أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - صدى السنين : رابطة المناضل الجريح














المزيد.....

صدى السنين : رابطة المناضل الجريح


خالص عزمي

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصاعد في هذه الايام حملات التبرع للمستوطنين بصيغ رسمية وشعبية كمشاركة عملية وعاطفية ودعائية للتعبير عن الشعور تجاه الرحيل الاخير عن جزء من الارض الفلسطينية ومثل هذه الحملات ليست غريبة في جوهرها ولا في شكلهاعما كان وما زال يجري منذ مؤتمر بازل وحتى اليوم ؛ لعل هذا من حق المتبرعين ومن حق المتبرع لهم اذا كان الهدف انسانيا او لتغطية بعض النفقات الضرورية للذين هم بامس الحاجة الى العون المادي شريطة ان لا يكون تغطية لعدوان على الفلسطينيين او اراضيهم او مزارعهم او سكناهم . ؛ ولكن الذي يثير السخرية ويبعث على الاشمئزاز هوذلك المعيار المزدوج المخجل و تلك المتابعة اليومية والمنع القسري لاية تبرعات تصل الى الافراد او الجمعيات او الروابط الفلسطينية مهما كان هدفها انسانيااو ثقافيا او تربويا او حتى صحيا ؛ بل ومهما كان مصدرها المصرفي صريحا و مراقبا ومشروعا. اذ الاهم عند الواقفين ضد اي نوع من التبرعات هو ان تبقى المعادلة جائرة ؛ وكفتا ميزان التبرعات الشعبية مختلة التعادل ؛ واحدة الى الاعلى وآخرى قابعة الى الاسفل عند الحد المتزمت

في ثلاثينيات القرن الماضي ترأس الحكومة العراقية الزعيم الوطني الكبير واحد قادة العراق البارزين المرحوم ياسين
الهاشمي ؛ ففتح الباب على مصراعيه لكي تغدق الاموال والبضائع وكــــــلما كان ممكننا من المساعدات الى الفلسطينيين ؛ بل زاد على ذلك فوفر لهم السلاح والعتاد ؛ وسمح للكثيرين منهم بالعمل في مؤسسات الدولة ؛ وشركات القطاع الخاص؛ ولم تستطع القوى الكبرى آنذاك ان تمنع هذه المواقف او حتى الاحتجاج عليها ؛ لا لشيء الا لانها كانت معبرة عن ارادة الشعب العراقي بصيغة لا تقبل اي نوع من التأويل او الاجتهادبحسب تقارير( انتلجنت سيرفيس ). بل اكثر من ذلك ففي عهد نوري السعيد في الخمسينات من ذات القرن كانت المنظمات والاحزاب والنقابات والجمعيات نشطة الى حد بعيد في جمع التبرعات لمختلف التجمعات والهيئات الانسانيةالفلسطينية من غير قيد او شرط ؛ فيا طالما شاهدنا الشباب العراقي وهو يحمل صناديق التبرعات لفلسطين ويجول الشوارع والمقاهي والمحلات الشعبيةايام الاعياد الدينية او الرسمية مفتخرا بقيامه بهذا الواجب المقدس وهو يضع الشارات على صدور المتبرعين الفخورين بها هم ايضا. اروي هنا واقعة حدثت في تلك السنوات الحافلة بالعطاء والمواقف الحقيقية الصادقة المعبرة عن النخوة والحمية والمروءة وكل ما في تلك المعاني الاصيلة من سخاء في الكرم والدفاع عن المرتكزات الاساسيةالثابتةتجاه القضية الفلسطينية.

