شاهينيات (78) (1002) يهوة يعترف بأن الشعوب التي سيبيدها أمام بني اسرائيل شعوب عظيمة .

محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)

الحوار المتمدن-العدد: 4712 - 2015 / 2 / 6 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

شاهينيات (78)
(1002) يهوة يعترف بأن الشعوب التي سيبيدها أمام بني اسرائيل شعوب عظيمة .
* موسى يكرر شرح تعاليم يهوة للجيل الجديد من الإسرائيليين .
تثنية (7)
واضح من عنون السفر ( التثنية ) أنه يقصد به إعادة وصايا يهوة إلى موسى وإسرائيل للمرة الثانية على الجيل الجديد من بني اسرائيل الذي لم يسمع بالوصايا كما يبدو من ذويه قبل رحيلهم, لذلك سأورد فقرات مختارة من كل سفر رغم أن جميعها أو معظمها مكرر .
ثمة اعتراف من يهوة بأن الشعوب المقيمة في المنطقة أي في الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا وأجزاء من العراق هي شعوب عظيمة وأعظم من بني اسرائيل ،رغم احتقار يهوة لها ومحاربتها لمنح أرضها وممالكها لبني اسرائيل :
1 متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها، وطرد شعوبا كثيرة من أمامك: الحثيين والجرجاشيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، سبع شعوب أكثر وأعظم منك
2 ودفعهم الرب إلهك أمامك، وضربتهم، فإنك تحرمهم. لا تقطع لهم عهدا، ولا تشفق عليهم
3 ولا تصاهرهم. بنتك لا تعط لابنه، وبنته لا تأخذ لابنك
4 لأنه يرد ابنك من ورائي فيعبد آلهة أخرى، فيحمى غضب الرب عليكم ويهلككم سريعا
5 ولكن هكذا تفعلون بهم: تهدمون مذابحهم، وتكسرون أنصابهم، وتقطعون سواريهم، وتحرقون تماثيلهم بالنار
6 لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك. إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض
7 ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب، التصق الرب بكم واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب
8 بل من محبة الرب إياكم، وحفظه القسم الذي أقسم لآبائكم، أخرجكم الرب بيد شديدة وفداكم من بيت العبودية من يد فرعون ملك مصر
ما تخفيه هذه المحبة اليهووية لبني اسرائيل أنه لم يكن لهم إله من قبل كسائر الشعوب لذلك اختارهم ليكونوا شعبا له ، ولو أنه قرر أن يختار شعبا آخر له آلهه لرفض ألوهيته ! لذلك اختار هؤلاء الرعاة الضعفاء ليكونوا شعبه ويفضلهم على الأمم . ويبدو من النصوص أن يهوة لا يقدر على آلهة الشعوب الأخرى وإلا لتخلص منها منذ زمن طويل ، واستعبد شعوبها ، ثم إن هزيمة هذه الآلهة مرتبطة بهزيمة الشعوب نفسها وتحطيم رموز آلهتها من أصنام وأوثان وغيرها.
9 فاعلم أن الرب إلهك هو الله، الإله الأمين، الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل
16 وتأكل كل الشعوب الذين الرب إلهك يدفع إليك. لا تشفق عيناك عليهم ولا تعبد آلهتهم ، لأن ذلك شرك لك
20 والزنابير أيضا يرسلها الرب إلهك عليهم حتى يفنى الباقون والمختفون من أمامك
حلوة قصة الزنابير.. ويمكن ليهوة أن يرسل الأفاعي والوحوش الأخرى لتحارب معه ومع بني اسرائيل .. يبدو أن خلق الجن لم يكن قد اكتمل عنده !
