أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليمن على شفير الصوملة















المزيد.....

اليمن على شفير الصوملة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 4722 - 2015 / 2 / 16 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد اليمن سعيدا منذ زمن طويل فالصراعات الداخلية تمزقه سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا والحرب الأهلية بخلفية دينية تطفو على السطح والصراع بين شمال اليمن وجنوبه يتجدد مؤديا فى النهاية الى مآل أقرب الى الصوملة وفشل الدولة اليمنية.
السؤال هل يتحول اليمن الى حلبة صراع بين الحوثيين والقاعدة وبين إيران والسعودية؟، وقتها لن تبقى اليمن بهويتها ولا حدودها التى درسناها فى كتب التاريخ، فمنذ إنطلق الحوثيون من مكمنهم بمنطقة صعدة فى سلسلة من الحروب ضد نظام "على عبدالله صالح" فى الأعوام من (2004 – 2010) والتى ساعدتهم فى تكديس الأسلحة وتراكم الخبرات وتحقيق القدرة على التمدد جنوبا، و إستغلالهم الأوضاع الإقتصادية المتردية خاصة بعد قرار حكومة عبد ربه منصور برفع الدعم بنسبة 50% على المنتجات النفطية فى يوليو الماضى فجاء قرار الحوثيون برفض ذلك القرار وألحقوه بطلب حل الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطنى "التى أعلنوا رفضها سلفا" معلنين الحديث باسم الشعب اليمنى كافة مهددين بالزحف على العاصمة ومستهدفين فى تحركهم الجماعات السلفية وحركة الإخوان المسلمين والمحسوبين عليهم من حزب "التجمع اليمنى للإصلاح" وذلك إبتداءا من المناطق التى تحت ايديهم فى صعدة ودماج وأرحب واستهداف القيادات القبلية المناصرة لهذا الحزب معتمدين فى ذلك على التحالف مع حزب الرئيس المخلوع "على عبد الله صالح" (الذى كان بقاؤه حرا فى اليمن خطيئة كبرى) وهو حزب "المؤتمر الشعبى" وعلى الدعم الإيرانى المعلن وذلك فى ظل حكومة هشة وضعيفة بعد الثورة قدمت تنازلات متتالية لحركة أنصار الله بينما تقف الدول الخليجية بقيادة السعودية فى مواجهة هذا المد بالأقوال أكثر منه بالأفعال، بعد صراع إمتد لعقود شاركت فيه القوات السعودية سابقا على حدودها الجنوبية مع الحوثيون (مغيّرة دورها السابق فى دعم زيود اليمن من بيت "حميد الدين" فى ستينات القرن الماضى ضد نظام يوليو وعبدالناصر)، لقد تخطى طموح الحوثيين وجودهم فى جيب آمن بصعدة أو مجرد ميناء بحرى يطل على البحر الأحمر أو الإلتزام بالمبادرة الخليجية بل صار مطمحهم الإستيلاء على كامل اليمن.
لقد هيمن الأئمة الزيديون على حكم اليمن لمدة 1000 عام حتى قيام الثورة اليمنية فى 26 سبتمبر 1962 وبعدها إستمر رؤساء الجمهورية المتتابعين جميعا من المذهب الزيدى بمعنى أن ما حدث كان مجرد تغيير فى نوعية الحكم من ملكى وراثى الى جمهورى دون تغيير يذكر متكئا هذا النظام فى حكمه على سند قبائلى نافذ بينما ألأغلبية ذات المذهب الشافعى بقوا على تشتتهم واختلاف إنتمائهم السياسى مخترقين من الأفكار الوهابية والقطبية والافكار السلفية عموما، وانتهى ذلك بالطبع الى استشراء تنظيم القاعدة والفكر السلفى الجهادى فى مواجهة النظام الشيوعى فى الجنوب "جيش عدن – أبين" والسلفية الجهادية، حدث هذا من قبل فى بداية القرن العشرين حيث تمكن الإمام "يحى حميد الدين" من هزيمة الدولة العامرية الشافعية فى الشمال بعد حربه الشرسة ضد الوجود العثمانى واستطاع حكم اليمن منفردا ( وحدث أيضا فى سلطنة عمان من خلال سيطرة الإباضيون "وهم أقلية" على الحكم وفى البحرين والعراق أيضا حيث تسيطر الأقليات السنية على الحكم منذ قرون) وبناء الدولة المتوكلية اليمنية فى الشمال بينما إستعصت عليه مناطق الجنوب لمقاومة القبائل وبالأخص قبيلة "يافع"، واستمر الجنوب محكوما بعدد من السلاطين فى لحج والمكلا وحضرموت حتى إنقضاض بريطانيا العظمى عليه واحتلالها لجنوب اليمن، مع الإشارة الى أن زيود الماضى يختلفون كثيرا عن الحركة الزيدية الحديثة التى أنشأها الأب "بدر الدين الحوثى" فى صعدة بعد زيارته الى ايران وأبناؤه لمدة 10 سنوات وتحويله المذهب الزيدى " أقرب مذاهب الشيعة الى السنّة" الى المذهب الجعفرى الإثنى عشرى وتحويله "الشباب المؤمن" الى "أنصار الله" على غرار حزب الله فى لبنان.