لقد كانت المشاعر القومية والوطنية في العراق ابان الخمسينات من القرن الماضي في غاية التوهج والانطلاق نحوتحقبق الآمال والمطامح المشروعة التي تهدف بالاساس الى المشاركة الفعالة الايجابية مع كل من شأنه التواصل الدؤوب مع ما يعين ا ي جزء من الوطن الكبير ودونما اية حسابات في الاخذ و العطاءاو الربح والخسارة او نيل المطالب
او عدمها . ولم يكن كل ذلك صادرا عن مجرد عواطف آنيةاو مشاعر تلقائية ؛ بل كان تعبيرا مضطردا وعقلانيا محسوبا بدقة حب الوطن والتضحية من اجله. .في تلك الحقبة كنت اصدر وارأس تحرير مجلة الاسبوع ؛ وهي الصحيفة التي كان لها شأو بارزفي دنيا الصحافة والاوساط الثقافية والسياسية العراقية والعربية ؛ حينما وصلتني رسالة رسمية من الشخصية الفلسطينية المرموقة السيدة فائزة عبد المجيد من رابطة المناضل الجريح التي كا نت لها اسهاماتها المشرفة الفعالة من اجل تثبيت دعائم القدرة على مواصلة الجهاد والاستمرار في نواحي الاعمال الانسانية والاجتماعية. وازاء هذا الطلب الذي لا يردابدا ؛ عقدت اجتماعا للمحررين والكتّاب لغرض تحقيق تلك الرغبة الوطنية؛ وفي هذا الاجتماع طرحت فكرةلا اصدار عددخاص من الاسبوع عن ( اللاجئين ) ووضع نسخه كافة في صندوق للتبرع تكون حصيلته مخصصة للرابطة باشراف مباشر من السيدة فائزة عبد المجيد تعاونها في ذلك السيدة الفاضلة والمثقفة الشاعرة سلافة حجاوي. اقرت الفكرة وعهدت الى الشاعر الكبير كاظم جوادباجراء الاتصالات مع الكتاب خارج القطر ؛ وتوليت شخصيا الاتصالات مع ادباء وفناني وصحفيي العراق ؛ وكان ان صدر العدد( 19 )في 15 نيسان 1953 وقد زين الغلاف بلوحة تبرع برسمها الفنان المبدع جواد سليم خصيصا لهذه المناسبة بعنوان( الرحيل عن الوطن ) ــ مازلت محتفظا بنسخة منها لحد اليوم ــ ؛ كما اسهم كثير من الشعراء والادباء بنتاجهم منهم على سبيل المثال :ــ عيسى الناعوري ( قصيدة الذكرى السوداء) ؛ كاظم جواد ( قصيدة لاجيء ) ؛ عبد الوهاب البياتي ( قصيدة الملجأ العشرون )؛ لميس لطفي عثمان ( الشعب العربي لم يخض معركة فلسطين بعد ) ؛ خالد الشواف ( يا مصرع الليث)..... والافتتاحية ( في ذكرى الابطال ). بعد صدور العدد اجريت اتصالات مع بعض الشخصيات البارزة في ذلك العهد لمساعدة السيدة فائزة وزملائها في جمع التبرعات ؛ وكانت وزا رات المعارف والعمل والشؤون الاجتماعية والصحة وجمعيات الطيران والصحفيين ومكافحة السل اول الجهات التي تبرعت وقادت الحملة. كما قامت شركة فرج الله للمطبوعات بتوزيع اعداد المجلة في لبنان والاردن وفلسطين وسوريا ومصر .و بعد مضي ثلاثة اسابيع على صدور هذا العدد بلغت التبرعات مقدارا جديرا بالاكبار ووالاحترام ؛ معززا برسائل من مختلف الجهات العربية ترحب بهذا الموقف وتدعو آخرين الى السير على نهجه لانه الطريق الصائب و العملي الحقيقي . وكم من اشراقات الماضي يمكننا ان نأخذ الحكم والعبر لنغذ السير نحو الهدف الاسمى



#خالص_عزمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة ما بين السؤال والجواب
- الدستور والاستفتاء
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد ـ الخاتمة
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد( 5 ) اهمية قانون ا ...
- حقوق المرأة من قبل المهد الى ما بعداللحد 3 ـ العيب ـ
- حقوق المرأة من قبل المهد ال ما بعد اللحد 4 ـ لقطات مكبرة ـ
- الدستور وقانون الاحوال الشخصية وحقوق المرأة
- حق المرأة من قبل المهد الى ما بعد اللحد ـ 2ـ
- حق المرأة في المساواة من قبل المهد والى ما بعد اللحد
- تحالفات قوى وتيارات اليسار والديمقراطية في العراق في المرحلة ...
- العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية


المزيد.....




- الحرس الثوري يكشف بماذا استهدف إسرائيل بأول هجوم بعد الضربة ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصاروخ -خيبر شكن- لأول مرة.. ماذا نعلم ...
- هل تنهي الضربة الأمريكية على المواقع الإيرانية الصراع أم تُط ...
- صباح ليس كغيره.. أمريكا تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وطه ...
- بالصور.. هكذا تابع ترامب مجريات تنفيذ الضربات الجوية منشآت ف ...
- حقائق عن قاذفات -الشبح- الأمريكية بي-2 بقنابل خارقة للتحصينا ...
- -مؤسسة غزة الإنسانية- تؤكد حاجة سكان القطاع -إلى مزيد من الم ...
- الاستهداف الأميركي لإيران وعامل الحسم في العلاقات الدولية
- الإفراج عن محمود خليل بأميركا.. المعركة مستمرة
- خبير عسكري: الضربة الإيرانية تؤكد أن إسرائيل لا تزال ضمن الا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالص عزمي - صدى السنين : رابطة المناضل الجريح