21 لا ترهب وجوههم، لأن الرب إلهك في وسطك إله عظيم ومخوف
24 ويدفع ملوكهم إلى يدك، فتمحو اسمهم من تحت السماء. لا يقف إنسان في وجهك حتى تفنيهم
25 وتماثيل آلهتهم تحرقون بالنار. لا تشته فضة ولا ذهبا مما عليها لتأخذ لك، لئلا تصاد به لأنه رجس عند الرب إلهك
تثنية (8)
2 وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر، لكي يذلك ويجربك ليعرف ما في قلبك: أتحفظ وصاياه أم لا
3 فأذلك وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك، لكي يعلمك أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الإنسان
هل هذه الفقرة مأخوذة من تعاليم المسيح أم أن المسيح أخذها من هنا . ننوه أن هذه الترجمة للتوراة هي عن اليونانية وقد تمت على يد 72 عالما في الإسكندرية حوالي 300 ق. م. وقد جرى تعديلات عليها في قرون لاحقة ، القرن الثالث والتاسع وهناك من يقول في القرن التاسع عشر أيضا . وجميع المعلومات هذه غير دقيقة كما هي كتابة التوراة نفسها التي نسبت إلى قرون مختلفة وكتاب مختلفين . (2)
جاء في الموسوعة الحرة عن التوراة السبعينية :
(ترجمة يونانية يشار لها بالحروف اليونانية LXX غدت اسماً توصف به الترجمات اليونانية كلها، أمر بها (بطليموس فيلادلفيوس) 285- 264 ق.م ،وتعود تسميتها لخبر يقول بأن أثنين وسبعين يهودياً ،ستة من كل قبيلة كلفوا بهذه الترجمة ونفذوها خلال سبعين يوماً، وهذا الخبر ينفيه الباحثون ويؤكدون على أن كثيرين شاركوا بها وذلك خلال فترة طويلة جداً، وتشتمل هذه الترجمة على أسفار غير موجودة في الكتاب المقدس العبري.) (3)
19 وإن نسيت الرب إلهك ، وذهبت وراء آلهة أخرى وعبدتها وسجدت لها، أشهد عليكم اليوم أنكم تبيدون لا محالة
20 كالشعوب الذين يبيدهم الرب من أمامكم كذلك تبيدون، لأجل أنكم لم تسمعوا لقول الرب إلهكم !
التهديد والوعيد حاضران دائما ، وفي الغالب بالإبادة ( أنكم تبيدون لا محالة ) إرغام لا جدال فيه على عبادة يهوة والإخلاص له .
تثنية (9)
1 اسمع يا إسرائيل، أنت اليوم عابر الأردن لكي تدخل وتمتلك شعوبا أكبر وأعظم منك، ومدنا عظيمة ومحصنة إلى السماء
كثيرا ما ردد يهوة هذه العبارة عن عظمة الشعوب ، ليذكر بني اسرائيل بما سيفعله من أجلهم ، أي سيجعلهم يتبوأون مكانة شعوب عظيمة ليحلوا محلها ويكونوا بديلا عنها !
2 قوما عظاما وطوالا، بني عناق الذين عرفتهم وسمعت: من يقف في وجه بني عناق
3 فاعلم اليوم أن الرب إلهك هو العابر أمامك نارا آكلة. هو يبيدهم ويذلهم أمامك، فتطردهم وتهلكهم سريعا كما كلمك الرب
4 لا تقل في قلبك حين ينفيهم الرب إلهك من أمامك قائلا: لأجل بري أدخلني الرب لأمتلك هذه الأرض. ولأجل إثم هؤلاء الشعوب يطردهم الرب من أمامك
وهنا يؤكد يهوة ما سبق وأن أشرنا إليه أنه لم يختر اليهود إلا لضعفهم وعدم وجود إله لهم ، وهنا يذكرهم بأنهم ليسوا أبرارا ( لأجل بري ) ، ويدعوهم أن لا يفكروا في ذلك حتى في قلوبهم . ويوضح الأمر أيضا في الفقرة اللاحقة :
5 ليس لأجل برك وعدالة قلبك تدخل لتمتلك أرضهم، بل لأجل إثم أولئك الشعوب يطردهم الرب إلهك من أمامك، ولكي يفي بالكلام الذي أقسم الرب عليه لآبائك إبراهيم وإسحاق ويعقوب
لم يبق ليهوة إلا أن يقول لهم . أنتم مجرد بدو رعاع وقطاع طرق لكني لم أجد غيركم ليعبدوني ، لكن إياكم أن تتبعوا إلها غيري فسأبيدكم ! وبالتأكيد اثم أولئك الشعوب أنهم عبدوا آلهة أخرى ولم يعبدوا يهوة.