يشبه سيناريو الثورة اليمنية فى 2011 تلك الثورات التى حدت فى سوريا وليبيا "المتزامنة فى نفس التوقيت تقريبا" ضد أنظمة إستبداية ديكتاتورية ببداية سلمية تحمل مطالب بالتغيير والديموقراطية ولكن تلك الثورات الشبابية السلمية ووجهت بردود فعل عنيفة من تلك الأنظمة الشائخة المتمسكة بالسلطة وتعمل على توريثها مع تصاعد المقاومة ضدها، ومالبث أن بدأت مجموعة من الإنشقاقات فى جهاز الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة "عبد الفتاح يونس فى ليبيا وعلى محسن الأحمر فى اليمن ورياض الاسعد فى سوريا" وانضمامها الى الثورة، وانتقل الصراع الى حرب مسلحة بين الثوار وبين تلك الأنظمة مما سمح بدخول مخابرات أجنبية وقوى راديكالية دينية على الخط وتنامى منظمات جهادية مسلحة تسعى لأسلمة المجتمع بالقوة وإقامة نظام الخلافة، وعكس ما حدث فى ليبيا من تدخل الغرب الإستعمارى وحلف الناتو المباشر ضد نظام القذافى فقد جاء التدخل فى اليمن بالوكالة عن طريق دول الخليج وتمكين عبدالله صالح من الخروج الآمن واستبداله بنائبه منصور هادى، بينما بقيت أصابعه التى زرعها فى الجيش والشرطة وأجهزة الدولة جميعا وحلفه القبلى تعمل بقوة فى الواقع اليمنى ويلعب الآن ورقته الأخيرة بالتحالف مع جماعة الحوثيين "غريمه التقليدى" كوسيلة لإستعادة نظامه البائد.
الولايات المتحدة والبنتاجون تتوهم أنه بتغاطيها عن تقدم الحوثيين وتمددهم على الرقعة اليمنية قد تكون فرصة مواتية للتصدى لخطر القاعدة فليس بالضربات الجوية واستخدام الطائرات بدون طياروحدها يمكن القضاء عليهم بينما لا تريد التورط فى تدخل برى تعلم عواقبه، لذا فإن استخدام بديل محلى يحارب بدلا منها على الأرض بالوكالة يمكن أن يكون فاعلا فى التصدى لهذا الخطر، وتغمض أمريكا أعينها عن شحنات الأسلحة الإيرانية التى يتم إنزالها بشكل يومى فى موانئ اليمن، ويعلن أوباما أنه لم يثبت له حتى الآن أدلة ملموسة على التعاون بين الحوثيين وإيران، ولكن ما يحدث بالفعل أنه مع تقدم الحوثيين يحدث مزيد من الإلتفاف وتوفير حاضنة قبلية لتنظيم القاعدة بوصفه الوحيد القادر على وقف التمدد الحوثى وسيطرته على اليمن ككل، حيث تصبح القاعدة فى الجنوب حاضنة للمقهورين من أبناء القبائل المستهدف مناطقهم بالتوسع الحوثى وهكذا تصبح الحرب على القاعدة والإرهاب نبوءة تحقق نفسها ومفرخة متجددة لتوالد قوى إرهابية جديدة فى حلقة مفرغة نحو مزيد من القتل والتدمير "تلعب فيه السعودية وايران وقطر وأمريكا دورا مهما" إنتهاءا بالقضاء على اليمن وتحويله الى صومال جديد تحقق فيه إيران هدفا أصيلا بالسيطرة على مضيق باب المندب الى جوار سيطرتها الفعلية على مضيق هرمز لعمل كماشة تستطيع من خلالها التحكم فى طرق التجارة العالمية وخاصة مرور نفط الخليج ويمكنّها من خنق قناة السويس وتشكيل ورقة ضغط قوية فى مفاواضاتها حول الملف النووى.
