور














المزيد.....

شخصية الدستور


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1319 - 2005 / 9 / 16 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تختلف شخصيات المصلحين الكبار عبر التاريخ الانساني في بعض التفاصيل الجزئية والشكلية وكذلك في وسائل تنفيذ البرامج التي يتصورونها صالحة للتطبيق العملي بحسب زمانها ومكانها ؛ اما في الجوهر الحقيقي فتكاد الاختلافات تتضاءل في المعنى وتتجمع عند المبنىوفوارق العصر الذي تبرز فيه ؛ وهكذا الدساتير فشخصياتها متقاربة متوازنة ؛ ومبادؤها المركزية لا تتباعد عن بعضها الآخر الا في خصوصيات بالغة الضئالة لاتكاد تثلم القواعد الدستورية الراسخة عبر اجيال كثيرة من الممارسات والتطبيقات والبحوث والدراسات القانونية لكبار المشرعين والفقهاء . والشخصية الدستورية المبدعة لاتخنق كيانها في محليةلاتعيش عصرها ولا تمارس حقها في التواصل مع الشخصيات الدستورية المتقاربة معها ؛ بصيغة متآلفة ودودة لاتتعالى على غيرها من دساتير الجوار بخاصة ولاتتزاحم ولا تستفز . ان شخصية الدستور هي تلك التي تتسم بالرصانة والكبرياء وفرض المهابة والاجلال على الشعب الذي صوّت للدستور اولا ؛ ثم على السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية ثانيا وعلىالقوانين والانظمة التي تصدر استنادا اليه اخيرا . و فيما عدا هذه الاسس المركزية ستكون الشخصية الدستوريةمهلهلة ؛ فضفاضة؛ مترهلة؛ مقعدة لا تستطيع ابدا ان تقف على قدمين حتى في مواجهة ابسط الظروف العادية ؛ فما بالك في الاوضاع المعقدة والصعبة حينما تحتاج سلطة الحكم الى ملجأ دستوري تلوذ به فلا تجد امامها غير تلك الشخصية البائسة الهزيلة التي حملّوها من التفاصيل والتفرعات ما اثقل كاهلها واسقطها في قبركانت جديرة به من الوهلة الاولى .... ولكن لات ساعة مندم . هنا لابد من التأكيد على قاعدة في غاية الدقة والاهمية وهي ان على من يعد مشروع الدستور ان يدرك تماما بأن لا تعديل او تغيير لفصوله ومواده وبنوده الا في حالات الضرورة القصوىالتي لامفر منها اطلاقا . لقد كان العلامة البروفيسور نوكس من كلية كنجز كولج يؤكد علينا نحن طلبة الدراسات العليا في القانون الدستوري قبل نصف قرن من الزمن ؛ ان على معدي الدساتيران يضعوا نصب اعينهم بأن ليس هناك من تعديل او تبديل بعد اقراره بالطرق المشروعة وفي هذه الحالة سيكون المعدون اكثر دقة واعمق صياغة وابعد مراجعة ليس للمباديء الاساسية بل جتى لابسط التفرعات الناشئة عنها . لأن استسهال التعديل يوقع المعدين في سلسلة من الاخطاء والافراط في البدهيات والعمومـيات التي تضيع جوهر المباديء الدستورية التي وضع هذا القانون الشــامخ من اجل ابرازها . ان رئيس الدولة والبرلمان والحكومة والقضاء وغيرها تستمد سلطاتها جميعا من هذه الشخصية السامية ؛ فما الذي يتوجب ان تكون عليه لكي تسود وتطاع ؟ فاذا كان بعض الساسة قد تصرفوا بارادتهم او خارج عن ارادتهم في ادارة شؤون البلاد والعبادبما ارتأوه من محاصصات وتوافقات ... الخ فان مثل هذه الاساليب لا تتفق مع شخصية الدستور التي هي بمثابة الاب الروحي المترفع عن مثل هذه المعايير المتدنية ؛ ذلك ان من اولى واجباته هو التوحيد لا التفريق ؛ والابتعاد عن العرقية والطائفية والاثنية والعشائرية لا تركيزها ؛ ونبذ وسيلة الابتزاز والترويع والتهديد من اية جهة صدرت لا تركها تسعى كيفما ارتأت ومتى ما شاءت . وشخصية الدستور تعتمد في مواقفها على ان الوطن للجميع وان المواطنين متساون في الحقوق والواجبات ولا شيء يعلو على سلطة القانون ؛ والعراق وحدة تاريخية وجغرافية وبشرية لاتتفتت ولا تتجزأ . بعد كل هذا وذاك لنرى كيف اعد مشروع الدستور وهل اعتمد واضعوه على هذه الاسس المحكمة عند اعداد ابوابه وفصوله ومواده ؟ وهل جعلوا شخصيته القيادية الموحدة والقانونية مادة ولغة لا تقل مكانة عن شخصيات الدساتير؛ االشرق اوسطية على اقل تقدير؟ على اية حال سوف نرى اذا انجلى الغبار ......!!



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعداد للانتخابات القادمة
- هوية العراق العربية .... رسالة عاجلة الى لجنة كتابة الدستور ...
- المرتكبون
- والنجم
- يحكى أن
- العراق والامة العربية تطبيق ومقارنة ونماذج
- اعدام المكتبة الوطنية
- اذا كان لابد من الفيدرالية
- الخلاف حتى على القسم
- اللغة العربية والكورد ــ تعقيب واجابة
- اللغة العربية والكورد
- دعاة المنابر والتطلع الى سلطة الحكم
- صدى السنين : رابطة المناضل الجريح
- حقوق المرأة ما بين السؤال والجواب
- الدستور والاستفتاء
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد ـ الخاتمة
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد( 5 ) اهمية قانون ا ...
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعداللحد 3 ـ العيب ـ
- حقوق المرأة من قبل المهد ال ما بعد اللحد 4 ـ لقطات مكبرة ـ
- الدستور وقانون الاحوال الشخصية وحقوق المرأة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - شخصية الدستور