6 فاعلم أنه ليس لأجل برك يعطيك الرب إلهك هذه الأرض الجيدة لتمتلكها، لأنك شعب صلب الرقبة
البدوي عنيد بطبعه ، رغم ضعفه ولا شك أن آخر شيء يفكر فيه هو أن يعبد إلها وخاصة على الطريقة اليهووية التي تكلفه الكثير من الكباش والتيوس والخراف والثيران والأموال والطقوس! فهو اعتاد الحرية والتنقل والترحال في الطبيعة وقطع الطرق! ويصعب عليه أن يدفع ثمنا باهظا لعبادة إله حتى لو ملكه أرضا ليست له !
7 اذكر. لا تنس كيف أسخطت الرب إلهك في البرية. من اليوم الذي خرجت فيه من أرض مصر حتى أتيتم إلى هذا المكان كنتم تقاومون الرب
8 حتى في حوريب أسخطتم الرب، فغضب الرب عليكم ليبيدكم
يبدو يهوة فاهما تماما لشخصية هذا البدوي العنيد ، ولا بد من تذكيره دائما بسيف
يهوة المسلط على رأسه !
9 حين صعدت إلى الجبل لكي آخذ لوحي الحجر، لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم، أقمت في الجبل أربعين نهارا وأربعين ليلة لا آكل خبزا ولا أشرب ماء
10 وأعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين بأصبع الله، وعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع
11 وفي نهاية الأربعين نهارا والأربعين ليلة، لما أعطاني الرب لوحي الحجر، لوحي العهد
12 قال الرب لي: قم انزل عاجلا من هنا، لأنه قد فسد شعبك الذي أخرجته من مصر. زاغوا سريعا عن الطريق التي أوصيتهم. صنعوا لأنفسهم تمثالا مسبوكا
التمثال المسبوك لا يضر البدوي ولا ينفعه لكنه يشكل همزة وصل بينه وبين القوة القائمة خلف الطبيعة قد تقيه شرها وهذا أقصى ما يريده . والأهم عند البدوي أن هذا التمثال لن يتطلب قرابين من الثيران والكباش والتيوس ، إلا إذا رغب البدوي في أن يذبح شاة عليه أو إلى جانبه ليأكلها هو وليس التمثال ، وقد يعمل البدوي تمثالا من التمر يأكله بدوره إذا ما جاع ولم يجد طعاما . وحادثة زيد بن عمرو بن نفيل مع النبي محمد المعروفة قبل النبوة والتي ترد في سيرة ابن هشام وفي العديد من الكتب التراثية تشير إلى أن العرب حين كانوا يذبحون شاة على صنم كانوا يذبحونها ليأكلوها وليس ليأكلها الإله أو تقدم كمحرقة ( تحرق ) له .(4)
13 وكلمني الرب قائلا: رأيت هذا الشعب وإذا هو شعب صلب الرقبة
14 اتركني فأبيدهم وأمحو اسمهم من تحت السماء، وأجعلك شعبا أعظم وأكثر منهم
15 فانصرفت ونزلت من الجبل، والجبل يشتعل بالنار، ولوحا العهد في يدي
يعيد موسى الحديث عن القصة حيث غضب يهوة وأهلك الكثيرين من اليهود كما أن موسى كسر الحجرين ..
تثنية (10)
1 في ذلك الوقت قال لي الرب: انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين، واصعد إلي إلى الجبل، واصنع لك تابوتا من خشب
2 فأكتب على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين اللذين كسرتهما، وتضعهما في التابوت
3 فصنعت تابوتا من خشب السنط، ونحت لوحين من حجر مثل الأولين، وصعدت إلى الجبل واللوحان في يدي
4 فكتب على اللوحين مثل الكتابة الأولى، الكلمات العشر التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع، وأعطاني الرب إياها
5 ثم انصرفت ونزلت من الجبل ووضعت اللوحين في التابوت الذي صنعت، فكانا هناك كما أمرني الرب
12 فالآن يا إسرائيل، ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه، وتحبه، وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك
13 وتحفظ وصايا الرب وفرائضه التي أنا أوصيك بها اليوم لخيرك
15 ولكن الرب إنما التصق بآبائك ليحبهم، فاختار من بعدهم نسلهم الذي هو أنتم فوق جميع الشعوب كما في هذا اليوم
16 فاختنوا غرلة قلوبكم ، ولا تصلبوا رقابكم بعد
17 لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة ورب الأرباب، الإله العظيم الجبار المهيب الذي لا يأخذ بالوجوه ولا يقبل رشوة
لا يقبل رشوة لكنه يحتاج إلى أعداد هائلة من القرابين والتقدمات!!