أفرزت أزمة سيطرة الحوثيين على صنعاء وانهيار المسار الإنتقالى الذى رسمته المبادرة الخليجية الى تنامى مطالب إنفصال الجنوب ودفعت السعودية ببعض القيادات الجنوبية المتواجدة على أرضها مما يسمى بحزب "رابطة أبناء الجنوب اليمنى الحر" وأمينه العام "محسن بن فريد" الى العودة للجنوب سريعا وسارعت بارسال صناديق من الأموال والأسلحة للقبائل هناك، كذلك عاد الى الجنوب "على سالم البيض" و "على ناصر محمد" قيادات الحزب الإشتراكى، ولكن الفكرة الإشتراكية فقدت الكير من بريقها وزخمها فى اليمن منذ عقود والأحزاب اليسارية والقومية أضعف حالا بكثير مما كانت عليه فى السابق وقد أخلت مواقعها لسيطرة أفكار اسلامية متشددة وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وكما تعلمنا ان التاريخ لا يعيد نفسه فالوحد اليمنية التى فرضتها ظروف إنهيار الاتحاد السوفييتى وانكشاف ظهر الحزب الاشتراكى فى الجنوب بعد توقف الدعم المادى والمعنوى له من المنظومة الإشتراكية ونمو وصعود التيارات السلفية الجهادية فى الجنوب، وفى الشمال كانت أزمة على صالح وحزبه فى مواجهة التجمع اليمنى للإصلاح محفزا للإسرع بالوحدة التى سرعان ما آلت الى حرب شرسة إستطاع الشمال الإنتصار فيها وفرض شروطه، لكن الأحوال تغيرت كثيرا وانفصال الجنوب الآن سيقدمه لقمة سائغة الى القاعدة وحلفائها.
الوضع الإقتصادى فى اليمن يدفع نحو المزيد من التفكك والحرب الأهلية، فمعظم ميزانيته ورواتب الموظفين والجنود تأتى من دول الخليج ومن السعودية تحديدا، ومع توقف صادرات اليمن من النفط تقريبا بسبب احتدام الصراع واعلان دول الخليج وقف مساعدتها الاقتصادية حتى ينسحب الحوثيين من صنعاء، يتواكب ذلك مع ضعف الموارد الخليجية بانهيار أسعار البترول مما يدفع اليمن سريعا للإنهيار، إن وضع اليمن البلد الأشد فقرا فى المنطقة يبدو هو الأسوأ بينما يتغافل العالم عن أزمته الطاحنة ويكتفى بإصدار بيانات إدانة وشجب "فى الوقت الذى تلعب فيه أصابع مخابرات وتنظيمات دولية وتغوص فى الأعماق"، ومما لاشك فيه أن محاولة الحوثيون إلتهام كامل الكعكة اليمنية هومن الصعوبة بحيث لا يتسع فمهم على اذدرادها ناهيك عن قدرتهم على هضمها وطموحاتهم وايران أصعب من إمكانية تحقيقها، إن كرة اللهب تتدحرج بشدة فى اليمن نحو مصير الدولة الفاشلة والحرب الأهلية والصوملة.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الراسمالية المتوحشة.. وما بعد العولمة
- دولة الرفاه الإجتماعى
- حول 18 شهرا من حكم المجلس العسكرى
- تجاهل إضراب الحديد والصلب..جريمة
- الحركات اليسارية فى الخليج العربى
- ذكر ما جرى ل-ألان جريش- فى القاهرة
- هل تكون حلب بوابة الخروج من الأزمة فى سوريا
- صفقة -أوراسكوم- تكشف عمق علاقة النظام برجال الأعمال
- الحراك الثورى وإنسداد الأفق
- كوبانى وحزب العمال الكردستانى pkk--
- الصين..الإنتقال السلمى للرأسمالية
- ذكريات الهزيمة وعبد الناصر
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع..الآفاق (الأخيرة)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (4)
- اليسار المصرى ..الجذور..الواقع الآفاق (3)
- اليسار المصرى..الجذور..الواقع..الآفاق (2)
- جذور اليسار المصرى وواقعه وآفاقه (1)
- ملاحظات سريعة حول مسودة مشروع قانون العمل الجديد
- الحوثيون ..المزج بين الزيدية والإثنى عشرية
- إدارة التوحش ..دليل عمل القاعدة وداعش لدولة الخلافة


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - اليمن على شفير الصوملة