أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - الجخ اصغر من ان يهين الشعب الفلسطيني ولغته!














المزيد.....

الجخ اصغر من ان يهين الشعب الفلسطيني ولغته!


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 21:42
المحور: الادب والفن
    



يبدو انني لا انتمي الى طبقة المثقفين في العالم العربي، اذا ما قورنت الثقافة بمعرفة المدعو "الشاعر المصري هشام الجخ" الذي اعترف، وبكل ما املكه من ثقافة، بأنني لم اسمع عنه إلا حين اثيرت زيارته المرتقبة الى إسرائيل، للمشاركة في امسيات شعرية، مدفوعة الثمن، لا اعرف أصلا من نظمها، ولا أريد ان أعرف كما لا يهمني ان كنت اعرف هذا الجخ او اجهله.
وكان يمكن لهذا الموضوع ان يتجاوزني كنسمة عابرة لولا ما قرأته من تصريح له يدافع فيه عن خروجه على الاجماع القومي المصري والعربي للمثقفين على مقاومة التطبيع مع اسرائيل، بقوله "إن الفلسطينيين في الداخل نسوا اللغة العربية أصلاً، ولا يؤمنون بالقومية العربية وأنا متوجّه لتعريفهم بلغتهم التي نسوها وباتت العبرية لغة الأساس عندهم"، حسب ما نشره الباحث والناشط الفلسطيني د. عبدالله البياري الذي تواصل مع الجخ عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، وحاوره حول زيارته الى إسرائيل.
يمكن للجخ ان يكون شاعرا مصريا وعربيا عظيما، لا اعرف، لكنه كما وقفت عليه خلال البحث عن اسمه في الشبكة الالكترونية بعد انتشار القضية، شاعر ينشد اشعاره باللغة العامية المصرية، ولم يصدر له أي ديوان شعري (حسب جوجل). ومن هنا كما يبدو لم اتشرف بمعرفة هذا الجخ الذي يبدو لي ان شهرته محدودة، وكما يبدو ثقافته، لأنه لا يعرف من هو الشعب الفلسطيني وقتاله من اجل ترسيخ لغته وحضارته، والا لما كان قد جاء بهذا التصريح الذي لا يختلف في وقاحته عن وقاحة اسرائيل في محاربتها للغتنا ووجودنا. ويمكنني ان اقول له، وبكل ثقة، وبكل فخر بشعبي الفلسطيني، على امتداد هذه الأرض، ان هذا الشعب قاوم اشرس محاولات الامبريالية والصهيونية والرجعية لانتزاع، ليس لغته وحضارته فحسب، بل حتى وجوده على هذه الأرض، في الوقت الذي وقفت فيه مصر، البلد الذي يأتي الجخ لتمثيله مطبعا، الى جانب وليدة الصهيونية اسرائيل، وتخلت عن الاجماع العربي كله بعد حرب اكتوبر 73، في سبيل عقد اتفاق "سلام" اكثر هشاشة من بيت العنكبوت، مع هذا النظام، على اكتاف الفلسطينيين وقضيتهم، وعلى رأسها القدس الشريف.
نعم، لقد تعلمنا اللغة العبرية، ومنا من تعلم اللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية والروسية، والكثير من لغات الحضارات الأخرى، لأننا شعب نبحث عن الثقافة ونجيد محاورة الآخر بلغته، ومقارعة العدو بلغته وادعاءاته.. وليس عيبا علينا اننا نتحدث اللغة العبرية او غيرها، فهي لغة رسمية في البلد الذي فرض علينا بفعل المؤامرة العربية على فلسطين، والتي كان لمصر دور فيها.. لكنه يكفينا فخرا اننا حافظنا على لغتنا وحضارتنا ووجودنا، ونفرض على هذه الدولة الاعتراف بلغتنا ووجودنا، وبالتأكيد لسنا بحاجة الى الجخ او امثاله كي يذكروننا بلغتنا او يعلمونها لنا.. ولا حتى في مجال القصيدة العامية التي كان لشعراء فلسطين الفضل في ترسيخها في منطقة الشام.
واما من حيث القومية، فاذا كان هناك ما يشرف القومية العربية فهو وجود القومية الفلسطينية التي تدافع عما تبقى من ارض فلسطين المقدسة، وعن القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ويكفي القومية العربية من المحيط الى الخليج، انها ارتفعت وسمت باسماء محمود درويش وابراهيم طوقان وسميح القاسم واميل حبيبي وغسان كنفاني وتوفيق زياد وغيرهم من كبار المثقفين ورواد القومية الفلسطينية، الذين نفخر بتلاحمهم مع كبار القوميين العرب، والذين من المؤكد ان الجخ لا يزال أصغر من أن يحتسب عليهم.
مفاخرة الجخ بأنه سيدخل الى الناصرة بدون ختم جواز سفره في اسرائيل، لا يبرر له ولا لغيره خرق الاجماع على رفض التطبيع مع إسرائيل. صحيح اننا نريد كعرب فلسطينيين هنا على هذه الأرض تطبيع علاقاتنا مع العالم العربي، ومع رجال الثقافة العربية، لكننا نرفض ابدا المساهمة في خرق الاجماع الحالي وان تكون اسرائيل عرابة لتحقيق هذا التطبيع .. عندما تتحرر فلسطين سنرحب، كما رحب شعبنا قبل النكبة، بعمالقة الفكر والثقافة العربية على أرضها.. ومن يعرف قد يكون الجخ في حينه قد وصل الى مرتبة هؤلاء..
حاليا، لا ارى فيه الا صورة اخرى من صور المطبعين الذين ارسلهم السادات ومبارك الى هنا، فعادوا الى مصر منبوذين.. ومصير الجخ لن يختلف عنهم، ولا اهلا ولا سهلا به على ارض فلسطين.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاك
- والآن جاء دور الكوفية!
- أجئنا نودعك أم قمت لوداعنا
- وترجل الفارس الأخير.. أما رايته فتبقى عالية خفاقة
- أي الحروف نبض بها قلبك هنا؟
- عجرفة حنين و-بعبع- جمال وابراهيم!
- الشجرة تحتضن ابو عرب
- ما وراء المقاطعة الصبيانية من قبل النواب العرب لمناقشة اقترا ...
- آخاب وايزابيل ونابوت العصر
- عساف يرسم الفرح في رام الله
- لماذا لا تكون امريكا هي التي استخدمت السلاح الكيماوي في سوري ...
- في وداع المناضل الوطني نمر مرقص - كلمات قليلة في رجل شامخ
- إنتفض..
- العودة حق والتنازل باطل
- النكبة – المحرقة والتثقيف الصهيوني لطلابنا في شبكة عمال
- وللوقاحة، أيضا، حدود!!
- ختان الأنثى - في النقب تقليد مستورد يرفضه المجتمع
- بين روحي وروحك، فراشة..!
- الحاجة فولا (فيليتسيا لانغر) تستحق من شعبنا الفلسطيني اكثر م ...
- بين هنا.. وهناك (بحث عن الذات)


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - الجخ اصغر من ان يهين الشعب الفلسطيني ولغته!