22 سبعين نفسا نزل آباؤك إلى مصر، والآن قد جعلك الرب إلهك كنجوم السماء في الكثرة
خصصنا حلقة سابقة للحديث عن هؤلاء السبعين الذين أصبحوا 620 ألفا !!
تثنية (11)
1 فأحبب الرب إلهك واحفظ حقوقه وفرائضه وأحكامه ووصاياه كل الأيام
2 واعلموا اليوم أني لست أريد بنيكم الذين لم يعرفوا ولا رأوا تأديب الرب إلهكم، عظمته ويده الشديدة وذراعه الرفيعة
3 وآياته وصنائعه التي عملها في مصر بفرعون ملك مصر وبكل أرضه
4 والتي عملها بجيش مصر بخيلهم ومراكبهم، حيث أطاف مياه بحر سوف على وجوههم حين سعوا وراءكم، فأبادهم الرب إلى هذا اليوم
9 ولكي تطيلوا الأيام على الأرض التي أقسم الرب لآبائكم أن يعطيها لهم ولنسلهم، أرض تفيض لبنا وعسلا
16 فاحترزوا من أن تنغوي قلوبكم فتزيغوا وتعبدوا آلهة أخرى وتسجدوا لها
17 فيحمى غضب الرب عليكم، ويغلق السماء فلا يكون مطر، ولا تعطي الأرض غلتها، فتبيدون سريعا عن الأرض الجيدة التي يعطيكم الرب
18 فضعوا كلماتي هذه على قلوبكم ونفوسكم، واربطوها علامة على أيديكم، ولتكن عصائب بين عيونكم
19 وعلموها أولادكم، متكلمين بها حين تجلسون في بيوتكم، وحين تمشون في الطريق، وحين تنامون، وحين تقومون
23 يطرد الرب جميع هؤلاء الشعوب من أمامكم، فترثون شعوبا أكبر وأعظم منكم
24 كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم. من البرية ولبنان. من النهر، نهر الفرات، إلى البحر الغربي يكون تخمكم
25 لا يقف إنسان في وجهكم. الرب إلهكم يجعل خشيتكم ورعبكم على كل الأرض التي تدوسونها كما كلمكم
26 انظر. أنا واضع أمامكم اليوم بركة ولعنة
27 البركة إذا سمعتم لوصايا الرب إلهكم التي أنا أوصيكم بها اليوم
28 واللعنة إذا لم تسمعوا لوصايا الرب إلهكم، وزغتم عن الطريق التي أنا أوصيكم بها اليوم لتذهبوا وراء آلهة أخرى لم تعرفوها
يهوة يتكلم بمنتهى الوضوح والصراحة . فأمام بني اسرائيل خياران لا ثالث لهما لخصهما في كلمتين : بركة ولعنة ،وشرحهما لهما !
*****
مراجع :
1- سفر التثنية من فصل (7) إلى (11)
2- مصادر مختلفة كثيرة
3- راجع الموسوعة الحرة على النت .
4- راجع السيرة النبوية لابن هشام وصحيح البخاري وغيرهما
حيث قدم زيد بن عمرو على النبي محمد قبل الرسالة فقدم له سفرة فيها لحم من شاة ذبحت على صنم .. ويبدو أن زيدا كان وقتها من جماعة الأحناف فأبى أن يأكل من السفرة ، بحجة أنه لا يأكل مما يذبح على الأصنام .
يمكن المراجعة على النت أيضا فيما يتعلق بالقصة وفيما يتعلق بمعرفة الأحناف في التراث الإسلامي .

#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات