أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كاظم الركابي وسورية حسين........!














المزيد.....

كاظم الركابي وسورية حسين........!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4707 - 2015 / 2 / 1 - 16:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كاظم الركابي وسورية حسين........!
نعيم عبد مهلهل
سورية حسين ...صوت غنائي ريفي دهشته تعطر الذاكرة بأطنان دمع أكثر ألف مرة من أطنان الزيت المنتهي صلاحيته الذي أرادوا أن يطعموا فيه الشعب المسكين والقابع منذ سنتين على رصيف ميناء أم قصر .!
اشتركت مع المطربة العربية الخالدة فائزة أحمد في إنشاد واحدة من أجمل أغاني الوجع العراقي ( ما يكفي دمع العين ) التي كتبها سيف الدين ولائي ولحنها الفنان رضا علي غير أن فائزة احمد انشدها بأداء مختلف وبحنجرة مصرية ولكن أداءها كان حرفيا ورائعا لأن إحساس الكلمة الروحي لا يتلائم تماما وذائقة حنجرة فائزة فأدتها كأغنية ناجحة اللحن والأداء ...
سورية حسين غنتها بأداء ساحر وأنشدت في بدايتها موالا يسرق من الألباب كل حزن اليوم القاري في البلاد المنتشية من غرام ذكرياتها ...
في نهاية تسعينات القرن الماضي كان الحصار قد أوغل في الجسد العراقي برماح القسوة الامبريالية و عنجهية المهيب وصار الرغيف مُدافا حتى ببرادة الحديد والذرة اليابسة ونسبة عالية من النخالة والشعير .وضرب الجوع في بطون الصبر حد الأحشاء العميقة ومنهم من كانوا روادا في الفن والرياضة والثقافة .
في هذا العام 1999انتبه الشاعر الغنائي المرحوم كاظم الركابي صاحب الأغنية الأثرية ( يانجمة ) الحان كوكب حمزة وغناء حسين نعمة . إلى هذه المطربة التي لفها النسيان ولم يعد احد يتذكر صاحبة الصوت الشجي حد الرقبة المذبوحة من هيام قبلات عشيقها وراح يفتش عنها ليعمل معها لقاءا لصحيفة الناصرية .ووجدها تعيش في حي فقير في أطراف بغداد وقد ناهز عمرها الثمانين عام ..
وكان ربورتاجا رائعا أنجزه الشاعر الراحل كاظم الركابي مع فنانة هرمة ولكنها تتذكر كل شيء .وكان غناءها لم يزل عذبا كما دجلة والفرات قبل أن يصيرا مقبرة للجثث المغدورة والشحة التي أوجدتها السياسة وحرب المياه والضغوط التي يصنعها عبد الله أوجلان على الحكومة التركية من جهة ديار بكر ، فتدفع أهوار العراق وسومر ثمنها ..!
تذكرت لحظاتها الرائعة مع المطرب داخل حسن ، وقالت أن الحظ لم يخدمها كما بنت الريم وبناتها اللواتي قدمت معه حفلات ريفية رائعة . وبقيت تعيش لهفة أن تأتي الى الناصرية وتنشد مع داخل حلم حنجرته المضيئة بموالها الشطري ، لكن هذا لم يتم.
سوى أنها ذات مرة واحدة أغنيته الشهيرة ( يا ما خذات الولف ، ولفي وأريد وياه )
انتبه العالم أن هذه الملكة التي لم تزل تعيش وأنها تشكوا الفاقة والجوع وليس في غرفتها سوى البساط المفروش ومرآة تراجع عليها زينتها ومكياجها وتعلق فوقها باروكة شعرها السوداء التي ارتدتها في أول أغنية تلفزيونية مصورة لها في خمسينيات القرن الماضي ...!
كان هذا الريبورتاج اقل وفاء يمكن أن يقدم لهذه ( الدوقة ) الرائعة .ولكن احد لم يلتفت إليها فالجميع في سباق مع العيش الأكثرية الساحقة تعلق على بطونها بطاقة التموين والقلة القليلة تنعم بالحرير والمطاحن والأسواق والمقاولات والمزارع .فسحقت ماكينة النسيان سورية حسين حتى بعد ظهور هذا الربورتاج.
غنى داخل حسن حفيد أور نمو ..ونرام سين وحضارة لكش أغنيته الرائعة ( يا ما خذات الولف ..ولفي وأريد وياه ) ولأنه أحس بأن الأغنية تحتاج إلى مساحة صوتية أكثر عذوبة في صوت الأنثى فأعطاها لسورية حسين .فغنتها بمقدمة من أبوذية يدمي القلب و( يذبح ذبح ) وحرصت سورية أن تعطي للأغنية عطرا اوبراليا لنواح سومري عجيب حتى تتخيل إن إيقاع الأغنية يتصاعد مع الألم الإنساني في كل حروب البلاد منذ سقوط أور حتى سقوط بغداد تحت وقع أقدام ارتال المارينز فسماع هذه الأغنية يشيد لنا أبراجا من سريالية التخيل ويعطينا زخما عاطفيا شهيا لنكون ونستعيد بهجة ما كان بعيدا عن هذا الوجع المظلل في واجهات سيارات المسئولين والحضارة العقيمة وفتاوى القتل المبرمج للعقول والمبدعين وحتى الحلاقين ....!
سورية حسين ..حملت اسم سوريا ..لكنها لا تشبهها ..!
سورية اليوم أصبحت في قوافل الراحلين والذين اخذهم النسيان الى قبورهم ، تجرحها عربدة التظاهرات والمطالب وترتفع الأكف والأدعية لتبقى سالمة وأمينة بعيدا هن عبث المتصيدين في أحلام فقراءها لينشؤوا دولتهم الهامشية في وهم تطبيق شريعة التكفير بالسيف والمنشار ومايكروسوفت ..هي لاتشبه سورية ..لان سورية البلد هي لمذاق شامها وعتباتها وأبواب حارتها ، فيما سورية حسين صوتا لعذوبة حلم المواطن الذي وعى كل هواجس عراق القرن العشرين وصار يسمعها في انتشاء وبذات اللحظة يمسك كتابا لجيفارا أو وصايا للينين أو تفسيرا قوميا ، أو حتى بعض المتدينين رأوا إن لحظة لقلبك ويوما لربك وسماع صوتها بعض محاسن تلوين الروح بالشجن.
ماتت سورية حسين ، ومات الشاعر الرائع كاظم الركابي ، وحتما نشيد النغم السومري كان معلقا بدهشة الغجرية التي قال عنها الشاعر الاسباني لوركا : غناء الغجر الأوفياء نافذة لسماء زرقتها قاتلة.....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجم والي ( دخان المارلبورو وكوفية عرفات وكرايسكي )
- ناصر خزعل ... الناصرية ظل قمرٍ في وجه أم..!
- موناليزا وسحابةُ شِعرْ....!
- ( تعريف لمدينة أسمها الناصرية )
- ( الناصرية ) طينٌ وحنينٌ وآلهة وأيطاليون
- آرب آيدول ( القومية العربية والكردي عمار الكوفي )
- أمير دوشي ...هاملت في أور
- كاظم عريبي ( فاكهة الفكاهة في الناصرية )
- الفولتارين و ( واحد يسأل واحد )...!
- أسرار مدينة الناصرية
- حسن داخل حسين ( شهيدا )
- قبر أخي والثقافة السومرية
- الناصرية مدينة عباءتها حنجرة ( أبو كاظم )
- للناصرية ، تعطش والماءُ مَطر
- الماوردية في الشعر......!
- عاشوريات
- رفات احمد الجاسم ..يهبط سعيدا في الناصرية
- ماركس والميتافيزيقيا
- إشراقات مندائية
- الديانة المندائية ..أعشاش النور والنجم المسحور


المزيد.....




- نتنياهو يرد على بايدن بشأن تعليق إرسال الأسلحة إلى إسرائيل: ...
- انتعاش النازية في أوكرانيا وانتشار جذورها في دول غربية
- شركات عالمية تتوجه نحو منع -النقاشات السياسية- في العمل
- بالفيديو.. طالبة توبخ رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف ...
- بعد إجراءات تأديبية مثيرة للجدل بحق طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئ ...
- بيستوريوس: روسيا ستظل أخطر تهديد للأمن الأوروبي
- البنتاغون يعلق على إعلان روسيا إطلاق مناورات باستخدام الأسلح ...
- فوائد وأضرار نبات الخزامى
- الألعاب النارية احتفالا بعيد النصر
- ميقاتي يبحث مع هنية آخر التطورات والمستجدات السياسية والميدا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - كاظم الركابي وسورية حسين........!